أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحميد الموساوي - الدروس المستخلصة بعد ستين عاما من الصراع















المزيد.....

الدروس المستخلصة بعد ستين عاما من الصراع


عبد الحميد الموساوي

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 12:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد مرور ستين عاماً من الصراع العربي- الإسرائيلي الذي كانت ابرز أحداثه: حرب حزيران في العام 1967، وحرب تشرين الأول في العام 1973، وفك الاشتباك المصري- الإسرائيلي، والسوري الإسرائيلي، وزيارة الرئيس الراحل( محمد أنور السادات )إلى الكنيست الإسرائيلي في تشرين ثاني في العام 1977، وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد في العام 1979، ومن بعدها مؤتمر مدريد في تشرين الأول 1991، واتفاق أوسلو، ولحظة مصافحة الأيادي التاريخية بين الرئيس الراحل( ياسر عرفات)، ورئيس الوزراء( إسحاق رابين) في حديقة الورود في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي( بيل كلينتون) في العام 1993، واتفاق وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، والمفاوضات السورية الإسرائيلية في شبرزت تاون،
وبعد أن دخلنا العام الأربعين على الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، واحتلال قطاع غزة، والقدس الشرقية، والضفة الغربية دون أن ننسى الجولان السوري ، وعلى الرغم من صدور قرارات مجلس الأمن التي لا تحصى ولا تعد، والتصريحات العديدة المماثلة (1) ، ومنها( خارطة الطريق) التي وافقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة،والتي أكدت إقامة دولة فلسطينية قبل نهاية العام 2005م، فان الوضع في فلسطين يتداعى يوما بعد يوم فيما لم يسجل أي تقدم يذكر...
لقد اتسم الصراع العربي- الإسرائيلي منذ العام 1947م، بوجود مرحلتين تاريخيتين مختلفتين،- مرحلة الثلاثين سنة الأولى/ والتي لم تشهد توقيع اتفاقيات سلام بين العرب وإسرائيل، بل اعتمدت الأطراف فيها على القوة العسكرية حصرا،- ومرحلة الثلاثين سنة الاخرى ، وتحديدًا منذ العام 1977،والتي تميّزت ببداية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، ولم تتمكن الأطراف من وضع حد للصراع، بل إن الآمال يبدو أنها قد خابت كلها، إذ إن التقدم نحو تحقيق السلام قد شجع على تصاعد المخاطر اليومية على دول المنطقة وشعوبها والأنظمة القائمة فيها، فما هي إذن ابرز الدروس التي نستطيع في الواقع استخلاصها من المراحل المختلفة لهذا الصراع ،والذي يستمر منذ قرابة الستين عاماً بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، والذي يمثل لنا صراع وجود، وللأخر صراع حدود؟
إن ابرز الدروس المستخلصة خلال الستين عاماً ستكون في النقاط الآتية:
أولا: إن القضية الفلسطينية لا تزال القضية المركزية الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي، وهي لا تزال باقيةً في قلب إشكالية الشرق الأوسط كما اعترفت بذلك كل التقارير الدولية، ومنها حديثا تقرير( بيكر-هاملتون)، على الرغم من كل محاولات التهميش، والتطميس، والتعويم، على المستويين العربي والدولي، إذ أنها تكون عاملاً لزعزعة استقرار الأنظمة العربية المعتدلة المتهمة بتهدئة الرأي العام العربي الذي أصبح ساخطاً ومحتجاً أكثر فأكثر، فضلا عن ذلك أنها أصبحت عاملاً للنفوذ المتزايد لإيران على رقعة الشطرنج الشرق أوسطية.
ثانيا: ونظراً لغياب الحل، ومسايرة الرأي العام العربي والرأي العام الإسلامي عامةً للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، فان هناك رصيدًا من الكراهية قد بدا يكون تجاه الغرب في الدول الإسلامية قد تكون له آثار وخيمة في المستقبل، وهو رصيد ربما حامل لصدام الحضارات الذي يريد الغرب أن يتجنبه.
ثالثا: وبعد الصراع الذي استمر لمدة ستين عاماً بكل إرهاصاته، فقد تبيّن وبكل تأكيد بأنه لا وجود لحل عسكري صرف، أو حل قمعي يتمثل في الضغط على الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية، كما يراهن بعض الساسة في إسرائيل على المجابهة وعلى تفوّق القوة العسكرية، إذ أن الحل السياسي المتفاوض عليه، هو الحل الوحيد القادر على معالجة القضية،وأن امن إسرائيل لا يمكن أن يتحقق أو يضمن سوى عبر توقيع الاتفاق مع كل جيرانها العرب ومن ضمنهم الفلسطينيون أنفسهم.
رابعا: إن التطوّرات الجارية على الأرض اليوم تجعل من قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمر مشكوك فيه أو غير محتمل، إذ أن الحل المسمى بقيام دولتين قد يصبح حلاً غير عملي نظرًا للتطوّرات الجارية على الأرض اليوم، فسياسة الأمر الواقع يبدو أنها تقود إلى المأزق، وبالقدر الذي سيطول فيه الانتظار لتحقيق السلام العادل في المنطقة، فان الثمن الذي يجب دفعه سيكون ثمناً باهضاً، مادياً، وسياسياً، وبشرياً، إذ أن القضية الفلسطينية هي الجرح الذي ينخر منطقة الشرق الأوسط منذ عقود عدة، وهو الجرح الذي يجّب مداواته قبل كل شيء آخر، لأنه لا سلام في المنطقة من دون خروج الفلسطينيين من متاهتهم، وهو الرأي السائد لدى المجموعة الدولية اليوم، فلم يعرف الشرق الأوسط في تاريخه الحديث منذ العام 1967م، هذا العدد من الأزمات الحارقة والمتزامنة، وإذا كان لكل من هذه الأزمات منطقها الخاص، فإنها مرتبطة بألف خيط وخيط مما يجعل الحلول الجزئية صعبةً، ويسرّع في السباق نحو الهاوية في كل المنطقة.
خامسا: وعلى الرغم من انتشار تيار الواقعية بشكل واسع بسبب الخيبات المتعددة والمتتالية في العقليات الرسمية العربية وكذلك في أوساط النخب المثقفة، ما يزال هناك تيّار يؤمن بفلسطين من النهر إلى البحر، ويراهن على الديموغرافيا والزمن، إذ سيتجاوز عدد الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة في العام 2020م، عدد الإسرائيليين(2) في الوقت الذي بدا فيه الرأي العام الدولي يميل إلى جانب الفلسطينيين نتيجة التعنّت الإسرائيلي، ولعل كتاب الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر خير دلالة على ذلك عند اتهامه لإسرائيل ب(التميز العنصري).
سادسا: لقد ثبت أخيراً أن أي حزب، أو حركة منظمة، وصادقة، وجادة، مثل( حزب الله) في لبنان قادرة على ردع إسرائيل التي تقف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانبها، فكيف إذا كانت دولة صادقة وجادة؟ فقد أدار (حزب الله) مقاومته بمستوى عال جداً ومتميّز من التخطيط والتنفيذ على نحو يجعل منه قدوة حسنة على المستوى العربي.
سابعا: لقد ثبت من التجارب العالمية بأنه لا وجود لحل معجزة، إذ أن كل الحلول تمر عبر المفاوضات الصعبة والطويلة، وكذلك بفضل عقد الاتفاقيات المؤلمة بين الأطراف المتنازعة المعنية، وهكذا ففي الشرق الأوسط الذي أصبح عرضةً وفريسةً لانتشار الفوضى والذي تبدو فيه بعض الدول أنها تتجه على طريقة الصوملة، فانه من مصلحة كل دول المنطقة والمجموعة الدولية كذلك إيقاف مثل هذا المسلسل، إذ أن حلول السلام المتفاوض عليه بين إسرائيل والدول العربية المجاورة يمكن أن يكون الخطوة الأولى في هذا الجهد من اجل جلب الاستقرار للمنطقة المهددة بالفوضى، والتي قد تصبح فوضى غير قابلة للسيطرة، إذ لا يمكن استمرار المجابهة بين طرفين يخاف أحدهما الآخر عن حق أو عن خطا، وذلك لان هذا الخوف يبرر تصاعد القمع من ناحية، ولجوء حركات المقاومة إلى استعمال العنف من الناحية الأخرى.
(1) مشاريع التسوية: وهي عديدة ومنها:
1- المشروع النرويجي في 26/11/1952. 2- مشروع غاما الأمريكي ايلول1955. 3- مشرع جونستن 1953/1955. 4- مشروع دالاس 1956. 5- مشروع مشترك كندي استرالي 1957. 6- مشروع ايزنهاور 1957/1958. 7- مشروع اسرائيلي21/11/1956. 8- مشروع تونس21/4/ 1965. 9- مشروع ألون 1967. 10- قرار مجلس الامن242 في 1967. 11- مشروع إسرائيلي 8/9/1968. 12- مشروع روجرز1970. 13- مشروع أردني 10/4/1969. 14- مشروع سلام أردني 1971. 15- فكرة التسوية الجزئية أنور السادات 1971. 16- مشروع سلام مصري 1971. 17- قرار مجلس الامن338في 1973. 18- مشروع كارتر 1977. 18- البيان الأمريكي السوفيتي 1977. 19- اتفاقيات كامب ديفيد 1978/1979. 20- مبادرة ريغان 1982. 21- مشروع قمة فاس 1982. 22- مشروع بريجنيف للسلام 1982. 23- مبادرة السلام الفلسطينية 1988. 24- مشروع شامير للحكم الذاتي 1989. 25- مؤتمر مدريد للسلام 1991....
(2) سيبلغ عدد المسلمين في إسرائيل (1،677) مليون نسمة بحلول العام 2020م، فضلا عن النمو الإنجابي بنسبة(3،65%) الذي أصبح يمثل هاجسا حقيقيا بالنسبة للإسرائيليين،
وينتاب الإسرائيليين قلق بالغ جراء الوضع الديموغرافي الذي يشير رجحان الكفة العربية في العقود الثلاثة المقبلة، مما دفع بعض المسؤولين والباحثين الإسرائيليين لتوقع زوال إسرائيل في ذلك الوقت.





#عبد_الحميد_الموساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات ورؤى حول المنعطف التاريخي في فلسطين


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الحميد الموساوي - الدروس المستخلصة بعد ستين عاما من الصراع