|
وقفة فارس
محمد خضر الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 01:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد رجب طيب أردوغان لم يفاجئنا بوقفته الشجاعة في مؤتمر" أوهاما " للسلاح النووي عندما صرخ في وجه السيد الأمريكي .. كفاكم تزييفا للحقائق و قفزاً عن مواطن الخطر الحقيقي الذي يهدد الوطن العربي و العالم الإسلامي. هذا الخطر الذي عملت دولتكم الولايات المتحدة على تنميته و رعايته منذ النصف الثاني من القرن العشرين، وهو المتمثل بمخزون الأسلحة النووية في قاعدتكم العسكرية المتقدمة " الكيان الصهيوني". كان شجاعاً و صادقاً "أردوغان " عندما أكّد أن الخطر اليومي المحدق بشعوب الشرق هو هذه الأعداد الكبيرة من الأسلحة النووية المكّدسة في المخزون " الإسرائيلي ". هل تقدم اعتذاراً للساسة العرب الذين حضروا هذا الإجتماع و الذين لم يحضروا، أم تقدم العزاء لكل مواطن عربي إذ أن زعماءه كانوا أعجز من أن يرفعوا صوتهم ليقولوا للسيد " أوهاما" : عيب عليك يا رجل و كفاك تدليساُ و عليك ألا ترتكب نفس الخطئية التي ارتكبها سلفك، لقد بلغنا من الوعي ما يسفّه فلسفتك هذه و ادعآتك المزعومة حول خطر الأسلحة النووية التي قد تملكها منظمة إرهابية مزعومة... إننا نحذرك "يا سيادة الرئيس" من هذه السياسة العرجاء و أحياناً نشفق عليك أن تحاول أن تقفز عن مكامن الخطر الحقيقي المحيط بنا و بأولادنا بل بالشجر و الحجر في أوطاننا الممتدة من جبل طارق حتى أندونيسيا. كنّا نتوقع من وزير خارجية أكبر دولة عربية السيد " أحمد أبو الغيط " أن يقف وقفة قريبة من وقفة البطل التركي " أردوغان" وأن يكون على مستوى و مكانة مصر في وجدان كل عربي و أن يثأر لكرامة مصر أرضاً و شعباً و التي أنهكتها هذه الصداقة الأمريكية المصرية ثم هذه المعاهدة المشينة و التي أخذت عنوان كامب ديفيد.. كنا نتوقع من السيد " أبو الغيط " أن يقول لهذا السيد " أوهاما " : اتق الله يا رجل.. هل تجيّشنا لنقف معكم ضد خطر مزعوم و متوهم اسمه " قوى الإرهاب النووي" الذي قد تحصل عليه هذه المنظمة الإرهابية أو تلك و نحن محاطون ببحر من السلاح النووي و هو على مقربة من حدودنا و أنتم لا تسمحون لنا حتى بمناقشته. إن رئيس وزراء إسرائيل رفض تلبية الدعوة الأمريكية ليقول لأوهاما و لكل زعماء العالم إياكم و أن تقتربوا من حرمة السلاح النووي الإسرائيلي، إلا أن البطل التركي رجب طيب أردوغان هو وحده الذي تحدى هذا النفاق الأمريكي و الغطرسة الإسرائيلية. لقد صرخ أردوغان بوجوههم ليؤكد أن الخطر الحقيقي الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط و ماوراءها هو هذا السلاح النووي الإسرائيلي و ليس ما تزعمه أمريكا من خطر إيراني أو من كوريا الشمالية لقد كان صوت تركيا عالياً و بالرغم من تخاذل و صمت الأصوات العربية الحاضرة و الغائبة. فـألف تحية لأردوغان و نحن نقول له: يا خالد الترك جدد خالد العربي. و كل بطاقات التعزية نقدمها لكل مواطن عربي و نحن نشيّع جثمان حقوقنا المستلبة و كرامتنا المهدورة و قدرتنا على حماية أرضنا وعرضنا و تاريخنا على يد قادتنا و زعمائنا الذين باتوا بيادق في أيدي ساسة أمريكا و إسرائيل..
#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يقظة ضمير
-
إيران عدو أم صديق
المزيد.....
-
عاشت مع قرود الشمبانزي قبل 60 عامًا.. العالمة جين غودال تُله
...
-
إصابة أسماء الأسد باللوكيميا.. والرئاسة السورية: العلاج يتطل
...
-
ما هو مرض الابيضاض النقوي الحاد الذي أصيبت به أسماء الأسد؟ و
...
-
مصر.. مأساة مروعة في مياه نهر النيل
-
هنغاريا تخاطب الدول الغربية: ألا تدركون أنكم فشلتم 13 مرة !
...
-
فون دير لاين تنفي وجود حرب تجارية بين الاتحاد الأوروبي والصي
...
-
تأثير مكيفات الهواء على الصحة
-
-منتدى الأردن للإعلام الرقمي-.. مسار جديد لمساعدة الصحافيين
...
-
الحكومة المصرية ترد على أنباء عن بيع مستشفيات البلاد ووقف ال
...
-
سوني تقدم روبوت جراحة مجهرية يعمل على نواة الذرة (فيديو)
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|