"هناك فرق كبير بين ما نسمعه ونشاهده في وسائل الإعلام وما يحصل حقيقة للشعب الفلسطيني على الأرض، خصوصاً ما يتعلق بجدار الفصل العنصري، الذي حول مدناً كاملة إلى سجون كبيرة ".
بهذه الكلمات وصفت إحدى أعضاء لجان التضامن الأجنبية مع الفلسطينيين وتدعى إيفا (25) عاماً لمراسل المركز الصحافي الدولي بالهيئة العامة للاستعلامات في مدينة طولكرم؛ الدافع وراء قدومها من ألمانيا إلى الأراضي الفلسطينية للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني ضد الاعتداءات الإسرائيلية بحقه، وأضافت " الشعب الفلسطيني يعاني من قمع الاحتلال غير القانوني ويجب على الناس أن يأتوا هنا لمساعدة هذا الشعب".
وقالت "إن الوقوف أمام الجدار الفاصل ورؤيته والتحدث إلى الأهالي المتضررين بسببه، حيث دمرت منازلهم أو حوصرت بينه وبين سور آخر لا يبعد سوى عشرة أمتار، يدفع لتغيير النظرة التي تحاول وسائل الإعلام الغربية رسمها وفرضها على المشاهد الأجنبي حول حقيقة ما يجري على الأرض من اعتداءات إسرائيلية".
جئنا لنرى الحقيقة واقعا
وأبدت المتضامنة إيفا إعجابها بالشعب الفلسطيني ومقاومته قائلة:" أنا معجبة بالروح الفلسطينية التي تقف دائماً ولا تستسلم وتستمر في المضي قدماً، ويجب توصيل رسالة أن الشعب الفلسطيني يتبنى نضالاً لا عنفاً ويريد أن يعيش حياته مثل أي شعب آخر، وقد جئت إلى هنا خصوصا لدعم نضال الشعب الفلسطيني، وهدفي أن أعود لبلدي بصورة مفصلة عن الحياة هنا، وألا يبقى شهداء هذا الشعب مجرد أرقام تذكر في جملة واحدة في آخر فقرة من نشرات الأخبار".
وفي لقاء آخر مع المتضامنة غريتا من مدينة لوس أنجلوس عاصمة ولاية كاليفوريا الأمريكية قالت إن ثمة دافعين لقدومها للأراضي الفلسطينية أولهما أن والد أبنائي فلسطيني ومن لاجئي 1948 وهم لايستطيعون القدوم لرؤية مسقط رأس والدهم فأتيت بالنيابة عنهم والثاني أنني أشعر بالخجل كوني أمريكية وأرى ما يفعله الأمريكيون بحق غيرهم من اضطهاد"، وأضافت "لقد أتيت لأكون شاهدة على ما يحصل للشعب الفلسطيني، ولقيت دعماً وتأييداً من عائلتي وأصدقئي اليهود والعرب ولا يوجد لدي أي أصدقاء مؤيدين للصهيونية".
متضامنون.. لا إرهابيون
وعن ردها على محاولات بعض وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية تشويه صورة لجان التضامن الدولية مع الفلسطينيين من خلال ربطها بالإرهاب قالت إيفا:" أعتقد أن هذا كله هراء، فحركة التضامن الدولي هي حركة بقيادة فلسطينية، سياستها المطلقة هي اللاعنف، وأعتقد أن هذا هو التفسير، ويوجد هنا عدد من شهود العيان الذين عملوا مع الحركة ويستطيعون قول الحقيقة عنها، وأرى أن منظمة مثل ISM -حركة التضامن الدولية- هي شوكة في حلق بعض الناس الذين يريدون إخفاء الحقائق".
في السياق ذاته قالت غريتا: "الإرهابيون الوحيدون الذين رأيتهم في الشهور التي مضت هم قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، ويجب التأكيد على أن العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيين هي دفاع عن النفس فقد قتل في أول شهر للهدنة 11 فلسطينيا في حين قتل إسرائيلي واحد لذا كم من الممكن أن تستمر في فعل ذلك دون أن تصرخ عالياً وأن تطالب بحريتك، أعتقد أن حركة التضامن الدولي هي عكس الإرهاب تماماً، فالجيش الإسرائيلي هو الذي قتلنا واعتقلنا وأبعدنا واحتجزنا ولم يسمح لنا بالدخول لذا من هو الذي يتعرض للإرهاب إذن؟".
الاعتداء الإسرائيلي طالهم أيضا
وكانت إيفا قد اعتقلت في قرية مسحة أثناء محاولتها توثيق محاولة نشطاء دوليين منع بناء المرحلة الثانية من الجدار الفاصل عبر كاميرتها.
وفي وصفها للممارسات الإسرائيلية قالت غريتا:" الحكومة الإسرائيلية نسخة مصغرة من الحكومة العنصرية التي كانت في جنوب أفريقيا مع بعض التغييرات السيئة، إنهم يرتكبون إبادة جماعية اقتصادية بحق الفلسطينيين، أما الإسرائيليون الذين التقيتهم في مجموعات السلام رائعون جداً وهم أيضاً يشعرون أن هذا يرتكب باسمهم وهم مرعوبون لما تقوم به حكومتهم".
وكانت جريتا قد جرحت جراء إطلاق النار عليها من قبل قوات الاحتلال مؤكدة على أن دورهم الحامي للفلسطينيين هو ما يجب أن تقوم به الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تستعمل الرصاص المطاطي في حال وجود أي من القوات أو ممثلي المنظمات الدولية وتستعمل الرصاص الحي في عدم وجودهم.
وأشارت المتضامنة غريتا إلى أن مجموعة من المتضامنين الدولييين ونشطاء السلام الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا قد تظاهروا قبل أسبوعين أمام الجدار الفاصل في قرية عانين وبدأوا بفتح البوابة عنوة حتى يتسنى للمزارعين الفلسطينيين الذهاب للجهة الأخرى منه وزراعة أراضيهم المصادرة وقد أصيب سبعة من المتضامنين برصاص قوات الاحتلال التي شرعت في إطلاق النيران والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع كما أصيب سبعة آخرون في الجمعة التالية في طولكرم.
وتساءلت جريتا عن ثلاثة مليار دولار من فوائد الضرائب التي تذهب لإسرائيل كل عام كمنحة من الولايات المتحة الأمريكية وقالت : "حان الوقت لنقف أمام ما تفعله الحكومة الإسرائيلية".
مشاركة فعالة
ويقوم المتضامنون الأجانب بعدد من النشاطات في كافة المحافظات التي يتواجدون بها، وفي طولكرم قام الناشطون بتنظيم العديد من التظاهرات السلمية الرافضة للجدار الفاصل والمطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالضافة إلى قيامهم بزيارات ميدانية لأسر الشهداء ومحاولة مساعدة الأهالي المهددة منازلهم بالهدم والمحتجزين على الحواجز والمشاركة في فعاليات جنازات الشهداء وإقامة مخيمات ضد الجدار الفاصل المقام في قرية دير الغصون.
ومن بين المتضامنين الأجانب المتواجدين في طولكرم الناشطة روتشيلد وفلو ونيل ورونالد، ودانيال وجميعم أمريكيو الأصل، والايرلاندية راديكا، ، ومارلين وباتريك فرنسيا الأصل وعدد من الناشطين في المنظمة من الفلسطينيين.
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
