أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيف الدين البيطار - إسهال الفكر و مأزق الثقافة و استعمار العقول الجديد















المزيد.....

إسهال الفكر و مأزق الثقافة و استعمار العقول الجديد


سيف الدين البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 22:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من شك، اننا كشعوب عربية تداعت حدود دولها عبر الأثير الإفتراضي، فباتت على أتصال مباشر دونما حواجز و دونما رقابة، وجدت تلك الشعوب بأفرادها من كافة الأطياف و الملل و الشيع و الأجناس و الأعراق و المذاهب و المعتقدات على إتصال و تواصل مباشر و خفي ليعبر كل من شاء التعبير عن مكنونات ذاته بصراحة او بتشكيك، و يفصح عن غرائزه و أحاسيسه بصدق أو بإبتذال ولربما ليروج عن معتقداته بإنفتاح أو بتعصب.
و في حال تصفح الآف و لربما عشرات الآلاف و أكثر من صفحات فيس بوك و تويتر و فيض المدونات و مشاهدة بحر واسع من فضائيات الدعوة و فضائيات أخرى ببرامجها الوعظية و بإختلاف ألوانها و التمحيص بمعظم فضفضات الذات بتنوعاتها و التدقيق بعدد لا يستهان به من ردود أفعال و تعليقات كل من إستثاره أمر ما أو موضوع معين، أجد أننا و قد أصبنا بطراز خاص من الإسهال الفكري، فطري المنشاْ بكل تأكيد. حيث يتضح جلياً ذلك الكبت الذي رزح الإنسان العربي خلف قضبانه لعقود بل و قرون طويلة من التعنيف الفكري، ليخرج الآن و عبر الأثير الإفتراضي غير آبه بمن يخالفه الرأي و ليعبر عما يكتنزه في صميم ذاته من العميق من الأفكار و الآلام و الآهات و التوجهات و القضايا و كذلك الأحلام .
ما من بدٍ هنا التنويه أيضاً لتطفل نوع آخر من أنواع (الإسهال الفكري) و هو ما أسمية بإسهال الفتاوى التي ما فتأت تنتشر كالبكتيريا على جيفة قضت نحبها قبل حين. ففي حين وجدنا أنفسنا نحاول جاهدين ركوب قطار الحضارة و التقدم العلمي و الفكري، إلا و وجدنا أنفسنا تائهين مغمورين بمخرجات إسهال الفتاوى هذه و التي ما إنفكت تنهال علينا و تمطرنا كحجارة من سجيل.
ما يدعو للدهشة و في أيام بتنا فيها نتغنى بشهيتنا لطعم الحرية و نأمل لنا بديمقراطية طالما حلمنا بها و نسعى لنا جميعاً بشتى حقوق الإنسان و ننظر لربما لوحدة الأوطان و تماسك نسيج مجتمعاتنا كجسد واحد بغض النظر عن تنوع العروق و إختلاف الأديان و تباين المذاهب و تلون الأهواء، لنجد أنفسنا قوب قوسين و أدنى من العودة من بدء. كما لو أن فسيفساء عروبتنا و رونق جمال لغتها أصبحت كالأحجية و المجال الخصب لعبث الآخرين.
ذلك الأثير الإفتراضي ذاته بما أتاح للجميع بإختلاف لهجاتهم و تنوع أجناسهم و تفاوت أعمارهم خوض نوع خاص و فريد من التقارب، هو ذات الأثير الذي أثار حفيظة كثير ممن إدعوا ولاية أمور الدين من فقهاء و أئمة و ذوي العلم و الفضيلة و كل من فتى بتحريمه و تحريم التداول فيه، لنراهم بعدئذ أكثر من خاض فضاء الأثير الإفتراضي بما لم نعهدها من قبل من أشكال المضلل من الفتاوى و الشعارات التي تدعو للتطرف و التعصب و التزمت بإسم الدين.
ههنا نرى سيل متدفق من فتاوى تدعو لكل غريب و عجيب، إبتداء بتحليل أشكال مستحدثة من زواج الجنسين أو ما يدعونه (بالنكاح الشرعي)، لنسمع فجأة بفتاوى تحلل زواج السر (العرفي) و زواج المسيار و زواج المسفار و زواج المتعة و الزواج بهدف الطلاق و زواج المصياف و زواج المطيار و زواج المصياع و زواج المحجاج و زواج المسياق و زواج المهراب و زواج المقراض و زواج المصواب و غيرها مما هب و دب من أشكال النكاح الشرعي الذي أفتى به هذا أو ذاك من أصحاب العلم و الفقه، و بالرغم من معارضه آخرين منهملبعض منها أو جميعها، دون ما أباحه منها إجتماع الهيئات الإسلامية المشاركة في مؤتمر الدول الإسلامية بتاريخ 27-11-2010, هنا فقط أجد لحظة واحدة للتأمل و التساؤل في ماهية و أغراض كل هؤلاء الفيض من جحافل مدعي الفقه و علوم الدين؟ هل كل تلك الفتاوى هذه و بالرغم من معارضة الكثيرين لها لسوف تجد طريقاً لها ليستفيد منها كل ذي مأرب غاية في إشباع غريزته الجنسية و ممارسة الدعارة تحت غطاء الدين؟ إن لا، فما بالك بأحد أهم اصحاب الفتاوى ممن يفيض على مشاهدية عبر أثير قناة فضائية إخبراية و هي الأوسع إنتشاراً و لن أسميها بإسمها لمعرفة كل إنسان بها، و قد أحل الشيخ الداعية الفضيل لنفسه ببعضها و بإعترافة الشخصي أمام الملأ و تجرأ بإحلال اشكال عدة من تلك الأنكحة المقززة للنفوس؟ أليس هذا نوع خاص من الإسهال الفقهي؟ و أليس زواج المسيار بات معروفاً و متبعاً في بلاد تحكمها الشريعة الإسلامية كالمملكة العربية السعودية و هناك شركات عقارية تروج لها و ترتب لها و بأسعار تنافسية أيضاً، تقوم الزوجة المسيار في عقود الأنكحة تلك بالتخلي عن كافة حقوقها الزوجية كإقامة الزوج و عدم إشهار الزواج و إبقاءه سراً و تخليها عن حقها بالميراث و بالنفقة، لتبفى تنتظر زوجها المسيار لحين تعاوده غريزته الجنسية تجاهها فيزورها هدفاً بمضاجعتها بما حلله له الفقهاء و من ثم الإختفاء عنها دون إذن أو خبر لحين حاجته لقضاء غريزته منها مرة أخرى؟
أما و ما بات يكال هنا و هناك من فتاوى سيئة المغزى بتحليل إرضاع الكبير مثلاً بحجج واهية و إسنادات غير ذات صحة أو تأكيد ليصبح الكبير ممن يعمل بحضور المرأة حراماً عليها بحكم الرضاعة و الرضاعة في الدين تعني الأمومة و بغض النظر عما فصلت به أصول الدين من جواز الرضاعة لحولين (سنتين) فقط. راح فضاء الأثير الإفتراضي ليمتلئ بشتى الفتاوى و التحليلات المبررة لهذه الممارسة القبيحة، و بكل أشكال السخرية تم طرح مشروع إحلال إرضاع الكبير على برلمان دولة عربية كبيرة للتناقش به بدلاً من الإلتفات لهموم الناس و ما يعانون منه من مصائب الحياة و مكدراتها. بل و لقد أصبح تشريعاً في دولة عربية واحدة بالفعل يقطنها أكثر من أربعين مليون نسمة.
و من أشكال الإسهال الفكري و الفقهي هذا، لا أجد من بد هنا تناول موضوع حساس تنتهك بإسمه إنسانية المرأة المسلمة و حقوقها الإنسانية تحت مسميات الفضيلة و الحفاظ على شرف العائلة كموضوع ختان البنات الشائع في مصر و المحرم قانونياً لكنه ممارس شعبياً بين طبقات السذجة و المفتونين بلحى أصحاب الفقه من الحكماء الحريصين على شرف الرجولة، و خوفهم على رجولة الرجل المسلم و شرفه الكائن بين فخذي فتاة لم تتعدى من العمر عشرة سنين. فنقرأ في الصحف المصرية أخباراً عن توجه قوافل طبية تابعه للحزب المسيطر على برلمان مصر تتجه لقرى مصر و بلداتها، أنحائها و أزقتها بطواقم طبية متخصصة لختان بنات الشعب المصري. فنجد فيديوهات لا حصر لها على اليو تيوب لبنات يافعات يبكين شديد البكاء خلال ختانهن فتعلو الزغاريط حال إتمام الجريمة. و ما يثير الريبة و يبث الذعر في القلوب تلك المطالبات التي باتت تعلو بأصوات أعضاء من مجلس الشعب المصري بضرورة تشريع و قوننة ختان الإناث لضمان الستر والعفة ، إضافة للمطالبة بإلغاء قانون التحرش لأن المرأة هي المسئولة بملابسها عن التحرش بها ، و المطالبة بإلغاء قانون الخلع لأنه ليس للمرأة قوامة والقوامة للرجل ، وأخيراً المطالبة بتشريع و قوننة ختان البنات في مستشفيات الدولة المصرية باعتبار أن الختان شرف وسترة للبنت، و حفاظاً على شرف أبيها. كل ذلك و الشعب الغلبان المسكين يبحث عن الفتات ليقتات عليه و نوابه منشغلين عنه بمسألة أو جريمة ختان بنات الشعب.
ليس ذلك كله ما فرط من أمعاء المصابين بإسهال الفقه الأعمى حيث بات العديد منهم يردد فتاوى تبيح ما لا يمكن إباحتة حتى و للأنعام و الحيوانات، لنجد الأثير الإفتراضي يغص بأفلام اليو تيوب و المقالات المثيرة للسخط لبعض من أعلام ديننا الحنيف وأحكامهم و فتاويهم الغريبة العجيبة، و التي كانت محل سخرية من زمن بعيد و على لسان شعراء أصبحت عظامهم مكاحل منذ زمن بعيد. توارت تلك الفتاوى و إندثرت لكن إسهال الفكر كان بحاجة لها فنبش عنها من بين القبور ليعيد إخراجها من جديد هدفاً في التلاعب بعقول أهل اليوم. فنرى فلاناً من فقهاء اليوم بعدما أصابه نوع شاذ من الإسهال الفكري يعيد على ذاكرتنا فتاوى (مالك بن أنس): التي أفتى بحلية الرجل الزواج من بنته من الزنا ، ومن أخته وبنت ابنه ، وبنت بنته ، وبنت أخيه وأخته من الزنا ، مستدلا بأنها أجنبية منه ، ولا تنتسب إليه شرعا ، ولا يجري التوارث بينهما ، ولا تعتق عليه إذا ملكها ، ولا تلزمه نفقتها ، فلا يحرم عليه نكاحها كسائر الأجانب. مستنداً بمرجعه المشهور المغني لابن قدامة 7 / 485 . لتتقد الحماسة بفقية أخر ليسانده في الرأي و الفتوى عبر الإستعانة بقول الإمام الشافعي حين أفتى بحلية الزواج من بنته من الزنا ، ومن أخته وبنت ابنه ، وبنت بنته ، وبنت أخيه وأخته من الزنا ، مستنداً بذلك على ذات دليل الإمام مالك في ذات المسألة إضافة لما تناوله الفخر الرازي في مناقب الشافعي مسلما بها ومدافعا عنه إضافة للزمخشري بقوله : فإن شافعيا قلت قالوا بأنني * أبيح نكاح البنت والبنت تحرم. وحسب مناقب الإمام الشافعي ، ص 532.
و من الغريب جداً أيضاً أن نرى إسهالاً فقهياً بات يلوح في عدد ليس له حصر من المدونات و الصفحات الإفتراضية و قنوات الدعوة الفضائية المحللة لكل ما يتنافى و حدود المنطق و الحشمة انجد بعض من فقهائنا المعجبين و المرددين لما أفتى به أبو حنيفة بأن الرجل إذا استأجر المرأة للوطء ، ولم يكن بينهما عقد نكاح ، فليس ذلك بزنا ، ولا حد فيه . والزنا عنده ما كان مطارفة ، وأما ما فيه عطاء فليس بزنا مستنداً بذلك لمرجعه :المحلى 12 / 196 و المصنف 7 / 276 – 326
ما تلك الترهات التي باتت تقض مضاجعنا ليلاً و نهاراً و تمعن بنا إرهاباً نفسياً يشعرنا بأننا بتنا لا إنسانيين بل و كالحيوانات الهائمة على غير هدىً، فها هناك أحدهم يحرم على الذكور من التبول واقفين و ها آخر يتوعد نسائنا بأن أكثرهن من أهل النار بعد مراجعته لما ورد في كتاب الإسراء و المعراج . فكتاب الاسراء والمعراج الذي يشرح معراج الرسول الى السماء لا يتناول سوى المراة بشكل كبير في و صورتها في جهنم الحمراء حسب القول المنسوب للرسول (ص) بأن أكثر أهل النار من النساء , وان النساء اول من يدخل جهنم ما هو سوى تلفيق لا يليق برسول دين كسيدنا محمد و ما هو سوى عبثية العقلية الذكورية الخبيثة التي نسبت للرسول ما يخالف القرآن الذي لم يتطرق لذلك بالتأكيد. لماذا إذاً ذلك إسهال الوعيد و التهديد للنساء بنار جهنم التي سيكتوون بها بينما ينعم الرجال في جنات الله خالدين. أما الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري :و هوعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و الذي نهى و حرم أهل الإسلام و أمرهم بعدم جواز الإطلاع على كتب الأديان الأخرى و لو لمجرد الإطلاع كالمسيحية مثلاً خوفاً منه على والتقارب معهم والعيش بينهم، و كأننا لا نعيش معهم و بينهم و لا نعيش في بلادهم أيضاً. أما و فتوى تكفير و إقامة حد الله أي (القتل) على كل من يقول بفصل الدين عن السياسة كما ورد على لسان الأستاذ الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان و هو عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي و غيره الكثيرين بموضوع فصل الدين عن السياسة و رفضهم لكل من ينادي بالعلمانية و بالديمقراطية إضافة لعدد آخر من الدعاة من أمثاله لهو أمر يستدعي منا إستدراك كافة أشكال الظن بما و ترمي إليه جماعات الإسلام السياسي من ديكتاتورية جديدة بإسم الدين و إعادة ولاية الفقيه و تداول السلطة بالمبايعة و الخلافة بعدما عفى الدهر عن ذلك و تجاوزها بالآف السنين.
هو بالتأكيد إسهال فكري فقهي شديد، إسهال أمعاء لا تهضم سوى حقوق الإنسان و عقولهم من الغلابا و الساذجين و الذين من السهل التلاعب بأهوائهم بكل تأكيد. فهل إرتداء شورت الرياضة نقمة وجب على مرتدي الشورت من اللاعبين جزاء الله بالموت كما وحسب من أخرج الفتوى بحقهم حيث الله أذاق لاعبي كرة القدم في بور سعيد الموت و عذاب جهنم و بئس المصير. أم هل تحريم مشاهدة المرأة لمباريات الفتبول او جلوس المرأة على كرسي أو كنبة له في الدين أصل من الأصول، أم ذلك الأبله الذي حلل أكل لحوم الديناصورات يعيش حقاً في عالم الواقع أم في ما إنقرض من العصور، و هيهات على ذاك من أباح أكل لحم الجن ايضاً أو ذاك الذي حرم على البنت بألا تختلي مع أبيها في غرفة الجلوس أو منزلهما خوفاً من غريزة ذكورته و شهوته فيها و لزوم وجود أحد آخر كأمها معها إن تواجد الأب بذات المكان.
و ما تقدم ليس سوى الشيء القليل مما إلتهى و لا زال يلتهي بها اصحاب الفقه من فتاوى بحكم سطوتهم على أصحاب العقول الضعيفة و الساذجه، فهناك ما لا يعد و لا يحصى من فيديوهات الفتاوى و إصدارات التحريم و التجريم و التحليل بما و يرضي شهوات أولئك الذين أسميهم (بالمشعوذين) بإسم الدين الحنيف.
و ختاماً و بدون المزيد مما قد تفشعر له الأبدان من فتاويهم، أخلص للقول بخلاصة أجد فيها حقاً بيت القصيد. فما فاض علينا من إسهال فكري و فقهي من هؤلاء إلا و سلسلة مدبرة بإحكام مغازيها سياسية بإمتياز و بعيدة كل البعد عن الدين الحنيف و أصوله الحقيقية. فإعتباراً من ما حدث في 11 سبتمبر 2001 و حتى تاريخه، بتنا نرى حرب عالمية هوجاء على الإسلام، فالمسلم بات إرهابياً و العربي بات مشكوك بأمره و إنتمائاته و متهم بحجة الدين الذي غالبية العرب ينتمون إليه. فكان ما كان من غزو لإفغانستان بشعار مكافحة الإرهاب الإسلامي و هو ذاته الإرهاب الذي خلقتة وكالة الإستخبارات الأمريكية بإمتياز عبر خلقها و دعمها لقاعدة بن لادن و بدعم من السعودية مادياً، و من ثم غزو العراق و إحتلالة و من ثم بدأنا برؤية صحف الغرب تغرد برسوم كريكاتورية تسيء للرسول محمد لتستثير المسلمين نحو التزمت الأعمى خلف جماعات الإسلام السياسي، و كذا أيضاً قصص و روايات حرق القرآن الكريم في تلك الولاية و في تلك الكنيسة و من ثم هنا و هناك و ما نشر من أخبار تسارعت عن جنود أمريكيين يتبولون على كتاب المسلمين المقدس. جميع ذلك إضافة للإذعان المتعمد الذي تعرضت له أمتنا و خاصة قضية فلسطين من ظلم و مآسي لا يحتملها أي ضمير، جميع تلك العوامل كان الهدف من ورائها دفع العرب و المسلمين للمزيد من التطرف و الإعتصام بحبل الإسلام السياسي تحضيراً للمرحلة التالية من الإستعمار الجديد.
بنظر الغرب و خاصة الأمريكيين، فإن عصر الديكتاتوريات التقليدية التابعة لإمرتهم قد إستنفذت قدراتها على قيادة الشعوب و تحقيق مصالح أمريكا. لذلك، كان لا بد من رسم خارطة جديدة تمهد لعصر جديد من الإستعمار و التقسيم عبر قلب الأنظمة الديكتاتورية الحالية و الموالية لهم كل الولاء، متأكدين من نجاح الإسلام السياسي و المتطرف الذي هو من صنيعة الغرب (بريطانيا و أمريكا) للوصول لقبب البرلمانات و رئاسة الدول بتأييد المذلولين من أهل الإسلام و المضطهدين و المدافعين عنه، و بمساندة الغرب ذاته و بأموال الخليج و محطاته الفضائية صهيونية الهوى و التأسيس. و عبر تمكين الإسلام السياسي و المتطرف من الحكم، سنرى كل أشكال الفتاوى المذكورة اعلاه تتضاعف كفيروسات لعينة تهدف لإشعال نيران الفتن و الحروب الأاهلية و الطائفية و العرقية و الدينية و المذهبية لتتدخل أممهم المتحدة و حلوفهم المؤطلسة بجحيم أسلحتها لرحمتنا و لوقف نزيف هذه الحروب، و من ثم و من أجل حل كل تلك النزاعات يعاد تقسيم البلدان العربية على أسس طائفية و دينية و عرقية و مذهبية تخلو أي منها من البنية التحية الكفيلة بتمكنها من الحياة دون إستثمار الغرب لثرواتها هي الدول المستهدفة ذاتها، و بناء بنيات تحتية جديدة لدول تضاعف عددها. حينها، يضربون عصفورين أو ثلاثة بحجر واحد، ألا و هو خلق دول ضعيفة نقية العرق و العقيدة ليبرروا ضرورة نقاوة العرق اليهودي لدولة إسرائيل عبر تهجير فلسطينييها و خلق وطن بديل لهم نقي العرق و الهوية على كامل أرض فلسطين فتحل القضية الفلسطينية من جذورها. كما و أيضاً، ليتم إستغلال ثروات المنطقة الحالية من غاز و بترول و خامات مختلفة مستغلة حالياً و المخفي من هذ الثروات في قاع البحر المتوسط و غيره و بذلك تنتعش إقتصاديات بلادهم المهترئة إقتصادياً و المثقلة بالديون.
أدعوكم يا بني يعرب و أقول: كفانا إسهال فكري و فقهي و كفى شعوذات تنهال علينا من الجحيم، و حق الحق لنا الآن بالوعي لحالنا و لنتعظ بما آل بنا و بما نراه يوميا مما ينهش بأجسادنا الضعيفة و عقولنا المهترئة و ذواتنا المخترقة و لنحاول من جديد رؤية الأمور على حقيقتها و قبل فوات الآوان حين نجد أننا نرزح تحت داء إستعمار من طراز جديد فلا دواء حينها يشفي العليل و لا قوة تعيد للأمة مجد لها أو أمل لأطفالها و أحفادها من جديد.

سيف الدين البيطار
باحث متعمق في علوم النفس و السياسة و الإجتماع و التاريخ و الميثولوجيا و الفلسفة و المنطق
حائز على 3 شهادات ماجستير في علم النفس و أنظمة المعلومات و القانون الدولي
ويعمل حالياً على إتمام رسالة الدكتوراه في سيكولوجية الأعماق
عمان، الأردن



#سيف_الدين_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرآءه معمقة في مشهد الإنتخابات المصرية


المزيد.....




- -جزائري الأصل-.. وزير الداخلية الفرنسية يكشف معلومات حول الم ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مرابض العدو في الزاعورة و ...
- الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى والاحتلال يعتدي عل ...
- ”على Nilesat“ اضبط تردد قناة طيور الجنة toyor al jana TV على ...
- الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا أشعل النار بكنيس يهودي في روان
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات با ...
- -تينكوف- الروسي يطلق بطاقة مصرفية إسلامية
- كيف نقرأ -الجهاد- في المصادر الإسلامية؟
- مقتل رجل على يد الشرطة حاول إضرام النار في كنيس يهودي شمال غ ...
- الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيف الدين البيطار - إسهال الفكر و مأزق الثقافة و استعمار العقول الجديد