نبيل زكى
الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عام 2004 بدأ الزعيم الكوبي كاسترو حملة واسعة علي صعيد القارة الأمريكية كلها -بدعم من فنزويلا- تحمل اسم «ميلاجرو» (المعجزة) وتستهدف إجراء عمليات جراحية مجانية لفقراء أمريكا اللاتينية المصابين بـ«الكتراكت» وأمراض العيون الأخري.
وخلال ثلاثين شهرا شفي حوالي 600 ألف شخص من 28 دولة واستعادوا بصرهم وتأمل كوبا في معالجة 6 ملايين شخص بحلول عام 2016.
وأدي انتخاب «رايفوموراليس» -اليساري- رئيسا لبوليفيا إلي إتاحة الفرصة أمام البوليفيين للاستفادة من هذا البرنامج الطبي - الإنساني، واستعاد 110 آلاف بوليفي بصرهم بينهم المدعو «ماريو تيران» ضابط الصف المتقاعد في الجيش البوليفي الذي قتل الزعيم الثوري «أرنستو شي جيفارا».
وتوجه ابن القاتل «الذي يعيش في عزلة تامة وخوف ولا يعرفه أحد» إلي صحيفة «ايلدبير» في سانت كرور «بوليفيا» لكي يعبر عن امتنانه ويروي قصة والده: «قتل ماريو تيران كل الثوار الأسري المرافقين لجيفارا ولكنه فقد شجاعته عندما واجه القائد الأسطورة.. فعندما اقترب تيران من الفصل المدرسي بمدرسة لاهيجويرا كان شي جالساً فوق أحد مقاعده وقال: لقد جئت لتقتلني، وشعر تيران بأن شيئا ما يعوقه ويكبح حركته وخفض رأسه ولم يرد عليه، وسأله جيفارا: ما الذي قاله الآخرون «الأسري»؟ وأجابه بأنهم لم يقولوا شيئا وعلق «شي» قائلا: «إنهم شجعان» ولم يجرؤ تيران علي إطلاق النار وينقل ابنه علي لسانه قوله: «في تلك اللحظة رأيت شيئا كبيرا.. كبيرا جدا.. هائلا وعيناه تلمع بقوة وبحدة، شعرت بأنهما تتجهان نحوي وبأنه يركز نظراته علي، الأمر الذي جعلني أشعر بالإعياء، وظننت أنه بحركة سريعة سوف يجردني من سلاحي ولكنه قال لي: كن هادئا وعليك التصويب جيدا، إنك ستقتل رجلا، وتراجعت خطوة إلي الخلف نحو عتبة الفصل وأغلقت عيني وأطلقت دفعة النيران الأولي ثم الدفعة الثانية.. فأصبته في ذراعه وكتفه وقلبه ومات».
هذا القاتل مدين ببصره لرجال الطب الذين يستلهمون نموذج وأفكار وشجاعة وتضحية الرجل الذي.. قتله: إنهم تلاميذ جيفارا الذين يصرون علي إقامة عالم.. أقل قسوة.
#نبيل_زكى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟