أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دعاء البياتي - التغيب العقلي و سيطرة العاطفي في ظل عصر السبحة و العمامة















المزيد.....

التغيب العقلي و سيطرة العاطفي في ظل عصر السبحة و العمامة


دعاء البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التغيب العقلي و سيطرة العاطفي في ظل عصر السبحة و العمامة

كيف تخلق مجموعة من العبيد تمتثل لأوامرك و تطيع بدون تفكير ؟؟ فهم موجودون فقط لينفذوا لا ليناقشوا و لا ليفكروا و لا ليعترضوا !!

اولا التغييب الايدولوجي العرقي :

لعل اهم معلم من معالم التغييب الايدولوجي العرقي هي النازية بزعامة هتلر الذي اعتمد بشكل اساسي على التغييب الايدولوجي العرقي حيث قام بزرع فكرة ايدولوجية وهمية تنص على ان العرق الاري هو عرق الهي (( تعبير مجازي )) وانه افضل عرق بشري وجد بين البشر و هذا العرق وجد لكي يسود الاخرين و يحكمهم , و مهمة هتلر الالهية هي تصفية البشر و تنقية الارض من كل الاعراق الباقية (( على اعتبارهم فايروسات بشرية )) فهم لا يحق لهم الحياة و ان حق لهم هذا فيجب ان يكونوا عبيدا و اتباع لأسيادهم الاريين و تحت قوانين و انظمة نازية فاشية صارمة .
و كان من ضمن المحكوم عليهم بالإعدام و التصفية العرقية هم اليهود , و المحارق النازية التي اقامها تشهد له على هذا الاجرام الغير انساني , اما العرب فحدث و لا حرج فلقد وضعهم في خانة الحيوانات الدابة التي تأكل و تتناسل فقط !! ربما كان يخطط لأقامة حديقة حيوان بشرية يكون سكانها من العرب من يدري ؟؟
هكذا سير هتلر الالمان نحو الهاوية , الالمان المغسولين الدماغ بأيدولوجية وهمية عرقية نازية المستثارين عاطفيا و فاءا لعرقهم الالهي (( اراهن بأنه كان من بينهم من رفض هذه الايدولوجية لكنه التزم بالصمت خوفا على حياته و حياة اسرته من بطش السلطة النازية )) .

ثانيا التغييب العقلي الديني او العقائدي :

الحملات الصليبية و الفتوحات الاسلامية و محاكم التفتيش هذه هي اهم المصطلحات التي تندرج تحت بند واحد و هو التغييب العقلي الديني او العقائدي , وهو تغييب قائم على مبدأ الفكر الاحادي يعني ان اصحاب هذا الدين هم من يملكون الحقيقة المطلقة و من لهم اليد العليا (( يد الله )) لفرض عقيدة و دين الرب على الاخرين حتى و ان كان هذا الفرض بالقوة و الاكراه , فهم الحق و ما عداهم باطل (( رجس , كفر , وثنية ... الخ )) فكرهم هو الفكر الالهي و افكار و معتقدات غيرهم هي اعمال شيطانية وجب تصفيتها و ابادتها عن بكره ابيها !!
و هنا يُسيِر اسياد هذا التغييب قطيعهم المطيع بعاطفة الدين بعد ان يقوموا بغسل دماغه و اخصاء فكره و قتل العقلانية فيه , فيتبعهم المغيبون عقليا المستثارون عاطفيا لتنفيذ كل اوامرهم بعماء و دوغمائية , فينتج عن هذا التغييب المجازر و القتل و الاستيلاء على اراضي الاخرين بدون حق (( سوى حقهم الالهي المزعوم !! )) تندرج ايضا تحت بنود هذا التغييب (( الحركة الصهيونية , الحركات الارهابية الاسلامية , الاقتتالات الطائفية المذهبية )) , و لعل افضل المشاهد التوضيحية عن هذا التغييب في عصر السبحة و العمامة , الانتحاريين الذين يفجرون انفسهم ايمانا بنصرة كلمة الله و ايمانا بحصولهم على حور عين بكار مكافأة من الله على جهادهم المقدس في قتل الابرياء !!

ثالثا التغييب السياسي القومي و التغييب الايدولوجي السياسي :

نأتي الى مثال ثالث من التغييب و هو التغييب السياسي القومي (( كحزب البعث )) و التغييب الايدولوجي السياسي (( كالشيوعية )) , هذان المثالان يشيران بدقة الى اقتياد قطيع يؤمن بأيدولوجية سياسية معينة عنصرية المحتوى و الطابع فكل من لا يتبع هذه الايدولوجية السياسية سيكون مصيره السجن و التعذيب و القتل و التهجير عقابا لهم على انتمائهم لفكر سياسي مخالف لفكرهم .

بعد هذه المقدمة البسيطة نأتي الان الى واقع العراق و ما يعانيه في عصر احببت ان اسمية عصر السبحة و العمامة :

تندرج تحت هذا التغييب العقلي (( تغيب عقلي ديني و عقائدي و طائفي + تغييب ايدولوجي عرقي و عشائري قبلي ))
هذا الخليط الهجين المتمازج هو من كون عصر السبحة و العمامة (( عصر الكهنوت في ظل عصور الشرق الاوسط المظلمة و التي نعيشها اليوم )) .
فالأيادي الاثمة السوداء (( ايادي الكهنوت السياسي الديني )) هي من تعمل على استثارة مشاعر الغيظ و الكراهية و العنصرية بين افراد الشعب الواحد , لغرض واحد إلا وهو السيطرة تحت مبدأ (( فرق تسد )) , فيعملون على خلق اعداء وهميين و ينصبون انفسهم المدافعين عن ابناء الطائفة و الدين و العشيرة من شر الاديان و الطوائف و العشائر الاخرى !! (( الدونكي شوووت و مهزلة صراعه المستميت مع الطاحونة على اعتبارها عدوا وهميا يحاول ان يفتك به و بقومه )) , خطة واضحة لكل شخص صاحب بصيرة .
تعال احميك من اتباع الاديان الاخرى و الطوائف الاخرى التي تحاول ان تفتك بك و تقتلك و تسلب حريتك و تشردك و تجوع اطفالك و تيتمهم و تستعبدهم !! انا الحامي انا الناصر للدين انا الناصر للمذهب و الطائفة انا الناصر للعرق و العشيرة و القومية (( هكذا يقول الكهنوت السياسي الاسود )) , فيجذبون نحوهم ضحاياهم الخائفين من اعداء لا وجود لهم فهم من خلقوهم و هكذا ينطبق الحال على كل اطياف الشعب العراقي .

لا الوم العراقيين الخائفين فهم ضحايا الارهاب الذي يمارس بحقهم يوميا و الذي وجد و ولد من رحم الكراهية الدينية لخدمة اجندة الكهنوت السياسي الناعق بالفرقة و المذهبية الطائفية , فهذا شيخ ينعق من قناته الدينية الطائفية اللهم عليك بالروافض الانجاس اقتلهم و جمد الدماء في عروقهم ... الخ و ذلك الاخر ينعق من قناته الطائفية اللهم عليك بالنواصب اقتلهم شردهم .. الخ .

في ظل بيئة عفنة مليئة بالإرهاب و القتل و الاغتيالات ولدت سلطة الكهنوت الديني لتغذية شرايين الكراهية و الاحقاد العنصرية , لتقسيم العراق الى معسكرات دينيه طائفية مذهبية و عرقية , الخطاب الديني اخطر انواع الخطابات و ابشع انواع الاسلحة التي يستخدمها الكهنوت السياسي .

فيما مضى عاش المسلم مع المسيحي و اليهودي و الصابئي و الايزيدي في مكان واحد و على ارض واحدة و تحت سقف واحد و عاش السني مع الشيعي , و العربي مع الكردي و التركماني كلهم عاشوا بود و وئام و محبة (( على ارض العراق المتعددة الاطياف )) , لكن اليوم نراهم احدهم يخشى الاخر احدهم لا يأمن غدر و خيانة و بطش الاخر حتى باتوا يتقوقعون على انفسهم يتحزبون مع انفسهم ينفصلون عن انفسهم !!
كل هذا برأيك ما هو سببه يا ترى ؟؟ الجواب بسيط انة بسبب التغييب العقلي الذي مارسه الكهنوت السياسي الاثم (( فيدراليات , فرق تسد , حكم الاغلبية ... الخ )) مصطلحات عنصرية بعيدة عن روح الحب و الوحدة و جوهر الانسانية فألى متى عزيزي العراقي ستبقى مستسلما لسلطة السبحة و العمامة ؟؟

استيقظ قبل ان تنقرض كما انقرضت الديناصورات من قبلك (( علما ان الديناصورات لم يقتل احدهم الاخر بل ماتوا جميعا نتيجة لضرب نيزك عملاق الارض )) , ترى هل سنستيقظ ام ننتظر نيزكا يريحنا من عبثية الكهنوت السياسي ؟؟



#دعاء_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دعاء البياتي - التغيب العقلي و سيطرة العاطفي في ظل عصر السبحة و العمامة