أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - *محمد نعناع الحميداوي - الحوار الامريكي الايراني ... اولياته و تأثيراته















المزيد.....

الحوار الامريكي الايراني ... اولياته و تأثيراته


*محمد نعناع الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تبلورت فكرة اللقاء الامريكي الايراني ؟ و ما هي مهمة الحكومة العراقية في ذلك ؟ و هل ستكون الثمار بمستوى مطلوب يرفع التوتر الامني على المستوى العراقي و الاقليمي ؟ كل هذه التساؤلات مشروعة و مهمة و ضرورية و الاجابة عليها تتطلب استقصائا تاريخياً و انياً .
بدى واضحا ان السياسة الامريكية الخارجية بمراكز بحوثها و مفكريها بدأت تدرك ما يحيط بالادارة الامريكية في ظل رئاسة بوش و ما ستؤول اليه الامور في الداخل الامريكي ، فقامت لجنة بيكر هاملتون بصياغة مجموعة من البنود التي تخرج الادارة الامريكية من النفق المظلم ، و احد اهم هذه التوصيات التي اكد عليها تقرير بيكر هاملتون ، ضرورة الحوار مع سوريا و ايران ، و قد تحقق الحوار ، بالنسبة لسوريا عن طريق زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي و بعد ذلك عن طريق وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس و وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر شرم الشيخ ، الامر الذي جعل ايران تنتقد السياسة السورية الجديدة التي انفتحت على الجانب الامريكي !!!
اذن لم تكن الارادة العراقية هي الدافع الوحيد للقاء ايران _ اميركا ، و انما النقطتين الاساسيتين في هذا الموضوع هي حاجة الولايات المتحدة الى امتصاص و تحويل الضغط الداخلي الامريكي و ذلك عن طريق الرجوع الى توصيات لجنة بيكر هاملتون ، و النقطة الثانية ، ان ايران بدءت تشعر بان الولايات المتحدة و دول الاتحاد الاوربي تحاول فك الارتباط بين طهران و دمشق ، و لذلك لابد ان تسبق الزمن و تؤسس لحالة سياسية جديدة .
قبل انعقاد الاجتماع و انطلاق المحادثات كانت تتنازع الدوافع من الاجتماع ثلاث افكار او ( نظرات ) اساسية :
الاولى : دعم الاستقرار في العراق ، و هذه الفكرة اجمعت عليها الاطراف الثلاثة المعنية ( الحكومة العراقية _ الولايات المتحدة _ الجمهورية الاسلامية ) ، فالحكومة العراقية تريد ان تخرج من دائرة المعاناة الامنية و تعتقد ان مجموعة المؤتمرات التي تقوم بها هي الحل و خصوصا اللقاء الامريكي الايراني ، و الولايات المتحدة تريد هي الاخرى الخروج من المأزق المفروض بحكم الاوضاع في العراق فقد تفرض الحالة العراقية نفسها مرة اخرى على الداخل الامريكي و تغير بعض الانماط الاجتماعية و السياسية التي حاول المحافظون الجدد ايجادها في المجتمع الامريكي ، الجمهورية الاسلامية الايرانية من جهتها تريد استقرار العراق و لكن ليس بدون مقابل او لسواد عيون الامريكيين ، و اذا قيل بان ايران ليس لها يد في تدهور الاوضاع في العراق فهذه النقطة سالبة بانتفاء الموضوع ، فلماذا اذن تشارك في هذا الاجتماع الذي يناقش الوضع الامني ، و اذا كان المقابل هو الملف النووي الايراني فقد اعلنت ايران و قبلها الادارة الامريكية انهما لن يناقشا ملفات اخرى غير العراق .
الثانية : محاولة الحكومة العراقية و الادارة الامريكية القى اللوم على ايران بالنسبة لتردي الوضع الامني في العراق و تبرير فشلهما في فرض القانون و الامن في العراق ، و ذلك بالاشارة الى طرف خارجي يدعم العنف في العراق و ان لم تصرح بذلك الحكومة العراقية علنا .
الثالثة : ان ايران و هي تقوم بحوار مع الولايات المتحدة تعترف بان لها يد و يد طولى في ما يحصل في العراق من عنف و ارهاب ، و لكن لماذا تقوم ايران بذلك و قد اعلن عدم مناقشة ملفات اخرى كالملف النووي ، و لكن يبقى شيء اخر فايران ما انفكت تعد البرامج و الاتفاقات لحل القضايا العربية و الاقليمية و هي في هذا اللقاء و اللقاءات الاخرى الرسمية و السرية تريد ان تقول انني املك نفوذ اقليمي و تأثير كبير في المنطقة .
بهذا نصل الى نتيجة مهمة ، ان الحكومة العراقية ليست وسيط اساسي و انما هي حاجة امريكية ايرانية و هي حاجة امريكية اكثر منها ايرانية ، لكن رغم ذلك فان وجود الحكومة العراقية في هذه المحادثات هو نقطة ايجابية للسياسة الخارجية العراقية و هي خطوة جيدة بين مجموعة خطوات اخيرة .
و لنجرِ هنا احصائية لجملة من التصريحات بعد محادثات الثلاث او الاربع ساعات التي جمعت الايرانيين و الامريكيين بمراقبة الحكومة العراقية ، فبعد الاجتماع قال السفير الأمريكي ريان كروكر إنه أدى مهمته التي جاء من أجلها وهي مطالبة إيران بالتوقف عن "تسريب السلاح والمعدات العسكرية" للحركات المُسلحة التي تحارب القوات الأمريكية والبريطانية ، اذن كانت هنالك مهمة معينة للسفير الامريكي و ليس نقاش مفتوح و دعم الاستقرار منوط بعدم محاربة المسلحين و الارهابيين لقوات التحالف ، وكان من المتوقع أن يُطالب الموفد الإيراني حسن كاظمي قمي بجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية، وأن يقترح فكرة للجنة أمنية ثلاثية تضم إيران والولايات المتحدة إلى جانب العراق، قالت واشنطن إنها ستبحثها. ويبقى في حكم المجهول التأكد مما إذا ستنظم لقاءات أخرى
( وهو ما تميل إليه إيران)، أو معرفة ما إذا كانت هذه بداية شيء ذي شأن.
ايران قالت انها قبلت اللقاء بعد الحاح من الامريكيين عن طريق الحكومة العراقية و لكن الجمهورية الاسلامية لم تعارض فكرة اجتماعات مقبلة تناقش الوضع العراقي او ملفات اخرى !
الحكومة العراقية دائما تؤكد على هذه اللقاءات التي تراها تصب في مصلحة القضية العراقية و لكن دائما ايضا تعتقد بان لقاء واحد لا يكفي ، كما يقول نائب رئيس الوزراء برهم صالح : ( ان يلتقي الجانبان الاميركي والايراني بعد قطيعة دامت 27 سنة من اجل قضية تهم العراق هو مهم ... و لقاءا واحدا لن يؤدي الى حلحلة هذه المشاكل ... ان الحوار الاميركي الايراني اذا لم يؤد الى استقرار العراق، فان الفوضى ستعم المنطقة العربية والاقليمية ) .
و هذا اعتقاد خطير من قبل نائب رئيس الحكومة الذي كان مليئا بالتفاؤل قبل بدايته فهل حدث شيء ما اخل بتفاؤل السيد برهم صالح !
بعض النواب اصبحت لديهم مسألة التصريحات و الاحكام المسبقة على أي موضوع حالة طبيعية و دائما ينقسمون الى فريقين و بدوافع تقليدية ، فقد علق حسن السنيد على الموضوع قائلاً (هناك نقاط مهمة أبرزها ان الطرفين سمعا بوضوح الموقف العراقي من ادائهما، كما تبينت لديهما رغبة العراق في ان يكون عنصرا ايجابيا في عملية بناء منظومة الامن الاقليمي ... المحادثات نجاح كبير للدبلوماسية العراقية التي استطاعت ان تجمع طرفين استمرت القطيعة بينهما ثلاثة عقود ) . و الذي يتمعن جيدا في ما قاله السنيد لا يجده الا مجرد ( حشو الكلام ) فما فائدة النصر الدبلوماسي و الوضع الامني متدهور بصورة كبيرة .
و ما يزيد الطين بله هو ما قاله عضو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي النائب حميد معله بخصوص المحادثات الايرانية الامريكية حيث قال : (نؤيد تلقي اي نوع من المساعدات كمعلومات استخباراتية واغلاق حدود وتدريب وشراء اسلحة ) . ايران متهمة في العراق و تتهم بمحاباة اطراف عراقية معينة و دعيت الى هذا اللقاء لتقديم تنازلات فكيف تقبل الادارة الامريكية بهذا النوع من الطرح .
و استمرارا بنظرية الدوافع التقليدية للتصريحات النيابية قال عضو مجلس النواب عمر عبد الستار : ( نبدي تحفظنا حيال ان يقرر مصير العراق غير العراقيين... ان العراقيين هم الضحية في حال الاختلاف او الاتفاق. اذا التقت مصلحة العراقيين مع الاخرين في هذه النقطة وكسب الجميع فنحن لا يمكن ان نتجاوزها ) . و تستمر التصريحات حول الموضوع بدون استقراء واضح للنتائج و ما هي اهم التأثيرات على الساحة العراقية و الاقليمية .
و الامر الاكثر غرابة في الموضوع اصرار بعض المسؤولين و المحللين على ان الاجتماع خلا من مناقشة التفاصيل ، اذن لماذا تقرر الاتماع اساسا ، و مع ذلك نقول تمت مناقشة التفاصيل المهمة و قد كشف الطرفان وثائق مهمة بالاضافة الى عرض الامريكيين عبوان ناسفة مكتوب عليها ( صنع في ايران ) و من جهتهم عرض الايرانيون ادلة تفيد تورط الامريكيين بدعم عناصر مشبوهة ( القاعدة ) على الحدود العراقية الايرانية .
و المهم بعد كل هذا الحديث ، اذا لم يكن هناك توافق تام بين الامريكيين و الايرانيين حول الوضع في العراق فان النتيجة ليس في صالح العراقيين ، و الحكومة مدعوة الى الاستقلال السياسي و الجدية و المكاشفة مع الشعب ، لان تعليق الفشل و الاخطاء المستمرة على شماعة الاخر ليس صحيح و يفقد الحكومة مصداقيتها و شعبيتها !!!



#*محمد_نعناع_الحميداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - *محمد نعناع الحميداوي - الحوار الامريكي الايراني ... اولياته و تأثيراته