أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر دوسكي - ‌ألدولة الكوردية بين الحلم والحقيقة .....















المزيد.....

‌ألدولة الكوردية بين الحلم والحقيقة .....


طاهر دوسكي

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا أعتقد بأن طرح مسألة عدم قدرة الكورد على أعلان الأستقلال , أو أن سبب عدم قيام الدولة الكوردية , هو الخوف من الدول المحيطة بالعراق واالتي يتواجد فيها الكورد ( أيران - تركيا - سوريا ) , ولاتمتلك هذه الدولة مقومات الديمومة ومنافذ مفتوحة على العالم ,,,
هكذا الكلام برأي غير دقيق , ويحتاج الى أعادة النظر فيه ,,,
أولا : نحن الآن في زمن لكي تتواصل الدول تجارياً وأقتصادياً مع بعضها ليس من الضروري أن تكون هناك حدود برية وحتى بحرية مشتركة بينهم , فالتبادل التجاري والأقتصادي والتواصل عبر الجو لايقل أهمية عن الخطوط البرية والبحرية في التعاملات التجارية بين الدول ,
ثانياً : أصبحت كل العلاقات التي تربط بين الدول ألآن هي علاقات مصالح متبادلة , وتتوقف على مدى حجم التبادل التجاري بينها , وقيمة فتح الأسواق الأستهلاكية للدول الصناعية في الدول المستهلكة الأخرى ,,, ومن هنا ممكن القول بأنه من المحتمل ان تقوم كثير من الدول وخاصة المحيطة بكوردستان والتي يتواجد فيها الكورد , ومن ضمنها دول عربية , بالبحث عن تكوين علاقات تجارية معها , أذا ما علمنا ان كوردستان الآن تعتبر سوق مغرية للأستثمار ,,
ثالثاً : ان مشكلة الكورد في الدول المجاور , هي موجودة حالياً , سواء كانت هناك دولة أسمها كوردستان أو لم تكن , أي أن قيام الدولة سوف لن يؤثر بشكل جذري على الوضع في تلك الدول , وبمعنى آخر بأن القضية الكوردية موجودة فيها أصلاً , وتتفاعل بشكل متزامن مع المتغيرات التي تحدث في عموم المنطقة , وهي جزء من تفاعلاتها , ولم تستحدث هذه القضية مع فكرة قيام دولة كوردية في المنطقة ,,,
ففي سوريا , سيكون هناك وضع آخر للكورد بعد بشار الأسد , وهذا ماتخطط له القوى ألعالمية وحتى دول الأقليم , فهناك أنباء تشير الى أنضمام المجلس الوطني الكوردي ألذي يضم الأحزاب والتيارت السياسية الكوردية الرئيسية في سوريا , الى أئتلاف المعارضة السورية , بعد تلقيها تطمينات بحل القضية الكوردية في سوريا وفق المعايير والمواثيق الدولية ,,
أما قضية الكورد في أيران , فسيكون لها أيضاً ترتيب خاص بعد بدأ العمليات الفعلية في صفحة الصراع بين أيران والدول المنافسة لها ,,,
وأعتقد بأن بداية تلك الترتيبات أخذت بالأنطلاق وفق خطوات تمت المباشرة بها منذ السعي لأسقاط نظام بشار الأسد في سوريا ,,
أما مسألة الكورد في تركيا , وأنا أعترف بأنها تحتاج الى وضع دقيق للتعامل معها , بسبب العلاقات الدولية التي تتمتع بها تركيا مع الدول الأخرى , وكونها ضمن حلف شمال الأطلسي , ولكن علينا أن لاننسى بأن ثقل الحجم العددي للكورد بالعالم هو موجود في هذه الدولة , وهو يفوق بأضعاف ماموجود في الدول الأخرى , وكذلك القلق الذي يسببه المقاتلون الكورد في تركيا , لحكومتها , أضافة الى أستنزاف الموارد والطاقات المالية والبشرية للدولة التركية في صراعها مع مقاتلي حزب العمال الكوردستاني هناك , وعلينا ان لاننسى الرغبة الكبيرة لتركيا بالأنضمام الى الأتحاد الأوربي وأشتراط أغلب الدول الأوربية لأتمام ذلك هو قيام تركيا بخطوات قام بطرحها الأتحاد عليها ومن ضمنها حل مسألة حقوق القوميات والأقليات الموجودة في تركيا ومنهم الكورد في كوردستان تركيا , وهذه النقطة هي من النقاط الضرورية في تلك الخطوات ,, أذاً على تركيا أن تفكر بجد لأيجاد الحلول للمسألة الكوردية على أراضيها , بغض النظر عن ما يدور في كوردستان العراق ,,,,
وقد بدات فعلاً الدولة التركية ببعض الخطوات في سبيل ذلك , من أطلاق قناة فضائية باللغة الكوردية , وأقرار تدريس اللغة الكوردية في كوردستان تركيا , وكذلك السماح لحق الدفاع باللغة الكوردية في المحاكم التركية ,,,

أذاً من ذلك نستنتج أن الأعلان عن قيام دولة كوردستان, من عدمه , هي ليست مرتبطة بمدى التخوف من دول الجوار , أو أن أمكانات قيامها غير متوفرة أقتصادياً وجغرافياً ,,,
بل هي مسألة توقيت مرهون بما يجري في المنطقة من متغيرات تسير وفق خطوات موضوعة , تتحكم بها الظروف المتفاعلة فيها حالياً ,,,
وأنا بصراحة لاأستبعد وجود مشاريع للتغيير في المنطقة وفق تنظيم ومفاهيم مختلفة عن ما موجود فيها الآن , ومن هذه المشاريع قيام دولة كوردية ,,
وبسبب الأجواء والرؤى المتباينة بين القوى الأقليمية الرئيسية في هذه المنطقة وما يجري في العراق , أنا أرى أن أقرب شكل لما ستؤول عليه القضية الكوردية , على الأقل في المدى المنظور , هو ,,
( قيام دولة كوردية تتمتع بنظام كونفدرالي مع تركيا )

هذا فيما يخص مسألة قيام دولة كوردية التي تكون نواتها كوردستان العراق ,,
وبالمناسبة انا لست مع قيامها , مع أعتزازي بالحلم الكوردي الذي أحمله بداخلي ووجداني , في قيام دولة كوردستان مستقلة وترتبط بعلاقات ومصالح متبادلة وتعايش سلمي وثقافي مع محيطها ,, وأعتقد ان هذا هو حق مكفول وفق قوانين دولية في ( حق الشعوب بتقرير مصيرها ) و هو مايؤمن به الجميع في العالم المتمدن ,,
وأنا أرى هنا بأنه يجب أن يكون للعقل سطوته على العاطفة ,,,

أما مايخص العراق , والتمنيات التي نؤمن بها نحن العراقيون جميعاً وبكافة مكوناته , حول الشكل والوضع الذي يجب أن يكون عليه وطننا الذي نعيش فيه منذ القدم , وأدعوا من الله أن يدوم ذلك التعايش الى ماشاء , لأني أرى أن مصيرنا المشترك ومصالح أجيالنا جميعأ تكون أسلم وأفضل في بقائنا معاً شركاء في وطن يجمعنا ,,
فهي وبعد التخلص من النظام الدكتاتوري السابق أتفق السواد الأعظم من التيارات السياسية والمدنية والشعبية العراقية ,, أن لم تكن جميعها,, وبكافة مشاربهم وأنتماءاتهم وطوائفهم وأعراقهم ب ( عراق ديمقراطي أتحادي ذوو نظام جمهوري برلماني ) وهذا ماكفله الدستور العراقي الدائم المُقَر في 2005 بالباب الأول المادة ( 1 ) منه , ومن ضمن ذلك قام الكورد في حينها وعبر برلمان كوردستان بأتخاذ قرار ( الأتحاد الأختياري ) مع بلدهم العراق ,, وهذا يعني بأنهم أتفقوا على أنه من غير المسموح به مستقبلاً وبأي شكل من الأشكال قيام نظام مركزي دكتاتوري متسلط في العراق من جديد , وعدم أمكانية قيادة العراق من قبل جهة سياسية أو مكون عراقي واحد من دون الحصول على موافقة باقي الشركاء في هذا البلد , أو محاولة أقصاء البقية ,,
وهو ماأعتبره صمام أمان لبقاء العراق موحداً ,,,

أذاً المسألة ليست بين مايطلبه الكورد بالأستقلال عن العراق ورغبتهم في تشكيل دولة خاصة بهم , أو مايدعوا له الشيعة من مظلومية تاريخية وقعت عليهم عبر عهود وبالتالي وأستناداً الى مبدأ الأغلبية التي يتمتعون بها والتي تعطيهم الحق في قيادة العراق , ولا ما يشعر به السنة من أقصاء وتهميش لدورهم , وتحملهم لتبعات ماقامت به الأنظمة السابقة التي تحسب خطأً عليهم , بحق باقي المكونات ,,,
وأنما هي مسألة فقدان ثقة بين الكيانات السياسية العراقية , الطامحة لتحقيق أهدافها الذاتية , وأنجرار تلك الكيانات راغبةً أو مجبرةً , وراء مايدور في فلك المحيط الأقليمي والدولي للمنطقة , وتنفيذها لأجندات هي من خارج الواقع والهَم العراقي ,, وهذا هو المخيف في الشأن العراقي , وهو ما أنسحب سلباً على المسألة العراقية , وظروف التعايش السلمي والأخوي بين أبنائه , وهو مايقود العراق الى التشضي والأنقسام ....

فعلى العراقيين , وخاصةً قواه السياسية وفعالياته الشعبية والثقافية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني فيه ,, أذا ماأرادوا أن يبقى العراق موحداً ,, بالبحث عن البدائل التي تزيد من تلاحمهم والتمسك بها , وتقوية الأواصر التي تربطهم معاً , بدلاً من التراشق بالأتهامات والتفرد بالسلطة وتهميش الآخرين , وكذلك محاولة أيجاد الحلول لجميع القضايا الخلافية المتعلقة بينها , وأزالة أسباب الخوف فيما بينهم , وتغليب المصلحة العراقية الوطنية على باقي الأجندات والمصالح مع الدول الأخرى , مع المحافظة على تقوية العلاقات المبنية على المصالح المتبادلة مع المحيط الأقليمي والدولي وفق معيار يصب في الصالح العام للجميع ,, والألتزام الفعلي والصادق بالدستور العراقي المتفق عليه , والعمل بالتشاور وكفريق واحد على أزالة الغموض الموجود فيه ,وأصدار القوانين التي تكفل العمل به وبصورة سليمة ,,
وتغليب الهوية العراقية الجامعة على باقي الهويات الفرعية مع بقاء الأعتزاز بها ,,,
عندها سوف يشعر الجميع بأنهم أبناء لوطن واحد أسمه ألعراق حاضن للجميع ....



#طاهر_دوسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد وأربيل .... خلاف بين رئاسات
- نحن والجارة سوريا ... ما لنا وما علينا


المزيد.....




- -عبر السعودية-.. لبيد يرسم مسارا لنتانياهو للإفلات من المحاك ...
- هجوم إيران يطلق حربا عالمية في مواقع التواصل
- العثور على خاتم رئيسي في موقع الحادثة، ما قصة الشيعة مع الخو ...
- بعد أعمال العنف.. ماكرون يتوجه إلى كاليدونيا الجديدة
- طيران سنغافورة: وفاة شخص وإصابات إثر تعرض رحلة بين لندن وسنغ ...
- مظاهرة في اليونان ضد محاكمة 9 مصريين متهمين بإغراق سفينة مها ...
- هذه المرة أوروبياً...ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ
- الماء الدافئ يذيب -نهر يوم القيامة الجليدي- ويثير قلق العلما ...
- استخدام الأسلحة النووية: أحلى على قلب زيلينسكي من العسل
- عواقب مقتل الرئيس الإيراني على بلاده


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر دوسكي - ‌ألدولة الكوردية بين الحلم والحقيقة .....