منذ 45 سنة، مايو 68! كان ذلك مجرد بداية ...

ألان بوجولان

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 08:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

الحزب الشيوعي الفرنسي، منظم هزيمته الخاصة

من الصعب أن نتصور اليوم ما يمكن أن يكون عليه الحزب الشيوعي منذ 45 عاما. كان مهيمنا داخل الطبقة العاملة، وستالينيا جدا، ومحافظا على روابط الولاء المطلق للاتحاد السوفياتي، وللأطر القيادية للحزب الشيوعي السوفياتي، وكان بالنسبة للبرجوازية في آن واحد خصما وشريكا رئيسيا.

يظهر أن الحزب الشيوعي الفرنسي، قبل يومين من بدء الانتفاضة في شهر مايو، كان يتمتع بصحة جيدة. لقد حشدت تظاهرة فاتح مايو بباريس 100 ألف شخص بدعوة من CGT والحزب الشيوعي الفرنسي. لقد تم طرد المنظمات الثورية من جميع الاتجاهات من التظاهرة بدون رحمة. وخلال السنوات الست السابقة، تم إتمام ذلك في UNEF وUEC حيث يحكم الستالينيون دون منازع، محيلين أي معارضة يسارية إلى منظمات صغيرة نشطة في بعض الكليات، ومعظمها في مجال مناهضة للإمبريالية.

كان هم الحزب الشيوعي الفرنسي (PCF) الوحيد هو عدم وجود شريك موثوق لتنفيذ خطته الاستراتيجية القاضية بتشكيل اتحاد يساري يقوم بتحضير "طريق ديمقراطي إلى الاشتراكية". وعلاوة على ذلك، وبعد ذلك بعام، خلال الانتخابات الرئاسية، سوف يتم تأكيد ميزان القوى هذا من خلال النتيجة البائسة لمرشح SFIO Gaston Defferre، الذي حصل على 5٪، في حين حقق جاك دوكلو عن PCF، نتيجة عالية ب 21٪ من الاصوات.

حزب في مواجهة الحركة

يكفي القول أن الحزب الشيوعي الفرنسي، حزب النظام، ينظر نظرة قاتمة جدا لتطور حركة لا يسيطر عليها، حركة الطلاب. حزب مغلق تماما أمام أي تعبير عفوي راديكالي، لا ينفك يردد النداءات للتهدئة، ويدين "الشلل اليسارية المتطرفة". هاجم جورج ماغشي، الذي كان عضوا في المكتب السياسي آنذاك، مباشرة دانيال كوهن بنديت، المتحدث الأكثر بروزا للحركة، واصفا إياه، في افتتاحية شهيرة لHumanité بعنوان دال، ب "الثوري المزعوم الذي يجب كشفه" وب "الأناركي الألماني". حزب ضد اليسار المتطرف، وضد "الألمان"... وضد اليهود؟ لقد كان هذا كافيا لجعل المحتجون يتخذون ذلك رمزا لهوية مشتركة، خلدت في شعار "كلنا يهود ألمان" الحاضر دائما كلما ذكر مايو 68.

إذا كان لدى المناضلين الثوريين بعض النفوذ في الحركة الطلابية، فقد كانوا أبعد من أن يكونوا كذلك داخل الطبقة العاملة. لقد حرص الحزب الشيوعي الفرنسي و"حزامه الناقل" في ذلك الوقت داخل المقاولات، أيCGT، على منع أي إمكانية للاتصال بين حركة الإضراب والطلاب الذين لا يطيقهم بأي ثمن. كان قياديو الحزب الشيوعي الفرنسي يبحثون، منذ بداية الإضراب العام، عن حل للأزمة، وهم ممزقون بين الالتزام بالاحتجاج على وحشية الشرطة وبين حركة إضرابية أصبحت على نطاق واسع، وغالبا في حركة عفوية تتجاوزهم.

في حين كانت الحركة في أوجها والإضراب عاما، اتصل جاك شيراك، آنذاك وزير خارجية حكومة بومبيدو، بهنري Krasucki، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، والأمين العام المستقبلي لCGT، من أجل النظر في خروج مقبول ل"كلا الطرفين" من الأزمة. ستؤدي هذه المفاوضات في القمة، السرية، وفي غياب أي رقابة من طرف العمال الذين يخوضون النضال، إلى "اتفاقات غرونيل."

على الرغم من الإنجازات الكبيرة المتمثلة في زيادة الحد الأدنى للأجور والرواتب، ومنح أسبوع رابع للعطلة وإضفاء الصفة القانونية على الفروع النقابية وسط المقاولات، فإنه كان صعبا إقناع الأجراء بالعودة إلى العمل، بما في ذلك حتى داخل معقل CGT والحزب الشيوعي الفرنسي، ومصنع رونو في بولون بيانكور Boulogne Billancourt.

قام الحزب الشيوعي الفرنسي، حزب النظام الأخلاقي، تماما ضد تيار الأفكار الثورية التي حملتها الحركة، بكل شيء لكبح جماح مايو 68.

الان بوجولات Alain Pojolat

منشور في: أسبوعية Tout est à nous! 194 (08/05/13)

تعريب المناضل-ة

#ألان_بوجولان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات