|
مخرجون عراقيون في دائرة الغربة
عدنان منشد
الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 02:46
المحور:
الادب والفن
ثمة مخرجون عراقيون غادروا الوطن في أزمان متعددة، وعاشوا الغربة، من دون أن يؤشروا شيئا في خارطة الاخراج المسرحي العراقي، حتى وان تلاقحوا او تغربوا مع المنصات الجديدة عليهم في الوطن العربي، او منصات المسرح العالمي استثني فقط، عوني كرومي وجواد الاسدي اللذين صالا وجالا في المهرجانات العربية والدولية بشكل ملموس وصادق لاعتبارات موضوعية وذاتية، قد لا تتوفر للمخرجين المغتربين الآخرين، ولاسباب شتى.
اما ما يقال عن مخرجين آخرين، بعد ان تغربوا عن الوطن بفعل حملة التبعيث المقيتة التي لازمت الدولة العراقية منذ عام 1978 وحتى عام السقوط الدراماتيكي لسلطة الدكتاتور صدام حسين، في 9 نيسان /2003 فإن الامر يدعو الى العجب والاستغراب لمن لهم قيمة وقدر في تاريخ الإخراج المسرحي العراقي. لا اغالي ان قلت، ان لدي قائمة واسعة من المخرجين المسرحيين العراقيين المغتربين، الذين اتخذوا من طابع الكسل والاسترخاء سياقا لاغترابهم المؤلم تحت يافطة منظمة الهجرة الدولية التابعة لمنظمة الامم المتحدة التي وفرت لهم السكن والحد الادنى من العيش في الولايات المتحدة وكندا واستراليا وهولندا والدنمارك، والبعض من اوربا الشرقية حتى وان كان حسابهم عسيرا مع المنظمة المذكورة التي تماطل في تحقيق مطالبهم. واعترف ان في قائمتي الشخصية ثلة من الاصدقاء المخرجين المسرحيين المغتربين المعروفين منذ سنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، امثال اسماعيل خليل الذي نشط كثيرا في اليمن الجنوبية خلال الثمانينيات مقارنة بزملائه أمثال علي رفيق، وحميد الجمالي، ولطيف صالح و فاضل السوداني، واسعد راشد ، وناجي عبد الامير، وعباس الحربي، وكريم رشيد، وفيصل مقدادي، حميد حساني ، وفارس الماشطة وهادي الخزاعي و خليل الحركاني وآخرين، كانوا من ضمن المشهد المسرحي المحترم، ولكنهم حينما غادروا العراق، اصبحوا أثرا بعد عين، وحالاتهم المسرحية حقا تتسم بالغموض والتعقيد مع التوتر وحالات الإحباط والإستعصاء. فما يحصل اليوم لايمكن عزله عما جرى من قبل، فالوطن كان يعيش حالة من الصراع الدراماتيكي والنفسي طيلة عقود خمسة خلت، ضمن دوامة من التوتر، ارهقت المسيرة السياسية، فكان المغتربون العراقيون، يأملون ـ شأن كافة العراقيين ـ ان تكون الانتخابات العراقية، ركنا اساسيا من أركان الديمقراطية، وهي الطريق الأمثل لحل الاشكاليات وحسم الصراع، حول غربتهم الطويلة حتى وان شاركوا فيها عن بعد. واعود الى اصدقائي المذكورين من اجيال المسرح المتعددة لأقول لهم: انكم يا أحبتي كسالى ... كسالى بحق، حتى وإن هدر اللسان مني، فللذكريات معكم أشكالها الكثيرة وهي دون غيرها الاكثر هوى وتقلبا.
#عدنان_منشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان فاضل عواد : لافرق بين هندوسي ومسلم وسيبقى شلالنا الاب
...
المزيد.....
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
-
تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ
...
-
مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من
...
-
فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي
...
-
“ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام
...
-
محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|