أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء أوسي - التسامح.. ثقافة جديدة تبحث عن طريقها














المزيد.....

التسامح.. ثقافة جديدة تبحث عن طريقها


علاء أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 14:52
المحور: المجتمع المدني
    


أظهرت الأزمة التي يشهدها المجتمع السوري منذ قرابة العامين ما يعانيه مجتمعنا من مشاكل وما يحويه من نوازع أنانية عززها العنف الذي انتشر في الشارع السوري، فنتج عن ذلك حالات من التعصب والانغلاق وحالات من الهيمنة بأنواعها المختلفة وعلى رأسها السعي للهيمنة الفكرية ما ولد شرخاً في بنية المجتمع وأفسد مناخ التعايش بين مختلف التيارات الفكرية والعقائدية وحتى الدينية.
وأبرزت الأزمة قوى سياسية جديدة متعارضة فيما بينها وذات مصالح اقتصادية متباينة، فبات كل تيار يسعى لبسط نفوذه وتعزيز هيمنته على الآخر في كل المجالات، رافعاً شعار إلغاء الآخر عن طريق تحجميه وتهميشه سعياً إلى إقصائه وتدميره ما ولد ردود أفعال أكثر من سابقتها متخذة من العنف وسيلة ما أدى لنتائج كارثية نشرت دموعاً ودماً وأمواتاً وأشلاء وأرامل ومشردين ومعوقين وقاصرين، فاغتُصبت ذاكرة الوطن وكنوز آثاره ونهبت خيراته وغيب حاضره، متناسين قول السيد المسيح «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر».
وأمام هذا التطرف المنتشر والتعصب الأعمى وما أودى إليه من قتل وتدمير وتجاهل للقيم الإنسانية؛ وانطلاقاً من مسؤولية الهم المعاش في محاولة بناء ثقافة سورية جديدة لسورية أمسى رفع شعار التسامح والتوافق خطوة مهمة في وئد البؤر المشتعلة والمتناثرة على طول البلاد وعرضها، مع السعي لنزع فتيل المواجهات الدموية التي تخلف الدمار والآسى وتصبغ طرقاتنا بدماء أخوة في الوطن يدفعون حياتهم دون أن يستفيد منها أحد، فبات من الواجب بمكان أن نسعى جميعاً إلى مد جسور التحاور ونعمل على إيجاد قنوات للتفاهم وسبل للتواصل بديلاً عن لغة السلاح ونعمل على ترميم الشرخ الاجتماعي الذي ولدته الأزمة وأدى لتصدع المجتمع مولداً خلافات بين الأخوة لاختلافات زرعها الأفرقاء.
فماذا سيكون حال المجتمع الذي تربى على صور الدمار وأصوات الانفجارات ورائحة موت البارود، وماذا سيكون رد فعل من أضحى يعيش متناقلاً بين حدائق المحافظات وطرقاتها بانتظار مساعدات من هنا أو هناك، إضافة لانتشار الثقافات المعارضة التي تعقد الندوات والمنتديات وتطلق التصريحات بالوعيد والتهديد؟!
فالقاسم المشترك لتجاوز ما سبق أن نطلق ثقافة التسامح والتوافق التي يجب أن يتجاوز مفهومها قبول الآخر إلى العمل معه لبناء المجتمع والدولة في سورية، فهل يمكن أن تؤمن مثل هذه الثقافة السياسية الجديدة (التسامح والتوافق) من خلال المؤسسة السياسية على صعيد الحكومة، في وقت يدعو فيه البعض إلى إعلان قانون الطوارئ من جديد!
لماذا يعد الكثيرين ثقافة التسامح والتوافق إشكالية؟ ألأن عالمنا العربي عامة والسوري خاصة بأطيافه ومكوناته الشرقية لم يصل بعد إلى حد القبول بالتسامح كممارسة وما يقال عن ثقافة التسامح هو لمجرد التأثير وليس التغيير، حيث اغتصبت السياسة التعايش والتسامح على امتداد التاريخ العربي والإسلامي وعلى مرأى من التدين أحياناً وبمباركة الدين أحياناً أخرى.
فلنعمل على إطلاق مثل هذه الثقافة التي تعمل مع الآخر، ولا تصادره كما جاء في سورة يونس/99 «ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلّهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، وذلك من خلال إقرار كل طرف مهما كانت سلطته ونفوذه، بوجود الطرف أو الأطراف الأخرى، وضمان حق الاختلاف، وحرية التعبير، واحترام الرأي أو الاتجاه المغاير، وحماية الحقوق المشروعة والحريات الأساسية للجميع.
ختاماً فإننا نطمح إلى مستقبل يسوده التسامح والتوافق وقبول الآخر والتعايش معه.. مستقبل نعمل مجتمعين على بناء لبناته الأولى من خلال ثقافة سياسية واجتماعية، وثقافة تعدد لا تفرد متغلبين على كل نزعة أنانية ضيقة.. مع الاحتفاظ بالتمايز والتميز لكل فرد ومجموعة.



#علاء_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منظمة الإنقاذ والإغاثة الإيرانية: 3 ساعات تفصلنا عن مكان نتو ...
- اعتقال 19 طالبا بجامعة بنسلفانيا وبايدن يعد بسماع الطلاب
- -الصف التعليمي-.. مبادرة تعيد أطفال غزة النازحين إلى مقاعد ا ...
- المحامي مهدي زقروبة، عودة التعذيب بوجه قبيح وأكثر بشاعة
- السودان والأراضي الفلسطينية بين أكثر الدول بعدد النازحين داخ ...
- المتحدث باسم الحكومة:فرق الإغاثة تواصل عملها ضمن الظروف الجو ...
- شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين ...
- الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في -جرائم حرب كثيرة- في غزة
- مفوض الأونروا: المساعدات تصل بـ القطارة إلى قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي: نحتاج وصولا آمنا للمساعدات لمنع المج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء أوسي - التسامح.. ثقافة جديدة تبحث عن طريقها