أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد الشامي - لاقالة حكومة الكوارث؟:محرقة قطار الموت














المزيد.....

لاقالة حكومة الكوارث؟:محرقة قطار الموت


خالد الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 72 - 2002 / 2 / 23 - 10:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




جثث بالمئات لم يبق منها سوي هياكل عظمية بعد ان انصهرت داخل عربات قطار الموت المجبل ع الصعيد .
جماجم انفجرت من شدة الحرارة. عربات كأفران الغاز امتلأت بدخان ثقيل أسود عناصره الفساد والاهمال. قطارات للغلابة كالمقابر الجماعية لأنها لا تحمل السياح او القادرين علي الدفع فهي لا تحمل ايضا اجهزة انذار للحريق او الطوارئ.
عيد تحول الي مأتم في مئات القري، بل في مصر كلها. الكادحون خسروا ارواحهم ومعها بهجتهم بلقاء اهليهم كعادتهم يخسرون وحدهم. لن يخسر مسؤول واحد وظيفته ولا امتيازاته. الحكومة ستبادر كعادتها الي الاعلان عن دفع تعويضات مادية. ثلاثة الاف جنيه للقتيل تسعيرة المواطن في الكوارث ليس سهلا حساب هذا المبلغ بالدولارات بعد ان تعددت اسعار صرف العملات الاجنبية، ربما ستمئة دولار (بحالهم)، اكثر او اقل لا يهم.
التلفزيون لا يقطع ارساله بانتظار التعليمات من كبار المسؤولين. رئيس الوزراء ينتقل الي مكان الحادث ربما مباشرة من نادي الجزيرة حيث يبدأ يومه بممارسة رياضة المشي. القنوات العربية والعالمية تتحدث عن اسوأ كارثة في تاريخ السكك الحديدية في مصر، وتذكر المشاهدين بأن مصر كانت الدولة الثانية في العالم بعد بريطانيا التي تسير القطارات.
يبدو ان الموضوع كارثة بجد ، خبر مقتضب في التلفزيون الحكومي لا يشفي غليلا. الخبر هو انتقال المسؤولين الي مكان الحادث، وليس الحادث نفسه (بتحصل في احسن العائلات).
مسؤول في محافظة الجيزة يتحدث الي قناة عربية عن جهود الدولة لاسعاف الضحايا. الشهود يؤكدون ان السكان المحليين قاموا بالدور الأكبر في تقديم الاسعافات الأولية. لم ينتظروا وصول الحكومة لأنهم يعرفون.
خلال ساعات قليلة، وقبل صدور نتائج التحليل بالمعمل الجنائي، رئيس الوزراء يسارع بالقاء المسؤولية علي قارورات الغاز التي يستخدمها الركاب الغلابة لاعداد الشاي الصعيدي الجميل.
ليست حكومته التي سمحت لمثل هذه القطارات اصلا بأن تقامر بآلاف الارواح يوميا، بل المواطنون ـ كما الحال دائما ـ هم المسؤولون عن الكارثة.
وكيف يؤدي انفجار قارورة غاز او حتي عشر قارورات الي قتل نحو اربعمئة شخص، وما هي الادلة التي استند عليها في القاء التهمة علي الضحية؟
احد الخبراء يؤكد تسبب ماس كهربائي في الحريق، والدليل الانتشار السريع للنيران في العربات، ولكن الحكومة قد لا تسمح بفحص هذا الاحتمال تفاديا للاحراج.
وبالطبع فان جهة حكومية ـ وليس قضائية ـ هي التي ستقوم بالتحقيقات، وهذا يطمئن وزير النقل الذي لم نسمع منه او عنه كلمة واحدة منذ وقوع الحادث. هذا الوزير الذي بدأ عهده (السعيد) بكارثة طائرة مصر للطيران التي تحطمت قرب نيويورك في العام 1999، وما زالت لغزا مأساويا حتي الآن.
مع تزايد اعداد الضحايا، يتقدم نبأ الكارثة في القنوات العالمية علي انباء الحرب الدموية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وزيارة بوش لكورية الجنوبية.
مذيع البرنامج الصباحي في تلفزيون BBC يبدو غير مصدق لما يقرأ: السائـــق استمر في قيادة القطار بسرعة تسعين ميلا، بينما كانت النيران تلتهم العربات، والركاب يقفزون من النوافذ والابواب.
يا لها من صورة تتضاءل امامها مآسي التراجيديا الاغريقية، ويا لها من دعاية سياحية لبلد يحتاج الي كل دولار في دخله السياحي لمواجهة حالة كارثية ايضا وغير مسبوقة من الانهيار النقدي.
كيف يستطيع اي سائح ـ او حتي مواطن ـ ان يأمن علي نفسه وعائلته في قطاراتنا بعد هذه المجزرة المروعة؟
نعم حتي في بريطانيا تقع حوادث قطارات، ويموت فيها ركاب ولكن وقوع ضحية واحدة (وليس اربعمئة) يكون كافيا لفتح تحقيقات جنائية لا حصانة ولا وساطة فيها لأحد، الي جانب جحيم من المحاسبة السياسية لكافة المسؤولين في الحكومة بدءا من رئيسها.
هل سنري كبار المسؤولين ـ كالعادة ـ يكتفون بارسال التعازي، والظهور متأثرين امام شاشات التلفزيون تطبيقا للمثل المصري المعروف: يقتل القتيل ويمشي في جنازته !
ام ان الرئيس مبارك سيضع حدا للكوارث الاقتصادية والسياحية والخدمية لهذه الحكومة التي اصبح الناس عاجزين عن العيش او حتي الموت في ظلها بكرامة؟

القدس العربي



#خالد_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسر ...
- -نيويورك تايمز-: التحصينات الأوكرانية المتهالكة في خاركوف لم ...
- احتجاجات في تل أبيب تطالب بإسقاط نتنياهو
- أوكرانيا .. صافرات الإنذار تدوي في 6 مقاطعات
- زاخاروفا: زيارة بوتين للصين ستحدد مستقبل العالم
- تظاهرات في تونس دعما لفلسطين
- هدد بسحب حزبه من الحكومة.. غانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤ ...
- -حبيبة الشماع طلقتها-.. سيدة مصرية تعبر عن رأيها لزوجها في - ...
- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- روسيا تحذر .. المواجهة المفتوحة مع الغرب في أوجها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد الشامي - لاقالة حكومة الكوارث؟:محرقة قطار الموت