أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جمعة - التفكير للأمام















المزيد.....

التفكير للأمام


علي جمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة

بعد أكثر من تسعة أشهر على بدأ الحمل الثقيل على المنطقة العربية و الذي سمي بـ الربيع العربي فيما بعد , بدأ مخاض هذا الربيع على حقائق تقول بأن الأقنعة قد سقطت و لكن الأنظمة لم تسقط و نسمة الحرية التي عبق بها ريحان البوعزيزي ما لبثت أن حملت طاعونا لا ينهيه حرق جثث العالم العربي كافة , على أي حال ساعد تبني الربيع العربي من قبل الغرب على تشخيص و تحديد هويّة السياسات الأمريكية و الأوروبية في المنطقة و العالم .

ما يفيدنا الآن هو أن ندرس الواقع و نفكر للأمام و نعمل بجهد و بكامل طاقاتنا لرتق الصدع الحاصل بين أطياف الشعب و الوصول إلى مجتمع ديمقراطي سليم و هذه مسؤولية الشباب الوطني وريث المستقبل الشرعي و الوحيد و الذي ورث معه كل أسباب الكراهية و الشتات من العرق إلى الدين إلى الطائفة إلى العشيرة و العائلة و المال حتّى نسي ما ورثه من أسباب الحب و الاجتماع كـ الإنسانيّة و الأرض و اللذين يمثلا باتحادهما ما يسمى بالوطنية و الانتماء.


على الأرض الآن :

ا ل ع ر ا ق , ا ل ص و م ا ل , ا ل س و د ا ن

ت و ن س =>> م ص ر =>>ا ل ي م ن

ل ي ب ي ا =>> س و ر ي ا =>> ا ل ج ز ا ئ ر

الربيع العربي => الشتاء الغربي

R2P (Response to Protect): المقصود به تلبية نداء الاستغاثة بتقديم الحماية .

الحرب على الإرهاب => أسلحة الدمار الشامل => نشر الديمقراطية => إدارة الأزمات و حرب الحماية


الإرهاب الفكري => الثورة => الإرهاب المسلح => ضحايا مدنيين => حرب إنقاذ المدنيين -الحماية


أفضل سلاح ضد حرب الحماية إلى الآن هو حرب الحماية

------------------------------------------------------------------------------

ـ"حرب أو ثورة" الربيع العربي في سطور :


المقومات و العوامل الداخلية التي هيأت له :


أ. ارتفاع معدلات البطالة و الشعور بالإحباط الذي تغلل إلى نفوس الشباب و هي الفئة العمرية الأخطر بأن يصلها هذا الشعور جراء التضخم الهائل بأسعار العقارات و طلب المجتمع لترفيه لا يتناسب مع دخل الفرد جعل من الشباب الفئة الأكثر ظلما .

ب. تكريس ثقافة الكراهية التي يحض إليها كثرٌ من رجال الدين و هم نفسهم من يعطي الجنة بأسهل طريقة ممكنة و هي تغييب العقل و من يعطي الجنة بسهولة يريد المقابل و المقابل هو بقاءه بوابا للجنة بترسيخه للطائفية و العشائرية.

‌ج. وصول المتطرفين إلى مناصب حساسة في أنظمة الحكم بعد سياسة الاحتواء التي اتبعتها الأحزاب الحاكمة في البلدان وحيدة اللون و تسترهم بنفس اللون و العمل على ضرب النظام من الداخل من خلال التضييق على أبناء الطبقة المتوسطة "سواد الشعب" و نشر ثقافة الفساد و البيروقراطية و نقض تكافؤ فرص العمل و تحويل الأحزاب الاشتراكية إلى مناصب على أساس ديني و طائفي و ارستقراطي و إبعاد الشخص المناسب عن المكان المناسب .

د. ضيق مساحة الحرية العامة و الضيق هنا تفرضه المجتمعات التقليدية مثلما تفرضه الأنظمة القمعية.

‌ه. الفساد بأنواعه و أشكاله و أساليبه حيث أصبحت الرشوة إيديولوجيا فكرية يجب تقبلها وسط صمت و خنوع من كافة الجهات المختصة التي بدورها قد أصيبت بنفس الداء .

‌و. الشعور المتنامي بأن قضايا الوطن الأساسية دائما ما تحل بأسلوب التسويات الخفية و هو شعور محبط و منتهك للشعور الوطني.

‌ز. الدكتاتوريات و الأجهزة الأمنية القمعية التي هي سمة من سمات الشرق الأوسط..

‌ح. المعارضة المرتزقة التي اتسمت بالصمت أو بالنقد التخريبي دون محاولة البناء لأجيال قادمة.

‌ط. وسائل الإعلام الخارجية و ضعف الإعلام المحلي و قلّة مصداقيته و الذي يولد رد فعل عكسي لمجرد ذكره الخبر بأسلوب المسلّمات.

‌ي. شخصيات لمّاعة ثقافية و اجتماعية و سياسية و فنية تمثل خلايا نائمة مموَّلة من قبل منظمات عالمية ممولة من قبلها من شركات تجارية عالمية ,نفطية, أسلحة .

‌ك. الانترنت و مواقع التواصل الجماعي و ما تضمنه من توجيه ممنهج واسع الطيف للعامة.

‌ل. انتشار ثقافة الموت و صناعة الموت اللاتي تبناها الإعلام الموّجه .

‌م. عاطفية الشعوب الشرق أوسطية وردة الفعل العاطفية على نظرية المؤامرة و ارتباطها في المخيلة العامة بسياسة القطيع .

ن. فقدان الثقة بالعطاء و الابداع و فقدان زمام المبادرة لدى الفئات المثقفة رغم ملاحظة وجود تجارب توحي ببشائر ثقافة العمل الجماعي .


الأسباب "الأهداف" الخارجية :


‌أ. نسف خيوط الربط بين الثقافات و المثقفين إن خيوط الربط هذه بين أعراق و أديان و عشائر هذه الشعوب و أنا لا أبالغ في وصفي لهذا الهدف بأنه أكبر الخسائر التي تخسرها البلدان في حالة الحرب و خاصة التي تشمل الفتنة الأهلية أو الطائفية .

‌ب. سلب القوة الفكرية العربية القدرة على السيطرة على الموارد العربية و لا أخصها هنا بالموارد الطبيعية بل بالفكرية "البشرية" منها , و خاصة بعد أن بات الناتج الفكري هو تجارة و صناعة المستقبل.

‌ج. الإبقاء على شعور الخوف على الوجود عند الشعوب الغربية حيال النفط و الغاز و مصادر الطاقة التي ما فتأ الناتو يلوح و يتحدث بها و يضمن بذكرها رؤوس الغرب حانية عند قدميه.

‌د. تركيز الفكر العالمي على منابع النفط و الغاز أي مصادر الطاقة التقليدية و حمايتها و أمنها و توفيرها و أسعارها و و.. إقصائها عن التفكير بمصادر الطاقة البديلة لتضمن الدول العظمى بذلك السيطرة التامة على مستقبل الشعوب قبل حاضرها .

‌ه. إطباق السيطرة على وسط العالم من قبل الغرب و قطع الطريق أمام الصين و روسيا .

‌و. إزاحة تركية و إيران و سوريا و الجزائر "بعد العراق و مصر" عن قائمة الدول النامية بشكل سريع و القابلة على قيادة منطقة الشرق الأوسط . للعلم فإن تركيا تمتلك صناعات حديثة منها الرقائق الالكترونية المدمجة و بدأت تغزو منتجاتها الأسواق الأوروبية و لكن إشعال أي حرب في هذه المنطقة سيعود بالمنطقة أقل ما يمكن 50 سنة إلى الوراء لتستفيق على واقع أن النفط و الغاز قد نضب أو على وشك و لا تملك الطاقة البديلة "النووية , الشمسية, الهيدروجين السائل, الحيوية .." .ه

ز. القضاء على نصف العالم العربي "المرأة" بمساندته للقوى المتطرفة و التي تجعل من المرأة أثاث منزلي و أداة جنس متدينة .

‌ح. القضاء على النوعية في التفكير و إحلال الكمية.

ط. مجتمع استهلاكي موجّه دعائيا قابل أن يستهلك بول البعير تحت مسمّىً غربي مثير.

ي. ترسيخ نظرية المؤامرة في الشارع العربي بما يولده التدخل الغربي بكل أشكاله من تناقضات صعبة التفسير تولد إحباطا و شعورا بالعجز عند الشارع البسيط بإمكانه ببساطة الانتقال بالوراثة .

الشمس



مكتسبات سريعة للغرب من الربيع العربي و خاصة بأسلوب حرب R2P :ء

‌أ. فتح أسواق سلاح جديدة لأنواع السلاح التقليدي البالية و تجريب ما يراد تجريبه من أنواع الأسلحة الحديثة و لكن بأيدي الناتو فقط. و هذا السوق يشمل كلا طرفي النزاع.

‌ ‌ب. الإعمار و إعادة الإعمار بشركات و قوى عاملة غربية و هو السبب الذي يجعل الغرب مصرا على الحرب و رفض الحلول السلمية.

‌ج. عقود مجحفة طويلة الأمد لشركات النفط و الغاز الغربية حسب توازن القوى, و تأمين أنابيب النفط و الغاز الجديدة عبر البحر المتوسط.

‌‌ ‌د. حسابات مصرفية تمثل كامل الناتج القومي للبلاد المحتلة على مدى عقود تجمد و يحول معظمها إلى حسابات أخرى باسم كلفة الحرب من جهة و بذرائع أخرى من جهة أخرى.

‌ه. تدمير الجيوش المحلية و الأنظمة الأمنية التي سوف تحتاجها هذه الدول للقضاء على الثوار المتطرفين أنفسهم و لكن هذه المرة بتدريب الناتو و أجهزته و أسلحته.

و. زرع بؤر فتنة دائمة تضمن التشتت و الانقسام الفكري.

ز. خلق ثقب أسود جديد قادر على امتصاص كل المبالغات التي تصيب العالم من تطرف ديني أخلاقي و فكري و علمي , هذا التطرف بإمكانه أن يستشري في العالم بسرعة هائلة و لذلك يجب على الدول الكبرى أن ترعاه منذ نشاته و حتى وصوله إلى الثقب الأسود الذي يتولى الباقي.

‌ ‌ح. التخلص من أكبر قدر من المتطرفين مع الابقاء على أسبابه و تغذيتها كذريعة دائمة و أداة سهلة التحريك.

ط. امتصاص الثورات العربية و إدارة مسارها.

‌ي. إعادة ترتيب النظام الداخلي في هذه الدول بما يوافق السياسة الغربية.

ك. استحالة قيام أي مشروع أممي في هذه المنطقة .

ل. حقل تجارب بشري علمي , استهلاكي , طبي .

م. بنك أعضاء بشرية لا يجب أن ينضب , مع الطلب المتزايد عليها في دول الغرب .



الدكتاتورية هي مرحلة في تاريخ تطور أي شعب و الحرب على الدكتاتوريات المتهالكة هي حرب على المرحلة التي تليها و ليست عليها بذاتها فهي قائمة كما يقول الغرب منذ ما يزيد عن أربعين عاما فالحقيقة تكمن بأن الواقع العربيّ قد بشّر بوعي يكاد أن يكون كافياً للانتقال إلى مرحلة البناء الديمقراطي السليم و المستقلّ بعيداً عن ما قبله من الدكتاتورية أو عن التجارب "الديمقراطية" الجاهزة و هذا هو ما يمثل جوهر الخطر الذي تستشفه دول الغرب لأن دول النفط و جواره من الخطر الشديد أن تتطور و تمتلك شخصية تتحكم بمواردها و مقدراتها و ليس الحلّ بنظرها "أقصد دول الغرب" إلّا الحرب و إسقاط كل ما بني و إرجاع ساعة الزمن إلى الخلف عنوةً .


عاطفية نظرية المؤامرة :

هل تشعر بأنك محاصر و بأن الناس تضمر لك السوء من حولك , هل تشعر بأن الدولة تتجسس عليك و تريد معاقبتك على أشياء لم تعملها و لكنك فكرت بها, هل تشعر بأن الله يريد بأن يقتص منك و أنت عاجز إلا أن تخطأ أو تفكر, هل تشعر بأن العالم يخطط ليسرق منك مستقبلك هل لا زلت تشعر بذلك ؟؟

المؤامرة كلمة تعني أن يهدف مجموعة ما من الأفراد أو المنظمات أو الدول إلى إيذاء (الاساءة) فرد أو منظمة أو دولة , و هذه الكلمة استتر خلفها كثير من النفاق و التغييب العقلاني للسبب و المسبب فكانت السبب خلف الكثير من الظلم الذي لحق الشعب "الإرهاب الفكري السلطوي" الذي جعل من العامة تكره سماعها و تكره من يتحدث بها , لا بل باتت تستخدمها نفسها في هجومها المضاد أي لاتهام الأنظمة بالتآمر عليها , و بذلك تسيطر سياسة التخوين على الوطن .

الوطنية عاطفة حقيقية لا يجب أن ترتبط بنظرية المؤامرة العاطفية المبهمة بل يجب أن ترتبط بالأرض و الإنسان فقط.



أخيراً

بعد هذا التحليل البسيط لما يجري في الواقع الشرق أوسطي ألا يجب أن نفكر أن التغيير على الطريقة الغربية ليست مطلبنا الحقيقي , هل يجب أن نبقى شركاء للغرب في امتصاص عقولنا و بزقها, ألا يجب أن نفكر بأن الشارع الحالي يمثلنا كما مثلتنا الأنظمة السابقة عنوةً و لكن بخنوع منّا , ألايجب أن يكون هنالك حوار على مستوى الشباب الوطني , ألا يجب أن نقول لمن هم بالشارع قفوا جانبا نحن من يجب أن نتحرك و حراكنا سيعطيكم كما غيركم الحق في الحياة و حرية التعبير و الاعتقاد و العدالة الاجتماعية دون إراقة الدماء و دون أن نخوّن أحدا تحت سقف الوطن .


و أهملت في مقالي هذا القضية الفلسطينية و الكيان الصهيوني متعمدا لأننا جميعا مشروع فلسطينيين و دولنا مشروع كيانات صهيونية و لكن هذه المرّة برضى و قبول منّا و بمباركة العالم



#علي_جمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هذه الصور لا تثبت أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي نجا من حا ...
- احتجاجات طلابية ضد قانون -الوكلاء الأجانب- في جورجيا
- اليوم العالمي للشاي: أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم بعد ...
- من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع ...
- هل عادت إسبانيا لمبدأ -التوازن- في علاقتها مع المغرب والجزائ ...
- -الأسد الإفريقي- في المغرب.. ما جديد هذه النسخة من المناورات ...
- بدء مراسم تشييع الرئيس الايراني ومرافقيه في تبريز
- باشينيان يلتقي نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي ...
- زيلينسكي: سنواتي الخمس كرئيس لأوكرانيا لم تنته بعد
- السلطات الإسرائيلية تصادر معدات لوكالة -أسوشيتد برس- تستخدمه ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جمعة - التفكير للأمام