أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الشيوعي - اليونان: مدرسة في المقاومة- مقابلة مع عضو القسم الدولي في الحزب الشيوعي اليوناني إليزيوس فاغيناس















المزيد.....


اليونان: مدرسة في المقاومة- مقابلة مع عضو القسم الدولي في الحزب الشيوعي اليوناني إليزيوس فاغيناس


الشيوعي

الحوار المتمدن-العدد: 583 - 2003 / 9 / 6 - 03:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اليونان: مدرسة في المقاومة- مقابلة مع عضو القسم الدولي في الحزب الشيوعي اليوناني إليزيوس فاغيناس
يطرح مناهضو العولمة شعار "إنه لممكن عالم آخر!"، فما هو هذا العالم يا ترى؟

- ثمة في الماركسية مفهوم يسمى بمركز العملية الثورية العالمية. فقد استنتج ماركس وإنجلس في حينه انتقال هذا المركز. فأية بلدان يمكنها الآن أن تتنطح لتبوئه؟

- بعد الثورة المضادة في الاتحاد السوفياتي أخذت الحركة الشيوعية في العالم كله تعاني من مصاعب. فقد تشرذمت سواء أيديولوجيا أو تنظيميا. الصراع طبعا لا يزال يخاض في بعض البلدان، وهناك حتى نتائج محسوسة لهذا النضال كفشل انقلاب العام الفائت مثلا في فنزويلا، ولكن لا يمكننا بعد أن نتحدث عن وجود مركز يقود هذه العملية.

الحزب الشيوعي اليوناني يبذل في السنوات الخمس الأخيرة جهودا لأجل صياغة استراتيجية موحدة للأحزاب الشيوعية والعمالية ضد الإمبريالية. نحن ندرك أن بين هذه الأحزاب خلافات كبيرة، ولكننا نعتقد أن إزالتها غير ممكنة من دون توضيح المواقف والتفاعل فيما بينها. ولذا بادر الحزب إلى إقامة مشروع مشترك تحت عنوان "النشرة الإخبارية للأحزاب الشيوعية والعمالية"، وكذلك موقع على الإنترنت باللغة الإنجليزية عنوانه solidnet.org، بحيث يرسل كل حزب من الأحزاب إليه وثائقه ومواده كي تصبح في متناول جمهور واسع من الناس وبالأخص الشباب. ومع تطور حركتنا مستقبلا سوف تكون هناك أشكال تعاون أخرى أكثر وثوقاً.

- هل من نية لإنشاء أممية؟

- أعتقد أن الوضع لا يتيح بعد إنشاء أممية. فالخلافات الفكرية والتنظيمية لا تزال غاية في الشدة. كما أن تنظيما كهذا لا يمكن أن يوجد من دون الاعتماد على بنى قومية قادرة. بعد ثورة أكتوبر كان لحزب البلاشفة دون شك نفوذ عالمي شامل وقدرات هائلة لا جدال فيها (أيديولوجياً وسياسيا وتنظيميا). أما الآن فليس من وجود لكل هذا. ولذا سيكون علينا أن نسير في طريق آخر، وربما كان طريقا أطول.

ومع ذلك سيجهد حزبنا بالتعاون مع باقي الأحزاب التي بينه وبينها تشابه في الأفكار لحل مشاكل العمل المشترك بغية تدعيم مواقع الحركة اليسارية. وسوف نواصل بذل الجهد لإيجاد شكل أوضح في السنوات القادمة من أشكال التنسيق والتعاون سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي. كما أن الحركة الثورية الدولية لا بد لها حاليا أيضا من بذل جهد لتأمين قيام الأحزاب الشيوعية بهجوم أيديولوجي مضاد.

- أية تيارات أيديولوجية تشكل خطرا أو توجد أكبر المشاكل خلال مسيرة تشكيل القاعدة النظرية الموحدة لمثل عملية التوحيد هذه؟

- إنها بالدرجة الأولى التيارات الإصلاحية الانتهازية والاشتراكية الديموقراطية. فالصراع الأيديولوجي بين القوى الانتهازية الإصلاحية والقوى الشيوعية الثورية يحتدم. وهناك ضرورة لتوحيد الحركة الشيوعية سياسيا وأيديولوجيا على قاعدة الماركسية اللينينية ولتعزيز الأممية البروليتارية. نظريات الشيوعية الأوروبية Eurocommunism (أي ما سمي بـ "الطريق الديموقراطي" إلى الاشتراكية" بين السبعينات والثمانينات) نرى اليوم أنها نظريات خاطئة، بل هي أضرت بحركتنا إضرارا واضحا للعيان.

ومن أوجه الضلال الخطِر الأخرى زعم أن الشيوعيين ليسوا بحاجة إلى صوغ استراتيجيتهم النضالية الخاصة بهم، وأن كل القوى اليسارية يمكنها أن تكتفي بأن تتوحد وتناضل معا من دون تفريق ما بين أحزاب شيوعية وأخرى إصلاحية. وجهة النظر هذه يتمسك بها مثلا الحزب الشيوعي الفرنسي الذي شارك عمليا في مشروع إقامة حكومات "يسار الوسط". وحتى عندما كان الحلف الأطلسي يقصف يوغوسلافيا لم ينسحب الحزب من الحكومة الفرنسية.

بعد انتصار الثورة المضادة في الاتحاد السوفياتي انتشر أيضا على نطاق واسع الرأي القائل أن الأحزاب الشيوعية لم تعد ضرورية، وأن عليها أن تحل نفسها في داخل "قوى اليسار"، أن تذوب في الأحزاب "الأعرض". هذا الرأي يكتسب اليوم مع تطور الحركة المناهضة للعولمة راهنية خاصة، إذ يواصل كثيرون طرح السؤال: "ما الداعي لكي تصوغ الأحزاب الشيوعية سياستها الخاصة بها، المستقلة، ما دام العدو واحدا وهو العولمة". إن دور الأحزاب الشيوعية في الحركة الجماهيرية يضيع ويندثر في مثل هذا النوع من التفكير.

مناهضة العولمة توحِّد قوى مختلفة. فهناك من يطرح كهدف رئيسي لنضاله مسألة تطبيق ضريبة ما كضريبة توبين. أما نحن فنعتقد أن الجوهر الاستغلالي للرأسمالية لن يتغير من جراء تطبيق ضريبة، واحدة كانت أو مائة من الضرائب، فالثورة هي وحدها تتيح لنا أن نقضي على الرأسمالية. مناهضو العولمة يطرحون شعار "إنه لممكن عالم آخر!"، ولكن ما هو هذا العالم الآخر، يا ترى؟ وكيف السبيل لنصل إلى هذا العالم الآخر؟ إنها قضية هامة وللشيوعيين موقفهم من هذه القضية وينبغي عليهم أن يعبروا عنه أينما كانوا، وفي حركة مناهضة العولمة بالذات.

وهناك في الوقت نفسه العديد من "مناهضي العولمة" المشاهير عالميا الذين يعلنون أنهم مناهضون للشيوعية وضد الصراع الطبقي ومع ما يسمى "الرأسمالية الإنسانية النزعة". هناك التصورات الاشتراكية الديموقراطية وهناك ما يسمى بحكومات "يسار الوسط" التي تقام في بلدان أوروبا، وهناك أيضا محاولات جر الشيوعيين إلى مثل هذه المشاريع كي ينكبوا على إصلاح ما في الرأسمالية، لا على القيام بالنشاط الثوري. هذا هو ما يشكل، حسب رأيي، الخطر الأشد.

ملايين الدولارات تنفق الآن على تشكيل نخبة قائدة واحدة قادرة على السيطرة على حركة مناهضة العولمة وإغراقها في مستنقع البيروقراطية وتحويلها إلى "منظمة دولية غير حكومية". ويحاول الاشتراكيون الديموقراطيون الأوروبيون من جهتهم تثبيت هيمنتهم فيها. وإذا ما عممنا ما سبق وقلناه رأينا أن قوى سياسية شتى تنشط داخل حركة مناهضة العولمة. إنها ليست حركة من خارج الأحزاب كما يحلو للبعض أن يتخيلها. ومن بين ما يبرهن برهنة إضافية على هذا ما نلحظه من مشاركة لمختلف الزعماء الحزبيين فيها بينما تترى المحاولات لاستبعاد عدد من الأحزاب الشيوعية منها. ولا يجوز هنا أن ننسى واقع أن ملتقى بورتو أليغري استبعد منه ممثلو الحركة المسلحة الكولومبية (القوى المسلحة الثورية في كولومبيا) وبعض المنظمات الأخرى فقط لأن أسماءهم وردت في "القائمة السوداء" الأميركية.

إن جعل الصراع الطبقي صراعا أمميا والقيام بالنشاطات معا والتضامن الدولي ليست بالأمور الهينة، ولا يمكن أن تتحقق فقط بواسطة تحركات دولية جديدة في شكل "اجتماعات مقابلة" لاجتماعات كبار هذا العالم. لماذا لا يعار اليوم مثلا الاهتمامَ الكافي موضوعُ تنسيق الإضرابات وغيرها من أشكال النضال الأكثر ديناميكية في فرع اقتصادي ما أو على صعيد منطقة أو على الصعيد الدولي؟ لماذا لا يمكن القيام بتحركات تضامن جماهيرية مع المناطق التي تتعرض مباشرة للعدوان العسكري؟

إن من غير الممكن أن يكون المقصود هنا أحزابا من مختلف البلدان بصورة مجردة، ومن دون استناد إلى مواقعها الطبقية، ومن دون أن يؤخذ في الحسبان المستوى الواقعة عليه الحركة العمالية ومدى قدرتها على تكوين تحالفات مع ممثلي الفئات الشعبية الأخرى على قاعدة أهداف ومطالب مشتركة. إن الإمبريالية سياسة طبقية، ولا يمكن لبنية الحركة اليسارية أن تكون تالياً بنية لاطبقية.

- لأجل انتخاب شيوعي واحد يلزم ما يقرب من 35 ألف صوت. فما هي نسبة الأصوات التي تحصلون عليها في الانتخابات عموما؟

- 5,5 بالمائة في الانتخابات اليونانية، وما يقرب من نسبة 8 بالمائة في انتخابات البرلمان الأوروبي. لحزبنا 11 نائبا من أصل 300. ولو أن النظام الانتخابي في اليونان كان يعتمد النسبية، لكان لنا في البرلمان اليوناني من 7 إلى 8 نواب أكثر مما لنا الآن، ولكن عندنا ما يسمى "النظام النسبي المقوى"، وهو نظام الهدف منه تشكيل "حكومة قوية". بهذه الطريقة تسرق الأصوات من درب الحزب الثالث، الحزب الشيوعي. فيحصل أن الشيوعي الواحد بحاجة كي ينتخَب نائبا إلى 35 ألف صوت، فيما يحتاج المرشح اليميني أو الاشتراكي الديموقراطي إلى 18 ألف صوت فقط. إنها الديموقراطية يا صاحبي... لدينا أيضا 3 نواب في البرلمان الأوروبي.

الهدف الرئيسي لحزبنا هو طبعا العمل مع الجماهير وليس الدسائس السياسية. نحن نناضل ضد مفاهيم "التعاون" الطبقي و"الوفاق" الاجتماعي بين المستغِلين والمستغَلين، هذه المفاهيم التي تطرحها الأحزاب البرجوازية الإصلاحية والانتهازية. فالقوة المحركة للمجتمع في صيرورته هي الصراع الطبقي، ونشاطنا البرلماني يجب أن يكون لأجل تعزيز هذه القوة. وإن حزبنا يلعب دورا رياديا في تحركات العمال والفلاحين وصغار المستثمرين ومتوسطيهم في اليونان. فالحزب الشيوعي اليوناني، القوة الثانية من حيث نفوذه في الحركة النقابية العمالية اليونانية، حصل مثلا في المؤتمر الأخير للاتحاد العمالي اليوناني، من خلال جناح القوى الطبقية في النقابات، على أكثر من 20 بالمائة من المندوبين. ويساند الشيوعيون حاليا جبهة الكفاح العمالية (PAME) التي تضم عددا من النقابات الفرعية والمناطقية والقاعدية يقف مواقف طبقية. (يتبع)


 

- حدثنا، من فضلك، عن نشاط حزبكم.

- الحزب الشيوعي اليوناني يسعى إلى معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للطبقة العاملة وغيرها من الفئات في المدينة والريف. الآن تجري إعادة هيكلة رأسمالية في العديد من بلدان أوروبا الغربية، إذ تقلص المعاشات التقاعدية ويرفع سن التقاعد، ويلغى نظام الضمان، ويضحي التعليم والصحة وغيرهما مسرحا للتجارة. كل هذه المشاكل يمكن حلها في صالح الكادحين إذا ما أقيم في البلاد اقتصاد شعبي تؤمم فيه وسائل الإنتاج الأساسية ويستند إلى التخطيط المركزي والرقابة العمالية.

من البديهي أن اقتصادا كهذا يحتاج إلى أن تنتقل السلطة إلى أيدي الشعب. ونحن لا نخفي عن الآخرين أن هذا هو الطريق إلى الاشتراكية، وإن كنا لا نطالب باقي حلفائنا بأن يقبلوا شعارات الثورة. (فهم لو قبلوها لباتوا شيوعيين، لا حلفاء للشيوعيين). أما مفهوما "الاقتصاد الشعبي" و"السلطة الشعبية" فيمكن أن يصبحا مثابة شعارين توحيديين لأجل إنشاء جبهة عريضة من القوى الديموقراطية المناهضة للإمبريالية والاحتكارات في اليونان تساعد على انسحاب البلد من الحلف الأطلسي ومن الاتحاد الأوروبي، وإعتاقه من قيود كل التنظيمات الإمبريالية. ونحن نعتقد أن تشكيل جبهة كهذه يمكن أن يفسح المجال أمام الاشتراكية في بلادنا.

- بحسب علمي، أنتم لا تذيعون على الملإ عدد أعضاء حزبكم؟

- كيف يمكننا أن نعلن على الملإ عدد أفراد حزبنا ما دمنا نعلم ن الدولة البرجوازية وأجهزتها ترقب نشاطنا وتعد العدة لاتخاذ إجراءات مضادة؟ فليعدّوا هم أنفسهم.

ولا بد أيضا من أن نأخذ في الحسبان أن الحزب الشيوعي كان محظورا حتى العام 1974 في اليونان. وقد اجتاز الحزب الشيوعي اليوناني الحرب الأهلية ومرحلة طويلة من الملاحقات بعد هزيمة الجيش الديموقراطي اليوناني. وعندما سقطت دكتاتورية "العقداء السود" لم يرح رفاقنا ينتظرون من الحكومة البرجوازية الجديدة أن تشرّع نشاط الحزب الشيوعي، بل هم فقط خرجوا من السر إلى العلن وفتحوا أبواب المكاتب الحزبية وأصدروا جريدة وراحوا ينشطون جهاراً. في ظل ظروف كهذه سيعتبر الشعب محاولة منع نشاط الحزب الشيوعي من جديد مثابة بروز دكتاتورية جديدة.

كثر هم رفاقنا الذين عانوا خلال سني القمع والتنكيل، وهناك مثلا بعض من عمال المؤسسات الخاصة لا يزال إلى الآن عازفاً عن الجهر بعضويته في الحزب. غير أننا من جهة أخرى لم نخف يوماً وجوهنا في التظاهرات. ولئن وجب لأحدهم أن يراعي نظام السرية فإنه، بالتوافق مع الحزب، لا يخرج أصلا إلى التحركات الشعبية. ولماذا أنتم تتلثمون في خلال التظاهرات؟

- هذه الموضة درجت عندنا خلال السنوات الأخيرة، وهي في رأينا غير مبررة. فإذا قبض عندكم على أحد ما تحتلون المباني الحكومية وتجلسون فيها إلى أن يطلق سراح جميع الموقوفين. أما نحن فليس هذا الأمر متاحاً لنا، إذ يمارس نهج الاحتجاز والضرب انتقائيا لكل من يقود التظاهرات. زد على ذلك أن القناع يصعّب عليهم التعرف إلينا. كثيرون يعتبرون أن "لعبة التوتير" شرط ضروري لتتحدث عنك "نشرات الأخبار". إن اهتمام الصحافة بمثل هذه الأحداث يدفع الشبيبة إلى التصادم مع الشرطة.

- في هذا السياق أريد أن أحذركم من أن رجال الأجهزة قادرون على النفاذ والتسلل بسهولة متناهية إلى التنظيمات اليسارية. فيكفي أن يكون هناك بضعة من الاستفزازيين ليتم تنفيذ هذا! نحن نسعى في كل التظاهرات الكبرى إلى لجم أية محاولة لرمي أو حرق شيء ما. فمن المعلوم أن هذا تستفيد منه وسائل الإعلام لعرض واجهة محطمة أو مشاجرة صغيرة بدلا من عرض طوابير المتظاهرين المؤلّفة.

في 17 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام نقيم مهرجانا ضخما مناهضا للإمبريالية ومسيرة من عند معهد البوليتكنيك حتى السفارة الأميركية إحياء لذكرى أولئك الشبان الذين وهبوا حياتهم من أجل إسقاط الدكتاتورية (17 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1973 هو يوم انتفاضة طلاب معهد البوليتكنيك). وممثلو الولايات المتحدة يرسلون منذ زمن بعيد الشكاوى الرسمية مطالبين بوقف هذه المهرجانات الحاشدة ويقولون: "أما كفى؟! أجل، لقد أخطأنا وساندنا الدكتاتوريين، ولكننا الآن مع الديموقراطية!" (:. الحكومة حاولت في مرحلة ما أن تمنع المهرجان، غير أننا أعلنّا أننا سوف نقوم بها مهما كان. لبضع سنوات خلت جرت حادثة من هذا القبيل. مجموعة من بضع مئات من "الفوضويين" الملثمين بالقناعات احتلوا عشية السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر مبنى معهد البوليتكنيك وتسببوا هناك بحريق. لقد كان ذاك استفزازا واضحاً يرمي إلى إحباط تنظيم المهرجان المعهود. فقررنا بالتعاون مع تنظيم الشباب الشيوعي اليوناني وكذلك مع النقابات العمالية والطلابية وضع مبنى معهد البوليتكنيك تحت الحراسة. طوقناه وسيطرنا عليه و... عثرنا مع بعض الفوضويين هؤلاء على بطاقات شرطة. ما أروع المنظر: شعر طويل وثياب ممزقة و...بطاقة شرطي!! بعد تلك الحادثة تتم حراسة مبنى معهد البوليتكنيك في أيام ذكرى الانتفاضة من قبل مجموعة من العمال والطلاب.

وإليك حادثة أخرى: في خلال تظاهرة الأول من أيار/مايو العام الماضي رحنا في مسيرة انطلقت من الساحة المركزية إلى السفارة الأميركية تضامناً مع شعبي فلسطين والعراق. وقد لاحظت مجموعة العمال والطلاب والمسيرة لا تزال في الساحة المركزية أن ثمة 3 أشخاص في مظهر مدنيين. وعلى مقربة من السفارة الأميركية راح أحدهم يحاول التسلل إلى صفوف المتظاهرين، وكان من البديهي أن تقبض المجموعة عليه. ولدى الإمساك به أخرج مسدسا. إلا أن حراس المسيرة نزعوا سلاحه وانتزعوا منه بطاقة طلابية وبطاقة شرطي. فقط بعد أن اعترف رجال الشرطة بأنه مدسوس من قبلهم تم تسليمه مع سلاحه ومستنداته الثبوتية إلى المخفر. غير أن الشرطة لم تجب عن السؤال: "ماذا كان هذا الشرطي في ثياب "مدني" يعدّ من استفزازات؟

إن كل هذه "الثورجية" المفرطة يمكن أن تتحول بسهولة إلى استفزاز ما لم تكن ثمة مقاومة فعلية لها تكمن في النضال يوميا دفاعا عن حقوق الشغيلة من أجل أن يعي الناس مكانهم في المجتمع ويكافحوا من أجل تغييره.

- عندكم فرقة حراسة رائعة. وإني أذكر فيلم الفيديو حول جبهة الكفاح العمالية (ناميه): في الصفوف الأولى للمتظاهرين سلسلة متضافرة من الشبان الرياضيين الذين يحملون هراوات ضخمة ثبِّتت على رأس كل منها قطعة صغيرة من القماش الأحمر مثابة العلم. فهل كل التظاهرة عندكم يطوقها شباب الحراسة أمثال هؤلاء؟

- أجل، فهم يحرسون المتظاهرين من المستفزين ومن الشرطة. شبان الحراسة يكوّنون مجموعتهم رأساً لحظة بدء التظاهرة. فليست ثمة فائدة من تشكيل مجموعة دائمة ما دام ليس هناك وضع ثوري.

أفعل وسائل الدعاية التحدث مباشرة إلى الناس.

- حدثنا من فضلك عن العمل الدعائي التحريضي في حزبكم.

- الحزب الشيوعي يصدر جريدة يومية اسمها "ريزوسباستيس" أي "الراديكالي"، وله إذاعته "902 إلى اليسار" التي تغطي في بثها كل أراضي اليونان.

- ولماذا اسم "902 إلى اليسار"؟

- لأنها تبث برامجها على الموجة 902، من الجهة اليسرى لسلّم الموجات القصار. وهناك أيضا محطة تلفزة، إلا أنها لا تبث برامجها إلا في حدود مدينة أثينا وبضعة من المدن الكبرى الأخرى. غير أن أفعلَ وسيلة في الدعاية تبقى التحدث شخصيا إلى الناس وتوزيع المنشورات ومناقشة قضايا ما ملموسة. وثمة أشكال تحريض أخرى مثل جمع الأصدقاء المتعاطفين معنا. كما تلعب المهرجانات الحاشدة دورا هاماً. فقد تبين لنا مثلا أننا قمنا خلال السنة الأخيرة وحدها في وسط اليونان بما يقرب من 600 نشاط. أي أننا نستخدم أشكال النشاط السياسي الصريحة. ولاتحاد الشبيبة الشيوعي جريدته الشهرية، غير أن التواصل الشخصي يبقى الأهم مع ذلك. من الطبيعي أن المرء الذي يريد شرح أهدافنا عليه أن يفهمها هو جيدا. مستوى الإعداد الفكري لكوادرنا على تفاوت، فثمة كثيرون يضطرون إلى العمل في "شغلتين"، فلا يبقى لهم متسع من الوقت ليطوروا أنفسهم من الناحية النظرية. ولكن محاضرات تتلى عندنا على أعضاء الحزب وهناك مدارس حزبية تتعمق فيها الكوادر الحزبية أكثر في دراسة الفلسفة والاقتصاد السياسي. ولاتحاد الشباب الشيوعي أيضا مدارسه.

 



#الشيوعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الشيوعي - اليونان: مدرسة في المقاومة- مقابلة مع عضو القسم الدولي في الحزب الشيوعي اليوناني إليزيوس فاغيناس