أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رائد جبر - برسم ضحايا حلفايا...أنقذوا سورية من فصيلة تيبيتس!














المزيد.....

برسم ضحايا حلفايا...أنقذوا سورية من فصيلة تيبيتس!


رائد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 00:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


برسم ضحايا حلفايا...أنقذوا سورية من فصيلة تيبيتس!


لطالما حيرني سؤال عن مشاعر الطيار الأميركي الذي ألقى قنبلة نووية على هيروشيما.
وحتى عندما قرأت قبل سنوات، المقابلة الشهيرة مع بول تيبيتس التي قال فيها أنه غير نادم. لم أجد اجابة على السؤال بقدر ما ذهبت بي الظنون إلى أن الرجل لم يكن يملك بعد مرور كل تلك السنوات إلا أن يقول ما قال.
وعندما كانت الطائرات الإسرائيلية تلقي حمولتها من قنابل الفوسفور على رؤوس أهل غزة، كنت أتأمل صور الطائرات وأحاول أن أتخيل ملامح قائدها، ومنهج تفكيره.
كان السؤال يعاودني: ألا يشعر هذا الرجل بثقل ما في قلبه، وهو يلقي حمولة الموت على آلاف من النساء والأطفال والشيوخ والطلاب والعمال وووو....
وقبل أيام عندما تناقلت وسائل الإعلام صور ما تبقى من ركام مسجد عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك، بعدما قصفته مقاتلة روسية الصنع من طراز "ميغ" عاد السؤال الأزلي إلى ذاكرتي.
يجمعهم أنهم يظنون فعلا، أن في فعلتهم بطولة.
وسوف أضحك كثيرا لو قال لي أحدهم، إن المسألة بالنسبة إليهم، لا تزيد عن كونها تدخل في سياق تنفيذ الأوامر العليا.
أن تكون جالسا في كابينة طائرة حربية وأن تضغط على مفتاح فتلقي قنبلة تزن أطنانا من المواد المتفجرة على هدف ليس له ملامح إلا أنه يتبع لعدو ما...فهذا لا يدخل في صنوف القتال، وليس فيه شجاعة أو شيئا من نبل.
يكفي أن نستعيد بعض ما قاله القاتل الأكبر في تاريخ البشرية لنفهم كيف يفكر هؤلاء: "كانت لدينا أحاسيس، ولكن توجب علينا أن نضعها جانباً، علمنا أنها ستقتل العديد من الناس، ولكن اهتمامي الوحيد كان بأن أبذل أفضل ما لدي، حتى نتمكن من إنهاء القتل بأسرع وقت ممكن".
هذه الكلمات قالها بول تيبيتس المجرم الأميركي الذي ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما.
لو أخذناها ووضعناها بين هلالين لصلحت أن تكون لسان حال الطيار الإسرائيلي القاتل الذي قصف غزة، أو القاتل الآخر الذي رمى حمولة طائرته من أدوات الموت فوق رؤوس المحتمين بالمسجد في مخيم اليرموك.
هو يظن أنه "يعمل على وقف القتال في أسرع وقت" ويظن أن هذا الهدف "النبيل" سوف يبرر دماء الأبرياء. لأن "موت البعض في سبيل النتيجة النهائية النبيلة" ليس تضحية كبيرة.

قال تيبتس، إنه لا يشعر بالأسف لأن 140 ألف شخص ماتوا. لقد كان يؤدي واجبه الوطني، ويقوم بعمل نبيل!
ماذا يقول برأيكم الطيار الإسرائيلي الذي قصف غزة بقنابل الفوسفور؟ ألسيت تلك الكلمات ذاتها؟
وبماذا كان يفكر قائد مقاتلة "الميغ" وهو يميل صوب المخيم؟ أليست تلك الدعاية ذاتها؟
كان يقول لنفسه: هناك جبهة النصرة العميلة، وإذا قتلتهم سوف يقف شلال الدم الذي أرسله إلينا "العملاء" في قطر والسعودية وتركيا....ألم تكن هذه كلماته؟
هو لا يعرف لمى ابنة العشر سنوات، لم يلاعبها...لم يجرب أن يتحدث مع والديها..وهو لم يعرف أبو محمد إبن الـ73 سنة الذي دخل ليصلي ولم يكن يدري أنه لن يخرج...ولا يعرف كثيرين غيرهما....هو يعلم أنه يقتل لأن ثمة "عملاء" يجب أن يموتوا!
أو ...يجب أن يخاف بموتهم آخرون... ويرحلوا .
هكذا قال القاتل الأميركي أيضا: "أنا فخور بأنني بدأت من لاشيء وخططت للأمر ونفذته بنجاح هائل كما حدث". و"ينبغي أن تمعن النظر في الوضع وأن تقيّمه في ذلك الوقت، كنا في حالة حرب... عليك أن تستعمل أي شيء بإمكانك فعله."
كان ينبغي فقط كي تكتمل القصة أن يضيف العبارة التالية: أنام هانئا في كل ليلة! ...وقد أضافها.
لم يكن العالم بحاجة إلى مشهد دموي جديد، كي يطرح السؤال ذاته.
لكن السوريين كانوا على موعد مع قاتل جديد من طراز تيبيتس يلقي حمولة طائرته فوق مخبز في بلدة لم يكن العالم ليعرفها سابقا على الخريطة. ثم أصبحت واحدا من شهود الجريمة.
تيبيتس السوري الذي قصف مخبز بلدة حلفايا عندما كان الأهالي يلاحقون في طابور طويل رغيف خبز غدا نادرا، لا يختلف في جوهر تفكيره عن تيبيتس الأميركي، ولا الإسرائيلي.
وقد يعود الليلة إلى سريره لـ"ينام هانئا" باعتبار أنه خلص سورية من بعض الأشرار، وباعتبار أنه "كان مضطرا لاستخدام كل الوسائل لتقريب موعد غد لا حرب فيه".
هكذا ببساطة سينام بضمير مرتاح. بينما عائلات حلفايا تسهر لتعد الضحايا وتلملم الأشلاء ثم تحاول أن تدفن ما تبقى منهم بصمت.
نم هادئا أيها القاتل. لكن تذكر جيدا : بعد مرور 67 سنة على مجزرة هيروشيما التي صنعتها باسم "ضرورة انهاء الحرب" مازال البشر يذكرون. ومازالوا يذكرون ضحايا قنابل الفوسفور في غزة. وكل من اجتمع ليصلي أو حتى ليحتمي في جامع في مخيم اليرموك تحول إلى شاهد على جريمة.
قد يكون على السوريين أن يتوقفوا قليلا عن طلب الحرية. لأن الأهم ألا نسمح بأن يترعرع أحفاد تيبيتس في سورية المستقبل،
وأن يفكروا قليلا بأن المطلوب الآن تخليص وطنهم من تلك الفصيلة من آكلي لحوم البشر التي تنتمي لقبيلة تيبيتس!



#رائد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...
- فيرشينين: روسيا مستعدة لتوسيع مساعداتها الإنسانية لسكان غزة ...
- واشنطن: لا يمكن للصين تحسين علاقاتها مع الغرب ودعم روسيا في ...
- تركيا: السجن عشرات السنوات في حق اثنين من زعماء حزب مؤيد للأ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رائد جبر - برسم ضحايا حلفايا...أنقذوا سورية من فصيلة تيبيتس!