محمود الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 2928 - 2010 / 2 / 26 - 12:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الديمقراطية وأدوات نفيها في العراق ...
ان سيستعيد التاريخ ما اختزن في الذاكرة العربية والعراقية بشكل خاص فان سعينا في تحقيق الديمقراطية هو امر له صلة بالانسان العربي والعراقي على وجه الخصوص .
لم ياتنا الامريكان بشئ جديد ... فالربما من لايعرف ولم يقرا التاريخ جيدا فانه سيتواجه مع الكثير من المفاهيم التي نعتبر الامريكان هم اصحاب المبادرة في ادخال انموذج ما على حياتنا او اضفى وعن معرفة الشئ الجديد ... ولعل الديمقراطية هي احدئ تلك المفردات التي اقحموها الى المنهج الفكري العربي والعراقي على وجه الخصوص .. والسؤال هل لاقت الديمقراطية المالوفة لنا وعبر الزمن شيئا جديدا على قاموس المفردات السياسية ؟
التاريخ وحده كفيل في اتاحة الفرصة لدخول هذه المفردة وتطبيقها ولربما بشكل ارقئ من الممارسة التي اعتاد عليها الاوربيون والتي انتقلت اليهم من وحي انساننا الذي هو اكثر رقيا وحضارة من الانسان الغربي الذي نهل الكثير من مبادئنا التي للاسف لم نستطع ان نعمل بها للتغيرات التي طرات على عقلية الانسان العربي والعراقي وبشكل خاص .. اذن هذه المفردة اي الديمقراطية هي تنتمي الى العقلية الساسية ولكن الى اين يسير بنا العقل العربي الذي اضاع كل شئ واخذ يستورد الكثير من مدلولات حياته التي مارسها ولكن تجمدت وبفعل الحقد من الداخل والخارج .. اي ان انحسار الفكر العربي له اسبابه وله كذلك محركات اخفاقاته القوية وكما استطاع ان يصنعها بقوة ...
لاسلام والرسالة النبوية وفجر الاسلام له الصلة الحقيقية بهذا الطارئ على العقلية العربية ( الديمقراطية) والتي هي وليدة في احضان فجر الاسلام اي فجر الحضارة العربية ..
ويحدثنا التي العربي اذا صدق مؤرخوه ان النبي (ص) خاطب المسلمون في خطبة الغدير ان على ابن ابي طالب(ع) هو سيكون خليفة رسول الله بعد وفاته .. وقلت اذا صدق التاريخ لان المختلف عليه ولحد هذه اللحظة هو نشوء مبدا الديمقراطية ... وعلى ما يعتقد ابناء العامة اي ابناء السنة ان مبدا التوريث للخلافة كان منافيا الى روح الرسالة السماوية السمحاء ، اذن كان لابد لهم من ان يوجدوا الطريقة التي تضمن من سيتولى خلافة الرسول ... ولم تكن امامهم سوى تاسيس مجلس شورى وكما نعلم ما انتهت اليه تلك المسالة التي خلقت الشرخ الكبير بين مريدي الديمقراطية ومريدي مبدا التوريث ... وكما نعلم كيف انتهت الخلافة الى ابي بكر ولاعتبار انه كان المنتخب من الجماهير التي اجتمعت تحت السيقفة .. اذن الصراع الذي ورثناه هو ذاته الذي تريد اميركا من اتباعه اي القضاء على مبدا التوريث وان تصار انظمة الحكم الى استناد التشاور اي ان اهل الراي هم الذين يقررون من سيتولى شؤون البلاد . ولكن مما نراه ان اكثر الدول العربية التي تدعي انها تسير وفقا للسنة النبوية هي لاتعترف بهذا القياس اي ان يصار الحكم الى مشورة اهل الرأي اي البرلمان في الوقت الحاضر .. المملكة العربية السعودية التي هي اكثر تطرفا في تطبيق السنة النبوية اي الاتجاه الذي سار عليه ابو بكر الصديق (رض) هي تخالف وعلنا المنهج الذي اتبعه في تمليص علي بن ابي طالب من الخلافة ... لماذا تتمادى السعودية في الهروب من السنة النبوية وفي اول مراحل تطبيقاتها ؟
كيف بنا الحال ونحن في القرن الواحد والعشرين وندعي اننا نريد ونرغب في ممارسة الديمقراطية وما زال هناك من يكفر بالسنة النبوية والاسلام ويجيز لنفسه الخلافة خلافا لمنهج الاسلام وتعاليم الخليفة الاول ابو بكر الصديق (رض) ...
اذن الديمقراطية اوجدت ادوات النفي لها ومنذ تشريعها اول مرة ... وكما ازدادت كذلك عدد ادوات النفي ومع مر السنين .. اذن الديمقراطية لا يمكن لها ان تشق طريقها في المنطقة العربية لان ادوات النفي السريعة ستنفيها من وجودها ناهيك التمسك بالعشائرية والاحساب والانساب وكذلك رجال الدين الجدد هم ادوات نفي للديمقراطية التي وكما اسلفت اننا نكذب على شعوبنا اذا استخدمناها كشعار في تحقيق امال الامة التي تئن من الازدواجية في الدين والدنيا وعلى حد سواء
وفي هذه الايام اخذت تنطلي على العراقيين الشعارات الزائفة التي ترفعها بعض الكتل والاحزاب في تمرير نواياها التي لاتخلو من ممارسة الدكتاتورية وتحت شعار البرلمان الذي اضاع علينا الدين والدنيا وتعال معي من هو الصادق الذي ينوي خدمة العراق قبل خدمة جيبه وتمنياته في الحياة التي يحلم بها وحتى الغربي ...
نعم المال والجاه وهما العنصران المقودان اللذان يبحث عنهما المرشحون الجدد الى البرلمان العراقي ... اما الوطنية الزائفة فهي الشعار الاول الخفي الذي يضعونه بين ايديهم كما كان يفعل المصلون في زمن الرسول اي عنما كانوا يضعون الاصنام بين ايديهم وتحت آباطهم وهم يقضون الصلاة وراء الرسول (ص).
المتاهلكون على حكم العراق هم حقا من غير الوطنيون ولا يتمتعون بالاستقلال العقلي والفكري لانهم ينتمون الى الجاهلية وهم يقولون مالا سيفعلون والله بعون العراق والعراقيين الذين لايقرأون التاريخ ولا يفهمون منه العبر ...
وانا لله وانا ليه راجون .
ابو الاديب محمود هادي الجواري
#محمود_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟