أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيمن كامل جواد - عيون الأدباء















المزيد.....

عيون الأدباء


أيمن كامل جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


خلال المطالعات المتواضعة لحياة عمالقة الادباء من الشرق والغرب يبعث هاجس بوجود ثمة حاجز غير واضح المعالم بين الادباء والدين مايجعل المرء يتأمل ويغوص في ضبابيته ليصل الى بعض الملامح وفق معطيات الواقع ومغذيات العقل البشري وقد تكون في نهاية الامر غير دقيقة. لربما..
يولد هذا الهاجس نتيجة لمفارقة تستحق التأمل وهي انه قد جرت في العادة الفطرية والمنطقية على وفق القاعدة الدينية انه كلما نأى المرء عن طريق الدين تحت اي ظرف كان فمصيره العودة اليه والتمسك به للخلاص من ويلات عذاب الآخرة.
لكن المتابع لحياة بعض الادباء يرى عكس القاعدة المتعارف عليها ، وهنا أود أولاً ذكر شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي ولد ونشأ وسط اجواء مفعمة بالدين فهو من اسرة دينية لها مركزها في النجف الاشرف تنحدر من الشيخ محمد حسن احد اعلام الفقه في عصره صاحب (جواهر الكلام) ناهيك عن تأثر الجواهري بالشيوخ الذين تتلمذ تحت ايديهم وخاصة في الفقه والادب الا ان الدين بدأ ينسلخ مع مرور الزمن من مكنوناته حتى انشد
خمرتي فضلك لايحصى علي
انت قد احببت دنياي ألي
عدتي في شدتي خمر و(ني)
لااقول الشعر حتى اشربا
فطرتي كل على من فطرا
كما لنا وقفة مع الشاعر الكبير المعروف عبد الغني الرصافي الذي ختم القرآن في صباه والتحق ودرس على يد العلامة ابي الثناء محمود شكري الآلوسي لدراسة العلوم الدينية بعد فشله في المدرسة العسكرية وطغت عليه آنذاك الصبغة الدينية حيث كان يرتدي العمامة والجبة و يرسل لحيته على طر يقة المعممين مما دعا الشيخ الآلوسي ليطلق علية لقب (الرصافي) لشدة تصوفه ولكي يكون به صنوا للشيخ معروف الكرخي المتصوف الاسلامي الكبير.
الى ان وصل به الامر ليسبح عكس التيار ويغرق في بعض الاحيان في المجون وابتعد عن مفاهيم الدين وقال
لقيت في عصر الشباب حقائقا
في الدين تقصر دونها الافهام
ثم انقضى عصر الشباب وطيشه
فأذا الحقائق كلها أوهام
واُتهم بالشذوذ وشاع عنه كفره وإلحاده معززاً بفتاوى بعض رجال الدين لكنه بقى صامدا ولم يجرأ احد أن ينظر اليه كما ينظر الى امثاله من اصحاب الشذوذ والمجون..
ولنمر بالاديب المصري الرائع االذي عرف بتأييده للدين ومدافعا بشدة عن مبادئه الا انه في النهاية أتهم بأساءته للدين وخروجه عن الملة بسب بعض رواياته التي منعت من النشر داخل مصر وجرت محاولة لاغتياله على يد بعض المنظمات الاسلامية وهو في المستشفى..
لنصل الى ادباء الغرب وتحديدا عند الفيلسوف الغربي (نيتشه) الذي استندت الفاشية في معظم مبادئها على نظرياته كان ابن قس معروف ودرس المسيحية واعتنقها الى ان انتهى به المطاف بمحاربة القساوسة حيث قال (أشعر أن علي أن أغسل يدي كلما سلمت على إنسان متدين.) وقيل انه جن في ايامه الاخيرة حيث كتب وصية قال فيها لأخته ( اياك ان تجعلي احد القساوسة يرتل آياته على جنازتي)) لكن لم تنفذ وصيته وقرأ القس آياته على جنازته.
والعملاق فكتور هيجو الذي تغيرت آراؤه الدينية تغيرًا جذريًا على مدار حياته. ففي شبابه، أعلن أن انتماءه الديني كاثوليكي، كما أعلن احترامه لسلطة الكنيسة والتسلسل الكهنوتي فيها. ولكنه منذ ذلك الوقت، لم يمارس الشعائر الدينية الكاثوليكية، وعَبّر بشكل متزايد عن آرائه المناهضة للكاثوليكية والمؤيدة لفكرة الحد من النفوذ الكنسي ، و صار مؤيدًا لمذهب الربوبية القائم على العقلانية وهي الأفكار التي تشابهت مع الآراء التي كان فولتير يناصرها. وقد سأله أحد العاملين في مجال الإحصاء الرسمي في عام 1872 عما إذا كان كاثوليكيًا، فأجابه: "لا، بل أنا مفكر حر. .
اما عملاق روسيا العظيم تولستوي الذي نشأ وترعرع بين احضان العقيدة المسيحية الارثوذكسية وتلقى العلم منها في صباه وشبابه فإنه عندما ترك الجامعة في سنتها الثانية طرح عنه كل اعتقاد سابق تعلمه حيث بدأ بعدم الايمان مبكرا وتوقف عن الصلاة والصوم وعن الحضور لصلاة الكنيسة الا انه لم ينكر الرب و وجود الإله لكن اي نوع من الالهة هذا مابقى يراوده لفترة طويلة لتتشظى منها اسئلة ورغبة جامحة لمعرفة اجوبتها خاصة عن الموت والحياة .
مما دفعه الى قراءة كتب الفلاسفة والعلماء ولم يبلغ غايته فيها فتوجه بعدها الى الاديان باحثا عما يشفي غلته والملفت في هذه الفترة أنه تسلم خطابا مؤثرا أرسله له من من ترجينيف اعظم كاتب في روسيا بعد تولستوي في يوليو 1883 يوجه له فيها نداءً وهو في فراش الموت حيث كانت لاتقوى يداه على حمل الريشة ليكتب رجاءً من اعماق قلبه قائلا (عد ثانية الى الادب تلك موهبتك الحقيقية ياشاعر ارضنا الروسية العظيم . استمع رجائي )
الا ان تولستوي لم يسمع نداءه وخاض غمار البحث وشق عباب الدين ليروض رغبته الجامحة لاسئلته الملحة
حيث وجد ان قوانين الانجيل ووصاياه قد اصابها الاهمال من جانب الناس وما تبشر به الكنيسة بعيد كل البعد عن اصول التعاليم المسيحية الحقيقية وكانت بدايته من هنا ليشرح المعنى الحقيقي للانجيل ليهز اركان الكنيسة ما دفع رجال الدين الى اخراجه من الكنيسة خوفا من الاصطدام مع آرائه وحفاظا على مصالحهم فمنع كتابه الاول (اعترافي ) من النشر وكذلك الثاني (عقيدتي) الذي منعته الكنيسة من نشره وتداوله آنذاك.
وبالرغم من المثالية التي حاول تطبيقها في نظرياته وبالرغم من الصعوبات والمحاربة التي واجهها الا انه استطاع ان يكشف حقيقية الكنيسة الدنيوية.
أكان ترجينيف محقا في ندائه معتقدا بعقم البحث في هذا المضمار ام كان هناك خوف على تولستوي من رجال الكنيسة ؟ وهل ياترى كان يعرف معدنهم ونواياهم لكل من يصطدم بمصالحهم ؟؟
مانستشفه هنا انه كلما كان الاديب اكثر احتكاكاً برجال الدين كان نفوره من الدين عاجلاً . لربما لزيادة احساسه المرهف ومثالية الرؤية ودقة النظرعن كثب مما يترك صدمة انسانية لديه تنأى به عن فضاءاتهم .
او ربما لإتساع آفاق تفكير الاديب تكون رؤيته للدين من زاوية البانوراما غير زاوية بعض رجال الدين ليخط لنفسه دربا ًعلى وفق مفاهيمه الخاصة..
وقد يفسر هذا ما نلمسه الآن من نظرة الناس ونفور البعض في الوقت الحاضر من الدين ورجاله لاسيما في ظل الحملات العدائية للدين وتشويه صورته الاسمى في وقت نحتاج اشد الحاجة لتولستوي القرن الحادي والعشرين ليجلي ويزيل عباءة بعض رجال الدين الدنيوية عن الاديان الحقيقية السمحة..



#أيمن_كامل_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شروط التسجيل في مسابقة الترجمة وزارة العدل 2024 بالجزائر
- الفيلم الأمريكي -أنورا- يتوج بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان ...
- تردد قناة النهار الجديد 2024 .. باقة مميزة من المسلسلات والب ...
- فرح أولادك بأفلام الكرتون المدبلجه .. تردد قناة سبونج بوب ال ...
- فوز فيلم -أنورا- الأمريكي بالسعفة الذهبية في كان.. ومخرج إير ...
- -روتانا- تتهم فنانة مصرية شهيرة بالتشهير
- السعفة الذهبية بمهرجان كان لفيلم -أنورا-
- مهرجان كان: المخرج الأمريكي شون بيكر يتوج بالسعفة الذهبية عن ...
- رحيل الشاعر الأردني زياد العناني عن 62 عاما
- السودان.. رحيل أشهر عازفي -البيكلو- أسامة بابكر التوم يجدد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيمن كامل جواد - عيون الأدباء