مرعي حسن أبازيد
الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بينت الأبحاث الديموغرافية التي أجرتها منظمة الأمم المتحدة، أن معدل الولادات في عدد من الدول الاسلامية قد هبط بشكل حاد جداً في الأعوام الأخيرة. وهذا بطبيعة الحال مثير للدهشة، لأن أحداً لم يتوقع مثل هذا التحول. إذ أن الدول الغربية بدأت تشهد في العقود الأخيرة ظاهرة "الاسلاموفوبيا"، نتيجة للتزايد المذهل في عدد السكان لدول العالم الاسلامي، وأن هذا التزايد من الممكن أن يُؤثر على الحضارة المسيحية في المستقبل القريب.
على الرغم من ذلك، فإن الواقع يظهر بشكل مغاير تماماً، إذ تم التأكد، من أن العالم الاسلامي الآن، يقف على "حافة أسرع نسبة هبوط في عدد السكان يشهدها التاريخ". فمعدل هبوط الولادات في الغرب سار بشكل بطيئ على مدى الـ 200 عاماً الأخيرة، بينما الدول الاسلامية مثل تونس والجزائر وتركيا وإيران، تسير حالياً على نفس الطريق ولكن بخطى أسرع بكثير وعلى مدى الـ 20 سنة الأخيرة. وتؤكد الاحصائيات أيضاً، أن المعدل الوسطي للولادات في العالم خلال الـ 50 سنة الماضية، انخفضت إلى 2,5 طفل للمرأة الواحدة. وهذا يعني بالنسبة للعالم الاسلامي، أن نسبة الولادات قد انخفضت لأكثر من 2 – 3 مرات.
فمثلاً في إيران، هبط المؤشر إلى ستة أطفال للمرأة الواحدة، وفي تركيا إلى خمسة، وفي مصر واندونيسيا إلى أربعة، وفي باكستان إلى ثلاثة. وبينت الأعوام الـ 20 – 30 الأخيرة، أن مواطني هذه الدول، المولودين في عائلات لديها وسطياً مابين 5 – 6 أطفال، أصبحوا هم أنفسهم ينجبون مابين 1 – 2 طفل فقط.
علاوة على ذلك، يؤكد المحللون، أن التصدي لهذه الظاهرة أصبح متأخراً، عازين السبب قبل كل شيئ إلى ارتفاع مستوى التعليم السكاني في الدول الاسلامية، إذ أن النساء المسلمات الحاصلات على الشهادة الجامعية أصبحن يلدن ليس أكثر من نظيراتهن الاوروبيات. وكذلك، يتنامى في هذه البلدان، عدد سكان المدن، ومن المعروف أن سكان المدن، أقل انجاباً للأطفال مقارنة بسكان القرى والأرياف، ويحصل ذلك، بسبب الكثافة السكانية العالية في المدن.
#مرعي_حسن_أبازيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟