|
خذوا خنازيركم وارحلوا
ابراهيم جوهر
الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 04:14
المحور:
القضية الفلسطينية
تتصادم في عالمنا اليوم ثقافتان : ثقافتهم الغربية الطاغية ، وثقافتنا الحالمة ، الهادئة ، الوادعة . ثقافتان متباينتان متعاكستان ، لكل منهما اتجاه وغاية وخط سير مختلف ،كماأن منطلق كل منهما مختلف . وبين هذه وتلك ، ينساق عدد ليس قليلا من شباننا وشاباتنا وراء بريق الثقافة الوافدة ، فيعجبون بمعطياتها ويحاولون تقليدها سعيا وراء الجديد الذي يلبي الأحتياجات الشبابية الطائشة وغير المحسوبة على مسطرة القيم ، وتنتشر الألفاظ الغريبة الوافدة ، وتجر وراءها اللباس والسلوك والمعتقدات والرؤى ! انها ثقافة الموت والدمار المتسترة بلبوس الوداعة .وما الأوبئة التي بدأت بالأنتشار في الآونة الأخيرة الا أحد افرازات هذه الثقافة ، وثمرة من ثمارها . هي ثقافة القوي المسيطر الظالم . ثقافة القتل والتدمير والتعذيب والسلب . انها ثقافة تقف ضد الأنسان والحضارة ، وتنحاز الى قيم السوق والأستهلاك والربح المادي السريع الذي لايلتفت للمعاني الأنسانية والوجدانية والروحية . هي ثقافة تحيل الأنسان الى آلة صما ء لا أحاسيس له ولا مشاعر … هي ثقافة البريق الخادع ، والأنجازات الخادعة ، والفهلوة . ثقافة السمك في البحار ؛ لا مكان فيها للضعيف .
فيا أيها الجالبون لثقافة الأيدز، وانفلونزا الدجاج ، وجنون البقر … وانفلونزا الخنازير ايها المارون بين أحلامنا ، وورودنا ، وأراجيح أطفالنا … أيها العابثون بمصائر الشعوب أيها الحاقدون على السلم والسلام ، المتآمرون على الحب والوئام يا من تعشقون سفك الدماء البريئة في هذا العالم المنكوب : آن لكم أن تترجلوا الآن عن عالمنا : ترجلوا عن قصائدنا ، وملاعبنا ، وأفراحنا . آن لكم أن تغادروا حلقات رقصكم الأجرامية . خذوا ما شئتم من ثقافتكم ، واتركوا لنا ثقافتنا / هويتنا / خصوصيتنا . خذوا جنونكم ، وعبثيتكم ، وعطشكم لدمنا. خذوا ما اشتهيتم من بريق ثرواتنا : نفطنا ومعادننا وشجرنا … وارحلوا عنا .
خذوا خنازيركم ، ورشحها . خذوا أمراضكم وأحزانكم خذوا بقركم ، وحليبها ، وجنونها … خذوا كل شيء هو لكم ، واتركونا وحدنا .
اتركونا لأحزاننا ، وأوجاعنا . اتركونا نداوي مرضانا ، ونواري قتلانا . اتركونا نربي أطفالنا على هوانا . خذوا ثقافة الهامبورجر ، والكوكا كولا ، والجينز الممزق والمنسّل … خذوا بلوزات (نصف البطن)!!، وصحون الأستعمال لمرة واحدة ! واتركونا لبواطينا ، وأيدينا ، وقطين أرضنا . خذوا (الكادبوري ) ، واتركوا لنا الزبيب والعجوة والهريسة ، وكرابيج حلب ! خذوا ثقافتكم وطرقعات لبانكم …. واتركونا نعش لأفراحنا ، وأعراسنا ، ودبكتنا اتركونا لأغانينا المجروحة ، وحدائنا ،ومواويل عشقنا وفرحنا البسيط الأليف . اتركوا لنا شبابتنا ويرغولنا وربابتنا وعودنا … وخذوا جيتاركم ، ورقصكم . خذوا كلابكم المدللة ، وخذوا شامبوهاتكم المعطرة ، واتركوا لنا صابوننا النابلسي وكنافتنا الخاصة . خذوا أنفسكم ، وكلامكم ،وضحكاتكم ،وأكلاتكم… خذوا كل شيء أغرقتمونا به … واتركونا لشأننا ؛ لنقائنا . لصفائنا . لأفراحنا . لأعيادنا . لشقائق النعمان في حقولنا ، وللأقحوان على سفوح جبالنا .
أيها المغرقون أسواقنا وسماءنا ببضائعكم المزيفة : خذوا زيفكم ، وكذبكم ، وعهركم ،وثقافتكم ، وارحلوا عنا … اتركونا نحيا كما نحب ، كما يجب أن نحيا .
#ابراهيم_جوهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يحيى يخلف في -ماء السماء- الحياة والأمان في الوطن فقط
المزيد.....
-
الديوان الملكي السعودي يصدر بيانا عن الحالة الصحية للملك سلم
...
-
ترقب عالمي بعد اختفاء مروحية الرئيس الإيراني
-
كأس الاتحاد الافريقي: الزمالك يحرز لقبه الثاني
-
قائد بالحرس الثوري الإيراني يفند التصريحات حول تلقي اتصالات
...
-
مراسل RT: مسيّرة -بيرقدار أكينجي- التركية دخلت المجال الجوي
...
-
مظاهرة حاشدة في العاصمة البلجيكية بروكسل دعما لفلسطين (فيديو
...
-
وزارة الخارجية الإيرانية تصدر بيانا بشأن البحث عن مروحية رئي
...
-
-يُعاقب على الحرية-.. نائب رئيس وزراء صربيا يربط بين حادث مر
...
-
إيران.. رئيس منظمة الطوارئ يشرف على عمليات البحث عن مروحية ا
...
-
تقرير عبري: الإمارات وضعت شرطا واحدا للمشاركة في إعمار قطاع
...
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|