أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابن الغراف - من لايبكي فواجعنا ، فليبحث له عن وطنٍ غير العــراق















المزيد.....


من لايبكي فواجعنا ، فليبحث له عن وطنٍ غير العــراق


ابن الغراف

الحوار المتمدن-العدد: 289 - 2002 / 10 / 27 - 01:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من لايبكي فواجعنا ، فليبحث له عن وطنٍ غير العــراق**

 

فجــأة ، حدث هرج ومرج بين ركاب علبة خشبية ( ليست كبيرة نسبة الى ماتحمله) تفوح منها راحة الخشب المتعفن ، يسمونها " عرفا " سـفينة ..كانت تحمل اكثر من" اربعة مائة " من الاجسام الخاوية التي رفضت الدول "العربـ اسلامية" الاعتراف بانسانيتهم ..كان جلهم من العراقيين ولكن وكالات الانباء العربية تخجل من قول الحقيقة خوفا من التساءل الكبيرة :???عراقيين !!! لماذا وبلدهم هو الاغنى في العالم ؟

كانت عائلة " ابو علي " تجلس في مكان قصي في زاوية قرب " الدفة " . ام علي تحتضن طفلها "علي" ذو الربيعين والذي ولد بعد سنين عجاف ، اما "ابو علي" المبتورة ساقه ، فمتكيء على " بقجة " من قماش "الشيلة العراقية" تحوي اشيائه الباقية من حطام الدنيا ... كان زملائه في السفينة " يتندرون عليه "و يلاطفونه بين فترة واخرى ، ساخرين من الكنوز التي تضمها هذه " البقجة " .  ثم يبدأ احدهم مزادا علنيا بدينار عراقي " للبقجة " بما فيها ، ويزيد عليه زميله بالتومان ويزيد اخر بالريال السعودي وهكذا يتزايدون بعملات منافي العراقيين .. وعلى غير عادته ، ثار ابو علي في وجههم هذا اليوم ، وفتح " البقجة "  ودعاهم لمشاهدة مافيها ..

 صرخ : هذا قرآن كتاب الله ، وهذه " صرة " فيها حفنة من تراب العراق ، وهذه " فردات " جواريب قدمي الايمن قبل ان افقد ساقي ، وهذه بقايا شظايا اصابتي في مواجهاتنا ضد جيش الطاغوت الصدامي، اما تلك فصورة جماعية مع  زملائي الاربعة الذين بقينا احياء بعد مطاردات المخابرات الصدامية لنا عام 89 ، الاسمر الطويل  هو " ابو زهراء " ، استشهد في الاهوار بعد ان ذهب في مهمة استطلاعية ، صادر البعثيون جثته ثم احرقوها  . وهذا " ابو ياسر "  استشهد في عمليات كربلاء الاولى وهو يقاتل ابناء بلده ايمانا منه بعقيدته ، لم نعثر على اشلائه فقد اصابته قذيفة اصابة مباشرة .  وهذا "ابو حسنين "  استشهد في عمليات حاج عمران ، عثرنا على قدم وكف منه ، دفناهم هناك ووضعنا على قبره صخرة صغيرة فقدنا مكانها بعد سويعات " فضاعت في زحام القبور والاحجار . وهذا " ابو تراب " دخل العراق في مهمة لاغتيال ضابط مخابرات صدامي ، اوشي به من قبل زمرة مهدي الهاشمي ، فلم يعد بعدها ابدا .. سمعنا ان الصداميين مسكوه واذابوا جسده تدريجيا في " التيزاب " ...

 وهذه " البقجة " هي شيلة امي ، لم يسعفنا الوقت للوداع  ، فقد هاجمنا "البعثيون " على حين غرة  بينما كنا مختبئين في بستاننا . فرميت امي بالشيلة نحوي قبل ان انطلق وكانها تريد ان تحتضنني بها او تظن بانها تحرسني من شر المكروه  ... وهذا انا " المعيدي" الذي لم ااسف على هجرتي .. تُركت والالاف مثلي نتسكع في شوارع قم بعد انتهاء الحرب مع العراق  بل حتى التسكع حُرم علينا ..فهناك ، علينا ان نعيش بكرامه ولكن بشرط ان لانعمل ولا تعطى لنا اجازة حتى نعمل ولايسمح لاصحاب المصانع ان يشغلوننا، هناك يمنع علينا التسول وو.. هناك في جمهورية الله في ارضه ... ولولا اخي الذي في اوربا لما استطعت ان اأتي معكم في هذه السفينة الجرباء ....ثم سكت ابو علي  .. وخلد الجميع الى مخادعهم التي هي نفس مواضع اقدامهم.......

 

دخلت المياه بسرعة الى السفينة ، دقائق وكلٍ ذهب الى غير غايتة.. ورغم الموقف ، فقد ناول الرفاق زميلهم ابا علي لوحا تشبث به بيد وزوجته وطفله باليد الاخر .. احس ابو علي بان اللوح اخف من ان يحملهم ، هنالك نظر الى جهة الغرب صوب ايــران وكانه تذكر رجله التي فقدها هناك ..وكأنه "لاول مرة" شعر بان حاجتها الان فقط ..ولكن انى له ذلك فقد فقدها وهو يدافع عن طهران حين هاجم " مجاهدوا خلق " ايران بعد ان اوشكت الحرب العراقية الايرانية على التوقف ، حيث هرب الايرانيون من الجيش والحرس ، هنالك تصدى لهم نشامى العراق ، الضيوف غير المرغوب بهم اليوم ، فارجعوهم القهقري ..

اوصى " ابو علي" زوجته بولده ثم اختفى بين الامواج ...

كانت ام علي تصارع الامواج وهي تمسك بعلي ومتشبثة باللوح  حتى خرت قواها ، فقد كانت مثقلة بالحجاب والعبائة التي رفضت التخلي عنها ، هنالك وضعت علي على اللوح واسلمت جسدها الطاهر الى مياه المحيط .......أما علي فلازال هائما في المحيطات تابى الدول العربية والاسلامية اعطائه تاشيرة دخول لانه ..لانه ..لانه عراقي ...( وانا لم اجد قصيدة ملائمة لهذه المناسبة الا قصيدة الشاعر العراقي عمار الوائلي :)


ليش انموت..
من دون البشر بسكوت..؟
ليش نموت..
غربه بلا جفن لا دمعه لاتابوت؟؟
لام التصيح بصوت..
لا اخت التبجي بيوت
لابيرغ عراضه يجول ..لاخّير علينه ايفوت؟؟.
ليش نموت...
ولحدمن يظل
هذا الشعب مشحوت؟؟..
يوم الذيب ياكل بيه....
ويوم يصير حك الحوت.
يوميه بحزنه انموت
ويردنه القهر كوه ونرد انموت
ياربي وبعدنه انموت..
موال الحزن رافك عمرن دهور
والخاطر ابد مكسور..
واحنه انموت
من اول قصيده وفاركاناه الصوت
ضل بس الصدى يدور عله ال مشحوت
ليش اتموت..ليش اتموت
مو انته عراقي منيلك تابوت،،،0
مو انته عراقي بحاجت التابوت؟
ليش اتموت
 
..........

** بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لفاجعة السفينة التي غرقت في المحيط وكان أغلب ضحاياها من العراقيين



#ابن_الغراف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية اكبار للاخوة في الحزب الشيوعي العراقي - الكادر
- رسالة مفتوحة الى الاخوة في الحزب الشيوعي العراقي _ الكادر
- تحديد الاموضوعية في نقد النقد جزء من علم النقد المتطور
- في الزمن الرديء يُتهم شهداء العقيدة بسوء العقيدة
- فقهاء الزمن الاغبـر .....ومعارك النـعل
- عندما ينتفـخ الاقـزام
- دفاع عن وحدة المعارضة الوطنية وليس عن الشوعيين فقط
- اعلان طائفي ام نقد طائفي


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابن الغراف - من لايبكي فواجعنا ، فليبحث له عن وطنٍ غير العــراق