أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - نرين حاج محمود - المرأة الأردنية بين السوبر ستار وجرائم الشرف














المزيد.....

المرأة الأردنية بين السوبر ستار وجرائم الشرف


نرين حاج محمود

الحوار المتمدن-العدد: 585 - 2003 / 9 / 8 - 02:42
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


 
 
رأى الرحالة الأوربيون قبل قرون الشرق عالم من الغرابة و التشويق و المفارقات و يبدو انه ما يزال كما رأوه قبل قرون رغم ادعاءات المدافعين عن صورته ضد الرحالة الغربيين، و إحدى المفارقات الغريبة ان يشارك بالتصويت عبر المحمول و الانترنيت من اجل اختيار سوبر ستار العرب ما لا يقل عن مليونين و ثمانمائة ألف مشارك و تفوز المرشحة الأردنية بنسبة 52 0/0 من الأصوات ما يعني حصولها على ما لا يقل عن مليون و أربعمائة ألف صوت و باعتبار أنها أردنية فلا بد أن أكثرية الأصوات كانت من الأردن أي ما لا يقل عن مليون صوت و منطقيا ان نصف هؤلاء من النساء أي نصف مليون امرأة أردنية شاركت بهذا الجنون الهستيري الذي اجتاح البلاد العربية من أجل رفع اسم الوطن عاليا في عالم الطرب و الغناء، و شاهدنا بعض تلك المشجعات الأردنيات على شاشات التلفزة و هنّ يغنين و يصفقن و يهتفن باسم المرشحة و كانت بعضهن محجبات و أُخريات غير محجبات و لكن بكل تأكيد فإنهن جميعا محجوبات روحيا و نفسيا و فكريا حتى يقل عدد النساء اللواتي تجمعن أمام البرلمان عن المائة مُشاركة من أجل التعبير عن رفضن معاملة المجتمع لهن معاملة البهائم بوقوف البرلمان الأردني ضد إصدار عقوبة حقيقية على جرائم الشرف عقوبة على احتقار حياة المرأة بهذه الدرجة و من اجل قانون الطلاق المجحف الذي يجعل المراة أشبه بأمة يمكن صرفها حسب إرادة الرجل، هذا البرلمان الذي يسيطر عليه أعضاء منظمات التأسلم السياسي الذين يدَّعون أنهم الأمناء على الدين و الأمة و هؤلاء يعرفون جيدا أن حكم القرآن الكريم القاتل يقتل، و إن اتهام امرأة بالزنا يتطلب وجود أربعة شهود يرون ذلك بأعينهم و تتفق شهادتهم اتفاقا دقيقا ثم تَبت في شهادتهم جهة قضائية و على ضوء ذلك يتقرر فيما إذا كانت المرأة مذنبة أم لا و تنال عقابها على يد القضاء الذي هو مؤسسة مدنية و ليس على يد أفراد، أما قتل امرأة بهذة الطريقة فيستوجب أن يطبق على القاتل حكم القرآن الكريم (القاتل يقتل).و هؤلاء يعرفون جيدا ان هذه الجرائم القذرة لا علاقة لها بالشرف فقد سبق ان اهتمت أبحاث عديدة بهذا الموضوع و منها ما قامت به السيدة توجان الفيصل و أثبتت أنّ السبب وراء هذه الجرائم هو اغتصاب الأب أو الأخ للفتاة و بعد حملها يتم إخفاء جريمة الأب او الأخ بالتواطىء مع الأم،أو تجري من اجل حرمان المرأة من حقها في الميراث.و مع معرفة هؤلاء الأكيدة بهذه الحقائق فإنهم ضد سن قانون إلهي يحفظ حياة المرأة و هم بهذا يطلقون يد الرجال في قتل النساء و تخويفهن و استعبادهن مدى الحياة تحت طائلة التهديد بقتلهن بهذه التهمة القذرة و يتجاوز هؤلاء حدود الله التي حددها في قرآنه الكريم من اجل اكتساب شعبية في الأوساط المتخلفة و الفقيرة و المعدمة ويفضلون الوصول للبرلمان و التمتع بخيراته و سلطته على طاعة الله و الوصول لجنته ثم يدَّعون بكل وقاحة و صفاقة أنهم الأمناء على الدين و الأمة، و ينسون أن دماء كل الفتيات اللواتي يقتلن ظلما هي في رقابهم إلى يوم الدين.
نصف مليون امرأة أردنية تشارك من أجل اختيار سوبر ستار العربان، و مئة امرأة فقط تحتججن على احتقار المجتمع و برلمانه المزعوم لحياتهن و تحويلهن إلى إماء.
طبعا ليس عارا و لا تفاهة المشاركة بالسوبر ستار و لكن في هذه الظروف تصبح تفاهة و خواء و انقياد نفسي و روحي و إنساني،في ظروف الهدنة بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية ثم تفجير حماس لباص في إسرائيل ثم اغتيال أبو شنب و تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد و ما تزال نصف مليون أردنية و نصف مليون أردني يرقصون فرحا لاختيار السوبر ستار،نعم انه انقياد لا مثيل له و مفارقة عجيبة لم يتطرق لها الرحالة الغربيون حين لا يهتم الإنسان بشؤون حياته و رفاهة عيشه و كرامته و مستقبله و يتفاعل و يكرس وقته من اجل ما لا يؤثر كثيرا او قليلا في حياته، كالمصريين الذين كانوا يخرجون بالآلاف في مظاهرات تضامن مع ياسر عرفات بزمن الحصار و يواجهون قسوة شرطة مكافحة الشغب باعتراضهم العنيف و العدواني على الحرب ضد صدام الحسين بينما لا يحركون ساكنا تجاه ما يتعلق بحياتهم اليومية و المعيشية التي ترتبط بشكل أساسي بقصص الفضائح و الفساد المتكررة في بلد يصيغ ثقافته العامة و مفاهيمه الاجتماعية و قيمه الإنسانية المشعوذون و الدجالون.
 
 
خاص بأصداء

 



#نرين_حاج_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “سجل الان” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 202 ...
- ليست الحقيقة.. مفاجأة في فيديو زعم ناشروه أنها فرحة مسن رزق ...
- عالم مصريات شهير يعلن الفشل في العثور على مقبرة الملكة كليوب ...
- من بينهم مشاهير في تيك توك.. عصابة -اغتصاب الأطفال- في لبنان ...
- السعودية.. القبض على شخص تحرش بامرأة والأمن يٌشهر باسمه
- دفنت في العراق قبل 75 ألف سنة.. علماء يكشفون شكل امرأة النيا ...
- الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام
- تحديد الجنس الأكثر عرضة للوفاة المبكرة
- تهم “الإرهاب” الكيدية تلاحق الناشطات مناهل العتيبي وبشرى بلح ...
- هل هناك -فجوة صحية- بين النساء والرجال؟ دراسة تجيب


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - نرين حاج محمود - المرأة الأردنية بين السوبر ستار وجرائم الشرف