أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - هشام الوكيلي - الديموقراطية














المزيد.....

الديموقراطية


هشام الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 09:02
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تجربة شاب يحلم بالديموقراطية

قررت و صديقين حضور أشغال الدورة العادية للمجلس البلدي بمدينتنا، كخطوة لتفعيل مشاركتنا المواطنة في متابعة الشأن المحلي .وكانت هذه تجربتي الأولى ، فصارت خلالها الأمور بشكل غريب عني، منذ البداية لاحظت وجود مجموعة من مقاعد المستشارين فارغة رغم أن ساعة الاجتماع قد دقت، ولم يأتي هؤلاء إلا لاحقا، وفي أوقات مختلفة في حين غاب أخرون، وهم الذين وضع فيهم الناخب ثقته من أجل تسيير شؤون المدينة. علمت فيما بعد أن التأخر هو خطة يتجنبون بها بعضهم البعض إيذانا ببداية حرب كلامية ساخنة. كيف لا، والنقطة المركزية في جدول أشغال الدورة هي الحساب الإداري؟ والذي تتحمل السلطة مسؤولية ترشيد نفقاته باعتبارها الآمرة بصرفه. بعد الإجراءات القانونية المتبعة و قراءة الحساب الإداري، بدأت مداخلات السادة الأعضاء تتوالى، البعض تحدث بالدارجة وعبر عن رأيه بامكانيته اللغوية هاته، فاستحق احترمي لشجاعته وجرأته، لكن مشكلتي ستبدأ عندما سأستمعت لأعضاء وهم (يتحدثون) اللغة العربية، أخطاء لغوية بالجملة هددت الأفكار المراد تبليغها بالضياع، بعدها أجاب الرئيس عن بعض التساؤلات و تحاشى أخرى، وبدأ التصويت مباشرة، وسط صياح أعضاء المعارضة المطالبين بالحق في نقط النظام والتعقيب على أجويبته، التي اعتبرت فيها مغالطة للرأي العام و المواطنين، في حين كانت تعلو محي الأغلبية ابتسامات تنم عن خبث منقطع النظير. كل هذا مر أمام أعين السلطة المفترض فيها فرض احترام القانون وتطبيقه. انتهت الدورة وعدت خائبا منكسرا لما كنت شاهدا عليه، وهو بالتأكيد يعكس وضعية الحياة السياسية بالمغرب عموما و وضعية مؤسستين على وجه الخصوص: أولهما المؤسسة الحزبية المليئة بالتناقضات حد التعارض مع المشروع الديموقراطي الحداثي الذي نطمح إليه، حيث تسود ثقافة المناصب عقلية نخبها، هذه الثقافة التي تؤسس للحسابات السياسوية الضيقة، وتجعل القاعدة المصلحة الشخصية أولى من المصلحة العامة والمناصب أهم من المبادئ والعكس استثناءا. أما ثانيهما فهي مؤسسة البرلمان التي ينتخبها الشعب لتنوب عنه و تمثل إرادته، هذه المؤسسة التي تتكون في جزء منها من أعضاء هم إما رؤساء مجالس البلديات أو مستشارين فيها (مرتكبي الأخطاء اللغوية الفادحة)، مما يعكس الحالة الكارثية التي تعيشها هذه المؤسسة ، إذا ما تنبهنا إلى المستوى التعليمي للغالبية العظمى للبرلمانيين والذي حدد القانون مستواه الأدنى في شهادة الإبتدائية، وهو الأمر الذي لا أستصيغه شخصيا ، فكيف لحامل شهادة ابتدائية أن يسائل و يناقش مسؤولا حكوميا بالتأكيد له شواهد عليا؟ إنها سلطة المعرفة مرة أخرى، والتي يدفع الشعب ثمنها باهضا، فيخسر بسببها معركة الديموقراطية لصالح السلطة الحاكمة، والمستفيدة من الوضع القائم. أمام هذا المعاش اليومي و المزري الذي كلفني نومي ليلتها، ما كان مني إلا أن أخذت كتاب من ديوان السياسة للعروي لعلني أجد فيه أجويبة لأسئلة تعذبني.



#هشام_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أنطونوف: واشنطن تنفي شرعية المحكمة الجنائية الدولية لكن تستخ ...
- الأمم المتحدة: سنواصل الاعتراف بزيلينسكي بعد 20 مايو رغم انت ...
- فرنسا تعرب عن دعمها لـ-استقلالية- المحكمة الجنائية الدولية
- قوات الاحتلال تقتحم بلدات بالضفة وتشن حملة اعتقالات
- بعضهم أدينوا وآخرون فارون.. أبرز قضايا المحكمة الجنائية الدو ...
- هل تصدر الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتانياهو؟
- مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: نرفض العدوان الإسرائيلي على رفح ...
- من بينهم أمل كلوني.. خبراء قانونيون يوضحون سبب دعمهم لإصدار ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض الاتهامات الإسرائيلية بـ-معادا ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - هشام الوكيلي - الديموقراطية