أمي وجيكور

خالد خلات حجي

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 07:50
المحور: الادب والفن
    

يأتيني همس
من حزن جيكور
من فقر كوخ
نائح بين ضفائر القصب
يذكرني النخيل بالعطش الأبدي
بالجوع الذي استبد بالتائهين
بويب يا بويب
يا نهر الدموع
كم شربناك
وشربت حزننا
الممزوج بالعبرات

اسمع نشيجك العجوز

أحس بموجك المتعب

قل: كم أردنا المطر
ليغسل شقاء الوجوه
ليمسح جوع الشناشيل
ليسترد الشباب
فيبزغ الفجر حاملا
باقات السنابل
ويرسم بسمة على
محيا الصغار
فينزوي العويل
تحت قدمي نيسان
ويذوي ملح الغد والأنين
بين كفي المطر....
*****
آه.. يا جيكور
صوتك يرعد في
يهز أشلائي التي
نثرها الحلم فوق الجبين
كرماد وغبار وحنين
دعيني امسح حزنك
ولحزني تمسحين
اتركي لي قبرا
لأدفن جسدي
في ديمومة الثرى
وروحي في
أرحام الندى
أجيزيني مرة واحدة
قبل أن
يباغتني الردى
واعتلي كطيف حالم
في فضائك الحزين
مع جلبة الصبايا
مع شقاوة الأطفال
وتجاعيد الفلاحين
مع الطيور والنسيم المحمل بالانتظار
بين الديار المرصوصة
كقبور لا على التعيين؟
لا شيء يا جيكور
سوى الطين
فالأجمل فيك
يكون هو الطين
****
اشرب من قبر أمي
حنينا قد رحل عني
وارشف من ديجور جيكور
طفولة هجرتني
والبويب الحزين
يصرخ بلا ملل ولا ضجر
ويسأل النوء
أين المطر؟
ويقترب المنجل
من ركن الحصاد
ويدنو كف الجياع
من عناقيد وتمر
انه حلم بعيد
انه يجني أبي الزرع
وتفرح العصافير
إذ لاحت بعض الثمر
ها هي الأفاعي
وراء الأبواب
تبتلع ما حبته الأرض
من غلال وقمح وزهر
وجه أمي يناديني
من تلك (كومة الأحجار)
حانت الساعة يا بويب
لنفترق...
لأرتحل...
فكن لجيكور
خير ماء
وخير حلم
وخير مطر...

[email protected]

****************

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل