أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوعبيد عبد اللطيف - مشاهد














المزيد.....

مشاهد


بوعبيد عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 06:33
المحور: الادب والفن
    


إلى التي هي تائهة عن نفسها وباستمرار,

-1-

في يوم ما....

تبدو الكلمات سريعة ومتتالية مادامت هي بدايتهما الأولى, كلّ وراء شاشاته يبني كيف يشاء, هي تعتمد على تجربتها في ممارسة التمنع والإغواء وهو يعتمد على بلاغته في امتلاكه تطويع الحرف, وقدرته على التحليل.. الحب مهزلة كبرى لكنه يعمل بجنون, لما اكتشفا صورتهما, وراء عدسات شاشتيهما, تجرأ أن يختار وقت إعلانه لحبها أمام نفر افتراضيين مثليهما, وما كان إلا أن أعلن عبر مكبر صوته, مؤكدا لها, على أنه الحب ..

غريب !!, صدق نفسه بهذه السرعة معتمدا على وهم, لا حدود للمنطق.

-2-

هي تجيد الرحيل عبر الفنادق لأنها تحب السفر, وتحب كثيرا احتضان البنادق بإحالاتها الفرويدية تماما ( تبا دعونا نستحيي قليلا) ., وهو يجهل ذلك عنها , هو يجيد الغور في الآخر حتى النخاع, إلا نفسه لم يفهمها لم يفهم لماذا هذا الانجراف المفاجئ نحو مجهول لا يعرفه؟ هي كانت تضحك منه في أعماق نفسها, لأنها تعرف ما تريد, وهو كان موزعا بين حقيقتين, حقيقة حمقه وجنونه, وحقيقة رغبته في استكمال متعته حتى النهاية.

-3-

يوم الثلاثاء...

باريس تحتفل بانتصار ما, وشارع الشون شيليزي مملوء عن آخره, هو يرى أن الاحتفال كان لها وأن فرنسا كلها فرحت لقدومها, في تلك الليلة التي لم تنتهي حتى الصباح ظلا متلازمين معا في لحظات ترك يده تعبث بشعرها أول مرة يخرجان من وراء شاشتهما لبعضهما البعض, يشد على يديها يقبل وجنتها بسخاء, ولكي يدفع عنها البرد الذي أعلن عن نفسه بإلحاح ضمها إليه, كم ضحكا من نفسيهما, عندما اكتشفا أن ليلتهما بيضاء, خاصة لما استنشقا بمحض الصدفة ,غازات مسيلة للدموع, لتفرقة متجمهرين آخر الليلة الذين كانوا يحتفلون بالانتصار بطريقتهم الخاصة.

-4-

غرفة فندق ثلاث نجوم, تستقبلهما بعد الساعة الواحدة من الليل, في الطابق الحادي عشر, بشاتلي.

قبل قليل تجرأت أن تدعوه لشرب مارتيني أبيض مع الليمون وعلى حسابها, هو لا يشرب الكحول, لكونه لم يتخلص من تقاليده الموروثة, رغم أنه يبرر ذلك بتبريرات مختلفة, طول الخمسة أيام, لم تستطع ذلك أمامه لكونه يفرض عليها سلطة ما, في غرفة الفندق هو ممدد نصف عار وهي تمسك سيجارتها بجانب النافذة بيدها اليسرى كما تفعل تماما, لم يدري من أين جاءت له فكرة تخليد تلك اللحظة بدعابة أغرقتهما في ضحك ثنائي جميل, عندما لمح لها, أن السجائر التي يدخنها هو نظرا لكونه لم يدخن إلا لمشاركتها, اغتصاب حقيقي لكل سيجارة , وأنها ستطالبه بذنبها يوم القيامة وكم أعجبتها فكرة أن الآخرين سيكون خصومهم الآخرون, بينما هو خصومه ستكون سجائر.

-5-

في غرفة الفندق دائما...مشهد جنسي.

... في لحظة استغنت عن ثيابها, حافظ صدرها البني, وعن تبانها البني كم تعشق البني وهو كم يعشق الأزرق, يقبل بشفتيه كل جزء منها, عنقها, شفتيها, خدها, نهديها تسأله فيما ماذا يفكر؟, كان مشغولا أكثر باكتشاف جغرافية جسدها, اكتفى بلغة شفتيه, لم يعجبها صمته , لما ألحت أخبرها وبالحرف أنه يفكر في اكتشاف جغرافيتها.. هي تفكر فيما يقول في نفسه عنها, لذلك ألحت أن تعرف فيما يفكر.. هو لم يكن يعنيه سوى أن ينصهر في جسدها حتى النهاية... في الصباح استيقظت قبله تذكرت أن نقودها نفدت, قبلته بلطف وطلبت منه ما يمكن شراء به فطورهما, أخرج حزمة النقود من جيبه استلت 20 أورو خرجت وهي تعرف مسبقا أن الفندق يقدم فطورا مجانيا, لأنها تجيد الرحيل عبر الفنادق.

-6-

يوم الاثنين الموالي...

فرنسا تهزم, حزن عميق يلف الوجوه في كل مكان, هو يعتبر ذلك حزنا لرحيلها, غادرت في اليوم الموالي بعد أن دس في حقيبة يدها, ما وعد أن يعطيها إذا خرجت من وراء شاشتها وقامت بزيارتها له, هي تقول أنه بكى كطفل صغير عند رحيلها في مطار اورلي الدولي, وهو يقول أنه يكره الرحيل وكلمة الوداع منذ طفولته.

-7-

تبدو الكلمات سريعة ومتتالية ما دامت هي نهايتهم ما قبل الأخيرة, هي تتأسف لأنها لن تطيل علاقتها معه, وتتمنى له حياة أفضل, وهو أحس أنه جرح في كرامته, ولكي يعيد اعتبارا لشخصه المجروحة, قذف في وجهها حقيقتها, كون أن أي امرأة في المغرب تشرب الكحول وتدخن هي ....(دعونا نستحيي قليلا), حينها هي ضغطت على زر فأرتها, معلنة خروج عن شاشتها, لكن هو ظل يفكر في طريقة أخرى تجعلها لا تفر من حقيقتها.

-8-

غير من اسمه وغير من قصة حياته, هو مبدع بامتياز كما قلت لصديق في تعليق عن مقال كتبه, سقطت في فخ عالمه, لما اكتشفت في باريس مرة أخرى أنه هو, اتهمته بالأنانية, هو كان فرحا بانجازه, هي لم تكتشف أنه سقط عنها القناع, استانبول قال لها هي وجهته ولم يرد أن يقترح عليها باريس مكانا للقاء, لأنه يعرفها جيدا. هي التي اختارت باريس وقالت له أنها لم تكن لتزوره في بوردو, بلده الافتراضي, خوفا على كرامتها, كم هو يضحك من سذاجته وسذاجتها.

-9-

هي ذكرياتها عنه, باريس, نهر السين, الكسكس, وجنونه اللامحدود, هو ذكرياته عنها, الطاهر بن جلون الذي اشترك معه جسدها, انتقالا بين أصيلا المغربية و باريس مدينة الجن والملائكة.....

- 10-

تبدو الكلمات سريعة ومتتالية ما دامت هذه المرة هي نهايتهم الأخيرة, هي تعبر عن نفسها بغنج وتمنع وهو يعبر عن نفسه بامتلاكه ناصية الحرف.



#بوعبيد_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كاسونغو-.. قصة فقدان وحب تختبئ خلف الإيقاعات الراقصة
- العمود الثامن: في حكاية الشيخ والشاعر !!
- الاحتفاء بالشاعر والمترجم ياسين طه حافظ بمناسبة اختياره رمزً ...
- جاهزون يا أطفال .. أحلى الأفلام الكارتونية على تردد قناة سبي ...
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- مجزرة النصيرات في فيلم استقصائي على -الجزيرة 360-
- يحصل على جائزة أفضل فيلم صيفي لعام 2025 “فيلم مشروع أكس”
- رابط مباشر نتيجة الدبلومات الفنية الدور الاول برقم الجلوس فو ...
- في ليبيا: السوريون يواجهون أوضاعا إنسانية وقانونية صعبة في ظ ...
- Maturity: ألبوم لنادر بن عن المنفى والإنتماء بإيقاعات الفولك ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوعبيد عبد اللطيف - مشاهد