أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة حسين الحباشنة - هرطقة الظلم














المزيد.....

هرطقة الظلم


نعمة حسين الحباشنة

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 09:19
المحور: الادب والفن
    




عندما تقترب تلك الغيمة السوداء المحملة بثقل القطرات وأنين الرعد المهزوم من أبواب السماء فتعانقها الرياح بقسوة وتحملها حيث تشاء دون رحمة أو روية هل يكون هو الظلم لها أم الرحمة لمن ينتظرون غيثها ؟؟؟ وعندما تندثر بقايا مدينة كانت عامرة بالسكان تحت طوفان للمياه المالحة قدرته يد القدر هل هو الظلم بعينه لمن قتلوا تحت الطوفان أم هي الرحمة لملايين الأسماك التى تحيا تحت مياه المحيط تنتظر بفارغ الصبر تلك الجثث تأكلها وهي لا تدري أنها هي الفريسة ؛ لتكون بعد أيام وجبة على طبق من ذهب تنافس مئات الأطباق على مائدة قاتل يأكل لحوم الأبرياء ليل نهار بحجة الحفاظ عليهم ؛ أوعابد زاهد يأكل لحم أخيه وهو لا يعلم أو ربما يعلم ولكن الجوع كافر ؟؟
عندما تتحلل تلك الجثث النتنة القاسية نتانة وقسوة الأرواح التي كانت تسكنها وتنتشر منها رائحة العفن في كل مكان سياط وأخشاب مسندة من نفاق أعمى يلبس الحق بالباطل ويختلس الفرصة ليثبت أنه الأقوى وهو الأقوي ؛ في عالم اكتسى بالظلم والرذيلة ثيابا سرمدية من بقايا تاريخ البحث عن الحرية وسط ركام صفحات سوداء من الكذب تمجد قتلة وزناة وبائعين للهوى يلبسون تيجانا ويحملون صولجانا ويعتلون عروشا دقت بمسامير من هلاك ويقولون نحن للظلم ظلام لينتشي قاتل بعذرية عذراء اختطفت في ليلة عرسها من بين بيوت للصفيح وأكواخ من قصب محروق وقش متعب تعب سنين الظلام والظلم بين ثنايا تلك المعمورة فهل هو ظلم للعروس أم هي الرحمة للقاتل ؟؟
عندما يخرج رصاص طائش من سلاح أرعن يحمله كلب مسعور من وسط أزقة باردة مظلمة برودة قلب من أطلقها رعناء رعونة من تركوها مظلمة في القرن الواحد والعشرين ليتقاسموا فيما بينهم أموال رصدت لاضاءة تلك الأزقة !! رصاصة طائشة رعناء تنطلق بلا هدف لتصيب قديس يمجد الله في عليائة ويركض وراء المجد يطلبه من بين ثنايا الرحمة الألهية وظلم للقدر لا متناهي مزروع في أفئدة فقدت انسانيتها وأصبحت حبر أسود يلطخ أوراق الانسانية ؛ قديس مغلول اليدين يسقي بيديه المنهكة اليتيم والأرعن ماء الخلود ويطعمهم خبز عجنه بدموع عينيه وعرقه الذي صبه على أطراف بيدر للقمح قضى أيام البرد والصقيع يحرسه ليصنع منه خبز للحياة ؛ مات القديس بطلقة سعارٍ من مسعورٍ أرعن ليأتي لص جائع ويسرق أيقونة ومشكاة وطبق من فضة كانوا معلقين في صدر الدار ؛ فهل موت القديس هو الظلم له و لمن كان يطعمهم أم هي الرحمة ساقاها القدر لذلك اللص الأرعن الذي ما كان ليحيى لولا يد الرحمة التى أمدها له في المرتين القتيل ؟؟؟ مرة يوم أن ان اطعمه الخبز وهو جائع ومرة يوم كان القرار الصادر من القدر بأن يكون دم ذلك القديس سبيلا للخير يرتوى منه الأرعن ؟؟
عندما تتطاير أسراب الحمام بين أشجار الزيتون وتنادى حيي على السلام ليصفق لها الملايين ممن يحلمون بالنوم بين أحضانه ويحملون أعمارهم رايات بيضاء يدفعون الغالي والرخيص ثمنا له فيأتي صياد خبيث يرتدي بذلة بيضاء وقفازات بيضاء وحذاء أبيض يخفي بهم سواد قلبه وأثار الدماء على يديه فيلوح في الهواء مناديا حيى على السلام ليفزع من صوته الحمام ويطير بعيدا فيعلق في مروحة لطائرة عسكرية تحمل مساعدات غذائية لمنطقة منكوبة بالحروب وغارقة في بحيرات الدم وطين الأثام البشرية ؛ تتوقف المحركات بعد ان تقتل الحمام فتسقط ويسقط معها الأمل لأولئك الجائعين على أعتاب السماسرة والمرتزقة ويسقط السلام في معتقل السلام ؛ هل هو ظلم لكل من طلب السلام وسعى له ولأولئك الجائعين ساقه القدر أم هي الرحمة لأولئك المرتزقة وصاحب البذلة البيضاء الذي يمارس هوايته كل يوم بالتصفيق لأسراب الحمام لتموت ويموت معها الأمل ؟؟؟
ظلم أم رحمة سؤال مستباح بين أروقة الظلم والرحمة بين القدر والعمل بين الحب والكراهية بين الممنوع والمرغوب وبين القاتل والمقتول ؛ سؤال صنعه القدر ولم يأتي الجواب عنه حتى هذه اللحظة ؛ وتبقى تلك الرقاب معلقة بين السماء والأرض تبحث عن الرحمة بين ثنايا الظلم ؛ يسرق منها كل لحظات الرحمة ومازال الظلم سيد المكان ؛ فهل سيستجيب القدر ويرحل الظلم بعيدآ عن الرحمة ؟؟ ربما هي الرحمة أن لا يستجيب ؛ وربما سؤالي هو الأرعن ؟؟

نعمة الحباشنة / عمان / الأردن / 25/ 4/ 2010م ( هرطقات من زمن الهروب )



#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الشرف إلي أين ؟؟


المزيد.....




- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعمة حسين الحباشنة - هرطقة الظلم