أحمد سيد نور الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 13:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من المشاكل المتكررة و المتجددة داخل الأسر المصرية مشكلة تصور النجاح فى الحياة . ما هو المعيار لقياس نجاح او فشل الأبناء فى الحياة .بمنظار الأباء أو من هم فى السلطة الأسرية.وبدون تعميم توجد مجموعة قوالب إجتماعية محددة تعتمد لقياس نجاح الأبناء تختلف بتغير جغرافية المكان و الأعراف السائدة به.فالريف بمصر المحروسة هناك قالب الشروع بالزاوج و بناء الأسرة فى بواكير العمر بالنسبة للشباب و الفتيات و من يمر أو يجتاز الثلاثين مثلا فقد حاز على لقب فاشل /ه إجتماعيا ، بينما فى الحضر و المدن قالب الدراسات العلمية و النجاح المهنى ، فبعد الثلاثين من المفترض حصول الفرد هى أو هو على مؤهل عالى أو نجاح مهنى و ما يلحق به من إنتعاش مالى يشعر معه الفرد بتميزة عن الآخرين . ولا يتصور من هم فى السلطة الأسرة أن تمايز البشر فى الشكل ، القدرات و الملكات من آيات الله تعالى فى خلقة . إضافة إلى الأزمات الأقتصادية و البطالة ، الأكتئاب و غياب القدوة الحسنة و باالتالى فإن تبنى قالب معين لقياس جدارة او وضاعة الفرد داخل مجتمعة هو عين الخطأ .فالفرد إن لم يكون أحد القوالب السائدة بالمجتمع يشعر بالدونية .فيبدأ بأن ينكفأ على ذاته يقارن ، يحاسب و يخطط ليصهر ملكاته و قدراته فى قالب لا يتسق معها لينال الجدارة الأجتماعية . و قد يلجأ إلى الحقد و تمنى الفشل و التعثر لهؤلاء الأفراد موضع التقدير و الأحترام او الأنسحاب إلى عالم إفتراضى من خياله إما سلبى كالأدمان و العلاقات الرقمية (الشات) أو إيجابى بممارسة هواية ما .فالبحث عن التميز و الترقى داخل مجتمع منهمك فى توفير إحتياجاته الأساسية من السكن ، العلاج ، النقل و التعليم دون دعم ملموس من الحكومة يصبح من المستحيلات ما يقتل أى موهبة أو تميز حقيقى للفرد. فينشغل الفرد بجمع و تكديس المال إما بحلال أو حرام لتلبية متطلباته و لتأمين مخاوفة و هواجسة من الغد دون النظر إلى المكمل النفسى للشخصية من تواصل أسرى ، اللعب ، الترفية و السمو الروحى .
فليهتم الأباء و الأمهات بالحفاظ على ذويهم من الدمار و الفشل بمقارنة احوالهم بغيرهم من امثالهم .
#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟