|
البحث عن الثورة المصرية - (1) البداية: لم ينجح أحد إلا أعداء الوطن
عماد عبد الملك بولس
الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 20:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم ينجح أحد "حتي الآن" في "أوكازيون" الحرية
سقطت الأقنعة و ظهرت بواطن البشر، و لكن لم تظهر بواطن الخطط و التدابير و محاولات السيطرة و الحشد و التجييش و الالتفاف و التفريق.
لم ينجح مدبرو الثورة الحقيقيون (بعد المظاهرات) في الإمساك بمقودها و لا في جمع كلمة الكتل التي استثيرت و بدأت في التحرك، لم ينجحوا في جمع رأيهم و بالتالي لم ينجحوا في جمع رأي الشعب، و لم ينجحوا في إدراك خريطة اللعبة في الوقت المناسب و تراجعوا في لحظة فارقة من موقف الفعل إلي موقف رد الفعل.
لم ينجح من تولوا الأمور في مصر إلا في تفريق قوي الشعب بشكل كامل، و إعادة توزيع الأدوار بحيث يظل الجميع في موقف رد الفعل، و لم يجتمع الخصوم إلا علي مقاومة محاولات التفريق لكن بدون توحد !!!
لم تنجح الأحزاب القديمة في فهم الموقف و تقديره و جمع كلمة و إرادة أعضائها للسير في اتجاه واحد بناء ينير طريق المصريين، و استجابوا للتشتيت.
لم تنجح الأحزاب الجديدة في اكتشاف المبادئ الجامعة في ظل "أوكازيون" الحرية المزعوم، و انطلقوا مبهورين بالحرية كسجين الظلام عندما يفاجئه النور، و انطلقوا – و ما زالوا منطلقين – يتساءلون حتي اكتشفوا استيلاء القوي و الكتل السياسية الفاعلة علي محاور العمل السياسي و (نجاح) هذه القوي في سد طريق الحرية المفتوح ببضاعة براقة أيا كان محتواها. لم تنجح القوي الـ "راديكالية" في كبح جماح مشاعرها و ترتيب أولويات الوطن ليصير و طنا حقيقيا لا يسكن في الأغاني و الأفلام و المسرحيات و كل الاحتفاليات بأنواعها، بل انطلقت هذه القوي في طريق مرسوم و محدد سلفا (!) غاضة أبصارها عن متغيرات عظيمة تاريخية و جغرافية و شعبية و اقتصادية تجري أمامها و لا تدق لديها أي أجراس برغم خطرها. و لم تنتهز الفرصة للانفتاح بل انغلقت داخل مشروعها بما يهددها بالشمولية و العنصرية المعروف نتيجتهما مسبقا: مزيد من الصراع و تقييد الحريات و الانغلاق و التخلف.
لم تنجح الكتلة الصامتة في كسر سجنها الثلاثي: الخوف و الخدعة و الخضوع، الذي استمر بعد يناير 2011، فاستكانت – و لها الحق! – لحين إدراك المنتصر في صراع السلطة الغريب الذي نشأ، لتستأنف حياتها أو لتنصر من تراه مستحقا لنصرتها، ، إذ لم يقدم لها أحد من المتصارعين مشروعا حقيقيا يدفعها لنبذ مخاوفها الحياتية و المستقبلية و الاصطفاف خلفه قائدا و دليلا، و استسلمت لكل صنوف الخداع التي تلت تنحي مبارك، ثم خضعت لمصيرها – و قد اعتادت ذلك طويلا – و مضت تقاوم علي استحياء و علي غير فهم، لتحاول اكتشاف ذاتها بذاتها علي استحياء، بعد انصراف نخبتها (دليلها) عنها خلف تهاويمها!!
لم ينجح أحد في إدراك و الإمساك بعنصر الوقت و استخدامه استخداما سليما و لو غير كفؤ، بل تم إهدار كل الوقت في كل الصراعات الجانبية و الأعمال التفريقية و التشتيتية و حشو العقل بالأكاذيب مع تلبيسها ببعض الحقيقة لتمريرها، ليستفيد فقط المتربصون.
نجح فقط أعداء الوطن في تشتيته و تفريق قواه و تشويه إنجازات المصريين و نخبته الحقيقية التي حاولت الإنجاز و لم تستطع إكماله، نجح المحرضون في إهدار فكر و إرادة و قوي و ثروة المصريين طيلة عام و بعض عام في سبيل أوهام.
نجح فقط من يكرهون المصريين في إسقاطهم في اليأس و الاكتئاب و الحسرة و الاستسلام للعجز و النظرة السلبية و التوجس من كل جديد و تشتيت إرادتهم.
لم ينجح المصريون في إدراك قوتهم الحقيقية التي هي في اتحادهم و البدء في العمل و اكتشاف الإيجابيات، و إدراك المشترك و قبول الاختلاف ووحدة الهدف، و لم يكتشفوا المثابرة التي هي الاستمرار في الطريق نحو الهدف الواحد.
أيها المصريون، تستطيعون – وحدكم – النجاح، و أنتم – وحدكم – الأداة و السبيل، و لا تحتاجون إلا لاكتشاف وحدتكم و أصررتم علي مساعدة أنفسكم بلا مساعدة من أحد.
#عماد_عبد_الملك_بولس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدستور الذي نريد
-
مطلوب خطة عاجلة و جهود متضافرة لإنقاذ مصر
المزيد.....
-
لدرجة لا يمكن التعرف عليها.. شاهد مقدمة حفل تخطئ بشدة في نطق
...
-
مسؤول أمريكي يكشف عن أهم مطلب لولي العهد السعودي خلال اجتماع
...
-
إطلاق النار على فلسطيني عند نقطة تفتيش إسرائيلية قرب القدس
-
عوامل جذب جديدة.. آخر صيحات الموضة على شواطئ السعودية
-
باير ليفركوزن يطمح إلى -غزو الكرة الأوروبية- بعد تسيد البوند
...
-
نائبة مصرية: مشاركة القطاع الخاص -يوم أسود في تاريخ الصحة ال
...
-
سياسية ألمانية تنتقد استراتيجية بلادها تجاه أوكرانيا: ستدفعن
...
-
مسؤول دفاعي ردا على دعوة سموتريتش للسيطرة على جنوب لبنان: هل
...
-
هنغاريا.. اصطدام سفينة مع زورق في نهر الدانوب يسفر عن مقتل
...
-
علييف يرفض تدخل الدول غير الإقليمية في شؤون جنوب القوقاز
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|