أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد العجيلي - امريكا عندما تخاف (الكاميرا) تخالف مبادئها














المزيد.....

امريكا عندما تخاف (الكاميرا) تخالف مبادئها


زياد العجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


مضى على اعتقال المصور الصحفي بلال حسين ، عام و ثمانية اشهر ، دون ان يعلم هو او نحن لماذا قضى هذه المدة في معتقل (كروبر) ، بلال مصور محترف فاز بجائزة )بوليتزر) الدولية للتصوير و يعمل مع وكالة الاسشوتيد برس الامريكية ، اعتقل عندما وجد الجيش الامريكي في كاميرته بعض الصور وبينها واحدة لمتمردين مشتبكين مع القوات الامريكية ، ربما لم يكون الجيش يرغب بنشرها ، خاصة وانها ستصل سريعا للولايات المتحدة من خلال الوكالة التي يعمل بها بلال .
وهنا لا اريد ان ابتعد عن ما قاله الرئيس والمدير التنفيذي لوكالة أسوشيتد برس ان بلال شارك في كل مشقات العراقيين في مناطق النزاع، وهي مشقات اسوأ ماتكون بالنسبة للصحفيين ، الذين تتطلب مهنتهم أن يكونوا أكثر قربا من أماكن تستخدم فيها البنادق والقنابل. وقد تعرض بيته الى الضرب بالنيران، وهربت عائلته ، واضطر لمرة واحدة على الأقل ان يتخلص من معدات التصوير لينجو من الموت. وهو يواجه ما يمكن أن يكون فعليا اعظم خطر موجود في العراق الآن. وفي غضون ذلك فان وكلاء الدولة الأعظم في العالم وصفوه باعتباره عدوا، زاعمين ان لديهم دليلا يقنعهم ولا حاجة بهم الى اثبات ذلك الى أي شخص آخر.

و اكيد ان حالة بلال تمثل التناقض الكبير الذي تعيش فيه السياسة الامريكية ، و الدليل على ذلك ، اذكر خطاب السفير الامريكي السابق في العراق زلماي خليل زاد ، الذي القاه قبل ان يعتقل بلال بايام ، و قال امام الصحفيين في بغداد " فليتذكر جميعنا المراسلين الشجعان الذين خاطروا بحياتهم دفاعا عن حرية التعبير هنا . لقد هدد وجرح واختطف وحتى قتل الصحفيون من اجل عملهم ، وحرم عدد منهم من المعاملة العادلة حسب القانون . انا آسف لحدوث ضحايا ضمن افراد السلك الصحفي عند تغطيتهم لمعارك التحالف ضد المتمردين " حتى انه قال نهاية خطابه "وفي النهاية ، ستنتصر روايتهم " .

و في نفس الوقت كان بلال قد اعتقل في مدينة الرمادي بسبب عمله الصحفي ، دون توجيه اية تهم محددة له . و حسب رائ ان هذه الحالة تمثل رفض الاطراف المتنازعة في العراق للحقائق و تحاول دائماً تكذيب اونفي الأخبار و الحقائق التي لا تريدها ، و تمثل كذلك تناقض امريكا الكبير بين خطاب سفيرها و تصرفات جيشها .

ووفقاً للمحامي بول غارديف المكلف بالدفاع عن الزميل بلال " ان بقاء بلال في السجن جاء بناء على قرارات أصدرتها هيئة محلفين معنية بمراجعة القضية في إطار جلسات لم يحضرها لا هو ولا محاميه" .
واذ اشير هنا الى ان الجيش الامريكي لم يلتزم بما ابرمه من اتفاقات مع لجنة حماية الصحفيين (CPJ) ووزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون ) والتي نصت على تعهد الجيش الأمريكي بتعجيل النظر بقضايا الصحفيين المحتجزين واطلاق سراحهم خلال (36) ساعة فقط من تاريخ احتجازهم . وهذا كذلك دليل واضح على ان امريكا لا تحترم الكثير من اتفاقياتها .

وان ابقت القوات الامريكية بلال في المعتقل ، علينا ان نمارس ضغوطنا على الحكومة العراقية الى تحمل مسؤولياتها تجاه الصحفيين العراقيين ، وان تطلب من القوات الامريكية الاطلاع على ملف القضية وان تحيلها الى السلطات القضائية والمحاكم العراقية المستقله ، للتخذ بدورها مهمة النظر في الاجراءات القانونية اللازمة ، لتسريع اطلاق سراحه وذلك وفقا للدستور العراقي . واذا ماعلمنا ان الزميل بلال حسين لاتوجد اية دلائل قاطعة تثبت تورطه في اية جرائم تذكر ، وكان قد اعتقل اثناء ممارسته لعمله الصحفي ، بشكل رسمي مع وكالة الصحافة الامريكية أسوشييتد برس ، واذا كان بلال قد ارتكب جناية ، فان المحاكم العراقية مستعدة لمحاكمته.

و ان اصر الجانب الامريكي ابقاء بلال في معتقله لمنعه من التقاط صور لمحافظة الأنبار التى كانت منطقة ساخنة وتزعج مشاهدها قادة الجيش الامريكي ولا يفضلوا ان يروا صور الدمار الذي يعمها ، فلا ننسى ان هذه المحافظة باتت الان امنة ، و كل ما سيصوره بلال اذا خرج سيكون مرضى للجانب الامريكي بعد ان اصبح اهالي المحافظة اصدقائهم .

و رغم قلقي على بلال لكني في نفس الوقت مطمأن عليه ، لان الاسوشيتد برس قالت ان المؤسسة التي سلمت بلال الكاميرا ، التي أدت الى وضع بلال حيث هو اليوم ، لا يمكن أن تدير ظهرها له وتتخلى عنه ، و أنا كذلك اقول ان المنظمات المهنية في العراق سوف لن تنسى بلال و ستعمل المستحيل لاطلاق سراحه .



#زياد_العجيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. محتجون إسرائيليون يخربون شاحنات مساعدات متجهة إلى غزة ...
- في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني.. نص ما ورد في -إعلان البحرين- ...
- سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز ...
- قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا
- الرئيس الصيني شي يستقبل نظيره الروسي بوتين في بكين
- صحيفة: درونات مجهولة تصور بشكل خفي أكبر سفينة حربية يابانية ...
- بوتين: تحالف روسيا والصين في قطاع الطاقة سيتعزز
- وزراء خارجية 13 دولة يحذرون إسرائيل من الهجوم على رفح
- كندا تفرض عقوبات على أربعة مستوطنين
- الدفاع الروسية: تدمير أكثر من 100 طائرة و6 زوارق مسيرة أوكرا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد العجيلي - امريكا عندما تخاف (الكاميرا) تخالف مبادئها