أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خلات حجي - سأكتب وجهك














المزيد.....

سأكتب وجهك


خالد خلات حجي

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 08:58
المحور: الادب والفن
    



سأكتبُ وجْهَكَ...
وانثرُ حروفَه عطراً
على جدرانِ الرواق..
حتى تُذكٌر الدنيا
لمواليدِ الهواءِ إن أقبلَتْ
في زمنٍ سَيأتي
بِعاشقٍ قضى نحبَهُ
لأجلِ وطنٍ ؟! سَما في روحِهِ
وما نَمتْ حُدودُهُ فوقَ أرضٍ
وإغتَربتْ أنفاسُهُ عن كلِّ سماءْ


سأكتبُ وجهَكَ...
وارسُمُ نجومَهُ لَحْنا
على مَسْمعِ العُشّاقْ..
حتى تهمهِمُ السروَةُ الخَرسْاء
في أيامٍ سيَطَأ وقْعُها
فوقَ جُنْحِ الغدْ
وتحكي صَمْتَها
لأجيالٍ الزُقاقْ
عن منفيِِّ أَمْسهُ؟!
جُنْ منهُ الجنونْ
وغدَتْ نبوءَتهُ سِحرا
شَفِيَتْ منها أحلامُ التعَساء
عن مجنونٍ؟!
اسْتَفحلَ بهِ سَقَمُهُ
وما سَقاهُ ضَنُّ السِنينْ
ببعضِ ترياقٍ ولا حتى دَوَاءْ

سأكتبُ وَجْهَكَ...
واحكي ملامِحَهُ لوناً
كَسِر كُتِمَ في الأعماقْ
حتى تبوحُ بهِ السِنونَوةُ المهاجرة
اذا مرَّ صيفُ مُثْقَلَُ قفْرُه
وأرْدَفَهُ خَريفَُ يبتسمُ حُزْنا
وتَنطقُ بِجناحَيْها في فمِ ذاكَ الوادي
عن مسافرٍ؟!
انْتَحرتْ مَحطّاتُهُ
لأجلِ ربيعٍ
سقطَ من على صَهْوَتِهِ
بينَ نَزَقِ شتاءٍ لا تمطرُ سَحَابَتُهُ
وطيشَُ صيفٍ أضاعَ سَنَابِلَهُ
عن مسافرٍ؟!
تَحطّمتْ حوافِرُهُ
وأضحْى نَهارُه ليلاً
والفَجْرُ نَعْشُهُ
وَحَملتْ الرمالُ موكبَ الدفْنِ
لا الموتُ موتُ
لا الدفنُ دفنُ
ولا نايٌ.... فلا عزاء؟!

سأكتب وجهَكَ..
وأذري نورَهُ طُلاّ
فوقَ رَحْبِ الآفاق..
حتى تََنثهُ الغيمةُ الناطرةُ
اكسيراً فوقَ رؤوسِ الجياعْ
حينما يَهمسُني الفلكُ بِرَنَتِهِ
ويستيقظُ الحقُّ من غفوةِ عَمْياء
وتبَجّلُ قطرةُ المطرِ
صريعاً أفنى كنوزَهُ
كي تجتني اكفُّ الظِّماء
وما رشَفَ من مائِهِ فَمُ
ولا ذاقَ من حُلوِهِ لسانْ
وغابَتْ غَرْساتُ عمرِهِ
وأطلالُها تزهو في لبَّ القاعْ
يتسللُ نَشيجُها كبخارٍ حافي
يطوفُ حضورُهُ كلَّ البقاع
فيشقُ بسنانِه فضاءَ الفضاء
سأكتبُ وَجْهَكَ... وأمرّغُ ذِكرَك
مسكاً على خدِّ كلِّ حبَّةِ تراب
وضوعاً على كفِّ كلِّ ذرةِ هواء
وأقرأُ صوتَكَ
على مسمعي
ومسمعي كهفَُ
لا تَقضُ الخفافيشُ لِيْنَ مَضْجِعي

سأكتبُ وْجَهكَ...
على جبيني
وجبيني بالأمسِ كان مهدي
وباتَ لي اليومَ قبراً
وأَيُ قبرٍ جميلٍ مثلَ قبري
وأَنْحُتُ حُلْمَك
على وجهي
ووجهي فيما مضى
كان رحمي
وأمسى لي الآن رمساً
وأي جنةٍ بكرٍ مثلَ رمسي

سأكتبُ وَجْهَكَ...
وأَمدُهُ طيفاً على ورقي
بما قٌدِرَ للقلمِ
أَن يمشي
آخذاً حِبْرَهُ من عمري
وعمري ؟! بَحْرُ لا يجاريه حبري
وحبري ؟! لَيلُ لا يفيه قلمي
وقلمي؟! سَيْلُ هائجُ
لا يَسَعَهُ أَديمَ ورقي

[email protected]






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي وجيكور


المزيد.....




- مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة
- الفرنسي فارس زيام يحقق فوزه السادس في بطولة الفنون القتالية ...
- الفيلم التونسي -سماء بلا أرض- يحصد النجمة الذهبية بالمهرجان ...
- الممثل بورتش كومبتلي أوغلو قلق على حياته بسبب -بوران- في -ال ...
- -أزرق المايا-: لغز الصبغة التي أُعيد ابتكارها بعد قرنين من ض ...
- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خلات حجي - سأكتب وجهك