أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان احمد حقي - الفنون التشكيلية المعاصرة وثورة في الفكر والمذاهب والمدارس















المزيد.....

الفنون التشكيلية المعاصرة وثورة في الفكر والمذاهب والمدارس


سنان احمد حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:29
المحور: الادب والفن
    



حتّى قبل ظهور آلة التصوير الفوتوغرافي شعر بعض الفنانين أن محاكاة الطبيعة أمرٌ يجب أن يتخطّونه..حتى في المراحل الفنيّة المبكّرة والتي يحلو لعدد من النقاد أن يضعونها إلى جانب ما يُدعى بالمدرسة الكلاسيكيّة,كان هناك من بدا واضحا انهم يبذلون جهودا للخروج من مفهوم المحاكاة المذكور بسبب الرغبة المتأججة لديهم في إعمال الفكر إلى جانب المهارة الفنيّة والمقدرة التشكيلية
أتذكّر أنني قرأت أن الفنان الكبير ديلاكروا عندما كان يستغرق في عمل من أعماله قال له أستاذه :ماذا أنت فاعل ؟هل أنت تلهو وتلعب يا ديلاكروا؟عندها أجابه ديلاكروا أنه لو لم يكن يستمتع بما يعمل فإنه لن يعمل.
وكانت بداية جريئة لمرحلة عُرفت بالرومانسيّة*
عندما خرج التشكيليون من مرحلة المحاكاة بدأ الفن المعاصر . وبعيدا عن التنظير المتعلق بالحداثة وما بعد الحداثة وغير ذلك
وبدأ به مرحلة جديدة من التعامل مع الفكر كما في الشعر والرواية والموسيقى وبدأ التعامل بالأفكار والتصورات والرؤى والأحلام باستخدام المكونات التشكيلية من شخوص وموجودات وخطوط ومساحات وألوان وغير ذلك وتجاوز العمل الفني ما هو متكون في عين الناظر إلى إعادة تركيب وتكوين تلك الموجودات حتى وصل ذروته في الأعمال التي تناولت المكونات التشكيلية للكائن البشري بجسده أو وجهه أو حركاته
لقد حاول الفنانون إعادة تشكيل أجزاء الوجه والجسد والمكونات الطبيعيّة للأشياء وفق الأخيلة والمقاصد الفكرية سواء كان ذلك بهدف استخدامه للتعبير عن أفكار جديدة أو يهدف إنتاج تكوينات تشكيلية بحت كانت فيما بعد أساسا للإستجابة للحاجة التي أملتها متطلبات التصميم والعصر الجديد من عمارة وزخرفة وديكور وتصميم أثاث أو تصميم طباعي أو إعلاني ...إلخ
الفتح الواسع والمذهل الذي قاده جمع من المتعاملين مع الفنون التشكيلية البحتة والتطبيقية استطاع أن يبني لنا عالما واسعا من التأليف التشكيلي إن صح التعبير هو اشبه ما يكون بالتأليف الموسيقي والروائي وسواهما
لم يكن ممكنا أن تستمر العمارة مثلا على الأسس التي قامت عليها في القرون المبكّرة لأن الحاجات الإنسانية والمتطلبات الفعلية قد تغيّرت تماما مع متغيرات العصر الصناعي وعصر ما بعد الصناعة
كان لابد من ابتكار وسائل تشكيلية تُعنى بالتعامل المقصود بالخطوط والمساحات والحجوم والألوان ,بداية حقيقية مع التأليف بالأشكال تماما مثل التأليف بالأنغام أو بالحروف أو الكلمات
من هنا ومن هذه الملاحظة يجب علينا أن نبدأ لإعادة فهم الثورة التشكيلية في العالم وليس على أساس كونها محاولة جديدة لتشفير الايديولوجيات
إن الفارق بين المثقف الفنان وبين رجل المخابرات يكمن في أن الأول يمارس عملا يهدف من وراءه إلى كشف الحقائق ويسعى إلى أن يهدي الناس إلى الخير والصواب وليس هذا من أهداف غيره من المتعلمين
إن قدرة الألوان والخطوط والمساحات والحجوم على تكوين وابتداع أفكارا ونظريات اجتماعية وسياسية وفلسفية هو أقل بكثير من قدرتها على إنجاز وابتكار تآليف متكونة من الأشكال لخدمة الوعي بها
ربما يكون هذا مدعاة انتقاد عدد من الذين يرغبون بالتعامل مع الفن على أنه أدب مترجم إلى أشكال ولكن ليكن واضحا أن الفن له قدراته وعالمه في التأليف بواسطة المكونات التشكيلية وليس هو أدب مترجم إلى أشكال ورموز
لا أدري لماذا نفهم مقاصد الموسيقى وخصوصا الموسيقى البحتة ونتفهم جدواها وهي قمة في التجرد من الأدب وليس بالمستطاع فهم وتذوق التأليف الموسيقي على أساس أدبي بينما نطالب الفنون التشكيلية أن تقدم ترجمة أدبية لما تطرحه؟!
لا أقصد ما يتركه التشكيل من انطباع فقط بل ما يحفّزه من إعمال للفكر والذهن
العمارة مثل الموسيقى لا نجد أحد يسأل فيما تعني أو يطالبنا معها يترجمة أدبية بل يتفاعل المتلقي للعمل المعماري مع الأشكال بمكوناتها المتنوعة مباشرةً
لقد انتهت المرحلة التي كانت وظيفة الفنان محاكاة ما هو كائن والتعامل مع مكوناته الطبيعيّة فقط لتشكيل الأفكار التشكيلية وانطوت تلك الصفحة ضيقة الأفق على ما فيها من إعجاز يتعلق بتلك المرحلة وتحولت إلى تاريخ لا يمكن السفر به إلى عالم المستقبل
عند أول المحاولات الرومانسيّة كما بينّا كانت فكرة محاولة التأليف بالأشكال تشق طرقها وما إن ظهرت بوادر الحركة الإنطباعيّة حتى تجلت الفكرة بشكل أكثر وضوحا وبيانا ولكنها في كل المحاولات التي تلت ذلك من حركات فنّية اتضح تجلّي الفكرة أكثر من ذي قبل بكثير ولما وصلنا للمحاولات التعبيرية وتحطيم القيم الجمالية الكلاسيكية كليا كان الأمر أكثر وضوحا رغم التصاقه بالأفكار الإجتماعيّة والتعابير الفلسفيّة ولكن التكعيبية هي التي وضعت النقاط على الحروف كما نقول ,لقد بدا أن الفنان يريد أن يقوم يتصميم وإعادة تشكيل الموجودات والمرئيات بطريقة جديدة ومبتكرة بعيدا عن الكيفية التي هي عليها
وهكذا كان الأمر مع السريالية ومع المدارس التي تلت ذلك
هنا أو من هنا فقط نجد إن التعامل في تلقي العمل التشكيلي لا يتطلب التفسير الذي يعتمد على التأليف بالكلمات لأمرٍ هو من عالم التأليف بالأشكال وبالضبط كما قلنا كما الأمر بالنسبة للموسيقى
ومن هنا أيضا نستطيع أن نتلمّس مباديء التذوق التشكيلي للفنون التطبيقيّة
وبنفس الأسس التي نطرحها بالنسبة للفنون البحتة
وهذا هو معنى أن نجد أن مرحلة من أعمال عدد من الفنانين أخذت تتصدرها عناوين بمعنى تكوين أو تصميم ولا يظنّن أحدٌ أن ذلك يحمل معانٍ فلسفيّة أو سياسية أو اجتماعيّة مع إمكانيّة ذلك أحيانا ولكن الغاية الأساسيّة هي طرح تأليف بالأشكال لمكونات خطّيّة وللمساحات والحجوم وغيرها من العناصر التشكيلية
أرجو أن يكون ما أطرحه يزيل شيئا من الغموض الذي يتلحّف به بعض الهواة ودُعاة الفن
وللحديث صلة
والسلام عليكم.
سنان أحمد حقــّي
مهندس ومنشغل بالثقافة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الرومانسيّة وهي مرحلة فنية ومذهب
فكري معروف ولكنني أقترح تسميته
بالإنبهاريّة أو مذهب الإبهار تقريبا لذهن
القاريء العربي.



#سنان_احمد_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان احمد حقي - الفنون التشكيلية المعاصرة وثورة في الفكر والمذاهب والمدارس