أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم عبد العباس الجنابي - متطلبات الحداثة في الانتخابات المقبلة














المزيد.....

متطلبات الحداثة في الانتخابات المقبلة


باسم عبد العباس الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 14:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



يؤكد علماء الاجتماع أن البنية العراقية تتوزع على ثلاثة حقول (الراكدة ،النامية والمتقدمة ) ،فالأولى منغلقة ترفض التغيير ومنتشرة في ربوعنا الريفية وعلى مشارف حواضرنا المدنية،واستطاعت النفاذ إلى قلب العملية السياسية الديمقراطية،ما هدد بنسف الأهداف الحقيقة لنظامنا الديمقراطي،إذ انها تتصف بتراكم المفاهيم البدوية من تعصب وجمود وانعزالها الفكري عن روح العصر العلمية،وهي أيضا وجدت لها مرتعا خصبا في أحزاب الاسلام السياسي ،الذي لا يتمتع ببرامج اقتصادية لخلو تجربته من النظريات والأفكار العملية والعلمية،فالتاريخ لم يسعفهم ،والأدهى حتى التنظير والتطبيقات في البرامج السياسية لا وجود لها تاريخيا ،إلا ما يتعلق بموضوع واحد لا غير (الحاكم المستبد) ،وقد عجزوا عن ابتكار نموذج يصلح لتحديث الدولة المنشودة ،بل ليس لديهم أي اطلاع عن مفهوم الدولة الحديث،ولهذا نراهم يعيشون ويغرفون من مستنقع الفوضى الفكرية العتيقة ،والتي ليس باستطاعتها مواكبة منتجات عصرنا (عصر التقدم العلمي ،التكنلوجي وثورة المعلومات)،ما تسبب دخول هؤلاء إلى المعترك الوطني السياسي،وهم من ترسخت في عقولهم الضيقة وتراكمت الشخصنة البدوية في مجمل طروحاتهم وأفكارهم،وهكذا نتلمس غزوهم للمواقع التشريعية والتنفيذية ،وما آلت إليه عملية تفشي الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة العراقية الناشئة،فبدلا من تطهيرها وبدء صفحة علاج وفق مبادىء الشفافية والخلق السياسي تخبطوا في اشاعة مرتكزاتهم،ولأن علم السياسة من العلوم النبيلة،باعتباره خلاصة المعرفة كمنتج من خلال المسيرة النضالية للشعوب من أجل تحررها من قيود الفكر القديم(أساطير وخرافات) الذي كبلها بحجج واهية،فمثلا اليوم نفسر الطاعة بانها المشاركة بالقرار ،بينما كانت تنصيص على الخضوع والذل،لكننا نذكر بان ملك الجهات الأربعة (المقدوني) حين حضرته ساعة الموت أوصى،ان تخرج يداه من نعشة ليراها الناس،ويتاكدوا من عدم سرقتة او استيلائه على المال العام،ليثبت للجميع نظافة عقله وسلوكه الاجتماعي.
اما البنية الثانية فهي تشمل قصباتنا في النواحي والأقضية ومراكز المحافظات ،وهذه ما تزال تراوح بين جذرها البدوي واستيطانها الزراعي،بمعنى أوضح أغلبية هذا الحقل تنتمي إلى بقايا النظام الاقطاعي،لكن التعليم ساهم إلى حد ما،وكذلك النمو الاقتصادي النسبي في تطورهم،لكن الحقيقة نحتاج إلى قدرات ومهارات نهضوية لنقلها إلى الحقل المتقدم. في حين المرحلة المتكاملة ،المتمثلة في مراكز بغداد والموصل والبصرة وبعض مدن العراق الرئيسية،فهذه الحواضر المدنية،تتعرض إلى ضغط المحيط الخارجي ،لكنها تتمتع بأولوية نشر الحداثة،ولأن مراكز الجامعات فيها،والتي تعد حقلا تنويريا محايدا أخذ على عاتقه إضاءة العقل العراقي. وألأهم الحراك السياسي الحزبي وغير الحزبي ،والذي يقف في طليعة المدافعين عن مصالح العراق الوطنية الخالصة،فيما غابت عن الحقلين الآخرين مفاهيم المواطنة والعقل السياسي الحر،لإنغماسهما في قيم البدواة والرعي والاقطاع.
ونحن نستعد لإجراء انتخابات أعضاء مجلس النواب في آذار المقبل،هنا دعاة الحداثة ،ونقصد استخدام المعرفة كمتطلبات للارتقاء بحقولنا واهمها السلطتين التشريعية والتنفيذية،و للأسف الشديد ما زالت ترزخ تحت نير المتأخر ،في حين نريد الخلاص من التشوهات ،لبناء عراق عصري،بعد تهديم مسطحات موروثة من الماضي القاتل والمستجد الدموي،فكلاهما أعاقا تطورنا والحقا بنهضتنا الأذى،فالمهمة الرئيسية لقوى الحداثة ،إماطة اللثام عن حقيقة الظلاميين فكرا وممارسة غير مجدية ولا منتجة،فهم أساتذة في انتاج الكلام ،بينما الحداثويون أساتذة في انتاج القاعدة المادية ،التي هي الطريق الوحيد لضمان مستقبل نير لترفرف السعادة في العراق وليحرز العراقيون تقدمهم المنشود.
إذن التمييز بين الحقول (افرادا واحزابا وتجمعات) هي مهمة الناخبين،وهم من تناط بهم مرحلة إنقاذ العراق من الغرق لسنوات في مستنقع الجهل والتجهيل،وباستطاعتهم توجيه ضربة ماحقة لاوكار التخلف ،ووضع العراق على سلم الارتقاء.

سكرتير تحرير جريدة الامة العراقية



#باسم_عبد_العباس_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بحضور إيتمار بن غفير.. تظاهرة في سديروت تدعو لبناء مستوطنات ...
- -وضع العبوة مباشرة تحت الدبابة-..-القسام- تستهدف جنود وآليات ...
- بوتين يوقع المراسيم بشأن تعيين الوزراء الجدد
- السعودية.. الملك سلمان بن عبد العزيز يرحب بـ-ضيوف الرحمن- ال ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تكشف حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي والمس ...
- أندريه بيلاوسوفوزيرًا للدفاع في روسيا: ألغاز ومفاجآت ودلالات ...
- مراسلتنا في لبنان: غارة جوية إسرائيلية تستهدف سيارة بمدينة ص ...
- بلينكن: تكامل أوكرانيا مع الناتو سيدعم بسلسلة من الاتفاقيات ...
- الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان عدة مناطق في شمال غزة إخلاءها ...
- مهرجان كان: هل يعكس الفن السابع الواقع؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم عبد العباس الجنابي - متطلبات الحداثة في الانتخابات المقبلة