ليس أنت الذي تخاف يا أنور البني

مركز حريات

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 08:34
المحور: حقوق الانسان
    

ليس أنت الذي تخاف يا أنور البني
عمار مصارع

بخبرة ومعرفة (من شيّع ودفن) أكثر من عقدين من حياته في جريدة "الثورة" السورية الحكومية أقول لك صديقي أنور البني أن ما قرأته في الصفحة الأولى من جريدة "الثورة" الغراء التي تطبع أربعين ألفا، ومرتجعها في أيام عزّها أربعون ألفا ونيف...أقول لك إن من كتب عنك بالأمس، ليس أكثر من متعيّش، جغرافية الوطن التي يعرفها هي التي تمتد بين الراتب والمكافأة، وتاريخ الوطن في نظره هو تاريخ انحناءاته لمدرائه، يبدل رأيه بصندوق كونسروة، ويبيع أهله من سابع جد وإلى اليوم بأربع وعشرين زجاجة بيرة.. وغيرها من معطيات (مسك اليد) أقول لك واثقا: من خونك..هو العدو الأول لهذا البلد الذي نريد للأوربيين أن يلهثوا للشراكة معه، لا أن يركّبوه في (دويخة) الشروط، ومواطنه يناقش مدى ماستزيد شراكة الأوربيين من رفاهية له لا لمرتزقته، ووشاته يبحثون عن أماكن لمواهبهم في بريد القراء ولا"يتبروظون" على الصفحات الأولى.
صديقي أنور البني
لاتخف فما كتب عنك ليس أكثر من طبخة (جظ مظ) إعلامية، تسلق فيها اللغة القديمة ويضاف إليها الكلام الإنشائي المقلي الممزوج بعجينة الاتهامات الجاهزة، وتطبخ في جرائد قارئها يشكك حتى في دقة شبكة كلماتها المتقاطعة، وبأيدي طهاة من الكتبة الذين يعملون حسب الارشادات والمعايير والمقادير التي تعطى لهم، وفي النهاية تقدم للزبون صفحات لايستفيد منها بشيء، اللهم إلاّ إذا ألهمه ذكاؤه وأنجدته فطنته بوضعها تحت أباريق الشاي وصحون الطعام.
لا تخف ياأنور البني (وأنا واثق أنك لن تخاف) من طبخة الشؤم هذه، التي لاتذكر إلاّ بطبخة شارلي شابلن الشهيرة لحذائه، وهؤلاء الكتبة الذين وضعوا كل مافي مطابخهم من فلفل وبهار و"صوص حار" على اسمك في الصفحة الأولى، هل يعرف أي منهم محتوى اتفاقية الشراكة التي يتحدثون عنها؟ وهل يعرف أي منهم أن هذه الاتفاقية لاتهم أحداً إذا لم تنم أنت وأنا وسوانا من مواطني هذا البلد في بيوتنا التي يطالب المحرر السياسي لجريدة الثورة صراحة وعلى صفحتها الأولى بأن تنام في مكان مجهول؟!
صديقي أنور البني
أنا عمار المصارع ابن خديجة الفواز معك..ولست وحدي الذي سيقول لك اليوم أو غداً أو بعد غد: أنا معك، فكل من سمع صوتك في محكمة أو في راديو، أو شاهد صورتك في تلفزيون، أو قرأ كلامك في صحيفة وأنت تدافع عن حقوق السوري، بمن فيهم المحرر السياسي لجريدة الثورة، سيقول لك: أنا معك!
أما هذا المحرر السياسي الذي يغار على اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية، إلى الدرجة التي يخون فيها مواطنيه تخويناً صريحاً فهل بإمكانه أن يشرح لقرائه مامعنى هذه الاتفاقية لمواطن يصفه بالخيانة، وهل أصبحت الخيانة تهمة سهلة إلى الحد الذي يمكننا فيه إلصاقها بأي مواطن!؟
يا جماعة إن مافعله أنور البني هو رأي اجتزأ ليصبح مناسباً للاتهام، فهو طالب بربط قضية حقوق الانسان في وطنه باتفاق الشراكة، أما مافعله المحرر السياسي لجريدة الثورة فهو أخد الدور التكفيري لأبو مصعب الزرقاوي بهدر دم أنور البني!

#مركز_حريات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات