أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وكزيز موحى - الشهيد عبد الحكيم المسكيني بين مطرقة -المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان- وسندان الصمت. الورقة الثالثة.














المزيد.....

الشهيد عبد الحكيم المسكيني بين مطرقة -المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان- وسندان الصمت. الورقة الثالثة.


وكزيز موحى

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 22:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الشهيد عبد الحكيم المسكيني بين مطرقة
"المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان" وسندان الصمت.
الورقة الثالثة.
وكزيز موحى. يوليوز. فرنسا
يرقد الشهيد عبد الحكيم المسكيني، أحد شهداء انتفاضة يناير 1984 المجيدة، بمقبرة حي المطالب، زاوية الشيخ، ليس بعيدا عن السكن الذي ترعرع وكبر فيه. عاش الشهيد في حضن عائلته في هذا الحي الشعبي.
كدت الأم كما الأب بما يملكان من قوة عمل وصبر وعناد لمواجهة صعوبة الحياة ولضمان لقمة ورغيف للأولاد، شأنهما شأن أوسع الجماهير الشعبية المهمشة على طول وعرض الأطلس المتوسط وسائر قرى ومدن وطننا الجريح.
لم يحض الشهيد بالاهتمام والعناية الكافيين لتسليط الأضواء عليه وعلى نضالا ت المنطقة بما فيها النضالات والتضحيات التلاميذية بمدينة القصيبة.
إن جل تاريخ المنطقة بقي مجهولا وعرضة للارتزاق والتشويه من طرف قوى رجعية وغيرها، لا مصلحة لها في تبيان وإبراز واقع وحقيقة الصراع. طال النسيان مدينة القصيبة ومن خلالها جل مناطق الأطلس المتوسط بل كل المغرب "غير النافع" وحتى "النافع"، رغما عن العدد الهائل للمناضلين الذين أنجبتهم المنطقة. لا يخلو واد، كما لا يخلو جبل، أو هضبة، أو قرية أو مدينة من نضالات وتضحيات تمتد جذورها إلى عقود من الزمن. عمل النظام بعد أن التف على معركة التحرر الوطني على سلخ ومسخ تاريخ الأهالي لتسييد ثقافة الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع، واعتمد في ذلك بالإضافة الى القمع على أدوات إيديولوجية وثقافية واجتماعية منها الزوايا، رجال الدين وأعيان القبائل.
اعتقد أن الإهمال الذي طال الشهيد، يندرج في هذا السياق العام. زد على هذا، أن إقبار قضية الشهيد قد ارتبط أشد الارتباط، بالمسار النضالي وخطه الجدري والتقدمي. يحضرني، وأنا أكتب هذه الأسطر حول الشهيد، لحظة من فترة الاعتقال في إحدى مراكز التعذيب التي مررت منها واجهل مكانها بالرباط، حيث قال لي احد الجلادين وأنا معصوب العينين: "كيف أن تكون من القاعديين وأنت تنحدر من منطقة الشرفاء والأولياء الصالحين، أم أنك... تعتقد نفسك من مناهضي الملك ومقاومي الاستعمار؟ إننا صفينا إلى الأبد كل من يعتقد انه يستطيع إسقاط الملكية لحمة المغرب. ونحن له بالمرصاد". واسترسل قائلا :"استمتع ا.... بجبال الأطلس وعيونه وسهراته. أنا شخصيا مطمئن وسعيد. أذهب إلى القصيبة وزاوية الشيخ واستمتع بأجمل بناتكم في عقر دوركم. استمر أنت يا...في النضال والوهم. انظر لحالتك. إننا صفينا مع أسلافكم والبلاد في آمان رغما عن تخريبكم لها..."
بالفعل لقد واجه النظام بإداراته و مؤسساته المدنية والعسكرية، أي فعل جماهيري سواء كان منظما أو عفويا بالحديد والنار. ونال العقاب الجماعي كل مناطق الأطلس حيث التهميش الاجتماعي والاقتصادي والفقر والأمية والأمراض هم سيد الحياة العامة بهذه المنطقة الغنية بثرواتها البشرية والطبيعية. في هذه الأجواء والأوضاع العامة، ترعرع الشهيد وحول أنظاره إلى المستقبل، إلا أن أيادي النظام سرقته من بيننا ومن أحضان أسرته لتغتاله مرتين.
خلافا لما كتبه جيل بيرو، الكاتب الفرنسي، في كتابه "صديقنا الملك" لم يستشهد عبد الحكيم المسكيني مضربا عن الطعام مع مجموعة الشهيدين الدريدي وبلهواري، بل استشهد بالسجن المحلي ببني ملال يوم 19 يوليو 1984 في صفوف مجموعة أخرى، مجموعة معتقلي انتفاضة يناير 1984 بالقصيبة موحى وسعيد. وللإشارة راسل رفاق الشهيدين الدريدي وبلهواري الكاتب لتصحيح المعطيات بهذا الشأن، إلا انه لم يفعل.
اغتال النظام الشهيد عبد الحكيم المسكيني مرة ثانية عن طريق "المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان".
توضيح لابد منه:
إن لعائلة الشهيد كامل الحق وواسع النظر أن تطلب بتعويض عن استشهاد ابنها وخصوصا أمام الغياب التام للجهات المناضلة لتخفيف آلام العائلة وحرقتها ثم مؤازرتها معنويا على الأقل وتحصينها ضد مخالب مؤسسات النظام. هذه المؤسسات ومن خلالها النظام، مارست الابتزاز والمساومة استغلالا للظروف الاجتماعية للعائلة. إن وثائق "المجلس الاستشاري" خير شاهد على الاغتيال المعنوي والسياسي الذي مورس في حقه بعد استشهاده داخل السجن
أقدم هذه الورقة المختصرة حول الشهيد علها تشكل استفزازا نضاليا للمناضلين الجذريين لصيانة الذاكرة النضالية لشعبنا وعدم استرخاص دم شهدائنا وتصليب مسارهم النضالي من اجل التغيير الجدري بما يخدم مصلحة شعبنا المكافح.




#وكزيز_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الشهيد عبد الحكيم المسكيني. الورقة الثانية
- الشهيد عبد الحكيم المسكيني. الورقة الاولى
- من يخاف المعتقلين و المعتقلات؟
- نداء قبل حين الشهادة
- حركة 20 فبراير، مجلس الدعم ، الافاق
- السجن بالمغرب : قلعة للنضال
- تماسيح المراحل الثلاث، من التاريخ السياسي المعاصر بالمغرب
- أخبار المعتقليين السياسيين بالمغرب - سجن مكناس نمودجا.
- نضالات البحارة العرائش بالمغرب الاقصى
- حركة 20 فبراير بين تقرير المصير والارتباك. المغرب


المزيد.....




- أنطونوف يرد تصريحات واشنطن حول التدخل الروسي المزعوم في الان ...
- -نهر من السولار- في مصر بعد انفجار أنبوب لنقل الديزل
- إعلان حالة الطوارئ في كاليدونيا الجديدة بعد احتجاجات من أنصا ...
- لماذا تطالب أندية إنجليزية بإلغاء استخدام الـ-فار- في البريم ...
- السوريون في مصر.. كيف تحولت تغريدة مناهضة لهم لحملة دعم لـ-د ...
- القمة العربية: لقطات تاريخية في الذاكرة.. حكام رحلوا وآخرون ...
- ضابط شرطة تونسي رفيع المستوى يهاجر بشكل غير شرعي إلى إيطاليا ...
- -إحلال السلام النهائي خيار لا بديل عنه-.. ملك البحرين يدعو ل ...
- -صبر مصر بدأ ينفد-.. الإعلام العبري يصدر تحذيرا لإسرائيل
- الجعفري لـRT: القضية الفلسطينية حاضرة في منتدى قازن وتم التأ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وكزيز موحى - الشهيد عبد الحكيم المسكيني بين مطرقة -المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان- وسندان الصمت. الورقة الثالثة.