أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عسو الزياني - ضد العنصرية الأمازيغية - العربية















المزيد.....

ضد العنصرية الأمازيغية - العربية


عسو الزياني

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 10:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في الوقت الذي يموت أبناء " تمازغا " في خنيفرة فصل الشتاء الماضي بسبب انعدام الأدوية ووسائل التدفئة في المنطقة ( أكثر من 27 حالة وفاة ) , في الوقت الذي يعيش أبناء " تمازغا " التشرد و من فتات القمامة و يفترشون أكياس الكارتون بأزقة إنزكان , أكادير و غيرهما من المدن المغربية طيلة ليالي الشتاء , في الوقت الذي يمتطي أبناء " تمازغا " قوارب الموت بسواحل المتوسط بحثا عن الشروط الدنيا للحياة و ينامون في العراء بمدينة طنجة و غيرها ... في هدا الوقت تحرم ما يسمى " بالحركة الثقافية الأمازيغية " الخوض في المطالب الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية بدعوى تأجيلها إلى ما بعد دسترة اللغة الأمازيغية ... إنها ترفض خوض النضال الطبقي من أجل السلم الطبقي , لكن حين تجند أعضاءها في مدن الراشيدية , أكاد ير , مراكش , تازة , مكناس , فاس , و غيرها من أجل الهجوم على مناضلي الحركة الطلابية و اغتيال الشهيدين " عبد الرحمان الحسناوي " و " الفاسيوي محمد الطاهر" تكون خاضت الصراع الطبقي إلى جانب النظام القائم عدو الجماهير الشعبية الأمازيغية و العربية .

بدأت الحركة الثقافية الأمازيغية تجييش عناصرها بالتزامن مع الإعلان عن مشروع الحكم الذاتي بالصحراء الغربية بدعوى أنه يعارض حلم توحيد بلاد تامزغا و ظلت تشحن هده العناصر بالجامعات المغربية بدعاية عنصرية و تدعو إلى مواجهة الصحراويين و القاعديين الدين يفسحون لهم المجال للتعبير عن آرائهم و ينددون بالقمع و الاضطهاد الذي يتعرضون له على يد النظام القائم . هدا الأخير وجد ضالته في هده الحركة ( MCA )

و وفر لعناصرها التغطية اللوجيستية للقيام بجرائمها أولا لإضعاف الحركة الطلابية و تمرير مخططاته , و تقديم مشروعه في الصحراء كأقصى تنازل يمكن الإقدام عليه لهده الأحداث و ما سيليها , و ثانيا تشويه المطالب الأمازيغية المشروعة و حشد الدعم ضدها . إن التي ترتكبها عناصر الحركة الثقافية الأمازيغية هو تاريخ تكتبه بأيديها و سيرفع دائما في وجهها . لان هده الحركة التي تهاجم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ترفع في منطقة الريف مطلب الحكم الذاتي ... هدا التناقض يجب أن توضحه MCA فإن كانت بداخلها عناصر تسيرها مخابرات النظام و تدفع إلى ضرب الحركة النضالية للشعب يجب أن تفضحها و تحسم معها لا أن تدبج بيانات التضامن معها من داخل المغرب و من العواصم الأوربية . و إن كانت بها عناصر تتعاطف فعلا مع نضالات الشعب , فالتوحد من داخل حركة تراهن على المعاهد الملكية لخدمة القضية و تراهن على مصاصي الدماء ( أحرضان و بن الصديق .... و غيرهم ) لايجدي نفعا . إن مطالب الاستقلال أو الحكم الذاتي يتحمل مسؤوليتها النظام القائم الدي لا يرغب في طرح سياسة وطنية تخدم أغلب الجماهير الشعبية و توحدهم , يتحمل مسؤوليتها النظام الذي جعل من أسوار قصوره حجرا مقدسا و من أرض الصحراء تربة رخيصة تصلح لدفن النفايات النووية للإمبريالية , يتحمل مسؤوليتها النظام الذي لم يستطع تحقيق الوحدة الترابية حتى داخل نفس المدينة بين " دوارطوما " و حي " عين الدياب " بالدار البيضاء مثلا . إن مطالب الاستقلال هي نتيجة سياسة النظام الذي رمى معظم الشعب خارج الزمن خارج لحظة التطور التي يعيشها العالم و كلما حلت كارثة بمناطق الأطلس أو الريف تكتشف الصحافة أن هناك وطنا جديدا داخل الوطن ( شتاء خنيفرة – زلازل الحسيمة مثلا ) . إن هدا نتيجة سياسة النظام التي دفعت قبائل بناحية وجدة تجمع بطائق التعريف و تسلمها لممثلي وزارة الداخلية ( مقدمين و شيوخ ) و تغادر في اتجاه الجزائر السنة الماضية ( الجزء غادر و الجزء الآخر أرجعه الجيش المغربي بالقوة ) .

إن الوحدة الترابية القائمة على الاستغلال و الاضطهاد غير قادرة على الصمود , كما أن الدعاية العنصرية العربية و الأمازيغية جزء من الثقافة الرجعبية لأنها لاتضع الأصبع على القضايا الحقيقية للشعب المغربي ولا تقدم أية حلول علمية لها , و لأنها تؤسس لحروب الإبادة العرقية التي يكون حطبها الجماهير الشعبية و لا تجني لهده الأخيرة غير إدامة خضوعها و عبوديتها . و بالرجوع إلى تاريخنا المشترك نجد الشعب المغربي ليس أمازيغيا بالكامل و إن كان معظمه كذلك , و ليس مسلما بالكامل و إن كان معظمه كذلك . فالعنصر العربي مند دخول عدة قبائل عربية إلى المغرب خاصة على عهد دولة الموحدين الأمازيغية ( المنصور ) في القرن 12م , كان له إلى جانب سلبياته دورا إيجابيا . و من بين دوافع جلبهم إلى المغرب هو استغلالهم في حروب الموحدين في الأندلس , كما استغل المرابطون الأمازيغيون ( بنوتاشفين ) العرب الدين دخلوا المغرب قبل هدا التاريخ ( بأعداد قليلة ) في حروبهم أيضا .

فهل بعد هدا التاريخ و انخراط العرب المغاربة في كل المعارك التي خاضها الشعب ببلادنا ضد الاستعمار و ضد أنظمة القهر و الاستغلال , سنبقى نعاملهم كدخلاء ؟ و زعماء الحركة الثقافية الأمازيغية الدين يدبجون بيانات التضامن من العواصم الأجنبية نال كثير منهم جنسية هده البلدان قبل مضي عشر سنوات على إقامته ؟ هل سنبقى إلى الأبد ننفي أن بيننا عناصر أخرى ليست عربية و ليست أمازيغية ؟ عناصر جلبها سماسرة و أمراء حرب أمازيغ و عرب إلى بلادنا كعبيد استغلوهم كجنود و استغلوهم للاغتناء كبضاعة تجارية . هل سنبقى نناديهم كما في السابق " حرطان ( أو حرثان أي من الدرجة الثانية ) و نسجل لهم هده الصفة في الجنسية ؟

من حقنا أن نرد الاعتبار للغة الأمازيغية بالاعتراف بها كلغة وطنية و إدماجها في الحياة الاجتماعية , من حقنا أن نعيد قراءة التاريخ الأمازيغي و الثقافة الأمازيغية و تعرية كل السلبيات التي تحملها , ومن حقنا أيضا ألا لا نوقع على بياض لحركة تنادي بإعادة بناء بلاد تمازغا كحل سحري لقضايانا .إن الشعب المغربي له قضايا يعيشها يوميا , ويجب أن يتعاطى مع أية حركة سياسية على الحلول المقنعة العلمية التي ستقدمها الآن و ليست بعد بناء الدولة , فالحلول الميتافيزيقية يجب أن تفضح و تتعرى أمام الجماهير . إن اللغة الأمازيغية تمت محاربتها من طرف ثقاغة تقدس اللغة العربية باعتبارها لغة القرأن , ثقافة لاتعترف إلا بملكية وحيدة شرعية ببلاد المغرب هي ملكية السلطان (1) باعتباره خليفة الله في الأرض على كل تراب الوطن يقتطع منه ما شاء لجنوده و خدامه الأوفياء و ليس للقبائل سوى زاجب الطاعة و العمل فوف الأرض دون تملكها و أداء الضرائب المفروضة . هده الثقافة حاربت التاريخ الأمازيغي و اعتبرت الأمازيغيين الدين وقفوا في وجهها مجرد شياطين يجب قتلهم و الجهاد فيهم هده الثقافة الرجعية يجب أن نقف في وجهها الآن و أن نحاربها .

إن امتناع الحركة الثقافية الأمازيغية عن طرح مشروعها السياسي و الاقتصادي و الاختباء وراء الدفاع عن اللغة الأمازيغية لعبة مكشوفة , فحين ترفع شعار الحكم الذاتي بمنطقة الريف ألا تطرح على نفسها تساؤلا حول شكل الحكومة المحلية , البرلمان المحلي , جدول أعمال السلطة المحلية ؟ هل ستتشكل من وزارة الثقافة الأمازيغية كوزارة وحيدة ؟ إننا حين نبحث في حروف تيفناغ علينا أن لا ننسى أيضا البحث في حروف و جذور أزمتنا كمجتمع , و في سبل تجاوزها . إن قضية مجتمعنا ليست في عرق الحكام ( عرب / أمازيغ ) فغلينا ألا ننسى العائلات التي تعاقبت على حكم المغرب باستثناء الأدارسة و العلويين كلها كانت أمازيغية ( المرابطين , الموحدين , المرينيين , السعديين ..) . و جميعها قامت على مشاريع غير قادرة على معالجة قضايانا الحالية , لدلك على الأمازيغيين أن لا يقزموا قضيتهم التي هي قضية الشعب المغربي برمته , عليهم أن لا يسعوا فقط إلى استبدال لغة جلاديهم عليهم أن يدمروا الأسس الاجتماعية التي أنتجت هؤلاء الجلادين عليهم أن يوجهوا نضالاهم للقضاء على أسباب ووسائل الاستغلال الطبقي و الاضطهاد و القمع , عليهم ألا يندفعوا وراء الدعاية العنصرية لعناصر الحركة الثقافية الأمازيغية , و يجب علينا جميعا ألا نعيد التجارب التاريخية أكثر مما أعادت نفسها إلى حد الآن .



(1) إلى حدود 1913 تاريخ بداية صدور الظهائر و القوانين المنظمة للمحافظة العقارية لم يكن لا الفقه و لا القوانين بالمغرب تعترف إلا بملكية شرعية لمجموع الأرض هي ملكية السلطان .





#عسو_الزياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عسو الزياني - ضد العنصرية الأمازيغية - العربية