أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضر عواد الخزاعي - تأسيس الدولة العراقية الحديثة والخطأ التاريخي للمؤسسين















المزيد.....

تأسيس الدولة العراقية الحديثة والخطأ التاريخي للمؤسسين


خضر عواد الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يختزل المفكر الامريكي فرانسيس فوكوياما فكرة بناء الدولة وتأسيسها بالقول (أن المقصود ببناء الدولة هو إنشاء مؤسسات حكومية جديدة وتقوية الموجود منها ) المصدر من كتاب بناء الدولة لفوكوياما . لكن هذه الفكرة لصغرها كانت تبدو مهمة أقرب ماتكون الى المستحيلة حين واجهت المؤسسون الأوائل من الرواد الذين تبنوا مشروع تأسيس أول نواة للدولة العراقية في العصر الحديث بعد أنهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى في العام 1914والتي حكمت العراق بما يناهز الأربعة قرون عرفت فيما بعد بالعصور المظلمة وكان لذلك أسباب عديدة يروي المؤرخ العراقي عبد الرزاق الحسني في كتاب -العراق قديما وحديثا- (أن طيلة االحكم العثماني للعراق كان العراق في حالة يرثى لها من التردي والانحطاط وسوء الإدارة فلا عجب اذا ما انتهى القرن التاسع عشر واالبلاد ماتزال في حال من الفوضى والتفسخ فنشأ فيها االجهل وسيطرت االخرافات وأند رست معالم المدينة والحضارة وانتشرت الأمية ). أضف الى ذلك أن البلاد التي كانت مقسمة الى ثلاث ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة كانت بعيدة كل البعد عن مظاهر المدنية والتمدن الا في مراكز الولايات ونظرة الى التقسيم الديموغرافي للعراق آنذاك يبين لنا حجم الكارثة ففي منتصف القرن التاسع عشر كان عدد سكان العراق يقارب المليون ونصف المليون نسمة 35 % منهم من البدو 17% من سكان المدن فيما يشكل سكان القرى والريف مانسبته اكثر من 50% .. المصدر محمد سلمان حسن (التطور الاقتصادي بالعراق ص97 ) يظهر هذا التقسيم ان العراق في أغلبيته كان بلداً زراعياً كان فيه المثقفون وأبناء الطبقة الوسطى والأفندية أقلية نادرة ، في هذه الضرف وجد العراقيون أنفسهم وجها لوجه أمام جيوش إمبراطورية عظيمة تمتلك كل وسائل القوة والتفوق بما تمتلكه من مخترعات حديثة كالطائرات والسفن والشاحنات والمدفعية بعد أن تخلت عنه الدولة العثمانية لتتركه ليواجه مصيره لوحده رغم أن العراقيين ظلوا يحاربون القوات البريطانية لأربعة سنوات تحت العلم العثماني .أن القوى المؤثرة في الشأن العراقي آنذاك كنت تتمثل 1- برجال الدين في الكاظمية وبغداد والنجف وكربلاء2- نفوذ وسطوة رؤساء العشائر في غرب وشمال وجنوب والفرات الاوسط من العراق 3- رجال الطبقة الارستقراطية من التجار والملاك 4- والافندية وأنصاف المتعلمين .
لذلك كان من العسير جداً تشكيل موقف موحد يتسم بالقوة والأرادة أزاء سلطة الاحتلال البريطانية الجديدة التي كانت تعتبر ذلك الوقت واحدة من أبرز مدنيات العصر ومن القوى العالمية المتنفذة وصاحبة السيادة في اكثر بقاع الأرض عملت بريطانيا بعد أن أستتب لها الأمر بالعراق على أعلان نظام الأنتداب في مؤتمر سان ريمو في 25 نيسان 1920 لكن سبق هذا رغبة الحكومة البريطانية في أستبيان رأي العراقيين في شكل الحكم الذي يرغبون به بعد أن واجهت مشاكل متعددة هدد نفوذها بالعراق وهي المعارضة التي كانت تلاقيها بالمدن وكذلك عصيان العشائر ورفعها السلاح بوجه القوات البريطانية فلجأت الى الطلب من الحاكم البريطاني ببغداد السير أرنولد ولسن للطلب من أهالي العراق أجراء أستفتاء على شكل الحكم الذي يرغبون به صيغت بشكل ثلاث اسئلة موجهة للعراقين في 30 تشرين الثاني 1918وهي كما يلي :
هل يفضلون دولة عربية واحدة تحت ارشاد بريطاني تمتد من حدود ولاية الموصل الشمالية حتى الخليج ؟
هل يرغبون ان يرأس هذه الدولة رجل عربي من اولاد الشريف حسين ؟
من هو هذا الرئيس الذي يريدونه ؟ المصدر لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الجزء الخامس ص68 .
الملاحظ هنا أن الرسالة المشروع أغفلت ذكر العراق بل كان الحديث يدور حول الخيار بين حكومة عربية أو حكم بريطاني وهذا التدبير البريطاني كان من شأنه أضعاف الروح الوطنية للعراقيين وربط مصيرهم ببريطانيا من خلال حاكم عربي هو احد أنجال الشريف حسين ملك الحجاز مكافأة له على دوره في اشعال الثورة العربية ضد الدولة العثمانية وكذلك تعويضاً للامير فيصل عن سلبه تاج سوريا وعامل تهديد مستمر على ملوك العراق في أي شأن كان يطلب منهم فيه الخيار بين طاعتهم لبريطانيا صاحبة التفضل وبين اختيارهم لمصالح العراق . هنا انقسمت وجهات النظر بين فريقين فريق تبنى فكرة القبول بالحاكم العربي وأقامة المملكة العراقية وقسم آخر تبنى مشروع بريطانيا أن يبقى العراق تحت الوصايا البريطانية الا ان يصبح مواطنوه قادرين على حكم بلادهم وانفسهم .
أن المتابع لعملية الاستفتاء وما رافقها من تجاذبات بين أطياف المجتمع العراقي يبين لنا الخطأ التاريخي الذي وقعت به النخب السياسية من أهمال واضح للمطالبة بحاكم عراقي لمملكة عراقية بدل الاصرار على الحاكم العربي المتمثل بأحد انجال الشريف حسين .
ولنأخذ نماذج من وجهات النظر التي سلمت إلى الحاكم الانكليزي ولسن على شكل مضابط ولنبدأ ببغداد حيث كان رد وجهاء الطائفتين في الاجتماع الذي عقد في 22 كانون الثاني 1919 في حديقة الملة (إننا ممثلو الأسلام من السنة والشيعة من بغداد بما اننا أمة عربية واسلامية فلقد اخترنا لبلاد العراق الممتد من شمال الموصل الى خليج العجم دولة واحدة عربية يراسها ملك عربي مسلم هو احد انجال الشريف حسين مقيد بمجلس تشريعي وطني مقره بغداد ) المصدر علي البازركان ( الوقائع الحقيقية ) ص67.
ونلاحظ هنا أيظاً التغييب القسري لمصطلح الأمة العراقية واستعيض عنه بمصطلح الأمة العربية والأسلامية وهذا أول إجحاف يلاقيه العراق على يد أبنائه فيما كانت الفرصة مواتية لأن يبت الرأي باختيار ملك عراقي يتفق عليه الطرفان ولقد كانت هناك الكثير من الخيارات المطروحة لشخصيات عراقية مثل عبدالرحمن النقيب وطالب النقيب ورشيد الخيون والأمير خزعل الكعبي أمير المحمرة ، في مدينة النجف كان الرد مشابهاً لبغداد ولقد صرح به الشيخ عبدالواحد الحاج سكر رئيس عشائر فتلة في الفرات الاوسط بحضور الحاكم السياسي ولسن ( بل نريد حكومة عربية وطنية ). المصدر عبدالرزاق الحسني ( الثورة العراقية الكبرى ).
وفي كربلاء كان الجواب ايظا على شاكلة بغداد والنجف حيث أصر الحاضرون على اختيار عبدالله أو زيد من انجال الشريف حسين لحكم العراق . المصدر عبدالرزاق الوهاب كربلاء في التاريخ الجزء الثالث ص53 .
لقد تضافرت عوامل عدة على إغفال دور الحاكم العراقي والتأكيد على الهوية العربية للحاكم المقبل للعراق وكان ذلك يجري في كواليس السياسة دون التصريح به علانية وكان لعامل التردي وسوء الاوضاع العامة في المدن والتناحر المستمر بين القبائل لتوسيع نفوذها والخشية من أن يتبوء كرسي الحكم شخص عراقي ربما يقوم بتفضيل طائفة على اخرى أو قومية على أخرى كلها أسباب ربما دعت الكثيرين ممن تصدوا للعملية الصعبة وهي أن يكون لهم رأي في تأسيس أول مملكة عراقية معاصرة والملفت للنظر هنا حتى الذين تناولوا تلك الفترة المهمة وأثروها بالبحث والتنقيب بالمؤلفات المهمة لم يجدوا أو يدونوا سبباً موضوعياً لما حصل حينها وأقصد به أهمال الدور العراقي والشخصية العراقية في عملية التأسيس تلك فيذكر المؤرخ علي الوردي تعليقاً له على عمليات الأستفتاء وما نتج عنها بالقول ( أقتصرت المعارضة بالأستفتاء على المدن الأربع التي ذكرناها وهي بغداد والكاظمية وكربلاء والنجف أما في المدن الأخرى فجرى الاستفتاء عموماً وفق ما أراده ولسن وأعوانه ولم يقع فيها خلاف أو ضجة ، وقد أجمع الوجهاء والرؤساء في المدن كلها على المطالبة بالحكم البريطاني المباشر ) المصدر لمحات اجتماعية من تاريخ العراق ص86 . أن ماحصل في ذلك الوقت رغم قسوته وصعوبته للقائمين عليه اِلا أنه يظل واحداً من الأخطاء التاريخية الكارثية التي ظل العراقيون يدفعون ثمنها حتى هذا الوقت .



#خضر_عواد_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زعيم كوريا الشمالية يبعث برسالة لإيران بشأن وفاة إبراهيم رئي ...
- هل أحكمت الشركات الصينية قبضتها على قطاع الطاقة؟
- لقطات تظهر المشتبه بهم في انقلاب الكونغو الفاشل
- الجيش الإسرائيلي: اعترضنا جسما جويا مشبوها من الأراضي السوري ...
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة ليس إبادة جماعية
- سيناتور أمريكي يدق ناقوس الخطر حول احتمالية التخلي العالمي ع ...
- يا شباب العالم اتحدوا
- -شرارة لحرب عالمية ثالثة-.. -بوليتيكو-: قلق أمريكي من اتهام ...
- دقيقة صمت في مجلس الأمن الدولي حدادا على مصرع الرئيس الإيران ...
- إسرائيل تعلن انتشال جثامين 4 رهائن من أنفاق في غزة


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضر عواد الخزاعي - تأسيس الدولة العراقية الحديثة والخطأ التاريخي للمؤسسين