أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مارتين سميث - بريطانيا الازمة وبداية انتعاش النضالات















المزيد.....

بريطانيا الازمة وبداية انتعاش النضالات


مارتين سميث

الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 02:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يستعمل قادتنا الاضطراب الاقتصادي الجاري لتشديد هجماتهم على العمال والعاملات. لكن رد الأجراء/ة في بريطانيا سائر الى التغير على نحو بليغ.

عندما انهار Lehman Brothers رابع أكبر بنوك العالم ، يوم 15 سبتمبر 2008، أصبحت الزوبعة الاقتصادية تسوناميا. كانت الأزمة قد بلغت حجما جعل بعض المعلقين السياسيين يصرحون أن الرأسمالية ذاتها كانت على شفا الانهيار.

ورغم ذلك، بعد عام يدعي قسم كبير من هؤلاء الأشخاص أنفسهم أن الاقتصاد العالمي بات سائرا إلى استعادة عافيته. في مقال حديث بصدد اليسار في بريطانيا، بلغ الأمر بصحافي في الغارديان ( جريدة يومية تعتبر في يسار الوسط) حد اعتبار الأزمة في تراجع وأن "اليسار قد فوت الفرصة".

ارتفع النتاج الداخلي الإجمالي في ألمانيا وفرنسا بنسبة 0.3 % خلال الربع الثاني من العام 2009، وفتحت هذه الأرقام الباب لدفق هائل من عناوين الصفحة الأولى المعلنة عن الانتعاش الاقتصادي. لكن العناوين الضخمة ليوم ما ُتنقض بانتظام في اليوم التالي. وعلى سبيل المثال تباهى مؤخرا مختصون بالاقتصاد بخروج اليابان من أسوأ انحسار اقتصادي تشهده منذ نصف قرن. لكن ما لبث مداد هذه الحكاية أن جف حتى اضطرت صحيفة الغارديان أن تشرح على النحو التالي: " خلال الشهر المنصرم بلغت البطالة باليابان مستويات قياسية، وسقط مؤشر أسعار الاستهلاك بوتيرة غير مسبوقة، مثيرا التخوف من أن يكون الانتعاش الاقتصادي للبلد قد بدأ يغوص تحت تأثير كبح التضخم déflation ".

وضع كارثي

حتى اللحظة، نجحت الطبقات السائدة في العالم في تفادي انهيار كارثي للاقتصاد العالمي بضخ ملايير الدولار في النظام. لكن هذا الإجراء أدى إلى ارتفاع حاد لاستدانة الحكومات. فقد بلغ دين بريطانيا حاليا زهاء 800 مليار جنيه، أي ما يعادل نسبة 56 % من نتاج هذا البلد الداخلي الإجمالي. ويتوقع بعض المعلقين أن يبلغ الدين الوطني الأمريكي 7410 مليار دولار خلال العقد المقبل.

لكن قادة العالم وقعوا في فخ اقتصادي. فحتى لو حقق "حافز الميزانية" – ضخ المال العام في الاقتصاد- هدفه، لا يُعرف مدى الطابع المؤقت لآثاره. يمكن فعلا التساؤل ما إن كانت المستويات الكثيفة للدين العام لا تهدد بجر الاقتصاد إلى أسفل.

وثمة أيضا مخاطر جمة في كبح ما يسميه مختصو الاقتصاد خروجا معقدا للتسهيلات النقدية والموازنية. فقد تؤدي هذه إلى ارتفاع للضرائب و كبح للنفقات، وهذا ما قد ينسف الانتعاش الاقتصادي ويدفع لاقتصاد من جديد إلى الانزلاق إلى الانحسار والانكماش. يظل الحذر، والحالة هذه، شعار الرأسماليين على صعيد عالمي. الانتعاش محدود وهشن لا بل منعدم في حالات عديدة. من الأهمية بمكان بالنسبة للاشتراكيين فهم أن مشاكل الرأسمالية على المدى البعيد لن تحل بضخ المال في الاقتصاد. ويجب من جهة أخرى الإشارة أن الفاتورة الكاملة لكل انتعاش- أيا كان- ما زالت تنتظر من يؤديها. فكيف يمكن لاقتصاديات وطنية ضخت ملاييرا في البنوك المفلسة أن تعيد التوازن إلى ميزانياتها؟ الحل الوحيد الوارد لدى الساسة والمختصين في الاقتصاد إزاء مشكل الدين يتمثل في الإقدام على اقتطاعات كثيفة. ويعني الأمر أن علينا انتظار مرحلة هجمات دائمة على الطبقة العاملة.

حتى صندوق النقد الدولي أقر في تقرير حديث أن " الانتعاش الاقتصادي لن يكون قويا بما يكفي لخفض مستوى البطالة". تشمل البطالة في بريطانيا 2.4 مليون شخص، وهذا أعلى مستوى في 14 سنة. ويتوقع أغلب المعلقين أن تبلغ هذه النسبة 3 مليون في ديسمبر، و أن تواصل الارتفاع خلال سنة 2010.

كما ستستمر الهجمات على أنظمة التقاعد. وقد أعلن بنك Royal Bank of Scotland، الذي بات ملكا لدافعي الضرائب بنسبة 70 % بعد أن أنقذته الدولة، أنه سيقتطع من خطط معاشات تقاعد عماله. وبالعكس حصل سير فريد غودوين، رب العمل الذي قاد البنك إلى شبه إفلاس، على ريع بقيمة 16 مليون جنيه .

ومؤخرا، يوم 25 أغسطس 2009، أعلنت الشركة اليابانية للتكنولوجيا Fujitsu ، التي لم يسرها تصفية خطة التقاعد، أنها ستقوم بتسريح 1200 من عمالها. و تشغل هذه الشركة 12500 أجير في بريطانيا.

و ليس سر دولة أن حكومة غوردن براون (حزب العمال) تتحين أول فرصة لتمزيق الاتفاقات الخاصة بالتقاعد في القطاع العام. وستشتد هذه الهجمات ضراوة بعد الانتخابات. نشرت يومية فايننشال تايمز مؤخرا مقالا افتتاحيا بعنوان:"لن تفلت المملكة المتحدة من التسريحات"، وتابعت بجرأة قائلة: " أيا كان الفائز في الانتخابات المقبلة، ومهما بلغ تحمسه للإصلاحات، ستتميز الحكومة القادمة بعدد ما ستقدم عليه من اقتطاعات."

ماذا سيكون رد فعل الأجراء

السؤال الرئيسي بالنسبة للاشتراكيين هو كيف سترد الطبقة العاملة البريطانية.

في بريطانيا كان الرد على الأزمة الاقتصادية بطيئا قياسا ببلدان أوربية أخرى عديدة. كانت ثمة اضربات كبيرة ومظاهرات في اليونان، وفي ايرلندا وفي فرنسا في فترة أعياد الميلاد في السنة الماضية 2008. و كانت ردود الفعل أكثر رخاوة في بريطانيا. لكن حدة ما تعرض له عمال بريطانيا آنذاك كان أدنى بكثير مما جرى في باقي أوربا.

انضاف نقص ثقة لدى القاعدة إلى إحباط الكثير من القادة النقابيين، ما أدى إلى التخلي عن حملات الأجور في خريف 2008. لكن لحظنا،خلال الأشهر الستة، نموا بسيطا لكن بليغا للنضالات الطبقية. كانت ثمة جملة احتلالات للمقاولات ممن أجل إنقاذ فرص العمل، سيما في مقاولات أساسية مثل Prisme و Visteon و Vestas. وعن حق تلقى الحملة الجارية حاليا في مقاولة Vestas(شركة دنمركية هي اكبر منتج لمولدات الكهرباء بالرياح عالميا) صدى طيبا لدى الجمهور وفي وسائل الإعلام لأنها تربط مسائل تبدل المناخ و فرص العمل.

ورفع احتلال Visteon ( مقاولة من باطن لشركة فورد) المطالب إلى مستوى أعلى. والمقاولة تعني عمالا كثيرين جدا و كان الاحتلال نصرا. تظل مقاولة Visteon نموذجا لما يتعين علينا القيام به مستقبلا. ثمة أيضا إضرابات هامة ضد إلغاء فرص العمل- مثلا على صعيد وطني في Royal Mail ( بريد) و في Tower Hamlets College شرق لندن. كما يستعد زهاء 8000 إطفائي للإضراب.

نرى ظهور تصورات جديدة، اشد كفاحية، في النضالات النقابية: احتلالات و اعتصامات وإضرابات عامة. لكن مازال ثمة قسم من نزعة المحافظة القديمة. ويتجلى في إضرابات يوم واحد، والاقتراعات الاستشارية حول التحرك المفترض القيام به، وحتى في خيانات دنيئة. لكن لا يمكن وضع الأمرين في نفس المستوى. النضالات الجديدة لها اثر أهم و تمنح النقابيين وللمناضلين إلهاما.

تجدد

يوجد في مركز تجدد نضالات العمال الطبقية هذا المرارة والسخط الناتجين عن الأزمة الاقتصادية. لكن ثمة أيضا جملة عوامل سياسية تتداخل وتغذي بدورها إرادة النضال. فضيحة النفقات الخاصة للنواب الانجليز، والحرب في أفغانستان ( أكثر من 200 جندي بريطاني قتلوا منذ 2001 و 52 % من البريطانيين يؤيدون سحب القوات خلال زيارة براون إلى أفغانستان في متم أغسطس 2009). يضاف إلى هذا جولة العمولات الجديدة الموزعة على رجال البنوك. هذه كلها عناصر المرارة، وتثير أسئلة حول أولويات النظام وحول شرعية الحكومة.

إن ملايين الأشخاص مقتنعون أن حزب العمال يضع مصالح الأغنياء والأقوياء قبل كل شيء.

وحتى إعلانات عن أولى براعم انتعاش اقتصادي قد تعيد الثقة إلى العمال، وتشجعهم على رد الفعل: :" لكن والحالة هذه لماذا تُـلغى فرص عملنا؟". كما تعزز نضال عمال Vestas بالتزامات الدولة بصدد "فرص عمل خضراء".

تُعتبر حكومة غوردن براون سيئة، لكن ضعيفة أيضا. وهذا أسوأ ما يمكن أن يجتمع لدى أي قيادة سياسية. لكن لم يكن اليسار الطرف الوحيد الذي شهد تطورات سياسية. فقد كسب الحزب الفاشي (الحزب الوطني البريطاني) أصواتا على الصعيد الانتخابي، و يشهد المحافظون صعودا. يميل الرأي العام، خلال الأزمة، إلى التقاطب – البعض يهاجم النظام و آخرون يبحثون عن كباش محرقة.

إننا بحاجة ، أكثر من قبل، إلى بديل انتخابي اشتراكي، ويقوم حزب العمال الاشتراكي SWP بحملة في هذا الاتجاه. حتى الآن لم ينتهز قسم كبير من اليسار فرصته. أثناء تجمع مؤخرا في ويغان حول آفاق اليسار، دافع خطيب حزب العمال الاشتراكي عن فكرة حملة انتخابية موحدة. لكن للأسف صرح خطيب Respect [ تحالف يقوده النائب غولواي] أنهم غير معنيين بخوض حملة من أجل ثلاثة مقاعد، فيما أعلن خطيب الحزب الاشتراكي أنهم سيطلقون منظمة جديدة، يدعمها الحزب الشيوعي و بوب كراو زعيم RTM [ سكك الحديد، البحر، النقل].

كان أجراء بريطانيا يأملون أكثر ويستحقون أكثر. ومع ذلك نواصل التزامنا بالعمل مع آخرين من أجل خلق مشروع انتخابي موحد و تعزيز سندنا الانتخابي حيث توجد لدينا قاعدة.

فرص

تتراكب الأزمة الاقتصادية الجارية والخميرة الإيديولوجية لإعطاء حزب العمال الاشتراكي فرصا حقيقية. بدأ الطلاب القريبون من حزب العمال الاشتراكي السنة بالاضطلاع بدور مركزي في احتلال المدارس الثانوية ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة. ويختمون الخريف بتنظيم مظاهرة ضد الحرب تدعو إلى سحب القوات البريطانية من أفغانستان. لقد قمنا بدور حاسم بخوض الحملة ضد الحزب الفاشي – الحزب الوطني البريطاني- وبإغلاق أبواب مهرجان الحقد الذي نظمه في كودنور . وساهمنا في تهيئ مقاومة الأزمة. وفيما ما يخص احتلال المقاولات، كان أعضاء حزب العمال الاشتراكي في مقدمة النقاشات، وفي المشاركة ومن أجل عمل التضامن. يجب ان نواصل تركيز كافة الجهود لتوسيع إمكانات المقاومة. ومن الحيوي ان نربط بين كافة النضالات.

وتمثل حركة الاحتجاج خلال ندوة حزب العمال الجديد في بريغتون هذا الشهر – منذ 27سبتمبر2009-نقطة انطلاق جيدة. وتقوم حاليا نقابات ومجموعات عمال من Vestas و Visteon بالانضمام إلى حملات من قبيل حملة " النضال من أجل الحق في العمل" وتحالف أوقفوا الحرب و Unite against Fascism. يمنح هذا اليسار فرصة حقيقية لتركيب النضالات الاقتصادية مع الحركات السياسية التي قامت بدور هام في تشكيل المشهد السياسي. و ستكون هذه التظاهرة متبوعة بندوة في نهاية الخريف. علقت قناة التلفزة One Sky على احتلال Vestasبالقول:" ثمة في بعض القطاعات تخوف حقيقي من أن تتحول الاحتلالات مثل الذي في Vestas إلى شكل جديد للعلاقات الصناعية". تتمثل مهمتنا في الأسابيع والأشهر المقبلة في بذل كل مستطاع لتحقيق هذه المخاوف.

-*- مارتين سميث من ابرز قادة حزب العمال الاشتراكي في بريطانيا وقد نشر هذا المقال في المجلة الشهرية Socialist Review. النص بالفرنسية : موقع Alencontre

تعريب: جريدة المناضل-ة




#مارتين_سميث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مارتين سميث - بريطانيا الازمة وبداية انتعاش النضالات