أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - الكلام نوعان














المزيد.....

الكلام نوعان


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زعلت ذات يوم على استاذ لم يحترم مهنته. ففي محضر رجال قدم نفسه بانه استاذ لمادة المنطق ، وعندما طلب منه احد الحضور ان يعرف المنطق قال :
انا اعلم العيال ( ويقصد طلاب الجامعة) ان المنطق يعني الكلام والكلام نوعان ، كلام فارغ وكلام مليان والكلام المليان معبأ بكلام فارغ.
حديث هذا(الاستاذ) يذكرني بوكالات الانباء وصياغاتها للاخبار وهي تظهر كناقلة للخبر ببراءة تشبه سذاجة صاحب الكلام الفارغ .ولكن تمضي الاحداث ويثبت العكس حيث ان وكالات الانباء ( العملاقة) تتقمص الحيادية وتتصنع البراءة لكي تخدع المستمع او المشاهد او القاريء.
لنضرب الان مثالين واحد قديم نسبيا والاخر حديث جدا :
المثال الاول يعود لشهر الماء(مايو)من عام 1987 حيث تناقلت وكالات الانباء العالمية خبرا يقول ان فتى الماني (18) سنة يدعى ماتياست روست هبط بطائرة صغيرة في الساحة الحمراء في قلب موسكو.
وتمضي الايام ولم يعلق احد على الخبر ، ولم يسال احد عن كيفية وصول هذا الصبي الى قلب عقر دار الامبراطورية الحمراء . ولماذا لم تكتشفه رادارات دول منظومة الستار الحديدي؟ وكيف اقلع من المانيا ولم تكتشفه رادارات الجيكوسلوفاك والالمان الديمقراطيين والبولنديين والمجريين والرومانيين ولا حتى رادارات جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق مثل جمهوريات البلطيق ، فيما اذا سلك الجانب الغربي، او الشرقي لتكشفه الرادارات البلغارية؟ ولم يسال احد من اين تزود بالوقود وهو يقود طائرة صغيرة لايمكن ان تحمل خزانا يكفي لقطع المسافة بين المانيا وروسيا عند الساحة الحمراء ؟
ان التحليل الصحيح للخبر يقول ان هذه العملية ليست مجرد مجازفة من شاب الماني مغامر بل هي عمل مخابراتي ودولوي (اي من تدبير دول) كان يهدف الى انقاذ غورباتشوف من العقبات التي كانت تواجهه وتواجه مسيرته البيروسترويكية ، وكانت اهم عقبة وجود كبار الضباط السوفيت المتشددين التي لم ترق لهم سياسة غورباتشوف و لا يستطيعون استيعاب البيروسترويكا ولا الغلاسنوست المدمرة الحتمية للاتحاد السوفيتي.
وكانت النتيجة المستهدفة قد تحققت بعد اعلان الخبر مباشرة اذ تم اقصاء المارشالات والجنرالات الشيوعيين المتشددين وفي مقدمتهم وزير دفاع الاتحاد السوفيتي المارشال سوكولوف الذي اجبر على تقديم استقالته بعد اعلان الخبر مباشرة.
ان التخلص من العسكر المتشددين مهد الطريق لسهولة التخلص من المتشددين الماركسيين المدنيين وفي مقدمتهم عضو الكتب السياسي يوغور ليغاتشوف وزملائه.والذي اقصي خلال المؤتمر الثامن والعشرين للحزب الشيوعي السوفيتي وهو آخر مؤتمر.
المثال الثاني سمعناه عبر الهواء ، حيث صرح لقناة الجزيرة الفضائية مسؤول امريكي في وزارة الخارجية الامريكية بان سياسة بلاده في العراق تتصف بالغطرسة والغباء. ان الرجل يجيد العربية ونطق تلك العبارة بالعربية الفصحى. وبعد يوم واحد قالت وزارة الخارجية الامريكية ان عبارات ذلك المسؤول لاتمثل وجهة نظره الشخصية ولا وجهة نظر الخارجية الامريكية وان الترجمة كانت غير دقيقة.
حقا ان التبرير اقبح من الفعل ( من الجانب الامريكي الذي استقبح الخبر). فاذا كان كلام الرجل المسؤول ل في الخارجية لا يمثل وجهة نظره الشخصية ولا يمثل ايضا وجهة نظر الوزارة التي يعمل بها ، فهل هو يمثل وجهة نظر المقاومة العراقية ( ولنقل الارهابية )كما يحلو لهم ان يطلقوا عليها؟
ولماذا تلجأ المواقف الرسمية ووسائل اعلامها الى هذه السبل ( لاستعباط) عقول الناس ؟ فالحديث كان بالعربية الفصحى وهو موجه للجمهور العربي ومن قناة فضائية عربية فاي ترجمة غير دقيقة قد حدثت؟
لو انهم سمعوا كلام (معلم) المنطق لتعلموا كيف يجدون تبريرا منطقيا . عند ذاك سيقولون الكلام نوعان


--------------------------------------------------------------------------------





#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيسنجرهم ومستشارنا
- لذكرى السنوية الاولى لرحيل العلامة الشبيبي


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - الكلام نوعان