أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رحيم العراقي - بوش وأميركا اللاتينية















المزيد.....

بوش وأميركا اللاتينية


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 13:12
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


شارك في تأليف كتاب : بوش وأمريكا اللاتينية العديد من الباحثين المختصين وأشرف عليه كلٌّ من البروفيسور كارلوس اوليفا كامبوس والبروفيسور غاري بريفوست المختصين في العلوم السياسية وشؤون أميركا اللاتينية وعلاقاتها بأميركا الشمالية والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
ومنذ البداية يقدم الكتاب صورة عامة عن العلاقات بين الطرفين ويقول بما معناه: كانت السياسة الأميركية وبخاصة سياسة اليمين الجمهوري منذ عهد ريغان على الأقل مهووسة بشيء واحد: احتواء المد اليساري الاشتراكي أو الشيوعي الذي يكتسح أميركا اللاتينية. ولذلك دعمت الولايات المتحدة الأنظمة العميلة لها في المنطقة وحاولت الإطاحة بالأنظمة المناوئة والمقربة من الاتحاد السوفييتي كنظام كاسترو في كوبا أو نظام سلفادور الليندي في التشيلي، الخ.
هذا وقد صرفت المخابرات المركزية الأميركية ملايين الدولارات على تنظيم الانقلابات في أميركا اللاتينية. ودعمت الأنظمة الرجعية الأكثر ديكتاتورية وقمعا لشعوبها. ولهذا السبب فإن صورة الولايات المتحدة أصبحت سوداء عموما في بلدان أميركا اللاتينية. أصبحت مرادفا للظلم والقهر ودعم الأنظمة الديكتاتورية ومحاربة الأنظمة والحركات اليسارية التقدمية.
ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تغيرت الأمور نسبيا وأصبحت الولايات المتحدة غير معنية كثيرا بشؤون أميركا اللاتينية، أو قل أنها أصبحت تعتقد بانتشار الديمقراطية والانتخابات الحرة في المنطقة بدلا من الأنظمة اليسارية ذات الحزب الواحد. وهذا ما حصل بالفعل.
ولكن هذا لا يعني أن نقمة شعوب أميركا اللاتينية على جارها الشمالي الغني جدا قد خفّت أو زالت. فالفقر المدقع لا يزال يكتسح شرائح واسعة من السكان والبطالة متفشية والمشاكل السياسية الناتجة عن القمع الديكتاتوري لم تنته كليا بعد.
ثم جاءت ضربة 11 سبتمبر لكي تغير المعطيات والأولويات بالنسبة لسياسة الخارجية الأميركية. وأصبح جورج بوش مهووسا بشيء واحد هو: محاربة الإرهاب. ولذلك راح يضغط على دول أميركا اللاتينية لكي تمشي معه في هذا الاتجاه.
ولكن سياسته الرأسمالية الظالمة لم تحبّب شعوب القارة أو قادتها به. فهو لا يريد في أميركا اللاتينية إلا شيئا واحدا أو بالأحرى ثلاثة أشياء: أن تنخرط معه كليا في محاربة الإرهاب الأصولي، وأن تكافح تجارة المخدرات المنتعشة في بعض دول أميركا اللاتينية، وأن تتبع سياسة اقتصادية مناسبة لمصالح أميركا: أي سياسة رأسمالية مضادة لمصالح الشعوب الجائعة.
ثم يردف الكتاب قائلا: في الواقع إن عقيدة بوش الاستراتيجية كانت متركزة على الشرق الأوسط بعد ضربة 11 سبتمبر. وقد أهملت أميركا اللاتينية وقضاياها. وكانت العلاقات معها تقتصر على توقيع معاهدات التجارة الحرة وبيع المنتوجات الأميركية للمنطقة ثم استيراد المواد الأولية الضرورية للصناعات الأميركية.
ولكن هذه السياسة الجائرة والاحتقارية هيجت شعوب القارة الفقيرة على جارها الغني الشمالي الذي يتمتع بكل رفاهية العيش يمسك بزمام الاقتصاد العالمي. وبالتالي فإن النقمة على واشنطن زادت في عهد بوش الابن إلى درجة أن بعض شعوب أميركا اللاتينية لم تخف فرحتها بضربة 11 سبتمبر. فالفقير يحقد على الغني، وهذا شيء طبيعي. نقول ذلك وبخاصة إذا كان هذا الغني صلفا متعجرفا كجورج دبليو بوش.
ولهذا السبب فإن رئيس فنزويلا اليساري هيغو شافيز استغل هذا الوضع لمواجهة السياسة الأميركية في المنطقة. ومعلوم أن المواجهة بين بوش وشافيز أصبحت إحدى العلامات المميزة للأحداث السياسية هناك. صحيح أن بوش قرر زيادة المساعدات الاقتصادية لأميركا اللاتينية بعد انتخابه عام 2000،
بل وزادها بمعدل الضعف حتى وصلت إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار. ولكن هذا «الكرم الحاتمي» يظل ضعيفا جدا بالقياس إلى ما يصرفه هيغو شافيز على شعوب أميركا اللاتينية بفضل أموال البترول. فهو يقدم المساعدات لها بالمليارات.
هذا وقد انتقد الرئيس ألفنزويلي الذي حل محل فيديل كاسترو في قيادة المواجهة ضد أميركا، أقول انتقد بوش بعنف واتهمه بأنه سبب فقر أميركا اللاتينية بل وجوع شعوبها وقال شافيز بأنه ينبغي أن نعطي لبوش الميدالية الذهبيو في النفاق
لأنه صرح بأن فقر أميركا اللاتينية يهمّه ويحزنه، وهذا كذب وافتراء. فطيلة سنوات وسنوات لم تبال الولايات المتحدة ولا جورج بوش بآلام دول أميركا اللاتينية وشعوبها، فكيف يمكن أن نصدقه إذن؟ إنه يذرف عليها دموع التماسيح لغاية في نفس يعقوب.
فبوش يريد من القارة أن تكون معه في حربه ضد الإرهاب، وأن تتبعه في كل خطوات سياسته الخارجية ضد العرب والمسلمين أو ضد الصين والروس أو أي عدو محتمل. وأميركا اللاتينية ليس لها أي مصلحة في السير وراء هذا الرجل الذي يشن حربا صليبية مفتوحة على كل من يرفع رأسه ضد السياسة الأميركية والعولمة الرأسمالية الظالمة.
ليس من مصلحة شعوب أميركا اللاتينية التي تعاني من الجوع والحرمان والفقر والتخلف أن تمشي وراء دولة متغطرسة وقامعة للشعوب الأخرى حتى ولو كانت جارتها جغرافيا.يضاف إلى ذلك أن عقيدة بوش الاستراتيجية في تلك المنطقة تهدف إلى توقيع اتفاقيات مع قادتها للحد من الهجرة إلى الشمال.
نقول ذلك ونحن نعلم أن بعد عشرين سنة فقط فإن عدد سكان الولايات المتحدة سوف يصبح بمعدل النصف من أصول أميركية لاتينية لا أصول أوروبية أنغلوساكسونية كما كانت عليه الحال طيلة تاريخ أميركا منذ تأسيسها، بل إن عدد السكان من أصل مكسيكي أو أميركي لاتيني سوف يزيد على النصف قريبا.
وهذا يعني أن أميركا اللاتينية سوف تنتصر على أميركا الشمالية عن طريق غزوها في عقر دارها.وهذا أمر طبيعي في الواقع، فالمناطق ألفقيرة تحاول دائما أن تبحث عن لقمة العيش في المناطق الغنية. هذا قانون تاريخي منذ أن وجدت الخليقة،
ولذلك فإن شعوب أميركا اللاتينية أخذت تنتقم من شعوب الشمال المترفة في كندا والولايات المتحدة عن طريق غزوها في عقر دارها من خلال الهجرة السرية أو العلنية. وقريبا سوف نسمع باسم رئيس أميركي من أصل لاتيني أو اسباني أو جنوبي. إنه التاريخ ينتقم لنفسه، والفقير من الغني.
إنه العار على الولايات المتحدة وقادتها إنهم لم يهتموا بجوع الشعوب المجاورة لهم والأقرب إليهم جغرافيا وإنسانيا. فبعد الحرب العالمية الثانية وضعوا خطة مارشال لإنقاذ شعوب أوروبا الغربية التي خرجت محطمة من تلك الحرب النازية.
ولكنهم لم يفعلوا شيئا يذكر لإنقاذ شعوب أميركا اللاتينية على الرغم من أنها الأقرب إليها.على العكس لقد واصلوا استغلال ثرواتهم الطبيعية لصالح صناعاتهم فقط. يضاف إلى ذلك أن سياسة بوش الرأسمالية إلى حد التطرف والعولمة اللاإنسانية التي يحاول أن يفرضها على الشعوب والنظرة الاحتقارية للآخرين،
كل ذلك ساهم في نقمة شعوب البرازيل، والأرجنتين، والمكسيك، والاورغواي، وسواها على هذه القوة العظمى الجبارة التي لا تبالي بآلام الآخرين وعذاباتهم.ثم يردف الكاتب قائلا:ولكي يواجه جورج بوش كل هذه النقمة العارمة على بلاده،
ولكي يحبط مخططات هيغو شافيز ضده فإنه يحاول أن يقيم تحالفات معينة مع بعض دول المنطقة وبخاصة الكبرى منها كالبرازيل، والأرجنتين، والمكسيك. وكل ذلك بهدف محاصرة شافيز والقضاء عليه في نهاية المطاف كما قضت أميركا في السابق على الزعيم اليساري التشيلي الشهير، سلفادور الليندي.
وبالتالي فمخطط بوش خبيث وطويل الأمد، وهو يحاول أن يغري بعض قادة أميركا اللاتينية بالانضمام إليه ملوحا لهم بالعصا والجزرة في آن معا. فمن لم تنفع معه الجزرة نفعت العصا أو العكس بالعكس. وهذه السياسة الاستعمارية القائمة على مبدأ: فرق تسد، قد تعطي ثمارها على المدى القصير.
ولكن من المشكوك به أن تنجح على المدى الطويل. فشعوب أميركا اللاتينية ليست ذاكرتها قصيرة، ونقمتها على الولايات المتحدة، أي جارها الشمالي، لن تختفي إلا إذا تحققت العدالة الاجتماعية في كل أرجاء القارة الأميركية. أما إذا ما بقي نصفها الجنوبي يغوص في مستنقع الفقر والجوع ونصفها الشمالي في البحبوحة والغطرسة فإن عقيدة بوش الاستراتيجية هناك سوف تفشل لا محالة.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى روح أبينا رغيد
- أعشاش
- ..صورة من أمس..شعر شعبي عراقي
- لمرور 40 عاماً على (نكبة )حزيران....حرب الأيام الستة ..الحقي ...
- مملكة توني بلير
- حياة رجل المصارف ستيرن
- حوض البحر المتوسط و المستقبل
- السياسة والحرب والإرهاب
- فلسطين..السلام والتمييز العنصري
- كامو في كومبا
- عن التجليبة والسوفيت والحزب
- .!!....إرفع راسك إنتَ سعودي
- بلير والنغمات النشاز
- فكرة التآمر في معرض المُلهِمين
- ناصر ووهم العروبة
- نخبة القادة الإداريين
- اللطخة
- إبن عربي
- الى عشرينية
- كيف يمكن أن تكون وزيرا في بلد ديمقراطي..؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رحيم العراقي - بوش وأميركا اللاتينية