أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام شاهين - الإسلام ليس كذلك















المزيد.....

الإسلام ليس كذلك


ابرام شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 02:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الحديث في نقد الدين لا يعني بالضرورة نفي فكرة وجود إلهه, ولكن يعني بالضرورة بأن ذلك الدين لا يمكن أن يكون من عند أي إله, فالأمر بالقتال أو غزوا الآخر الغير معتنق للدين والرجم كعقوبة لا يمكن أن يقبله عقل بأنه من عند إله ما, لأنه لا يمكن القبول بأن إلهاً ما يمكن أن يكون بهذه الطريقة البشرية من التفكير أو السذاجة أو الشر. فالإله لا يمكن ان يأمر بالشر أو القتل أو التدخل في تفاصيل البشر السياسية على سبيل المثال من قبيل تحديد شكل الحكم وطريقة حكم الدولة, فالإله يجب أن يكون منزهاً عن هكذا تفاصيل سخيفة بالنسبة لعظمته, فما بالك في أن ينزل الإله كتاباً كاملاً يشرع لرسوله بأن يتزوج فلانة وانه حكم على فلان بجهنم كمصير له في الآخرة, فهل هذا الحديث لآئق لإله عظيم خلق البشر وكل شيء في الكون ولا يحيط بعلمه شيء؟!
من ناحية أخرى يكاد لا يتفق أثنان من المسلمين كيف يكون الإسلام الصحيح الذي قصده الله الذي وربما يكون محمد قد فشل في إيصاله بطريقة دقيقة إلى الناس, ومحالٌ أن تتطابق وجهتا نظر حول تفاصيل وجزئيات كثيرة في الإسلام. فالإسلام السني يختلف عن الشيعي وفي السني نفسه يختلف المذهب المالكي عن الشافعي عن الحنبلي عن... وإسلام حينا يختلف عن إسلام الحي المجاور لنا وإسلامنا يختلف عن إسلام جارنا وإسلام الشهيد صدام (مكتشف عبارة الله أكبر على علم العراق وسليل محمد النبي) يختلف عن إسلام الشهيد لآحقا بن لادن وهكذا دواليك في أن لكل كائن مسلم إسلامه الخاص.
ونتسائل نحن "المسلمين العاديين" عن هذا الإسلام العجيب الغريب, عن هذا -الفكر- الخاص العصي على الفهم أو التطبيق أو حتى التكلم بتفاصيله إلاّ إذا كنا من خريجي الأزهر أومن أحد المتتلمذين على يد أحد الشيوخ العظام الذين يطبل لهم جيش من البسطاء في شتى بقاع الأرض, فما مدى صعوبة هذه الأفكار التي لا يفهمها العامة, وكيف يمكن للعامة تطبيق هذا الدين إذا كانوا بحاجة إلى الشيخ كي يعلمهم كيف يغتسلون قبل الصلاة وكيف يضاجعوا نسائهم وعلى أي جنب يجب أن يناموا. هل يوجد في التاريخ أكثر من هكذا تقزيم بل تغييب للعقل. هل توجد ياترى ثقافات أخرى على هذا الكوكب وخارجه يلقن فيها الناس في أبسط ممارساتهم اليومية!
أدعو المسلمين جميعاً إلى قراءة تاريخ محمد بعقل ومنطق وبتجرد من العاطفة والخوف والقلق وقراءة مبادئ حقوق الإنسان في الميثاق العالمي لهذه الحقوق والمقارنة فيما إذا كان هذا الرجل الصالح لكل زمان ومكان كان منسجماً بمبادئه ورسالته فيما يخص منع الرق والسبي والغزو والأنفال والإغتيال والإغتصاب وما إلى ذلك من القيم الإنسانية المعقدة التي يصعب على بن لادن وجميع شيوخ المسلمين على استيعابها. الشيوخ الذين يوسمون بغير وجه حق بالإستاذ والدكتور والعلامة! فهذه الألقاب أوجدها الغرب لوسم الشخص الذي أكتسب العلوم الدنيوية وليس تعاليم دين ما. فلو أنّ محمد بن عبد المطلب هو الذي ألغى صراحة ودون شك أو تأويل نظام العبودية الذي ألغاه الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولين بقانون وكان بذلك أول شخص يصدر قانوناً ينهي فيه نظام الرق لكان محمد يستحق أن يوسم بالرسول بجدارة بغض النظر عن إيماننا بوجود إله أرسله أم لا ولكن لينكولين هذا هو الذي فعلها وهو الجدير بالنبوة أكثر من محمد.
لا يُخفى على أحد بأن محمد قد قتل وأمر بالإغتيال وسبا ودعى إلى القتال في سبيل الله والأنفال، فهل كل هذه الأفعال لا تكفي لوسم محمد بالإرهابي...؟ فماذا كان ليفعله أكثر من ذلك لكي يوسم بالإرهابي...؟
إنّ أصحاب الرسالات الإنسانية لا يفعلون ما فعله محمد من حمل للسيف وقتلٍ وغزو وإعتداء على الاطفال (موضوعة إغتصاب عائشة حسب مقاييس العصر). أما عن التبريرات فيما يخص أفعال محمد من قبيل أن الدعوة كانت في بدايتها وإنه كان مضطراً لحمل السيف والغزو بسبب حماية الدعوة وسبب إتخاذه زوجة إبنه يزيد زوجة له هو لمنع قانون التبني وكأنّ هذا القانون هو الذي يهدد وجود المجتمع وكأن الله لم يستطع تمرير هذه القوانين دون هكذا أفعال مشينة. فهذه التبريرات هي التي جعلت منطقة العالم الاسلامي منطقة يغيب عنها ثقافة حقوق الإنسان بل على العكس فممارسات مشينة ضد حقوق الإنسان مثل تزويج الأطفال أوالرجم أو قطع اليد ينظر لها بأنها ممارسات عادية في العالم الإسلامي بسبب الثقافة الدينية المسيطرة على العقل والمنطق في هذه المنطقة من العالم.
أما عن فكرة وجود حقد على الإسلام بشكل خاص ودونما أسباب فلا أعتقد بوجود حقد على الإسلام بلا سبب فهناك أطنان من التهم والمساوئ منسوبة إلى أعضاء هذا الدين الذين يستمدون شرعية أعمالهم من مصدر تشريعه الذي هو بمثابة التبرير القطعي لأفعالهم, ومن البديهي أن يرفض الإنسان السوي أي قانون أو شريعة أو دستور إذا كان هذا الدستور يخالف المنطق والقيم الإنسانية, أما عن الأسباب التي تجعل أتباع دين ما وليكن الإسلام على سبيل المثال يتمسكون به ويدافعون عنه بدون تفكير هو لإعتقادهم أن هذا التشريع آتٍ من عند إلهم الذي يجبرهم على الرضوخ بحكم عبوديتهم له وهؤلاء العباد لا يملكون أن يرفضوا ما فرضه المعبود. ولو استطعنا جدلاً أن نثبت لهؤلاء العباد بأن إلههم هو محض كذبة أو أنه لم يأمر بما يظنونه, لتخلوا عن تلك النصوص التي هي بمثابة دستور إجباري لهم وعادوا إلى استخدام عقلهم الذي غيبوه بوجود الدستور الإلهي (الذي هو القرآن بالدرجة الاولى وسنة محمد في الدرجة الثانية) فعندما يقول شيوخ المسلمين أن الإسلام هو منهج حياة يقصدون أنه لا داعي للمسلم أن يفكر فكل شيء محدد له مسبقاً وموجود سلفاً في القرآن وإن لم يوجد ففي السنة أي ما كان يفعله محمد في حياته اليومية.
تخيل وأبكي حزنا وألماً على بليون ونصف من الناس
يُحبذ أن يحشو كل منهم عود سواك في فمه كما كان يفعل محمد
ويُحبذ أن يلبسوا ثوب قصير ويحلقوا الشارب تشبها بمحمد
بليون ونصف من الناس بنفس الشاكلة ونفس العادات والسلوكيات, ونفس المعتقدات والمسلمات عن الكون والأرض والشمس مع تجاهل كامل للعلوم الدنيوية لما يتعارض معها وما لم يمكن نسبها إلى القرآن أو محمد أو أحد الصحابا حتى ولو كانت هذه العلوم مثبتة علميا منذ قرن! وكل ذلك بسبب هوس الدخول إلى الجنة والتمتع بحورياتها وطعامها. أي جنة هذه التي سوف تحوي هذا القطيع بل أليس هذا ضرباً من الجنون في تحويل مجتمع يفوق البليون إلى قطيع لا حول له ولا قوة!



#ابرام_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط.. ما الحل؟


المزيد.....




- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- أمين عام حزب الله اللبناني يبرق إلى المرشد الأعلى الإيراني م ...
- فرحة الأولاد كلها مع قناة طيور الجنة! استقبل التردد الجديد ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية تدعو إلى تضافر الجهود لوقف جرائم ال ...
- -فرنسا، تحبها ولكنك ترحل عنها-... لماذا يختار مسلمون ذوو كفا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة لإيران بعد تغريده بالفارسية
- “ثبت وناسة وطيور الجنة”.. أهم ترددات قنوات الأطفال الجديدة 2 ...
- صالحي: الشهيد الرئيس رئيسي خسارة عظيمة للأمة الإسلامية +فيدي ...
- قائد الثورة الاسلامية يعزي باستشهاد رئيس الجمهورية
- بوتين يعزي المرشد الأعلى بوفاة الرئيس الإيراني


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابرام شاهين - الإسلام ليس كذلك