أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - توماس موليان - الحلم الخائب لسلفادو الليندي















المزيد.....

الحلم الخائب لسلفادو الليندي


توماس موليان

الحوار المتمدن-العدد: 587 - 2003 / 9 / 10 - 01:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


Tomas Moulian

ان تحليل مسيرة سلفادور الليندي وخصوصا مواقفه خلال مرحلة "الاتحاد الشعبي" المضطربة يسمح بإلقاء الضوء المناسب على نهايته. فانتحاره في 11 ايلول/سبتمبر 1973 في قصر المونيدا الرئاسي لم يكن تصرفا يائسا ولا فعلا رومنسيا يسعى من خلاله الى دخول التاريخ كبطل من الابطال. انه امتداد لحياة رجل واقعي ورجل سياسي كبير في الحقيقة.

داخل اليسار التشيلي الذي طالما اعلن انتماءه الى الماركسية وداخل الحزب الاشتراكي الذي انحرف في الستينات نحو المواقف القصوى، مثل سلفادور الليندي نمطا خاصا من الثوار. فلقد عقد آماله على صناديق الاقتراع وآمن بإمكان اقامة الاشتراكية داخل النظام السياسي نفسه.

لم يكن خطيبا ثوريا مشبعا بالبلاغة بل رجلاً سياسياً صنعته النضالات اليومية، يسعى الى توسيع حيز وجود السياسة الشعبية داخل النظام الديموقراطي التمثيلي الذي يفتح المجال امام لعبة تحالفات تخدم اليسار. لكنه لم يتخلَّ يوما عن نقد الرأسمالية والتوق الى الاشتراكية. هنا الفارق الكبير بين مواقفه ومواقف الحزب الاشتراكي الحالي، العضو في هيئة التنسيق الديموقراطي الحاكمة في التشيلي منذ نهاية عهد الديكتاتورية. فبالنسبة الى الليندي لا تعني الواقعية انكار المستقبل من خلال الاكتفاء بالنهج "البراغماتي".

وقد تبلورت رؤيته في مرحلة تحالفات يسار الوسط (1938-1947) لا سيما في حكومة بدرو اغيري سيردا حيث كان وزيرا للصحة فيها. فاكتشف ما سيتحول ابتداء من العام 1952 الى محور استراتيجيته، اي السعي الى تحقيق الوحدة بين الحزبين الشعبيين الكبيرين، الاشتراكي والشيوعي. فالمنافسة بين الحزبين كانت تضعف التحالف الحاكم وتحد من اصلاحاته مفسحةً في المجال امام مناورات الحليف من تيار الوسط، الحزب الراديكالي، الذي كان يلعب دور الحكم. كانت هذه الحكومات تنفذ برنامجا ديموقراطيا بورجوازيا او في تعبير آخر تقوم بتحديث رأسمالي مترافق مع تشريع اجتماعي ودور الحكم تضطلع به الدولة، وهذا ما لم يعد الليندي النظر فيه ابداً خلافا لرأي غيره من المسؤولين في الحزب الاشتراكي.

من اجل تحقيق سياسة الوحدة بين الاشتراكيين والشيوعيين اضطر الليندي في العام 1952 الى خطوة متناقضة: تحطيم حزبه. فلقد كان هاجسه في حينه البحث عن طرق اميركية لاتينية الى الثورة مستوحاة اساسا من فكرة "الطريق الثالث" لفيكتور راوول هايا دي لا توره(1) والتي كانت مجسدة عندها في خوان دومنغو بيرون وحزب "العدالة" الارجنتيني. عارض الليندي الانحراف الشعبوي هذا لينسحب من الحزب الاشتراكي ويقيم "جبهة الوطن" مع الشيوعيين الذين كانوا ما زالوا يناضلون سرا. من هنا برز ترشحه لاول مرة الى الرئاسة عام 1952.

تصرفه هذا جعل منه زعيم الوحدة مع الشيوعيين وحامل لواء اول نواة غير واضحة المعالم نظريا على طريق الوصول الى الحكم من طريق اقامة تحالف ثوري. انطلقت هذه الاستراتيجيا قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي لكنها شكلت في الواقع امتدادا لفكرة تأسيس "جبهات التحرر الوطني" التي دافعت عنها الاحزاب الشيوعية في غالبية بلدان اميركا اللاتينية.

وبعدما اقترب الليندي من الفوز اثر نتائج انتخابات العام 1958 تحول الى زعيم في الستينات اي المرحلة التي تواجه فيها خط الانتقال المؤسساتي نحو الاشتراكية اي الطريق السلمي او اللاعسكري مع خط الاستيلاء على السلطة من طريق الكفاح المسلح وصولا الى "تدمير الدولة البورجوازية" والذي أظهر فعاليته في كوبا.

كان الليندي اقرب الى الشيوعيين منه الى حزبه ولم ينزلق في الانحراف اليساري للاشتراكيين التشيليين بعد خسارة المعركة الرئاسية عام 1964 اذ سارع العديدون من سياسيي هذا الحزب الى اعلان نهاية الخيار الانتخابي وضرورة تغيير خطة العمل من دون الاهتمام بدراسة الخصوصية التشيلية مع ما تحمله من تعقيدات في البنية الطبقية ونظام الاحزاب والتقاليد الديموقراطية الطويلة والراسخة.

بقي الليندي على هامش هذه الزوبعة. لم ينفك يبدي تقديره للتجرية الكوبية ودعمها لكنه استمر وحده تقريبا بين الاشتراكيين يؤمن بإمكان الفوز في الانتخابات الرئاسية.وانطلاقا من هذا الاعتقاد طرح سياسة الانتقال المؤسساتي نحو الاشتراكية. كان من شأن موقفه هذا تعريضه للعديد من الانتقادات.

ان العقلية الانتصارية السائدة في الستينات وهي حقبة تفاؤل بإمكان حدوث الثورة منعت الاحزاب والمثقفين الماركسيين من طرح الاسئلة الاساسية حول بناء الاشتراكية في التشيلي من طريق المؤسسات. هل يمكن تحقيق الاشتراكية بينما توجد هوة واسعة تفصلها عن القطاعات التقدمية في الحزب الديموقراطي المسيحي تحت القيادة الدينامية لرادوميرو توميك؟ كيف الحصول على الاكثرية المؤسساتية والشعبية المطلوبة من دون بناء مسبق لتكتل مؤيد للتغيير، اي جبهة تقدمية عريضة؟

 خلال حقبة الاتحاد الشعبي المحتدمة (حقبة سعادة في طريق بناء المستقبل تحمل بذور التراجيديا في الوقت نفسه)استبق الليندي الجميع في استشراف الافق الاستراتيجي. ففي خطابه بتاريخ 21 ايار/مايو 1971، وفي حديثه عن الهدف وليس فقط عن المرحلة، حدد الاشتراكية التشيلية على انها متحررة وديموقراطية ومتعددة الاحزاب، وهو طرح جعل منه رائد افكار الشيوعية الاوروبية. وهو يسبق الشيوعيين التشيليين اذ بقي هؤلاء منغلقين على انفسهم ضمن المفهوم المتشدد لبناء الاشتراكية ومفهوم اللحظة الحاسمة للسيطرة على "كل السلطة".وهم يعتبرون هذه المرحلة ضرورية ولو انهم يوافقون على تأجيلها في الزمن. وهذا ما تشير اليه بدقة استعارة رئيسهم لويس كورفالان حول "المصير النهائي لقطار الاشتراكية" الذي سيصل الى بويرتو مونت في اقصى جنوب التشيلي لكن بعض الحلفاء الموقتين سينزلون منه قبل الوصول.

من الواضح ان لا امكان في نظر الليندي للانتقال المؤسساتي نحو الاشتراكية من دون ايجاد تحالف استراتيجي مع كل القطاعات التقدمية من اجل انتاج اكثرية صلبة. لكن وضوح رؤيته لم يكن ذا فائدة كونه لم يتمكن من فرض سياسته في الوقت المناسب لها.

بعد وصوله الى السطة لم يفكر يوما في التخلي عن اخلاقياته الانسانية او اللجؤ الى التسلطية كما فعل جميع الرؤساء تقريبا منذ 1932.بالطبع، ان موقفه هذا ازال الخوف من قلوب اعداء "ثورته".لكن تطور الازمة في مطلع العام 1973 كان سيرغمه على الملاحقة القانونية ليس فقط بحق بعض قطاعات المعارضة بل ايضا المجموعات اليسارية المناوئة لسياسته. كان سيجد نفسه امام المأزق. كان رجلا ديموقراطيا حتى في فترات التهديد الدائم على حكومته والتدخلات الاجنبية المفضوحة وممارسات اليمين المتطرف الارهابية.

ومن دون الوصول الى التسلط كان في امكان الليندي ان يلعب دور الرئيس القوي بمعنى محدد اي باتخاذ مسافة من الاحزاب وبفرض قراراته في الفترات الحاسمة. ان تردد الاحزاب السياسية وتباطؤها في اتخاذ القرارات هو ما سرّع النهاية وسهّل مهمة الاعداء داخل وحدة شعبية مزقها التوازي الكارثي بين من وافقوا على ضرورة التفاوض ومن اقترحوا "التقدم من دون مساومات".

لم يسعَ الليندي الى انتهاج سياسة اصلاحية جديدة ولا الى سلوك طريق اشتراكي ديموقراطي. كان المقصود اجراء تحويل ديموقراطي راديكالي في كل دوائر الحياة الاجتماعية وجعل هذا التحول محورا للتحول الاجتماعي الاشمل. هنا كان يكمن الطابع الثوري وليس في استخدام العنف من اجل حل مشكلة السلطة. للاسف، فشلت المحاولة متسببة بخيبة لمستقبل المثل العليا الاشتراكية.

لا يدخل الرئيس التشيلي التاريخ بسبب موته بل بسبب حياته وجاء موته ليعزز اسطورته. فبفضل حسه السياسي وواقعيته التاريخية توصل الى حد تمثيل التعبير الرمزي لـ"النهج الجديد" في بلوغ الاشتراكية في لحظة كانت المؤشرات الى ازمة الاشتراكيات الواقعية قد بدأت ترتسم.

يوم الانقلاب انتحر سلفادور الليندي. لماذا اخفاء هذه الحقيقة طوال سنوات؟ ان انتحاره كان فعلا نضاليا. فخلال صبيحة 11 ايلول/سبتمبر الرهيبة انتقل الرئيس من الالم الى وضوح الرؤية. اول ما خيّبه كانت الخيانة. العديد من الشهود يتحدثون عن اهتمامه بـ"اوغستو"، وفي احدى خطبه هذا الصباح حث العسكريين الموالين على الدفاع عن الحكومة. بأي جنرال آخر كان يمكن ان يفكر إن لم يكن ببينوشه الذي اوكل اليه "نجوم" القيادة العليا للجيش؟

ما هو هذا الالم؟ يقول يوليوس قيصر في مسرحية شكسبير: "حتى انت يا بروتوس؟". تذمر مذهول ازاء الدناءة التي سقط فيها صديقه. انه السؤال المعبر عن بالغ الالم في مواجهة شعور الخيبة. لا بد ان الليندي طرح على نفسه هذا التساؤل مرات عدة في هذه الصبيحة.

لكنه توصل في لحظة محددة الى السيطرة الزاهدة على نفسه فتفوق على الالم ليضعه في خدمة السياسة. في الواقع، لم يخطط ابدا للخروج حياً من قصر "المونيدا" وهو على الارجح استشعر انه سيموت في المعركة. فكر في المقاومة وفي العسكريين القادرين على احترام قسمهم وفي الاحزاب القادرة على تحويل اقوالها افعالا، اي مواجهات. لم يتخيل نفسه وحيدا متروكا ومحاطا بالمخلصين فقط بينما اعلنت الوحدة الشعبية وقف اطلاق النار.

في مواجهة هذا الاحتمال الجديد، اي خروجه حيا من القصف والتقهقر من دون مقاومة، سعى الليندي الى افضل نتيجة سياسية. فأبعد عن ذهنه المنفى واستعد للجواب الانسب، اي لافضل تعبير عن مثله العليا ولما يمكن ان يكبده من اسوأ النتائج على الذين يدفعون بالتشيلي الى الماساة. انه الانتحار. هذا الفعل الذي يلطخ الجنرال بينوشه بدمه سيترك اثرا لن يمحى.

في الوقت الذي انتصر فيه، بدأ الجنرال السير في اتجاه نهايته اي كجندي عار من الشرف يتهرب من مسؤولياته ويستمر بفضل الدناءات الشرعية. منتصر بالطبع لانه قولب المجتمع التشيلي الراهن، لكنه لن يصل ابدا الى مصاف الابطال لان البطل يمكن ان يكون اغاممنون وليس ايجيست(2).

لماذا تصرف الجنرال بينوشه بهذه الطريقة؟ لانه كان متعطشاً الى سلطة لا يمكن ان يحصل عليها من "الاب" الذي عيّنه كقائد. ان هذه الغريزة اللاواعية والتي لا يمكن السيطرة عليها اودت به الى الخطأ: ان يخشى الليندي حيا اكثر منه ميتا. ان قتل الاب الرمزي هذا هو العلامة المصيرية التي فرضها عليه الليندي. حتى انه لم يتمكن من قتله اذ ان الليندي هو الذي اختار موته.

كما في مسرحية سارتر، ان بينوشه محاط بالذباب لذلك فإن تلامذته ومحظييه باتوا يتنكرون له. ضباطه العسكريون يستنكرون علانية تجاوزاته لحقوق الانسان وهم مضطرون لفعل ذلك من اجل المحافظة على شرعية النموذج. يريدون ان ننسى ان ما حدث ناتج من قوة السلطة الميكيافيلية من دون عوائق ومن ارهاب كان الجنرال بينوشه مسؤولاً عنه الى جانبهم.

خسر سلفادور الليندي المعركة الاولى من اجل اشتراكية جديدة لكنه ليس شبحا منهكا. ما زال الراية المرفوعة في النضال من اجل اشتراكية الغد.

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

• عالم اجتماع، جامعة الفنون والعلوم الاجتماعية في سانتياغو، من مؤلفاته

En la brecha. Derechos humanos, criticas y alternativas, Editorial Lom, Santiago, 2002


[1] مؤسس التحالف الشعبي الاميركيي الوري عام 1924. تمكن فكتور دي لا توره من تحريك الجكاهير الهندية والمثقفين البيروفيين حول برنامج قومي يحمل في البداية بعض الملامح الماركسية..

[2] ايجيست اغتال اغاممنون ملك ارغوس وهو دون سلاح ولا درع..

 

جميع الحقوق محفوظة 2003© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#توماس_موليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - توماس موليان - الحلم الخائب لسلفادو الليندي