أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان علي - روميو وجولييت بالعراقي .. مسرحية ناقدة ساخرة للوضع في العراق الراهن















المزيد.....

روميو وجولييت بالعراقي .. مسرحية ناقدة ساخرة للوضع في العراق الراهن


عدنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


المشهد الاول .
زقاق على طراز ازقة القرون الوسطى في اوربا وشرفة غرفة لقصر منيف تطل على ذلك الزقاق
الوقت ليلا ..
يدخل روميو وخلفه تابعه .. ويقف اسفل تلك الشرفة وينادي بصوت هامس
- جولييت .. جولييت .. ولج جولييت .. شنو اطرشيتي؟! ..
فيقول التابع ..
- سيدي لو تعزفلها شوية يمكن تسمع صوت الموسيقى وتطلع
فيسكته روميو بالقول
- اسكت اسكت .. اعزف موسيقة !! مو يجوز ابوها يسمع الموسيقى ويطلع .. م ناقصين بلاوي احنة .. كافي المشاكل بين ابويا وابوها
فيقول التابع ..
- سيدي لعد شلون؟! ..
فيقول روميو وقد لمعت في باله فكرة ..
- دبرلي حجار ناعم راح اشمر بالبالكون مالتها ..
فيقول التابع وهو يهز بيده مستهزئا ولكنه ينظر الى الارض باحثا عن الحجارة الصغيرة وسط الظلام ويتمتم قائلا
- بلكي تنكسر جامة ويصير الفصل لبو موزة .. الافندي موسيقى م يعزف بس جام يكسر
يلتقط بعض الحجارة ويعود الى سيده الذي مازال متسمرا بالنظر الى الشرفة عل جولييت تظهر له .. يضع التابع الحجارة بيد سيده ويقول
- هاك سيدي .. هاي جم حجارة لكيتها
ينظر روميو الى الحجارة ويرمي باحداها الى الشرفة وهو ينادي بهمس مع كل حجارة
- جولييت .. لج جولييت مو شلعتي قلبي .. جولييت
تنفذ الحجارة من يده ويشعر بالياس فيقول التابع
- سيدي خل نرجع ماكو قسمة تشوفها اليوم
فيقول روميو بألم
- اأعود من دون النظر اليها ؟! .. أن اليوم الذي لا اراها فيه ليس من عمري .. جولييت .. لج اطلعي عاد مو قتلتيني
يشعر التابع بأسى سيده .. فيحثه
- سيدي د أعزف .. مو يمكن ابوها ميعبرك وم يطلع ويعتقد ان واحد فقير دا يعزف ما عندها شغل وعمل
فينزل روميو على راي تابعه ويقول
- زين يابه زين .. راح اعزف .. جيبها الربابة
فيجلس القرفصاء على الارض فيما يخرج التابع الربابة من جراب يحمله على ظهره ويقول
- هاك سيدي ..
يتناول روميو الربابة ويشرع بالعزف .. تنساب الالحان عبر سكون الليل .. فيتوقد ضوء في الغرفة المطلة على الشرفة .. وتنفتح الباب .. وتظهر جولييت ..
كان التابع ينظر الى الشرفة .. حين لمح الضوء فبان على محياه الفرح .. ولم يجد بدا من لكز سيده بيده حين طلت جولييت .. فيتوقف روميو عن العزف وهو ينظر الى جولييت وينهض ويناول الربابة الى التابع ويقول له
- يلله اكلب هسة ..
يتناول التابع الربابة ويعيدها الى مكانها .. ويختفي ولكنه يقول
- سيدي هذولة مو ثقة راح ابقة قريب يمك أخاف تحتاجني
لم يعير روميو اهتماما لتابعه بل اقترب من الشرفة وهو يقول
- شنو جولييت انت مصرة تشلعين قلبي كلما اريد اشوفج
فتنحني الى الامام وتقول
- ليش عيني روميو .. مو هياتني .. شتريد بعد
فيقول بلهفة وهو يضع يده على صدره
- اريد من اصيح جولييت اشوفج .. شوكت .. شوكت نتزوج ونخلص
فتقول جولييت بحزن ظاهر ..
- والله من ورة سوايت ابوك اتعقدت كل الامور ..
- أي ليش يا عيني ؟! قابل يعني ابوية اول واحد نصب مولدة بالمنطقة
- لا بس ابوك خلة امير فلورنسا ينطي عقد احتكار لكهرباء فلورنسا من تطفة الوطنية
- يمعودة جولييت .. هي وينها الوطنية .. وبعدين ترة مو كلشي أبلاش .. يعني امير فلورنسا ما وقع الا بعد ما ابوية رش على كل المستشارين الى داير م يدور الامير وأنت أفتهمي
يفتح باب صغير من جانب جدار القصر ويخرج رجل عجوز بملابس عسكرية يحمل بأحدى يدية فانوس وبالاخرى عصا غليظة .. تنتبه جولييت اليه فتهبط الى ارضية الشرفة فيما يرتبك روميو ويحاول الفرار .. فيقول الحارس العجوز
- اوكف ياهو هاذ ..
يحاول روميو الالتصاق بالجدار المقابل للشرفة مستفيدا من الظلام .. ولكن الحارس يتبينه في الظلام فيقول
- منو ..؟! روميو !! .. وك م تعقل بعد مو كافي طلايب .. فلورنسا كلها تعرف انت تحبها حب عذري طاهر بس شتسوي ؟ عوف الموضوع وليدي أبوها اذا عرف يكلبها للدنيا
- م اكدر عمو .. جولييت كل حياتي ..
- وليدي هسة الدوق اذا اخذ خبر يصير الدم للركب
- ومنو يقوله عمو ..
- اني .. لعد اني مو الحارس مالت القصر؟! .. خو مو عبالك اني خراعة خضرة
- لا عمو حشاك بس انت م تسويها
- اها .. ليش م اسويها؟!! .. اتريديني اخون الدوق بعد كل هاي السنين
يتقدم روميو أليه ويخرج من جيبه كيسا من النقود ويناوله الى الحارس فيما يواصل الحارس كلامه
- تريدني اخون الدوق ؟! واني لو مو مجلس الامارة سوة قانون التقاعد قصة عنتر جان طلعت تقاعد من زمان ..
يتفحص الحارس النقود بعد ان يضع العصا بين رجليه ويفتح الكيس ويضع النقود على راحة يده فيقول وهو يستقل المبلغ
- وبعدين انت من كل عقلك اخون الدوق .. وبخمس دراهم فضة بس
فيقول روميو متوسلا ..
- والله عمو هذا كل اللي عندي هسة .. أنطيك بعدين ممكن ؟! ..
- اخون الدوق بالدين .. تقبلها انت ؟!
- زين اخذ هذا المحبس رهن هو من الذهب .. باجر اجيبلك الفلوس وأخذ المحبس منك ..هذا المحبس مالت الله يرحمها امي مو تتصرف بالمحبس عمو
يقول ذلك وهو ينزع من اصبعه الخاتم ويناوله الى الحارس .. الذي ياخذ الخاتم ويقول
- والله ابني روميو اني قلبي وياكم أنت وجولييت واتمنة ينتهي موضوعكم على خير .. هسة خل اخش جوة جني ما شفت شي بس دير بالكم ترة الدوق صار يومين كلش عصبي .. مو تقول م نبهتني
يدخل الحارس الى غرفته ..تنهض جولييت من على ارضية الشرفة وتقول
- من هذا المال حمل جمال .. هذا الي يحمي القصر
فيقول روميو بلهفة ..
- يمعودة جولييت عوفينة منه .. احنة ما عدنه غير هاي اللحظات انعيشها سوة .. صدك جولييت شنو انتو صارلكم يومين م تطبخون ؟!
- ليش ؟! ( تتسأل جولييت بلهفة وأستغراب )
- مو انتظرتج براس العكد قلت يمكن تجيين تذبين الزبل وما اجيتي
- اي صدك مو بابا الدوق صار يومين كلش عصبي الامير مخبوص بقضية وحدة الامارات الايطالية وخابص ابوية وياه
- ليش جولييت يعني معقولة ابوية ما عنده خبر
- ما أدري .. وتشوف ابوية يجي للبيت كلش تعبان ودايخ وعصبي فمن ردت اذب الزبل صاح عوفيه تجي البلدية خصبن ما عليها للبيت تشيل الزبل
- ابوج العصي .. راح ينطي لآهل البلدية يومية اكرامية ..
- اها .. اخاف متقبل .. من اجوي ورادوا الاكرامية خطب بيهم خطبة ... يا متستحون تاخذون اكرامية على واجبكم والدولة تنطيكم رواتب وتصرفكم مكافئات هذا غير الخبز اليابس الي تبيعوه وقواطي الببسي الي تبيعوها بالكيلوات ومن هذا الحجي وهددهم اله انهي عقودكم من الدولة .. فخطية واتشوفهم يجون من الصبح يشيلون الزبل ..
- اي جولييت احنة منعرف نشتغل الا بالصياح والخوف .. (يستدرك ) اشو هم بدينا نحجي بغير موضوع .. اني اجيت وعندي فكرة نحل موضوعنا
- صدق ( تقول جولييت بلهفة ) شلون
- انتو مو عدكم مولدة صغيرة ؟! قولي لابوج اني رايحة اخلي جت للدابة الي تفر المولدة .. وبهيج طريقة نقدر نتشاوف
- نتشاوف ( تقول بخيبة امل ) اني جنت اعتقد انت راح تحل موضوعنا ونتزوج ,
- جولييت هاي امنيتي الي اعيش علمودها بس .. هسة في الوقت الحاضر ماكو حل غير نتشاوف بس ويكبر الحب بقلوبنا
- زين يابة زين .. نتشاوف لعد .. بس انت ملقيت غير جت مولدة .. انت تتدري باقة الجت بيش صارت .. ليش متدري العرباين واقفة سرة شطولة على محطة الجت خانة حتة تحصل على جت ..
- ها ..
- وتريد ابوية يشغل المولدة ؟ هو هذاك اليوم قال اذبح الدابة الي تفر المولدة ولا يشتري باقة جت من البحارة الي يبيعون بالسوق السودة .. الله يساعد الفقير
- يابة شدعوة ابوج هيج ؟ اشو كل المسؤولين بالامارة عدهم حصة من الجت .. ورواتبهم عالية شمعنة ابوج
- انت متعرف ابوية .. شوية حريص
- يللة هو يقتر على نفسه واحنة باجر عكبة نلعب لعب بيها اني وياج
- بعد الشر .. ليش تحجي هيج على بابا .. ليش ابوك شدعوة .. ما خال شي بالامارة م مسيطر عليها .. ويقولون ان ازمة الجت سببها ابوك .. بالاتفاق ويا وزير الجت مالت الامارة .. حتة يبقة يحتكر الكهرباء
- ابوية اني ؟!! ما اسمحلج جولييت تحجين هيج على ابوية .. صحيح اني احبج واموت عليج بس ابوية خط احمر
- لعد من توصل لابوية الشغلة نحجي لازم بشفافية بس من نحجي على ابوك تصير الخطوط حمر ليش يابة على اي اساس ..؟!
- ها ..الاساس انه اني الرجال .. وسيد البيت راح اكون ..
- والله اذا انت هيج ازدواجية عندك حبيبي ما اعتقد انه راح تصير سيد بيت لانه اصلا بينا بيت م راح يكون
- جولييت شنو هذا الحجي ؟
- اي ترة اني صبرت عليك هواية وساكتة كافي عاد
- حولييت ( يقترب من الشرفة ويحاول القفز ليمسك بحافتها ويفشل ) جولييت
- يابة د روح اني ابوية بملك الدنيا ما ابدله .. لا تقول بنات هواية والرياجيل قليليين بعد كومة الحروب اللي خضناها .. اخاف انت مفكر هيج لا حبيبي لا اصحة ..اصحة اني هسة دا اشوف الشي اللي حذرني منه ابوية .. الظاهر هذا وراثة بيكم
- اقلج جولييت هاي شبيج .. شنو اللي صار ؟!!
- م صار شي بس اني اريد اعرفك حدودك روميو .. وهسة اني اريد اروح
- تروحين جولييت .. بلا م تقولين شي بعد كل هذا الحجي .. صدك لعد انت متستحين .. وصوجي اني الي مطول خلق وياج وعاديت الكل علمودج
يبتعد عن الشرفة ويعطي ظهره لجولييت التي تحاول ان تتكلم الا انها لم تفعل .. واثرت مسح دموعها والدخول الى الغرفة .. يظهر التابع ..
- ها سيدي ..اشو احس الاوضاع متأزمة
يربت روميو على كتف تابعه .. ويغادر المسرح صامتا حزينا .. فيقول التابع
- شعرفناها .. هو الوضع كله متازم بقت عل هاي
يغادر المسرح .. يظهر الحارس من غرفته ويقول
- بابا يا حب يا قشمرة بهذا الوقت المزحلك .. روميو وجوليت والكهرباء متجي ساعة وحدة باليوم .. والجت الباقة مالتة صارت عملة نادرة .. والافندية يعيشون قصة حب .. ( يهز يده مستهزئا ويقول) بهي بهي ... روميو وجولييت
ويعود الى غرفته
تسدل الستار



#عدنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان علي - روميو وجولييت بالعراقي .. مسرحية ناقدة ساخرة للوضع في العراق الراهن