أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بشير صقر - لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض.. بالشدة اللازمة ؟!الفلاحون فى مصر .. بين جبروت النظام الحاكم.. وطراوة اليسار. الجزء الخامس















المزيد.....

لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض.. بالشدة اللازمة ؟!الفلاحون فى مصر .. بين جبروت النظام الحاكم.. وطراوة اليسار. الجزء الخامس


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الجزء الخامس/ 5
ثالثا : الفلاحون.

تطرقنا فى الجزئين السابقين لوضع اليسار المصرى فى علاقته بالنظام الحاكم بدءا من عام 52 من ناحية وبالفلاحين من ناحية أخرى ، وأوضحنا أن اليسار والفلاحين كانوا فى مواقع المشاهدين إبان تطبيق قانون الإصلاح الزراعى الذى تهرب من تطبيقه كثير من الإقطاعيين وعددنا أسباب ذلك.وأشرنا لضعف التواجد والتأثير اليسارى فى صفوف الفلاحين عموما وذكرنا مثال كمشيش كاستثناء لذلك، وأوضحنا أن عصر السادات قد أغرق الجميع فى طوفان الردة مستندا إلى النتائج السياسية الهزيلة لحرب 73 ،كما تعرضنا لمخطط النظام لتصفية النشاط اليسارى وإنشاء الأحزاب الشرعية كأداة لذلك.
وتناولنا اتحاد الفلاحين الذى أسسه حزب التجمع وكيف أن العلاقة بينهما قد أسفرت عن سقوطه فى أول اختبار جدى وتصفيته، وكيف قصر اليساريون العمل السياسى على الإحتفالات السياسية والخطابة وإصدار البيانات والولع بالأضواء دون كفاح حقيقى فى صفوف الفقراء وانفراط أغلبهم وتحولهم إلى شراذم.. لأن خطابهم السياسى كان إما موجها إلى النخب السياسية وإما لمغازلة النظام الحاكم.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
الحديث عن الفلاحين هذه المرة لا يقتصر عليهم ككتل واسعة فقط بل يشمل القيادات التلقائية وكذا العناصر الأبرز منهم التى نعتبرها قيادات سياسية سواء انخرطت فى التنظيمات اليسارية أو لم تنخرط.
 وقد نبتت هذه القيادات فى الريف أو بالقرب منه فى ظل تخلف إقتصادى وسياسى وفكرى شامل حيث كانت وسائل الإنتاج بدائية وكذا طرق الزراعة وأنماط الإنتاج ،وحيث تنتشر الأفكار الغيبية والخزعبلات والخرافات، ويغيب الوعى بحاجتهم للتنظيم النقابى والسياسى، علاوة على أن وطأة الإقطاع كانت ثقيلة قبل 1952 وجبروت النظام الحاكم كان شديدا ومستمرا بعدها رغم ما أجراه من تغييرات وأصدره من قوانين تتعلق بالأرض وبغيرها.
 وقد أدى هذا الوضع الخاص بالفلاحين والنظام معا إلى إضعاف القدرة على العمل الجماعى فى الريف خصوصا بعد قيام ثورة يوليو ، ولم يتغير ذلك الحال كثيرا فى العهود الثلاثة التى انقضت منذ ذلك التاريخ.
 ففى عهد عبد الناصر ورغم المكاسب التى حققها الإصلاح الزراعى إلا أن الفلاحين لم يشاركوا فى تنفيذ أى من الإجراءات الجديدة، علاوة على أن الدولة كانت تتحكم فى كل شىء يتعلق بالإنتاج الزراعى( خطة الإنتاج ،الأصناف التى تزرع ومساحاتها ، تسويق الحاصلات الزراعية وتصديرها وأسعارها، توريد المحاصيل الإجبارى للدولة، عمليات التسميد والمقاومة وأسعارها الخ.. )
 أما فى عهد السادات فقد تم العصف بكل المكاسب التى تحققت، وفُتِح الباب واسعا لهيمنة الأغنياء والكبار على مقاليد الريف والإنتاج الزراعى، وأرسيت الأسس التى تقضى قضاء مبرما على إمكانية الاستفادة مما أسسته الناصرية أو تعديل بعض أسسها
لزيادة فائدتها.
 وفى العهد الحالى نمت سياسات السادات وازدهرت، حيث تعهدها مبارك بالرعاية حتى أثمرت وأضاف لها الكثير.
 لقد ضاقت الخيّة حول رقاب الفلاحين منذ صدور قانون رفع الحراسات69 الأول عام 1974، فكلما تدهورت سبل الحياة و تعثرت إمكانية الزراعة كلما غادرت الريف قطاعات جديدة من الفلاحين والعاطلين ثم من خريجى المعاهد التعليمية والجامعات للإلتحاق بدوائر وحلقات رجال الأعمال والحكام المحليين وبعض رجالات الدولة والمسئولين السابقين أو للسفر والهجرة إلى بلاد النفط والبلاد الأوربية أو للإرتباط بوكلاء الشركات الأجنبية والأعمال الملحقة بتجارة المستورد فضلا عن كثير من الأعمال الخدمية( كرجال أمن وخفراء وخدم فى المنازل وباعة جائلين.)
 من ناحية أخرى أصبح هذا المناخ الذى ساد فى فترة الإنفتاح وما تلاها أرضا خصبة لاختلاط ثقافة الاستهلاك بثقافة الريف لتفسد جوانبها الإيجابية، وكلما تقلص حجم العمالة فى بلاد النفط وضاقت فرص العمل فى مصر وازداد الفقر واستشرت البطالة وانتشر الفساد كلما انتعش تيار الإسلام السياسى ، فقد خلق له النظام الحاكم وضعا نموذجيا للنشاط وباتت المهمة الرئيسية أمام هذا التيار هى تغييب وعى الجمهور وصرف انتباهه عن الأسباب الحقيقية لتلك الكوارث المحيقة بالشعب وتوجيه طاقته إلى دروب العنف بل ومشاركته للنظام فى إشاعة اليأس والإحباط وقتل الانتماء للوطن.
 باختصار كان وضع الفلاحين منذ يوليو 52 هو وضع المتفرجين على كل ما يحدث حولهم من تغييرات ولم يكونوا طرفا فاعلا فى يوم من الأيام ولم يتم تشجيعهم أو دعوتهم للمشاركة من جانب النظام، كما لم يتم دفعهم إليها من قادتهم اليساريين ،
بل كانوا موضوعا لتلك التغييرات مثلهم مثل الأرض تماما.. فكما انتقلت الأرض من الإقطاعيين للفلاحين انتقل الفلاحون من زراعة الأرض لحساب الإقطاع إلى زراعتها لحساب أنفسهم وحساب الدولة (يدفعون أقساط التمليك أو الإيجار السنوى ويلتزمون بزراعة محاصيل بعينها وتوريدها للدولة بأسعار محددة سلفا ويشترون كل مستلزمات الإنتاج من الدولة)، واستمر ذلك الوضع حتى عام 74 حين أطلق السادات الطوفان واستكمل مبارك المسيرة وتراجع الفلاح إلى الوراء وتقدم كبار الزراع و المستثمرون والشركات الزراعية العالمية لتصبح حجر الزاوية فى السياسة الزراعية الحالية، ولم يبد الفلاحون إيجابية حقيقية إلا فى حالات محدودة وعند طردهم من أراضى الإصلاح الزراعى وإبان تطبيق قانون الإيجارات الزراعية 96/1992 .
 وبالقطع لايمكن إرجاع ذلك إلى حالة التخلف الفكرى والسياسى للفلاحين فقط ولا لجبروت النظام الحاكم بمفرده فقد كان دور اليسار ودور القيادات الفلاحية فى الريف عنصرين هامين فى هذه المعادلة.
وحيث يصعب الفصل بينهما فى كثير من الحالات فسنجمل الحديث عنهما معا:
 اتسمت القيادات الفلاحية التلقائية أو المنخرطة فى صفوف اليسار بالتواضع الشديد فى الحصيلة الفكرية والسياسية وهو ما جعل كثيرا من نشاطها أقرب إلى ردود الأفعال منه إلى الأعمال الواعية والمُحكمة.
 ولأن تلك الحصيلة كانت تمثل شرطا حاسما فى قدرة هذه القيادات على قراءة الواقع الفلاحى فإن فقر حصيلتها قد أسهم بشدة فى إضعاف قدرتها على اختيار التاكتيكات والأدوات المناسبة للكفاح.
 وهذا بخلاف إضعاف إدراكها لدور الفلاحين السياسى عموما فى البلدان المتخلفة التى يشكل الفلاحون فيها نسبة كبيرة من السكان ويتعرضون لقهر مضاعف منسوبا لبقية طبقات المجتمع نظرا لتخلفهم وتدنى وعيهم السياسى والنقابى، ونشير فى هذا السياق لما كان رائجا فى أوساط مثقفى الريف واليساريين عموما فى ستينات القرن الماضى من المفاهيم المغلوطة فى هذا المجال.
 فقد كان فهم كثير من القيادات للتوعية السياسية فهما مدرسيا منحصرا فى مساعدة الفلاحين على معرفة التسلسل التاريخى لتطور المجتمع و بعض الحتميات التاريخية والمفاهيم الفكرية والسياسية الكلاسيكية، ولم تدرك أن الكفاح يتطلب شيئا مختلفا ويحتاج فهما وإدراكا نظريا ناضجا لا يتأتى من مجرد القراءة بعيدا عن النشاط العملى .. كما لا يتأتى من مجرد نشاط عملى – يكون رد فعل لإجراءات معادية -دون فهم، وهذا يعنى تلازم النشاط العملى والحصيلة النظرية وتبادل التأثر والتأثير بينهما للوصول إلى تصورات واضحة فى الكفاح بعيدا عن أحادية الفهم المدرسى للتثقيف وللعمل السياسى.
 كذلك لم تتنبه تلك القيادات اليسارية أن الكفاح فى أوساط الفلاحين هو بالأساس كفاح فى الشرائح السفلى للطبقة المتوسطة الفلاحية، وأن الاحتجاجات الفلاحية هى فى الحقيقة احتجاج على علاقات التوزيع (توزيع الثروة وعائد العملية الإنتاجية ) وليست احتجاجا على علاقات الإنتاج السائدة فى المجتمع.. أى ليست احتجاجا على أسس المجتمع وبنائه، على عكس الاحتجاجات فى صفوف العمال التى هى بالأساس على علاقات الإنتاج وبالتالى على علاقات التوزيع حيث أن الأولى تفرز الثانية.
ولأن هناك عشرات العوامل التى تتدخل فى تغيير علاقات التوزيع صعودا أو هبوطا( دون أن تمس علاقات الإنتاج ) ويمكن لكثير من القوى المعادية للفلاحين أن تلعب دورا فى تعديلها أوتغييرها ( أى تصب الماء البارد على أسباب الاحتجاج) فإن إمكانية التأثير فى موقف الفلاحين ممكنة من خلال التدخل المحسوب لتغيير بعض هذه العوامل من جانب هذه القوى، وبالطبع يتم ذلك دون تغيير علاقات الإنتاج وبالإبقاء على بنيان المجتمع على ما هو عليه.
وهذا يعنى ضرورة التنبُّه للطبيعة الوسطية للفلاحين الذين يمكن تغيير مواقفهم من بعض الإجراءات والقضايا السياسية.. بتقديم بعض المزايا والمكاسب المرحلية لشق صفوفهم أو تعديل مواقفهم أو إضعاف تأثيرهم فيها على أقل تقدير.
 إن الضعف الذى اعترى ويعترى عديدا من القيادات السياسية والفلاحية العاملة فى الريف يتصل فى كثير من الأحيان بمدى معرفتهم بطبيعة الفلاحين وبمنظومة القيم التى تحكم سلوكهم وبحجم المعارف التى يمتلكونها فى مجال السياسة الزراعية والفلاحين وإدراك ما يدور فى المجتمع بشأنها ،كما يتصل أيضا بمعرفتهم بنضالات الفلاحين فى تلك المجتمعات المتخلفة بل وفى المجتمعات المتطورة وبإمكانية الاستفادة (لا النقل) منها.
 إن عدم الإلمام بتلك الطبيعة وبالأسس النظرية لها .. إضافة إلى الفهم المدرسى للتثقيف الفكرى والسياسى وسطحية قراءة الواقع الفلاحى تقود لاتباع تاكتيكات و أدوات خاطئة تكون نتيجتها الكفاحية سلبية ويسفر تكرارها المستمرعن الإحباط واليأس ومن ثم تتحول القيادات التلقائية الواعدة إلى أشباه مثقفين.. يتشدقون بالمصطلحات السياسية المحفوظة فى غير مواضعها ودون فهم لمعظمها ويتحولون إلى كائنات كاريكاتورية مثيرة للشفقة وينسحبون تدريجيا أو فجأة من الكفاح ليصبحوا مجرد خطباء فى الاحتفاليات السياسية المظهرية، وعادة ما تتغير خصالهم الشخصية وربما تتحول مصالحهم بمضى الزمن إلى اتجاه آخر ليصبحوا عبئا على النضال لا دافعا له.
 وتلك هى الأسباب التى تصيب بالدهشة أى مراقب أمين فور التقائه بالعديد من مثقفى اليسار العاملين فى الريف أو بالقيادات الفلاحية الملتفة حولها والمتأثرة بها.. عندما يلحظ أنه أمام نسخ مكررة أو شديدة التشابه ببعضها تلوك نفس العبارات .. ليس عن توحد فى التشخيص وتقارب فى التقديرات بل عن تلقين مدرسى محفوظ الملامح والقسمات.. كما يشعر المراقب أنه إزاء أفكار سابقة التجهيز قلما توجد بينها فكرة عميقة.
 وهذا ما يفسر مسحة الاستبداد التى عادة ما تلوح بين ثنايا العلاقة التى تربط تلك القيادات بجمهورها السياسى من الفلاحين الأقل دراية وخبرة، وتبرزه الميول المظهرية والاستعراضية لبعضها.
 ولأن طريق الكفاح ملئ بالتعرجات والمنحنيات الوعرة، ومن المنطقى أن يشهد كثيرا من الأحداث المثيرة ( المبهرة والمؤسفة) فإنه يشهد أيضا تساقط بعض من شاركوا فى شق هذا الطريق وتعبيده سواء فى صفوف العمال أو الفلاحين لكن معدله بين الفلاحين أعلى وأكثر إثارة وهذا ما يتطلب تعويضه بمكافحين جدد بشكل دائم.
 ولأن القوى المعادية لاتترك فرصة مواتية لها إلا وتغتنمها لإضعاف معسكر الفلاحين فإنها تتمكن فى أحوال معينة من جذب بعضها واستخدامها- على سبيل المثال- فى استئجار الأراضى التى طرد منها فلاحون آخرون أو فى حراستها حتى لا يستعيدها من طردوا منها أو فى إطلاق الشائعات أو إشاعة جو اليأس والإحباط فى صفوف الفلاحين، بل لا نبالغ لو قلنا أن عددا من القيادات الفلاحية ذات التاريخ المضئ قد أسهمت فى ذلك الأمر بشرائها للأرض (التى استأجروها من الإصلاح الزراعى) من ورثة الإقطاعيين.
 إن الإنهاك الذى كابده كثير من القيادات الفلاحية من صعوبة الكفاح أو من الخوف من مخاطره يمثل أحد أسباب انسحابهم أو انكسارهم ، وعادة ما يقف ضعف أو توقف التطور الفكرى والسياسى وراء تلك الحالات.
 لكن هناك حالات أخرى تنسحب من هذا الطريق بكامل إرادتها بسبب تغير مصالحها سواء لارتفاع دخلها وانتقالها لمستوى اجتماعى أعلى، أو لإغراءات من الخصوم والأعداء تشدها بعيدا عن طريق الكفاح.
 أما فيما يتعلق بحمية الفلاحين أو فتورهم فى مقاومتهم لطردهم من أراضيهم التى تملكوها أو استأجروها من هيئة الإصلاح الزراعى فإن الموقف يختلف إلى حد ما.. حيث أن الطريقة التى حصلوا بها على تلك الأرض تحدد مستوى مقاومتهم لمن يعملون على طردهم منها، فالفلاحون الفرنسيون الذين شاركوا فى ثورة الحرية والإخاء والمساواة ودفعوا دماءهم ثمنا لها وقضوا على النظام الإقطاعى دفعة واحدة ولم يُبقوا له أثرا وانتزعوا الأرض التى سخرهم الإقطاع فيها قرونا طويلة.. هؤلاء الفلاحون تمتعوا بثمار ثورتهم ونعموا بالحرية والمساواة والاستقرار منذ انتصارهم وحتى اليوم.. لأنهم وضعوا أهم شعارات الثورة ( الأرض لمن يزرعها) موضع التطبيق الكامل منذ أول يوم لها.
 لكن الأمر اختلف فى مصر حيث أن مبدأ (القضاء على الإقطاع) لم يتم تطبيقه بشكل كامل .. ولأن الثورة التى رفعت ذلك المبدأ لم ينفذها الشعب ولم يشارك فيها الفلاحون بل كان موقعهم منها موقع المشاهد، ولأن تلك الثورة قام بها أحد أجهزة الدولة القديمة (الجيش) ، ولأنها لم تقم إلا بمصادرة جزء من أحد مصادر ثروة الإقطاعيين التى تتجاوز ستة مصادر وأبقت على جانب كبير من مصادر قوة الإقطاع دون مساس .. فإنها لم تستمر أكثر من عشرين عاما .. وتم الإنقلاب عليها لأنها كانت بلا حراس ، وأفضل حراس الثورة هم من صنعوها أو شاركوا فى صنعها. لذلك فإن كثيرا من الفلاحين الذين دقت الثورة أبوابهم ليحصلوا على الأرض التى صادرتها من الإقطاع لم تكن لديهم الحمية الكافية للدفاع عنها عند طردهم منها لأنهم حصلوا عليها دون مكابدة وبلا معاناة، بل إن بعض الفلاحين يشعر أنها ليست حقه لأنها انتزعت من ملاكها الذين وهبهم الله إياها.. ولا فائدة فى مخالفة إرادة الخالق ومشيئته، ومن هنا يستميت النظام الحاكم فى ممارسة العنف ضد الفلاحين الذين لم يعانوا فى الحصول عليها.
 إن اليسار بكل تلاوينه لم يلعب الدور المنوط به وسط الفلاحين قبيل أو إبان ثورة يوليو 52 رغم محاولاته المخلصة.. كما أنه لم يفعل ذلك بعد الثورة ، علاوة على أن الخطاب الذى استخدمه فيما بعد كان إما موجها للنخب والمثقفين ولم يسمعه الفلاحون أو كان يغازل النظام الحاكم من خلال حزب اليسار الشرعى (التجمع) .
وقد نقل خطاب مغازلة النظام كثيرا من الأمراض المتوطنة للكفاح الفلاحى بواسطة اتحاد الفلاحين وأدى بكثير من المكافحين للإعتكاف وملازمة المنازل ودفع بعضهم للندم على ما بددوه من أعمارهم .. وأفضى بآخرين للعب على الحبال بين معسكر الفلاحين ومعسكر الأعداء ولم يتبقى سوى عواجيز الفرح وضيوف الفضائيات.
لذلك وقع الفلاحون المصريون- الذين لم يشاركوا فى الثورة وفى انتزاع الأرض من الإقطاع - بين شقى الرحى فطحنهم جبروت النظام الحاكم وأزلامه من ناحية وخذلتهم طراوة اليسار ورخاوته من الناحية الأخرى .
بشير صقر







#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصخصة في مصر
- لا يمكن استبدال السير وراء النظام الحاكم بالإمساك في ذيل جما ...


المزيد.....




- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...
- فيرشينين: روسيا مستعدة لتوسيع مساعداتها الإنسانية لسكان غزة ...
- واشنطن: لا يمكن للصين تحسين علاقاتها مع الغرب ودعم روسيا في ...
- تركيا: السجن عشرات السنوات في حق اثنين من زعماء حزب مؤيد للأ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بشير صقر - لماذا لا يقاومون طردهم من الأرض.. بالشدة اللازمة ؟!الفلاحون فى مصر .. بين جبروت النظام الحاكم.. وطراوة اليسار. الجزء الخامس