أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامح سعيد عبود - لماذا الحرية والمساواة معا؟














المزيد.....

لماذا الحرية والمساواة معا؟


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 287 - 2002 / 10 / 25 - 03:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
الحرية دون مساواة استغلال ،والمساواة دون الحرية استعباد ، شعار هو من أثمن شعارات الحركة اللاسلطوية الشهيرة فى عالمنا العربى بالفوضوية التى هى بلا شك ترجمة مريبة وسيئة لكلمة لاحكمية أو لاسلطوية ، وهو الأكثر تعبيرا عن جوهر فلسفتها ونظرتها السياسية والاجتماعية ، فاللاسلطوية ترى أن الانفصال بين هدف تحرير الأفراد و بين هدف المساواة بينهم ، يعنى فى النهاية استمرار كل من قهرهم واستغلالهم بأشكال مختلفة ، إلا أنه يحدث مرة باسم الحرية ومرة أخرى باسم المساواة .
فلو منحنا الحرية للأفراد على إطلاقها مثلما هى للحيوانات فى الغابة ، لتحولوا لوحوش وفرائس كل وفق قدراته التى منحتها له الطبيعة ، ولو ساوينا بينهم دون اعتبار لفرديتهم لقمعنا حريتهم فى التميز .
انقسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية لغرب يدعى التحررية ، وشرق يدعى الشيوعية ، والحقيقة أن ما كان فى الغرب لم يكن أبدا إلا تحررية الرأسماليين فى افتراس العمال وسائر المستغلين ، وأن ما كان فى الشرق لم يكن أبدا شيوعية بل عبودية المواطنين وفنائهم فى الدولة . فالشيوعية والتحررية مظهران لا ينفصلان للحلم البشرى المشروع بالخروج الفعلى من الغابة البشرية ، لعالم أكثر رقيا وعقلانية وحرية وعدالة ،عالم تختفى فيه كل تلك الحماقات الهمجية التى أورثت البشر كل هذه المآسى التى يصعب حصرها عبر التاريخ المكتوب.
فما هى تلك الحرية فى الرأسمالية الليبرالية ؟ ، لو أخذنا أحد مبادئها مثلا وليكن أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون ، وأن جميع المواطنين لهم الحق على قدم المساواة فى اللجوء للقضاء ، فلنرى إذن ماذا يحدث واقعيا لو نشب نزاع بين مواطنين غير متساوين فى قدراتهم الواقعية ، مالية كانت أو أدبية ، بالطبع لهم الحق فى اللجوء للقضاء ،إلا أن الطرف الأقوى هو الأقدر بما له من قدرات أن يستأجر أكفأ المحامين ، وأن يرشو القضاء لو استطاع أو أن يؤثر عليه بما له من قدرات أو نفوذ، وربما عجز الطرف الأضعف عن الدفاع عن نفسه ، وعن تكليف محامى كفء لشرح دعواه ، و إقناع القضاء بها ،فالقانون سيف مسلط على الضعفاء فحسب . وتعطى الليبرالية الرأسمالية جميع المواطنين حق الترشيح للمناصب العامة على قدم المساواة ، ولكن المواطن الأكثر قدرة مالية هو وحده القادر على الاستمتاع بهذا الحق عمليا ، وهو وحده القادر على تمويل حملته الانتخابية ، والمرشح المعبر سياسيا عن الأكثر قدرة مالية هو القادر على جذبهم لتمويل حملته ، ومن ثم ملزم بالتعبير عن مصالحهم ، وهو الأكثر فرصة فى النجاح فى الانتخابات .
وما هى الشيوعية على الطريقة التسلطية ؟ ، ألم تكن حكم المواطنين بأجهزة الأمن ،التى ساعدت البيروقراطيين فى استغلال العمال ، والاستمتاع بالامتيازات على حسابهم ،ألم تكن تلك الشيوعية التسلطية تعنى ألا ينتج العمال إلا ما يريد البيروقراطيين وبالكيفية التى يريدونها، بعيدا عن ما يحقق الرفاهية للعمال ،وبعيدا عن سيطرتهم على ظروف عملهم وحياتهم كما تبشر بذلك الشيوعية ،وما هو الفرق الحقيقى بين عامل يعمل لدى الدولة دون أى حقوق نقابية ، وبين عامل يعمل لدى الرأسمالى مع استمتاعه بالحقوق النقابية ؟، ألم تكن تلك الشيوعية التسلطية تعنى إهدار الموارد والبيئة فى سباق التسلح وغزو الفضاء فى حين كان منتجى الثروة لا تتوفر لهم الكثير من سبل الحياة الكريمة ؟، ألم تكن تلك الشيوعية تعنى استعباد ملايين العمال فى معسكرات للعمل ؟ ، فالشيوعية لا تعنى شيئا لو لم تكن الحق المطلق لمنتجى الثروة فى التحكم فى ظروف حياتهم وعملهم ،والاستمتاع بما ينتجوه . فلم تقدم الشيوعية التسلطية ما وعدت الناس به ،بل قدمت نموذجا كئيبا للحياة ،قولبت فيه الأفراد ونمطت حياتهم ،ولم تترك لهم فرصة الإبداع والمبادرة ،فما كان أسهل أن يخسروا ما روضتهم به من مكتسبات قليلة بالمقارنة بما كان يتمتع به العمال فى الغرب الرأسمالى.
ولم يكن ما حدث هنا أو هناك، أو ما تطورت إليه الأمور على جانبى المعسكرين مفاجأة للاسلطويون بل كان جزء من انتقاداتهم التقليدية وتنبؤاتهم الفكرية ، فالحرية الفردية لأفراد غير متساوين واقعيا تعنى خضوع الأطراف الضعيفة لإرادة الأطراف القوية ، ومن ثم إتاحة الفرصة للأقوياء فى استغلال الضعفاء وقهرهم ، والمساواة بين أفراد غير أحرار يعنى قدرة من سلبوهم تلك الحرية فى أن يستغلوهم فضلا عن قهرهم،وأن يتمتعوا بامتيازات لا يتمتع بها عبيدهم


 



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الهوية فى إسرائيل
- مبادئ اللاسلطوية
- الرأسمالية الكوكبية
- ردين للفعل على الاستعمار
- العالم فى عصر تحلل الرأسمالية
- ملاحظات أولية على الاستقلال الوطنى
- الحركة العمالية والنضال القانونى
- الديمقراطية وقوى غير ديمقراطية
- اشتراكية أم دولنة للإنتاج
- أزمة اليسار الوطنى
- العلم والصراع الطبقى
- حرية الهجرة مقابل حرية التجارة
- التحرر من الاغتراب
- الأساس الأخلاقى للمجتمع
- الحرية والسلطة
- ماذا فعل القوميون العرب
- هل ما زالت الإصلاحية ممكنة
- الأممية للخروج من الغابة
- الأممية الآن وليس غدا
- الخصوصية الجماعية وحقوق الإنسان


المزيد.....




- مصر.. إسلام بحيري يدخل على خط سجال علاء مبارك ويوسف زيدان حو ...
- رُغم امتدادها على مساحة شاسعة.. لم عَلِقت الهند بمنطقة زمنية ...
- ثوران بركان سانتياغيتو في غواتيمالا (فيديو)
- وسائل إعلام عبرية تكشف عن خطة إسرائيلية لإدارة -قطاع غزة ما ...
- السيسي خلال افتتاح مسجد السيدة زينب: آل البيت وجدوا الأمن وا ...
- نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال ...
- -نغم يمني في الدوحة-.. 12 مقطوعة تراثية بأسلوب أوركسترالي
- نتنياهو مخادع لكن سياسة بايدن أكثر سوءًا
- روسيا تعلن إسقاط مسيرات وصواريخ أوكرانية في هجوم ليلي
- 300 ألف نازح من رفح وإسرائيل تواصل الغارات على جباليا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامح سعيد عبود - لماذا الحرية والمساواة معا؟