كيف احتلت الولايات المتحده الأمريكيه الخليج

عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذه مجموعة تصورات وتحليلات واستنتاجات عن كيفية احتلال الخليج وماذا فعلت أمريكا لتحقيق ذلك ودور دول الإقليم أعتباراًمن عام 1947 إلى عام 2003 حيث احتلال العراق.
قسمتها إلى أربعة مراحل زمنيه:
1.من عام 1947 إلى عام 1967
2. من عام 1968 الى عام 1988
3. من عام 1989 الى عام 1999
4. من عام 2000 إلى عام 2003
وهي مساهمه متواضعة تعكس تواضع كاتبها ورغبته في الأزتزاده مما يقدمه الآخرين وأسجل بادئ ذي بدء احترامي وتقديري لكل من يتواضع ويصرف جزء من وقته للإطلاع عليها وتقبلي باحترام لكل ما قد يكتب عنها أو أي رد وأرجوا شاكراً الرفق بكاتبها فهي اجتهاد قد يذكر البعض بما مضى أو قد يحفز البعض للنقاش أو قد تضيف للأجيال التي لم تعاصر الحدث بعض الرغبة لإعادة تصفح الماضي القريب أو قد تثير عند البعض الرغبة في استرجاع الذكريات أو قد تثير فضول الجيل الجديد ليسأل الذي قبله سواء شفاهتاً أو من تقليب العتيق من الكتب أو قد تحفز الأم أو ألجده ممن عاصرنه تلك السنين من أن يقصصن لأبنائهن أو أحفادهن بعضاً من تلك البطولات أو أللآلام أوالأنفعالات متمنياً الرأفة
عبد الرضا حمد جاسم/فرنسا
ألجــــــزء ألأول: من عام 47 ـ إلى عام 1967
في خطابه عن حالة الاتحاد لعام 1947 حدد الرئيس الأمريكي هاري ترومان ملامح خطته للدفاع عن الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية المتضمنة منع الاتحاد السوفيتي ممن الوصول للمياه الدافئة في الخليج حيث منابع النفط وخطوط الإمداد وكانت الخطة تتضمن أنشاء حائطي صد:
الأول يشمل أو يضم تركيا واليونان والثاني يضم إيران والعراق وسوريا.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت لها قاعدة أساسيه ومهمة من خلال التوقيع على معاهدة التعاون والحماية بينها وبين المملكة العربية السعودية عام 1936 والتي تضمنت العديد من البنود في مقدمتها الحماية الأمريكية لأل سعود مقابل السيطرة الكاملة على العمليات النفطية في المملكة الفتيه وتثبيت أحقية أل سعود بإقليم الحجاز الهاشمي السليب وقبول آل سعود بمنح اليهود وطن قومي على أراضي فلسطين استنادا إلى وعد بلفور ودعم قيام دولة إسرائيل مستقبلاً ذلك الدعم في شقه المالي المستمر حتى هذه الحظه من خلال دفع فاتورة المساعدات الأمريكية لإسرائيل
كانت إيران ضمن الخط العام لمفاهيم أمريكا والغرب وتعزز ذلك بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية من إجهاض حكومة مصدق كما اعترف بذلك أخيرا الرئيس الأمريكي أوباما وأصبحت إيران خلال فتره قصيرة (شرطي الخليج)وخامس جيش في العالم
أما بالنسبة للعراق وسوريا حيث كان البلدين تحت التأثير والتبعية إلى بريطانيا وفرنسا رغم الاستقلال الشكلي فبعد الاطمئنان لحاط الصد الأول من خلال أشراف حلف شمال الأطلسي عليه جاء الدور على الحائط الثاني الذي يجب ترتيب الأوضاع فيه بالشكل الذي يضمن إسناده للحائط الأول وأن يكون له العمق الجغرافي وأن لايسمح بأي حال من الأحوال للسوفيت من القفز وتأسيس قاعدة لهم تشرف على الخليج وكان أكثر ما يقلق الأمريكان وحلفائهم السعوديين هو الأتساع المستمر للمد الشيوعي في كل من العراق وسوريا فكانت ألفكره هي كيفية إيقاف المد الشيوعي وتحجيمه ومن ثم الانقضاض عليه لتحطيم ما قد يكون أساس لقاعدة قد يثب عليها الاتحاد السوفييتي في لحظه من الزمن.
وكان العمل يسير باتجاهين الأول محلي يتضمن تأجيج الحس الديني لمواجهة ما يسمى بالإلحاد الشيوعي والثاني تأجيج الحس القومي الشوفيني فكان جمع الشتات لتأسيس ماعرف بحزب البعث العربي الاشتراكي وكان هذا السم يحمل إيحاء عند البسطاء وهم السواد العم ببعث أمجاد الأمة من خلال بعث الرسالة المحمدية أي أنه أسم فضفاض وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر على خطاب الرئيس الأمريكي وبعد سنه واحده وعدة أيام أعلن عن قيام دولة إسرائيل على ألأراضي الفلسطينية لتكون القاعدة المتقدمة للأمبرياليه العالمية وأعقب ذلك حرب 1948 التي مني فيها العرب بالهزيمة على أيدي العصابات الصهيونية بدعم بريطاني مفضوح ودعم أمريكي شبه خفي لتعم حاله من الهيجان بوجه بريطانيا والحكومات العميلة لها وانتشرت أكذوبة السلاح الفاسد لتبرير الهزيمه ووضع ألوم على مصدر هذا السلاح وهي بريطانيا ونتيجة ذلك توالت الانقلابات العسكرية كحالة انتقام للهزيمة والمتسببين فيها فكانت ثورة 1952 في مصر وبعدها ثورة 1958 في العراق
سنترك مؤقتاً ثورة 1952 في مصر ونعود إليها بقدر تأثيرها على حائط الصد الثاني
خلال الفترة من 1947 الى1958 كان العراق يغلي معاهدات توقع وتسقطها الجماهير إضرابات انتفاضات احتجاجات إسقاط حكومات حيث لم تصمد الكثير من الحكومات أكثر من ستة اشهر وكان حلف بغداد سئ الصيت ولكن الحدث الأهم هوقيام الأتحاد الهاشمي بين العراق والأردن ومطالبته بضم الكويت إليه هذا الحدث هز المنطقة بعنف شديد وبالذات السعودية والكويت لما له من وزن بشري واقتصادي وسياسي وموقع جغرافي والذي يثير سلب الحجاز.
هذا العامل والوضع الداخلي المتفجر وامتداد تأثير العدوان الثلاثي على مصر ونجاح مصر في التصدي له كلها حركة من كان يفكر بالقيام بعمل عسكري لإسقاط السلطة العميلة في بغداد
فكانت ثلاث خطوط تتحرك الأول بتأثير الاتجاه القومي الذي أنفرد فيه ذلك الوقت جمال عبد الناصر والثاني وطني داخلي يريد إشاعة العدل والانتصار للعراق وأهل العراق والثالث سعودي متطير من الاتحاد الهاشمي الذي يعتبره موجه ضد السعودية( والسعودية عملت نفس الشئ ضد الوحدة المصرية السورية وبعدها محاولة الوحدة بين العراق وسوريا عام1978 ومن ثم بالتعاون العربي بين العراق والأردن ومصر واليمن) كان مايجمع الثلاثة غير المفروزة بوضوح هو إسقاط النظام الملكي والشئ الثاني أن مثل هذا العمل غير مضمون النجاح من دون الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كان يفكر بالموضوع بشكل يلتقي قليلاً ويبتعد كثيراً عن خطط وتوجهات الضباط الأحرار وقد حدس أفكار الآخرين وتوجس منها لذالك لم يخبر أي منهم بساعة الصفر وترك الوقت للظروف التي أحسن استغلالها
وقد كان لمقتل العائلة المالكة في صباح الثورة أثر كبير في مستقبل العراق فلم يكن في خلد من قام
بالثور هان يحصل ذلك ولم يكن من داعي آني لذلك لأن العائلة المالكة اقتنعت بنتيجة ما جرى وإرادة تسليم نفسها ولكن تصرف الملازم أول عبد الستار العبوسي لم يكن وليد لحظته كما أشيع لأنه لا هو ولا من معه تعرض للخطر ولا يوجد على مدى حركة الشارع العراقي كل تلك السنين مايسئ أو يمس بالعائلة المالكة وبالذات الملك فيصل الثاني والنساء وإنما كانت الحركات السياسية توجه جام غضبها على الحكومات المتعاقبة وقد مست الوصي في بعض الحالات,
فرحت الجماهير باطاحه بالملكية وفرحت السعودية لأنها حطمت وبقتل العائلة المالكة أي احتمال لتلاقي عراقي أردني لاحق
فرحت الجماهير لأنها تخلصت من الملكية وفرحت السعودية لأنها حطمت الاتحاد الهاشمي وبقتل العائلة المالكة أصبح من المستحيل أن يلتقي العراق والأردن مره أخرى وفرحت الكويت لأنها تخلصت من كابوس الضم للعراق وفرحت إسرائيل لأن الملك حسين أدار لها ظهره وتوجه للانتقام لدم أولاد عمومته وفرحت أمريكا لأن الثورة طردت بريطانيا من العراق وسنحت الفرصة لنزول القوات الأمريكية إلى المنطقة وفرح عبد الناصر لأن يتوقع سيطرة المقربين منه على السلطة
كل تلك المؤثرات دفعت إلى فرز سريع جداً لموازين القوى وتوجهاتها ولكن الذي حسم الموقف التأييد الشعبي العارم للثورة وتوجهاتها ورموزها.
ولهذا ظهر جلياً الاختلاف بين توجهات المساهمين في الثورة وأرادت كل مجموعه السير بالأمور بالاتجاه الذي تريد وهذا ما يفسر تعرض الثورة لمحاولات الإجهاض والتآمر عليها وعلى شخص الزعيم عبد الكريم قاسم منذ أيلول 1958 أي بعد أقل من شهرين من قيام الثورة وتصاعد ذلك مع ما كانت تنجزه الثورة من قرارات لصالح عامة الشعب مثل قانون الإصلاح الزراعي وقانون العمل وقانون الأحوال الشخصية إلى -أن وصلت ذروتها إلى إصدار قانون 80 لتنظيم حقوق الشعب في ثروته النفطية هذه القوانين الجديدة على المنطقة في إقرارها وتنفيذها والتفاف الشعب لحمايتها جعل الثورة تتجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها الأمبرياليه والرجعية العربية رغم إن مثلها قد نفذته الثورة المصرية لكن مصر بعيده عن حائط الصد الأول.
وهنا كان القرار حاسماً بقتل الثورة والثوار والشعب أو الطليعة التي تحمي الثورة فاصطف لذلك الأمبرياليه العالمية والرجعية العربية المتمثلة بالسعودية والبحث عن الثأر الأردن وحامي القومية العربية عبد الناصر والكويت بعد محاولة عبد الكريم قاسم ضم الكويت
فكان التنفيذ للبعث والأموال من السعودية والأذاعه من الكويت والأسلحة من مصر والدعم الوجستي والأستخباراتي من أمريكا حيث يصف شاهد عيان هو الدكتور علاء بشير في كتابه (كنت طبيب لصدام) صفحه 53 السطر 5 كيف كانت طائرات النقل الأمريكية تحط في قاعدة الحبانيه لتفريغ ماتحمله من أسلحه وعتاد جابته من مصر ورشاشات البور سعيد شاهد على ذلك وكان الانقلابيين متوجهين بكل حقد لقتل الثورة وحماتها وبالذات الحزب الشيوعي العراقي لتأمين حائط الصد الثاني فكانت مجزرة 8 شباط 1963 ولتامين كامل الحائط جرى انقلاب 8 آذار 1963 في سوريا,
وبذلك تم تحطيم أوتحجيم ما كان تتصوره الولايات المتحده الأمريكيه والسعودية أنه القاعدة التي قد يقفز إليها الاتحاد السوفييتي في لحظه من الزمن ليقترب من المياه الدافئة,
هذا الوضع فتح فرصه كبيره للأمريكان لترسيخ تواجدهم في المنطقة والعمل على أخراج القوات البريطانية بالتدريج منها وبالذات بعد أفول الأمبراطوريه البريطانية.
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال فتره وجيزة من الاقتراب من عقول حكام الخليج وبالذات بعد حصول الكويت على الاعتراف به دوله من قبل العراق ودخوله الأمم المتحدة أي أن الأمريكان فعلوا ما عجز عنه البريطانيين.
في هذه الفترة تحركت الولايات المتحدة الأمريكية بخطي متوازيين في هذه المنطقة الحساسة والمهمة والقلقة :
الأول:التركيز وبشده على إبعاد الاتحاد السوفييتي عن المنطقة والأستمرار باعتبار ذلك مهم جداً للأمن القومي الأمريكي
والثاني: متابعة أخراج بريطانيا سياسياً وعسكرياً وأقتصادياًوالحلول محلها لحماية منابع النفط وطرق الإمداد.
ولتحقيق ذلك تحركت بخطين متوازيين أيضاً الأول تمثل بدعم الحكومات في الدول الهامدة سياسياً وتدعيم نظم الحكم فيها مثل دول الخليج وإماراته

#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات