الكَمَالْ لله - كَمَا يُقَالْ -

ماجد ساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 06:08
المحور: الادب والفن
    

الكَمَالْ لله - كَمَا يُقَالْ - ونحنُ النَاقِصُونْ , نحْنُ الذِينَ نرُيدُ الكمَالْ ونحنُ الذِينْ -دَومَاً - نُسْعَىْ لإثْبَاتِ الكَمالْ للأعْلىْ وذلكَ بإثْبَاتِ النّقْصِ عِنْدَنَا, لهَذَا لا نَكْتَملْ . ولوْ حَدثَ- يَومَاً - أنْ شَعرْنَا بالكَمالْ أتىْ الإيمانْ - بكمالِ الخالقْ - يذَكّرنَا بالنّقصْ .

الحَنينْ شعورٌ بالنقصْ , الشّوْقْ كَذَلكْ . كل خَلجَاتِ الأفئِدَةْ أدلّة عَلىْ الإحْتِيَاجْ , الإحْتِيَاجْ للكَمَالْ . يسُمَىْ الزَوَاجْ "إكْمال" نِصْفِ الدِّينْ , الكَمَاليّاتْ غَيرْ ضَرُورِيّة , الكمالْ ليسَ ضَرُورَةْ , النقّصْ هوَ الوَاجِبْ . العالمْ نَاقِصْ , الآخرة ْ هيَ الكَمالْ , الدنيَا كما يدلْ الإسمْ وَضْعْ نَاقصْ , الحبْ مُعَادَلةْ ناقصَة حيثُ ينقصْ من المحبوبْ ما يكملْ بهِ الحبْ . الخسارةْ ليستْ نقصاً - للمُفَارقَة - بلْ هيَ كمَالٌ مَا , الخَاسرْ لمَ يَكنْ كَذَلكْ قبَلَ الخسَارةْ فَهُوَ إزْدَادَ شَيئَا ً يُسَمْيهِ أو يَراهُ نَقْصَا ً وَخَسَارَة.

لمَاذا نَسْتَخْدمُ الأرْقَامْ ؟. لمَِاذا لا نُخَمنْ ونَظنْ ونرْجوْ , لمَ القَطعْ والجَزمْ والدِقّة , هَلْ هِيَ الرَّغْبَة - القَدِيْمَة - بالكَمَالْ . لمَاذا نَحْسِبْ معَ عِلْمِنَا - مُسْبَقاً قَبلَ الوجودْ - بالنقْصْ . الكَامِلْ يتَحدّثْ عنْ عددِ النعمْ التيْ لا يمكنْ حِسَابهاَ وهُنَا نقْصْ آخر . الكَامِلونْ كَمَا يَدّعُونْ , حِسَابَاتهمْ قالتْ لهَمُ هذا وهُنَا نقَصٌ آخَرْ- والذينَ أنكرُوا النقصَ فيْهِِمْ , لمْ يكونوْ يحسبونْ ولا يعدونْ . فهلْ كانوْ نَاقِصَينَ هُنَا أيْضا ً !.الايمَانُ بالنقصْ الموجودْ فينا , يزدادْ بإتقانْ الحسابْ , كلمّا عَرفْتَ أنّكَ نَاقِصٌ أكثَرْ إزْدَادَتْ مَهَارَاتكْ فيْ الرّيَاضِيّاتْ .

أنَا لا أتوقُ للكمالْ , ولا أشْعُرُ بالنقْصْ كلّمّا خسرتْ , لا أربُحُ شيئا ً لإنيْ لا أحتفظْ بشيئْ , وكمَا قالَ الشَاعرْ .. لكلْ شيئٍ اذا ما تم نقصانُ ... فكلْ شيء ناقصْ - دونَ أدنىْ حسابْ !

#ماجد_ساوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات