أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني سلام - فراشة وليد عوني العذراء تتقدم ببراءة اختراع














المزيد.....

فراشة وليد عوني العذراء تتقدم ببراءة اختراع


هاني سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 08:23
المحور: الادب والفن
    



شغل البحث المسرحي بمسألة السينما منذ نشأتها ، جنباً إلى جنب كانشغاله بقضية التجريب المسرحي منذ الدورة الأولى لمهرجان المسرح التجريبي في 1988 ، وفيما يخص قضية المسرح والسينما فجميعنا يعلم أن السينما بدأت بتسجيل العروض المسرحية الحية من على خشبات المسارح ، إلى تسجيل صور حقيقية من الحياة بلا تنميق أو مونتاج ، ثم تلا ذلك عديد من المدارس والموجات السينمائية العالمية.
والأصل في العرض التجريبي أن يكون مبتكراً سواء في شكله أو في مضمونه، حتى يكون بمثابة فتح جديد لصاحبه ومرشد للمسرحيين من بعده، لا أن يتحول العرض التجريبي إلى مجرد عرض سريع الإيقاع أو يعتمد شكلاً متعارفاً عليه (نِمَرْ وفواصل) ملخصاً مشكلات اجتماعية يومية !
لقد دأب وليد عوني على مخالفة أفق توقعات المتلقي بقلب قواعد الرؤية ومنظومتها من حين لآخر ، فمثلما كانت له تجربة أولى من نوعها في إعادة تقديم فيلم سينمائي في عرض مسرحي كفيلم المومياء للفنان الراحل شادي عبد السلام حيث أعاد تقديمه في عرض مسرحي بعنوان (صحراء شادي عبد السلام) بعد أن كان الأصل أن يعاد تقديم العرض المسرحي في فيلم سينمائي نظراً لما تتمتع به الأعمال المسرحية والأدبية من قوة في الموضوع والطرح ، ولتحقق أكبر استفادة من التقنيات والتقدم التكنولوجي لآلة السينما ، جاء مغايراً بتجربة شادي عبد السلام من السينما إلى المسرح ، ومجسداً روح شادي عبد السلام جسداً حياً بممثل شديد الشبه بالفنان الراحل لنعيش معه بخاصية المسرح الأصيلة والفريدة وهي الحضور الحي المتواصل إرسالاً واستقبالاً بين المنصة والجمهور.
ثم يعيد وليد عوني الكرّة فيأتي بتجربة مغايرة لما اعتدنا ، من تقدم هائل لآلة المسرح في الغرب وبخاصة برودواي حيث العرض المسرحي يتكلف ملايين الدولارات ، ويتميز بعناصر إبهار شديدة وخشبات مسرحية تصعد وتهبط إلكترونياً بحيث يصعب مع روعة المنظر أن يفرق المتفرج بين العرض المسرحي والفيلم السينمائي ، فلا يكاد يصدق أن الممثل يطير حقيقة وليست تلك إحدى خدع السينما .
وجديد وليد عوني اليوم هو اختراع (أفلمة) العرض المسرحي فأول ما قد يوهمك به مكان العرض هو شاشة سينما تفصل المنصة عن الجمهور ، فيخيل إليك أنك بصدد مشاهدة فيلم سينمائي وليس عرضاً مسرحياً ، ثم تتوالى مفاجآت العرض من تتر سينمائي قديم لفيلم قصة الفراشة العذراء ، من إنتاج عشرينيات القرن العشرينيات .ثم يعاود مفاجئتنا، بافتتاحية موسيقية بالغة الروعة للموسيقار الخالد بليغ حمدي في رائعته المسرحية الغنائية (تمر حنه) ، يعقبها المشهد الافتتاحي لصندوق الدنيا بأسراره وحكاياته ، يدعونا للانطلاق بخيالنا في حكاوى العشرينيات الميلودرامية بمبالغاتها وبكائياتها .و تأتي المفاجأة الثالثة ؛ وفيها يباغتنا المخرج المفكر. وبالمباغتة تصنع الجماليات ؛ إذ نكتشف أننا لسنا بصدد عرض سينمائي فحسب ؛ ولكنه عرض سينمائي لفيلم مسرحي ، فالشخوص حية أمامنا خلف الشاشة البيضاء ، و بذلك نكون أمام شكل جديد للعرض المسرحي.
أما تصميم الرقصات والحركة فكان من الروعة في مطابقته لحركة الممثلين وفق تقنيات عرضها بآلة السينما القديمة في العشرينات بإيقاعها السريع ، آنا والمتقطع أحياناً أخرى .
وجاءت ميكانيكية تغيير المناظر من البساطة والروعة بما يشكل نقلة جديدة في تغيير المناظر الخلفية ؛ حيث قام المخرج بطباعة المشاهد الخلفية على شريط (بانر) ملفوف على اسطوانة طولية خلفية ؛ مثبتة إلى قاعدة معدنية في خلفية المنظر من الجهة اليمنى للمسرح ؛ بينما قام بفرد المنظر السينمائي المطبوع بعرض الخشبة في خلفية المنظر المسرحي ، كما تم ربط طرف البانر باسطوانة طولية في خلفية المنظر اليسرى ، التي تم توصيلها بموتور كهربائي ، بحيث يمكن بضغطة زر بسيطة أن تغير المنظر كما لو أنك تشاهد فيلما سينمائيا ، حيث يلف الاسطوانة الطولية بوساطة الموتور فينسحب المنظر على الاسطوانة ليحل محله المنظر التالي وهكذا . على الرغم من ضيق خلفية المسرح و ضيق فتحته؛ التي تبلغ ستة أمتار فقط .

هكذا كان اختراع وليد عوني البسيط والمبتكر الذي تقدم به للحصول على براءة اختراع . ولكن ارتكازاً على مقولة (أصدق المسرح أكذبه) ، المأخوذة عن مقولة (أعذب الشعر أكذبه) خدعنا العرض المسرحي ، ونجح في إيهامنا بحقيقة ما يقدمه ، فهو صادق تماماً. وانطلاقاً من ذلك فلا مخترع مسرحي بريء. ومن هنا لم يتمكن وليد من الحصول على البراءة لأنه مسرحي بحق ، استطاع أن يوهمنا بحقيقة ما يقدمه ؛ ولم تصدّق لجنة الشهود كذبه الإيهامي ، فهو غير بريء من جريمة التجريب المسرحي !



#هاني_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني سلام - فراشة وليد عوني العذراء تتقدم ببراءة اختراع