أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين أبو السباع - الفلسفة والسياسة... ومتغيرات الترابط والانفصال!














المزيد.....

الفلسفة والسياسة... ومتغيرات الترابط والانفصال!


حسين أبو السباع

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 11:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



"يرتبط التفكير الجدلي بالتفكير الدارج بالطريقة نفسها التي ترتبط فيها الصورة المتحركة بالصورة الفوتوغرافية الساكنة، الصورة المتحركة لا تبطل الصور الفوتوغرافية ولكن تكوّن منها متوالية تبعاً لقوانين الحركة، لا ينكر الدياليكتيك القياس المنطقي، ولكن يعلمنا أن نجمع القياسات المنطقية بطريقة تقرب فهمنا من الواقع الأبدي التغير".
ليون تروتسكي
والسياسة بالمعنى اللغوي المبسط تداوله في جميع المجالات يأتي الفعل ساس يسوس بمعني ينصرف إلى معالجة الأمور، وبدأ الاهتمام بالسياسة كعلم منذ بدايات القرن العشرين.
وتأتى أهمية علم السياسة لفهم الترابط بين أجزاء العملية السياسية وما يدور في الساحة السياسية كمقدمة لاتخاذ القرار بشأن التحرك السياسي الملائم.
بينما جاءت كلمة «فلسفة» من لفظة "فيلاسوفوس" أي محب الحكمة، وهو اسم اختاره سقراط لنفسه. وصارت كلمة فلسفة تأتى في مقابل سفسطائية، كما أنها صارت شاملة لجميع العلوم الحقيقية كالفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات.
ارتبطت الفلسفة والسياسة عبر التاريخ بدءاً من أفلاطون وأرسطو، ووصولاً إلى الكندي والفارابي، ليس ارتباط العلة بالمعلول، وإنما ارتباط يسير على خطين متوازيين، باعتبار أن كلاً من المجالين يمد الآخر بمصدر معرفي يستطيع من خلال الاتكاء عليه لمواصلة العملية المعرفية، سواء أكانت سياسية أم فلسفية، وارتبطت الفلسفة ببلاط الحكام، فكما يقال يمكن التفكير في ارتباط نمط فكري محدد، وهو الفلسفة، بممارسة عملية معينة وهي السياسة، فنجد "فكراً" وممارسة لم ينفكا دائماً عن الارتباط.
ومنذ قيام الفلسفات المادية، أخذت تسير في خط مواز لأحداث الحرب العالمية الأولى، حتى ظهر التيار الهيغلي في ألمانيا كرد فعل روحي للمادية الجدلية بمنهج روحي هيغلي، وانتشر هذا المذهب الفلسفي قبل وبعد الحرب العالمية الثانية.
فالعلاقة بين الفلسفة والسياسة كما قلنا هي علاقة توازٍ، ينعكس فعل كل تيار على مرآة التيار الموازي له، فتتم حركة التأثير والتأثر، وقد ينصهر هذا التوازي في بوتقة واحدة، حينما يمارس الحاكم السياسة) المقال الفلسفي، فيقع عليه التأثير الفلسفي في الممارسةالسياسة.
على رغم أن كثيراً من الفلسفات اهتمت بتفسير قوانين الطبيعة، فمن هنا جاء الصدام مع الدين، إلا أن الماركسية نحت منحاً آخر ناحية التغيير، واعتبرت مهمتها الأساسية "تغيير المجتمع"، كما في عبارة ماكرس الشهيرة: «لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة، لكن الأهم الآن هو تغييره".
ومن هنا ظهر نوع من العداء بين الفلسفات والدين باعتبار أن الفلسفة تبحث في أصل الوجود، لكن لم تصطدم الفلسفة مع السياسة في كثير من المواقف، إلا لتهدئة الرأي العام "الشعبوي"، مثلما حدث في حادثة إحراق كتب ابن رشد مثلاً ومترجماته عن الفلسفة اليونانية القديمة، باعتبار أن التيار الديني وقتها اتهمه بالكفر والزندقة، وشاعت مقولة "من تمنطق فقد تزندق" لفترة كبيرة من الزمن.
وعلى رغم أن هناك من الفلاسفة سواء المسلمون أم غيرهم من اعتزل السياسة، فقد اقترب كثير منهم من البلاط الحاكم إلى أن أصبح للفيلسوف ارتباط وثيق بدائرة اتخاذ القرار في الدولة، وكما سبق وقلنا ان العلاقة قائمة على التجاذب حيناً والتنافر حيناً.
إلى أن وصلنا إلى الوقت الحالي وبدأ دور الفلسفة يتراجع باعتبار أنه يبحث في التفسيرات الميتافيزيقية للمتغيرات الزمانية، وعن أصل الوجود، فالعالم من الوجهة السياسية صار يسير في اتجاه أحادي نحو الرأسمالية، وأصبح الاقتصاد والسياسة يسيران جنباً إلى جنب ليس في اتجاه متوازٍ، وإنما في أنبوب واحد، فكلاهما يؤثر في الآخر سلباً وإيجاباً، وتنعكس على دفة كليهما ما تمت صناعته وتوجيهه، وتمت الأدلجة الثقافية للعالم بوجه عام لينحو هذا الاتجاه، حتى أصبحنا لا نرى أو نسمع عن فلاسفة بارزين في العصر الحديث، كما ضعفت الثقافة العربية بوجه عام، وضعفت الفلسفة العربية باعتبار أنها - أي الفلسفة- جزء من هذه الثقافة التي أقل ما توصف به أنها ثقافة مأزومة، ولم يبتعد كثيراً عن هذه الحقيقة من قال: "إن العرب ظاهرة لفظية، غير مؤثرة في إحداث التغيير الذي هو هدف الفلسفة أو الماركسية على وجه الدقة، إضافة إلى تفسير إرهاصاته وتفسير تبعاته، وصولاً إلى انهيار القيم الفاضلة، واللجوء إلى الفكر الاقتصادي العلمي القائم على المعملية البحتية، والتجربة التي لا تعرف طريقاً غير المعمل، والموضوعية التي نفتقر إليها في العالم العربي، بينما الفلسفة قائمة في الأساس على الذاتية المحضة، حتى بدا للكثيرين أن هناك تعارضاً ما بين العلم من جهة، والفلسفة من جهة أخرى، بينما في الحقيقة التعارض غير موجود، بل الطريقة التي يبحث بها الفيلسوف في قضية ما، تختلف في المنهج تماماً عن الطريقة التي يبحث بها العالم، فالعالم يبدأ من حيث انتهى من قبله، بينما الفيلسوف يبدأ من حيث بدأ من قبله، يبدأ دائماً من نقطة الصفر حتى يصل إلى نتيجة قد تتفق أو تختلف مع من جاء بعده، لكن العلم لا يوجد به إلا البحث المعملي الذي نفتقر إليه الآن على المستويات جميعها.
*كاتب وصحافي مصري
[email protected]



#حسين_أبو_السباع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الأفكار... بين هجرة الأدمغة واستيراد الإرهاب!
- المهزلة تدخل عامها الخامس... والكأس فارغة!
- التحرش الجنسي واعتبار المرأة (إنسان) من الدرجة الثانية!


المزيد.....




- قصة -الصندوق الأسود- لعصر حسني مبارك
- قواعد أميركية جديدة تدفع سائقي الشاحنات المكسيكيين لتعلم الإ ...
- عاجل | مصادر في مستشفى ناصر: 5 شهداء وعشرات المصابين بنيران ...
- طالب بـ10 مليارات دولار..ترامب يقاضي وول ستريت جورنال ومردوخ ...
- إعلام سوري.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
- -فاجعة الكوت-.. العراق يعلن نتائج التحقيق الأولية بالحريق
- قاض أمريكي يرفض دعوى ترامب ضد الصحفي بوب ودورد مفجر فضيحة -و ...
- المبعوث الأمريكي يعلن -اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف إطلاق ال ...
- السويداء.. بين المطرقة الإسرائيلية والدعم الأميركي للشرع
- إيران تعيد ترتيب أوراقها.. مؤشرات العودة إلى المواجهة


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين أبو السباع - الفلسفة والسياسة... ومتغيرات الترابط والانفصال!