[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

الهجرة من براثن الموت إلى جحيم الازدحام

سعيد سحويل

الحوار المتمدن-العدد: 591 - 2003 / 9 / 14 - 04:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات

الزمان: منتصف الليل ليوم الأربعاء الموافق 10/9/2003م
المكان: مخيم يبنا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

أطراف المعركة:

الطرف الأول:

أطفال يرتدون ملابس النوم ونساء عاريات الرأس حافيات القدمين، ورجال يحملون بعض الأمتعة أو يتعاونون لإجلاء مسن في الثمانين من عمره وآخر يحمل أمه المقعدة.

الطرف الثاني:

دبابات حديثة مجهزة بأحدث الأسلحة وبلدوزرات ضخمة وجيوش مدججة وطائرات مقاتلة ومروحيات مهاجمة.

أسباب المعارك: بيوت أكل الدهر عليها وشرب، تأوى علائلات فقيرة دون أن تحميهم من أسلحة الموت.

في مشهد مهيب أو كما يقول المثل العربي "يهتز له شعر الرأس" تتناثر العائلات في الشوارع تقطع الطريق من معسكر يبنا لللاجئين إلى معسكر الشابورة حيث الازدحام الطبيعي الناتج عن تراكم أعداد كبيرة من الاجئين في بيوت تفتقر لأدنى مستويات الصحة. حيث تظهر على وجوه الأهالي علامات الخوف والذعر. صراخ الأطفال، أنين المسنين، دعوات النساء وتكبير الرجال ولا يشوب هذه الصرخات إلا هدير الطائرات وأزيز الرصاص وقعقعة المجنزرات التي تتقدم نحجو المخيم وبشكل هستيري يسأل أحدهم ماذا يحدث؟ ويأتي الجواب من أفواه لاهثة ومن شفاه جافة " اجتياح"

هذه الكلمة أصبحت مألوفة للآذان بعد تكرارها على ألسنة الأطفال والكبار، مما جعل الناس يعيشون بشكل مؤقت في تصرفاتهم، أحلامهم وحتى أهدافهم. هم جاهزون تماماً للرحيل وحتى الموت

هذه الفلسفة تكونت لديهم من خلال عمليات القصف اليومي وهدم البيوت وقتل الأطفال وتراكم أعداد كبيرة من المصابين والمعاقين. نعم هذه الليلة كان لها مضمونها الخاص حيث تم إجلاء مئات العائلات الفلسطينية من معسكر ينبا تاركين بيوتهم وأملاكهم يبحثون عن مأوى لهم ولأطفالهم ولهذا كانت وجهتهم معسكر الشابوره الذي يأوي خمسون ألفاً من المهجرين في بيوت ضيقة أعياها الدهر وتيئن من وطأة الازدحام

وأخيراً ينتهي هذا المشهد بنتائج مأساوية تطال كل معاني الإنسانية تعبر الفلسفة الحديثة للقطب الواحد وهي " سأقتلك حتى أعيش أن" والنتيجة هدم (15) منزل مأوى (150 )طفلا وامرأة وترحيلهم إلى مصير مجهول لتتوالى سلسلة الهدم والتدمير التي لها أول وليس لها آخر وفي المقابل إدخال الخوف والرعب وما ينتج عنهما من مشاكل نفسية لدى الأطفال لحوالي (2500) طفل تم إجلاءهم عن مساكنهم ليلا ليبحثوا لهم عن مأوى وسط الازدحام.

" فهل من صاغ ؟؟!!!!

أو هل من مجيب؟؟!!!

رئيس قسم التثقيف الصحي

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل