أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين الربيع - البؤر المتحركة لمرايا القتام














المزيد.....

البؤر المتحركة لمرايا القتام


أمين الربيع

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 06:18
المحور: الادب والفن
    


أنا يا قَصيدةُ رَغمَ جُرحي باسِمٌ

لِلِقاكِ، يحمِلُني إليكِ ذَهابي!

أقبلتُ من وطَني إليكِ لتُقبِلي

وكَسرتُ أصفادي لكي تَنسابي

عُمقَ العُيونِ أذبتُ كي تستَوطني

فترجَّلي نَحوي ولا تَرتابي

كي تُنبِتي منّي حُضورَكِ، إنّني

من غيرِ ظلِّكِ أستَظلُّ خَرابي

أفياءُ صَدرِكِ يا قَصيدةُ موطِني

منكِ الرَّحيلُ، إليكِ شَوقُ إيابي

ولِذا عَرجتُ إلى فضاءكِ دونما

حَرَجٍ، لعلّي أستَعيدُ رِحابي

قد صِرتِ لي أهلاً وداراً ، بعدما

عَقَرتْ بلادي صَبوَتي وشَبابي

ميراثُ حُزنكِ كُلُّ ما مَلَكت يَدي

يوماً، فما أربى رَصيدَ حِسابي!

منكِ انشَطَرتُ، إليكِ كانت دَعوتي

عُمْري المساءُ وأنتِ ومضُ شِهابي

أمتَصُّ زَيتَكِ كي أُخدِّرَ جَوْعَتي

فتَجوعُ فيَّ مرارتي وعَذابي

وأغَوصُ فيكِ لكي تَصيري لُحمَتي

فتَثورُ فيكِ حميَّةً أنسابي!

أرتَدُ نحوَ جُذورِ تيهي ذاهِلاً

يرتاعُ نَبضي، يُشرِقُ استِغرابي!

أذوي، أمورُ، أشمُّ صوتي راكِباً ،

تهذي عُروقي، تنتَشي ألقابي

أنغطُّ، أطفو، ينحَني مُتقمَّصي،

ينهَدُّ قَعري، يُعشِبُ استرقابي

لا الحُزنُ يقتُلُني فترتاحُ الرؤى

لا القَتلُ يُشفي ظُلمتي وضَبابي

وطني المُهشَّمُ نازِفُ عُنوانُهُ

وأنا ببحرِ كآبةٍ أعصابي

الحُزنُ بوصِلتي، شِراعاتي الأسى،

قلعي الضَّياعُ، شواطئي أكوابي!

يا موطِني المُلتاعُ مما حولَهُ

فيكَ اغتِرابي، فيكَ آهُ مُصابي

فيكَ اقتِرابي ، فيكَ هَجْرُ مَلامِحي ،

فيكَ المُنى، فيكَ انكِسارُ صَوابي!

أنتَ الضُّحى، أنتَ الحنادِسُ كشَّرَتْ

أنيابَها، أنتَ الرؤى بِشَرابي!

لولا دُموعُكَ ما بَكيتُ، تَصرُّماً،

لكن بَكيتَ فأسبَلت أهدابي

كم بِتَّ تَظلِمُني، وأُنصِفُ ظالِمي،

كم رُحتَ تُقصيني، وأفتحُ بابي!

ما الذَّنبُ ذَنبُكَ أنتَ قنديلُ الهوى،

غَسَقُ المشاعرِ، قُبلةُ الأحبابِ

الذَّنبُ ذَنبُ الشَّاربينَ دِماءنا

ودِماكَ، باسمِ تَقدُّمٍ خلّابِ!

الآكليكَ، المُطعمينَ لُحومَنا

باسمِ ازدِهارِكَ ألأمَ الأغرابِ!

مِن أينَ تُبتَدَأُ الدَّفاتِرُ يا تُرى؟

والحُزنُ دَفقُ مَحابري وكِتابي!

عاتبتُ نفسي، أطرَقت إمساكتي،

رَفضَ انعِتاقي، مالَ ظِلُّ عِتابي!

أنتِ الحضارةُ يا قَصيدةُ فاسألي

عنّي، تَكوني زاجِلي وجَوابي

لا تصْمُتي، يبدو الكَلامُ مَتاهةً ،

يَغبى، تهادي في الضَّياعِ، تَغابي!

أبدي جُموحَكِ،كرِّري شَغَفَ الصَّدى

قُودي صَهيلي، رتِّبي إعجابي

كفّايَ تُزعِجُني، أُريدُكِ جانِحاً

لا يستَقِرُ، تَقمَّصي أسبابي

رِفّي، ازرعي شَفَقَ التَّجارِبِ موسِماً

للمُعطَياتِ، تَبرعَمي بتُرابي

أصغي، اعكِسي قَلقَ المرايا، لوِّني

سينَ السُّؤالِ، تموكَبي بِخِطابي

ثوري غباشيٌّ أنا، أرقي المسالكُ

لا تُؤدّي، أرهِبي إرهابي!

تبدينَ خائِفةً وأبدو حالِماً،

ضُمّي المُحالَ، تَكوي كقِبابي

فيكِ التَّردُّدُ؟ فيَّ أضعافُ الَّذي

تخشينَ، لكنّي سَللتُ حِربي

تمضينَ رُغمَ تَعطُّفي، لِمَ تهرُبي

خَلفي؟ لِماذا تُنكِري إعرابي؟

تبدينَ مثلَ الآلِ، يمحو بعضُهُ

بعضَاً، ولكنّي تَبِعتُ سَرابي

قلقي المُعاودُ أنتِ، من يهمي أنا،

صُدغي لهيبُكِ ، وَقْعُهُ أحطابي!

لن أرجِعَ الخُطُواتِ لاتتبسَّمي،

مَكراً، كُليني وامسَحي أنيابي!

أمين



#أمين_الربيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات لعناوين الصباح


المزيد.....




- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...
- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- قال إن وجودها أمر صحي ومهم الناقد محمد عبيدو يعدد فوائد مهرج ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين الربيع - البؤر المتحركة لمرايا القتام