يوسف سام
الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 21:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا نريد في هذا الموضوع ان نتحدث عن كل ما حدث ويحدث في مصر منذ ثلاثة عقود والى الان , بل سنتكلم عن بعض النقاط المهمة , اولا / شعب مصر قبل خمسة او ستة عقود ليس كما هو الان , سابقا كان افضل واكثر انفتاحا , بعكس ما نراه اليوم من تعصب وانغلاق وعنصرية دينية وطائفية , هذه بعض الصور تؤكد هذا الكلام /
.http://www.dawrytv.org/node/276
الرئيس السابق محمد انور السادات كان قد زرع لغما كبيرا في مصر , لكن هذا اللغم انفجر على صاحبه قبل ان يرحل طبيعيا , هناك تردي في الحالة الاجتماعية بسبب انتشار السلفية والتعصب الديني والحجاب والبرقع واللحة وما الى ذلك من الرموز الدينية .
ما نراه بين حين واخر من اقتتال طائفي بين الاسلاميين والاقباط في مصر ما هو الا احتقان ديني وعنصري والحكومة لا تريد الاعتراف به الى الان , حالات العنف الطائفي في ارتفاع مستمر بين سكان مصر البالغ ما يقارب 78 مليون , ونسبة الاقباط المسيحيون بحدود 10 الى 12 % .
ما حدث في نجع حمادي عشية اعياد الميلاد مؤخرا ومقتل ستة اقباط بالرصاص , والاعتدائات الاخرى التي وقعت على الكنائس وعلى محلات تجارية ومساكن الاقباط يدل على ان هناك شبح الحرب الاهلية وانهيار المجتمع المصري لخلق حالة جديدة واوضاع في مصر .
شيوخ مصر :
العديد من شيوخ الاسلام في مصر يحرضون على الكراهية وتكفير الاخر , وقد اصدروا عدة كتب وفتاوى بذلك , اما شيخ الازهر الجديد الدكتور احمد الطيب افتتح ولايته الجديدة بتصريات مثيرة للجدل والنقاش , منها تصريحاته التي اشادت بديكتاتور ومجرم ليبيا وبمواقفه , شيخ الازهر الجديد يعرف جيدا كم اساء حاكم ليبيا لمصر اولا قبل غيرها عندما قام باعدام العشرات من العمال المصريون سابقا , الدكتور احمد الطيب يعرف حق المعرفة باساءات القذافي ضد الديانة المسيحة وكتابها المقدس وما يطلقه بين حين واخر من كلام مليئ بالحقد والعنصرية والكراهية ضد الرموز المسيحية .
المسلم ضد المسلم الاخر:
اذا كان المسلم ودينه يحرض على المسلم الاخر كما حدث ويحدث باستمرار من اقتتال بين المذاهب وتفجير المساجد والجوامع في كل من باكستان والعراق وفلسطين والسعودية والبحرين وفي جميع الدول العربية والاسلامية , اذا لا عتبا ايضا على شيخ الازهر الجديد الدكتور احمد الطيب بوقوفه وتحريضه ضد الشيعة , قال بانه سيتصدى لاي محاولة لنشر المذهب الشيعي في مصر واي بلد اسلامي اخر .
كيف يسمح للاسلام بنشر دينهم في اميركا واوربا وفي الدول الغربية المسيحية ! , اما شيخ الازهر الجديد لا يقبل بحرية الاعتقاد والنشر والتبشير انطلاقا من القوانين والاعراف والمواثيق الدولية ! , اذا كان المسلم لا يقبل بنشر مذهب اسلامي اخر , فكيف يقبل بنشر الدين المسيحي او اي دين اخر ! .
كانت هناك تصريحات عنصرية اخرى ضد المذهب الشيعي عندما قال الدكتور احمد الطيب عالم الدين الاسلامي في مصر والعالم / ساكون حذرا ويقظا ومنتبها وساعمل على ابطال اية اجندة سياسية لاي طالب شيعي يدرس في مصر , هذا ما صرح به العالم الديني في قناة العربية وبي بي سي وغيرها من القنوات التي خرج فيها ليبشر بالعنصرية الاسلامية الجديدة ضد الاخر .
كما اعترف بوجود فكر سلفي في مصر خاصة وعمره لا يتجاوز مئتي عام , واضاف بانه ليس قلقا من وجود هذا الفكر في مصر , وان مواجهته تتم من خلال الفكر , اذا لماذا يتم هنا مواجهة الفكر الارهابي السلفي بالفكر وهو اسلامي ايضا ! بينما مواجهة الفكر الشيعي الاسلامي يتم بالقوة والرفض التام وليس بالفكر والجدال والمناقشة ! .
من المعروف ان الشيخ الجديد الذي تم تعينه من النظام الاسلامي المصري هو عضو في المكتب السياسي للحزب الوطني التابع للنظام المصري , هنا لا بد ان نطرح سؤالا / كيف يمارس رجل الدين الصادق والحقيقي مهنتين في ان واحد ! الخلط ما بين السياسة والدين ! هل يعقل هذا ! , وان الشيخ قال شخصيا / انه لا يرى تعارضا بين المشيخة والعضوية الحزبية السياسية .
منذ توليه هذا المنصب الديني قبل شهرين من الان , اكثر من مائة مليون مسلم شيعي يتهجمون الان على هذا الشيخ يوميا في المقالات والصحف والانترنيت وكافة وسائل الاعلام الاخرى , اضافة الى صلاة الجمعة الشيعية , كما ان هناك الملايين من العرب المسلمون وقفوا ضد امتداح الشيخ لحاكم قمعي دكتاتوري مكث اربعون عاما على صدور الشعب الليبي .
تصريحه الاخر كان / عندما قال بانه لا يمكن لمواطن مسيحي مصري ان يصبح رئيس الدولة , وضرب مثالا على ذلك وقال / هل الدول الاوربية تقبل مسلما ان يصبح رئيسا / ! , هناك مثل شعبي يقال في الافلام المصري دائما / انت عبيط والا بتستعبط / , يبدو ان الشيخ هنا يتكلم في السياسة وليس في المواطنة ولا فرق بين اعجمي وعربي وتلك المقولات التي هي حبرا على ورق ليس الا , كما ان هناك فرق بين مواطن من اهل البلد وهو من السكان الاصليين وبين مواطن قد هاجر واصبح لاجئا في دولة اوربية او غربية , على كل حال لكي تطمئن وتعرف بان هناك ايضا مواطنون حتى من المسلمين وغير المسلمين اصبحوا رؤساء ووزراء وقادة في تلك الدول من اميركا الجنوبية والشمالية وفي اوربا ايضا .
الفساد الشامل:
الفساد في مصر انتشر انتشارا واسعا في كافة دوائر الدولة الحكومية والاهلية وهو موجود في اي دائرة ومدرسة وجامعة ونقابة , الطبقة المتوسطة اختفت في مصر كليا , هناك من يملك المليارات والملايين , وهناك من يعيش في القبور وفقدان ابسط متطلبات الحياة ولوازمها .
انتشر الفساد الاجتماعي سرا باضعاف واضعاف ما كان موجود ا في السابق , انطلاقا من القاعدة التي تقول / كل شئ ممنوع مرغوب / , انتشار في الحشيشة والمخدرات يكاد ان لا يصدق , هناك احصائية مصرية تقول / ان حوالي 8 – 10 % من السكان يتعاطون المخدرات والماريغوانا المنتج من نبات البانغو , علما ان التهريب ياتي من المغرب وعدة دول عربية واسلامية الى مصر , يقال ايضا / ان النقص الحاصل في الحشيش هذه الايام في مصر يعود الى الفساد في اجهزة الحكومة والشرطة والكبار من الذين يسيطرون على اسواق الحشيش .
كما ان هناك العشرات من القادة والمسؤولين في النظام الاسلامي في مصر يتقاضون رشاوى وعمولات في الداخل والخارج لتسهيل عمليات الاستيراد او التصدير , الفساد الاخير كان عندما اعلنت شركة ديملر مرسيدس بنز للسيارات بتقديم رشوة لمسؤول مصري كبير لكي يسهل شراء سيارات ومعدات من الشركة الالمانية , هذا ما كشفته هيئة المال والتبادل الامريكية التي مقرها في نيويورك وحصلت وكالة انباء اميركا ان ارابيك نص العريضة .
ازمة حكم ونظام:
بالرغم من ان النظام في مصر هو اسلامي وان لم يعلن ذلك , الا انه اصبح منبوذا ومكروها , زوال هذا النظام هو البداية لانهيار الدولة والمجتمع المصري وانقسامه الى كيانات وفيدراليات , ثلاثون عاما من الحكم الدكتاتوري وحالة الطوارئ وازدياد الفقر والبطالة والتعصب الديني والطائفي وغيرها , المظاهرات الاخيرة امام مجلس الشعب احتجاجا على دعوات من اعضاء الحزب الحاكم في البرلمان لضرب معارضي التوريث بالرصاص , هو خير دليل على فقدان الحكومة سيطرتها وهيبتها امام الشعب بقطاعاته المختلفة .
هناك دعوات تهدد بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في مصر خاصة من حزب التجمع والوفد والناصري , جميع الاحزاب والمعارضة تطالب بتعديلات دستورية وتشريعية وانهاء حالة الطوارئ ووجود انتخابات نزيهة باشراف دولي وقضائي عليها , كما ان هناك دعوات حكومية لتمرير قانون مكافحة الارهاب الذي هو اشد من حالة الطوارئ ويقلل من حركة الاحزاب المعارضة .
في اعتقادنا ان المعارضة المصرية في الداخل ضعيفة الى حد ما , بسبب وجود مزايدات بين المعارضة من هو وطني اكثر من الاخر , وعدم التعامل مع الخارج اي الاجنبي , والوقوف ضد التطبيع في مصر وغيرها من المزايدات والمشاحنات , جميعها تصب في خدمة النظام وتجعل من المعارضة ضعيفة ومتهمة بالخيانة والتخابر مع الخارج والاجنبي , بينما النظام ومن فيه يتعاملون جميعهم مع الخارج ومع اسرائيل في التجارة وبيع الغاز وكافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتجارية .
حتى دعوات السيد البرادعي نراها في منظورنا هي في خدمة من يخلف الرئيس حسني مبارك وهو الوريث الوحيد السيد ابنه 46 عاما جمال مبارك , نعتقد ايضا ان البرادعي لا يهدف ان يصبح رئيسا لمصر , بل دعواته هي للاصلاح والتغيير والترقيعات هنا وهناك وهذا ما تريده حكومة مصر مع مجيئ جمال مبارك لثلاثون او اربعونة عاما القادمة لكي يقال ان الحكومة استجابت لمطالب الشعب والمعارضة وانها ورقة تسوية ليس الا يقوم بها السيد البرادعي بنجاع وبراعة وسوف نثبت هذا الكلام عندما يتحقق قريبا .
الطبقة الاقطاعية في مصر تحكم البلاد وليس الاحزاب المعارضة وحركات اخرى وظيفتها الكلام والصياح فقط , جمال مبارك حصل على الضوء الاخضر من اميركا عندما اييد معاهدة السلام مع اسرائيل , ومن الطبقة البورجوازية الاقطاعية في مصر عندما وعدهم بتحرير السوق وهذا كفيل با ن يكون المرشح الاول في مصر .
تم تعيين السيد جمال مبارك عام 1995 في المجلس التنفيذي الرئاسي المصري – الامريكي مع السيد ال كور نائب الرئيس السابق لتعزيز العلاقات مع اميركا في المجال الاقتصادي وغيرها , اضافة الى مهامه الاخرى في الدولة والبنوك وزواجه من ابنة رجل الاعمال المصري المعروف , ونحن بانظار الاحداث والسيناريوهات القادمة
#يوسف_سام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
